Please or التسجيل to create posts and topics.

المواقف المحرجه

المواقف.المحرجة.وأثرها.النفسي

✉️ #السؤال :

تحية طيبة :

أعاني من كثرةِ المواقف المُحرجة يوميًّا مع الآخرين ، وقد اكتشفتُ أنَّها كلها نتيجة سوء تصرُّف مني ، فالسؤالُ : كيف أقلِّل من تعرُّضي لهذه المواقف؟ وكيف أخفِّف من نتاج الألم النفسي عند تذكرها؟

وشكرًا لاهتمامكم ورقيكم

📋 #الجواب : 

أخي الكريم ، السلام عليكم ورحمة الله - تعالى - وبركاته.

نرحِّب بك أخي الفاضل ، ونشكر لك رأيَك الكريم ، ونسألُ الله - تعالى - أن يَجعَلَنا عند حُسن ظنِّكم ، وأن يُعينَنا على تقديم العون والنُّصح المرجو ؛ إنَّه - تعالى - سميعٌ مُجيب. 

إنَّ التنبُّه إلى أسبابِ المشكلة هو أمرٌ مُهِمٌّ ، وخُطوة أولى في طريق الحل ، كما أنَّ الإقرارَ بالخطأ والاعتراف به شجاعةٌ تُحسب لصاحبها ، وفضيلة حثَّ عليها ديننا الحنيف ، وسِمَة من سِمَات الشخصية السوية ، وأرى - أخي الكريم - أنَّك قد خطوتَ هذه الخطواتِ الإيجابية ، والحمدُ لله تعالى.

في مَقدورك الحدُّ من المواقف المحرجة اليومِيَّة تدريجيًّا ، عن طريق المراجعة الذَّاتِيَّة، والاستقراء المتعمق للسلوك الفعلي واللفظي ، الذي قمت به في جميعِ ما تذكره من المواقف المحرجة السابقة ، ثُمَّ اعمل على تصنيف أنواعِ هذه السلوكيات، فقد يدخُل بعضها ضمنَ الغضب السريع ، وقد يكون بعضها ؛ بسبب عدم صياغةِ جمل الحوار بشكلٍ سليم ، أو قد تكون بسبب التسرُّع في إبداء الرأي ، وما إلى ذلك من صفاتٍ تُفصح عنها سلوكيات معينة.

وبعد تحديد واكتشاف تلك الصفات التي تشكل أسبابَ السلوك السلبي ، يُمكنك عندها - أخي الكريم - العمل على تغيير تلك الصِّفات إلى ما يُقابلها من صفاتٍ إيجابية ، مثل : تغيير سِمَة الغضب إلى الحلم ، والتلكُّؤ في صياغةِ الجمل السليمة إلى حُسن الحديث واللباقة ، وتغيير التسرُّع في إبداء الرأي إلى التفكُّر والتأني قبل إطلاق الرأي... وهكذا.

وكلُّ هذا يأتي بالتعلُّم ، كما أشار نبينا الكريم - عليه الصلاة والسلام - وتؤكد عليه النظرية السلوكية في عِلْمِ النفس ، وبعد أنْ ترصد السلوكَ الخاطئَ تَخيَّل أنَّك تقوم بالسلوك الصحيح (بعد أن تقوم بتحديده) ، ثم كرِّر في مُخيلتك قيامَك بذلك ؛ حَتَّى يتمَّ تبنِّيه في نفسك ، وعندما تقوم بهذا السلوك الإيجابي في المواقف الحقيقية، اعمل على مُكافأة نفسك بما تهوى مما هو مَقبول وشرعي ، وبذلك تترسخ ذكرى جميلة في ذاكرتك ترفعُ من نظرتك لذاتِك ، وتدفعك إلى تَكرار ذلك في المواقف المشابهة القادمة. 

أمَّا عن كيفِيَّة تَخلُّصك من الألم النفسي ، الذي يُسببه تذكرك ومُراجعة الموقف المحرج في نفسك ، فأنصحك - أخي الكريم - أنْ تستحضرَ في نفسك عند مُراجعتك له التفكيرَ في قناعاتٍ حقيقيَّة وواقعية بأَنَّ الخطأ أمرٌ لا يُمكن أن يتجاوزه أيُّ إنسان ، مهما علت مرتبتُه ، وأنَّ إصرارَ المخطئ على تصحيح ما بدر منه هو مصدرُ قوة له ، وهو علاج حقيقي لهذا الألَم النفسي. 

فلومُ النفسِ هو أمرٌ مُهِمٌّ في عملية #تصحيح المسار ، لكن (جَلْد الذات) هو أمر لا يأتي بالنفع على صاحبه ، بل يعوقه عن التصحيح السليم ، ويتوافق هذا الرأي تَمامًا مع حديثِ نبينا الكريم محمد - صلى الله تعالى عليه وسلم - حين أكَّد أن كل ابن آدم خطَّاء ، وأنَّ خير الخطائين التوابون.

كما أنصحك - أخي الكريم - حين تَجتاحك موجة الألم النفسي عند تذكُّرك هذه المواقف ، أن تستبدل بتذكُّرك لتفاصيل الموقف المحرج عقدَ العزم على تصحيح سلوكك في المواقف المشابهة القادمة ؛ لتُدْخِلَ إلى نفسك التفاؤل بالغد الذي يُعينك أيضًا على التغيير. 

وأخيرًا : أختم - أخي الكريم - بالدُّعاء لله - تعالى - أنْ يُغيِّر حالَك إلى خير حال ، ويصلح شأنك كله ، إنَّه تعالى سميع مجيب

 

mohammed barakat
escort çankaya istanbul rus Escort atasehir Escort beylikduzu Escort