متعة التعلم المبهج واساسياته في المدرسة تعني التعلم، والتعلم يجب أن يكون ممتعًا دائمًا.

لا أقصد هنا أن يتحول التعلم إلى اللعب بعيداً عن الجدية، ولا أقصد تخفيف الموضوعات والمناهج الدراسية واستبدالها بأنشطة مسليّة لمجرد “إضافة” المتعة.

أنا أتحدث عن فن استخراج المتعة من التعلم، حيث لا تخلو مادة من المواد التي ندرسها في المدرسة من عنصر الإدهاش، فلماذا لا يتحول دورنا أثناء التخطيط للتعليم إلى اكتشاف هذا العنصر في كل درس وإبرازه وإعطائه دوراً محورياً في التعلم.

متعة التعلم المبهج أعتقد أن العديد من أطفالنا يجدون متعة كبيرة في سنينهم المدرسية الأولى حيث أن التعلم يرتبط عندهم بالفرح والمتعة، ويبقى السؤال كيف نعزز هذه الروح، ونبقي على هذا الحماس في سنوات المراهقة؟ وحتى لما بعد ذلك في الحياة الجامعية؟

من يعارض أن تكون رحلة التعلم مرتبطة بالمتعة والشغف بدل أن ترتبط بالدرجات والضغط النفسي والإرهاق العائلي؟

إذا كان طلابك لا يستمتعون بالتعلم، فإن فرصهم في الاحتفاظ بمعرفة اليوم، وكذلك التعطش لمزيد من المعرفة أثناء نموهم، ستتضاءل بشكل كبير.

إذا كنا حريصين على إنشاء جيل يحب التعلم والتفكير النقدي واستكشاف المفاهيم والمشاركة في المناقشة والاستماع إلى الأفكار، فيجب علينا كآباء ومعلمين مساعدتهم على عيش متعة التعلم .

المبادئ الأساسية ليكون التعلم ممتعا
الموجه التربوي

متعة التعلم المبهج والمبادئ الأساسية

أولاً- المعلم محرك مشاعر وليس مدير مصنع..

إن عقولنا مبنية على التعلم بطريقة خاصة، ففي كتاب (الاستراتيجيات القائمة على الأبحاث لإثارة تعلم الطلاب ) يقول :

“إن فهم كيفية معالجة الدماغ للمعلومات في عملية التعلم، وما تحتاجه أدمغة الطلاب من أجل التعلم بشكل أكثر فاعلية، يوفر لك مفاتيح لتوسيع استراتيجياتك في التعليم والتعلم.”

عندما يبدأ الدرس بروح الدعابة، يكون هناك المزيد من التنبيه العصبي، حيث يستجيب جسم الإنسان بشكل إيجابي للضحك بإفراز الإندورفين و الإبينفرين (الأدرينالين) والدوبامين وهذا ما يساعد على رفع مستوى التركيز والانتباه عند الطلاب.

وحقيقة يحدث التنشيط الأمثل للدماغ عندما يكون الطلاب أثناء التعلم في حالة عاطفية إيجابية، أو عندما تحمل المعلومات التي يتم تعلمها معنى شخصيًا لهم، أو ترتبط باهتماماتهم، أو تثير دهشتهم، وهذا ما يجعلهم يخزنون المعلومات بفاعلية أكبر في الذاكرة.

إن الضغط في التعليم والتركيز على درجات الاختبارات والإجابات المثالية دون السماح بلحظات من الفكاهة والضحك، ودون السماح بالمرونة والتعبير عن أفكار الطلاب الخاصة، يؤدي إلى نتائج عكسية للتعلم بالشكل الذي يحول الطلاب إلى آلات في مصنع يديره المعلم!

ثانياً- الرحلة من عقلية “أنا” إلى عقلية “نحن”

يكتسب الطالب أثناء التعلم العديد من المهارات إلى جانب المعرفة العلمية، وهذه المهارات هي التي تهيؤه لخوض سوق العمل بعد انتهاء رحلته المدرسية، مثل مهارات التواصل والاتصال والتفكير الناقد وحل المشاكل، لذلك لابد أن يركز التعليم على الأنشطة والمشروعات الجماعية التي يعمل فيها الطلاب كفرق عمل، ويتقاسمون المهام وينتقلون من نظريات المعرفة إلى اختبارها على أرض الواقع.

وعادة فإن ما يتعلمه الطالب من مهارات خلال هذه الأنشطة تبقى مرافقة له طيلة حياته، لذلك من المفيد أن يركز المعلم على الأنشطة الجماعية التي تنقل الطالب من عقلية “الأنا” إلى عقلية “نحن” وتجعل الخبرات التعلمية ذاتية عند الطالب.

ثالثاً- دعه يعيش فرحة “لقد وجدتها”..

متعة التعلم فيها يصغي كلّ منا لما يثير اهتمامه ويجيب على تساؤلات شغلت فكره، لذلك فإن الدرس لابد أن يبدأ بطرح مشكلة من الحياة اليومية للطالب..

وأن تكون قوانين الرياضيات والفيزياء عبارة عن استنتاجات يصل لها الطالب بعد مناقشة وحوار حول مشكلة واقعية، إلى أن يعلنها بصوت أرخميدس “لقد وجدتها..”

كما أن التعليم  يتضمن العديد من التحديات الهندسية التي تنمي عند الطالب مهارات التفكير الناقد ومهارات حل المشاكل إضافة لتركيزه على العمل الجماعي، لذلك من المفيد أن يطلع المعلم على هذه التحديات ويمارسها مع طلابه، وينقل المعرفة العلمية أثناء نقاشات التحدي،

ومن المفيد معرفة أن أولياء الأمور في المنزل يستطيعون تطبيق هذه التحديات ومشاركة أفراد العائلة فيها وبإمكانهم البحث عنها تحت عنوان (STEM at home).

رابعاً- القواعد هي أمور غير هامة ننشئها لأجل حماية الأمور الهامة في حياتنا

متعة التعلم المبهج فيها لدينا صورة ذهنية لفصل منضبط يتلقى تعليماً تقليدياً يعلو فيه صوت المعلم فقط، وفصل تسوده الفوضى تعلو فيه أصوات الطلاب وضحكاتهم..

ونحن هنا لنقول أنه لن تتحقق متعة التعلم مالم يكن هناك إدارة صحيحة وصحية للفصل الدراسي، لذلك لابد من توفر القواعد الصفية التي يتفق عليها المعلم مع طلابه والتي تتضمن آليات الإجابة والعمل الجماعي وطرح الأسئلة وتنفيذ الأنشطة.

ذكر طلابك أن كرة القدم كما هي مليئة بالحماس، فهي تتبع قواعد صارمة في اللعب لا يمكن لأحد كسرها أو تجاهلها، لذلك فإن اتباع القواعد يسير جنباً إلى جنب مع الإبقاء على شعلة الحماس والإبداع في الفصل الدراسي.

خامساً- الفصل الدراسي سوق للاستثمارات

عندما تنظر لطلابك في الفصل أنت أمام تنوع كبير في الهوايات والاهتمامات والتوجهات، لذلك لابد أن تعطي نفسك فرصة للتعرف عليهم عن قرب، حتى تعرف كيف وأين ومتى تحرّك المحرّك المناسب لكل منهم وتشعل فيهم جذوة الحماس لما تطرحه من أفكار.

استثمر موهبة التصميم عند أحد الطلاب في تصميم إعلان عن الدرس القادم، واستثمر موهبة الإلقاء عند الآخر في التمهيد الجاذب للدرس، وموهبة الفن في رسم أحجية عن عنوان الدرس، كما يمكنك استثمار مشكلة يعرضها أحد الطلاب في فتح حوار تديره لخدمة الدرس،

هذا ما سيجعل الطلاب يشعرون أن هذا الدرس يعنيهم وهم المسؤولون عنه وعن نجاحه.

سادساً -اكسر الجليد دوماً

أثناء سير الدرس كلما لاحظت أن البرود بدأ يعم الفصل الدراسي وأنك بدأت تفقد حماس الطلاب، سارع مباشرة إلى كسر الجليد وذلك بأن تقف فجأة عن المضي في درسك وتطلب منهم القيام معاً ببعض التمارين الرياضية، أن تعرض عليهم لعبة بسيطة هادفة.

ليس المهم أن تؤدي الدرس، بل “كيف” تؤدي الدرس، لذلك لا ضير من التوقف لدقائق حتى تشعل الحماس من جديد، ويعاود الطلاب رحلتهم معك.

التعلم المبهج لا يقدر بثمن
متعة التعلم وبهجته

متعة التعلم المبهج لا يقدر بثمن، حتى في حالة التعلم عن بعد

متعة التعلم المبهج فيها أحد الأسباب التي تجعل المعلمين بارعين في خلق بيئة تعليمية ممتعة هو أنهم يسعدون كثيرًا بالتعلم، لا بل أنهم يعتبرون التعليم مبدأ وقضية يعيشون لأجلها .

لذلك عندما يغيّر المعلم نظرته إلى التعليم من “مهنة” إلى “إلهام”، سيعيش مع طلابه متعة التعلم سواء كان في الفصل الدراسي أم عن بعد.

وعلى الرغم من بعض التحديات التي يقدمها التعليم عن بعد، فما يزال أمام المعلم الشغوف الكثير ليقدمه مع طلابه عبر التعلم الافتراضي.

وهذا يتطلب من المعلم بشكل أساسي أن يصبح متعلماً ويتعرف على عالم التقنية وما يحتويه من أسرار ويعيش شغف التعرف على الجديد في عالم التعليم عن بعد، ومن المؤكد أنه سيشعر بالفرح الغامر عندما يجد ضالته فيعلنها (لقد وجدتها) .

تتيح الكثير من برامج المحاكاة و برامج الواقع المعزز و الواقع الافتراضي والمختبرات الافتراضية، تتيح الفرصة أمام المعلم ليبدع في تقديم تجربة ممتعة عن بعد ستجعل الطلاب يقفزون في بيوتهم حماساً ويشعرون بمعلمهم وحماسة عن قرب.

طرق لجعل التعلم أكثر متعة
التعلم اكثر متعة


 متعة التعلم المبهج وطرق تجعلها اكثر متعة

متعة التعلم المبهج واساسياته فيها أتذكر عندما كنت طفلا ورياض الأطفال كان وقت للعب وتعلم ربط حذائك؟ حسنا ، لقد تغير الزمن ويبدو أن كل ما نسمعه اليوم هو المعايير الأساسية المشتركة وكيف يدفع السياسيون الطلاب ليكونوا “جاهزين للكلية”. كيف يمكننا أن نجعل التعلم ممتعًا مرة أخرى؟ فيما يلي عشر طرق لمساعدتك على إشراك الطلاب وجعل التعلم ممتعًا.

  1. إنشاء تجارب علمية بسيطة

إن دمج أي شيء عملي هو طريقة رائعة لجعل التعلم ممتعًا! جرب هذه التجارب العلمية البسيطة التي ستخضع للطلاب لاستكشاف الكثافة والطفو ، أو تجربة أي من هذه التجارب العملية الخمس. قبل استخدام أي من هذه المفاهيم ، استخدم منظم رسومي لجعل الطلاب يتكهنون بما يعتقدون أنه سيحدث خلال كل تجربة يقومون بها. 

  • اسمح للطلاب بالعمل معاً كفريق

كان هناك بحث مستفيض حول استخدام استراتيجيات التعلم التعاوني في الفصول الدراسية. يقول البحث أنه عندما يعمل الطلاب معًا ، يحتفظون بالمعلومات بشكل أسرع وأطول ، ويطورون مهارات التفكير النقدي ، بالإضافة إلى بناء مهارات الاتصال لديهم. تلك المذكورة هي مجرد عدد قليل من الفوائد على التعلم التعاوني على الطلاب. إذن كيف يعمل التعلم التعاوني؟ ما هي بعض الاستراتيجيات الشائعة المستخدمة في الفصل؟

  • دمج الأنشطة العملية

متعة التعلم المبهج واساسياته فيها الأنشطة العملية هي طريقة ممتعة للطلاب للتعلم. هذه الأنشطة الأبجدية ليست فقط لمرحلة ما قبل المدرسة. هنا سوف تجد خمسة أنشطة أبجدية عملية يمكنك استخدامها في مراكز التعلم الخاصة بك. وتشمل الأنشطة: ABC’S هي كل شيء عني ، التسلسل المغناطيسي ، والاتجاهات الأبجدية ، وسحر الأبجدية ، وسر الغموض. 

  • امنح الطلاب استراحة في الدماغ

طلاب المرحلة الابتدائية يعملون بجد كل يوم وهم يستحقون استراحة صغيرة. بالنسبة لمعظم المعلمين ، من السهل أن ترى متى كان لدى طلابك ما يكفي وهم في حاجة إلى الالتقاط السريع. أظهرت الأبحاث أن الطلاب يتعلمون بشكل أفضل عندما يكون لديهم استراحة دماغية طوال اليوم الدراسي. ما هو بالضبط استراحة الدماغ؟ تجد هنا. 

  • الذهاب في رحلة ميدانية

ما هو أكثر متعة من رحلة ميدانية؟ تعتبر الرحلات الميدانية طريقة رائعة للطلاب لتوصيل ما يتعلمونه في المدرسة ، مع العالم الخارجي. فهم يحصلون على عرض عملي لكل شيء تعلموه في المدرسة ، ويصلون إلى توصيل ما تعلموه ، وما يرونه في المعرض. فيما يلي 5 أفكار ممتعة ومثيرة لرحلة ميدانية تعليمية لفصلتك في المرحلة الابتدائية. 

  • جعل مراجعة الوقت المرح

عندما يكون طلابك هنا عبارة “إنه وقت المراجعة” قد تسمع بعض التنهدات والأوان. يمكنك تحويل تلك الآهات إلى ابتسامة إذا كنت تجعلها تجربة تعليمية ممتعة. إليك عينة من أهم 5 أنشطة مراجعة لتقديمها إلى طلابك:

جدار الكتابة على الجدران استراتيجية الاستعراض 3-2-1 الممارسة بعد ذلك الانتقال إلى الأمام من الفصل اغرق او اسبح

  • تكنولوجيا غير صحيحة في الدروس

التكنولوجيا هي طريقة رائعة لجعل التعلم ممتعًا مرة أخرى! أظهرت الأبحاث أن استخدام التكنولوجيا في الفصل الدراسي يمكن أن يزيد من تعلم الطلاب ومشاركتهم. على الرغم من أن استخدام أجهزة العرض وأجهزة الكمبيوتر المكتبية يمكن أن تسهل اهتمام الطلاب ، إلا أنها قد تصبح شيئًا من الماضي. تقدم أجهزة Apple’s و iPad و iPhone تطبيقات Classroom التي يمكن أن تلبي جميع احتياجات الطلاب التعليمية. 

  • إنشاء مراكز تعليمية ممتعة

سيكون أي نشاط يجذب الطلاب للعمل معًا والتحرك في مكان ممتع. إنشاء مراكز تعليمية ممتعة تمنح الطلاب فرصة الاختيار ، مثل Daily 5. أو المراكز التي تسمح لهم باستخدام أجهزة الكمبيوتر أو أجهزة iPad.

  • علم إلى قدرة الطلاب

مثل معظم المعلمين ، ربما تعرفت على نظرية الذكاءات المتعددة لدى Howard Gardner عندما كنت في الكلية. تعلمت عن ثمانية أنواع مختلفة من الذكاء التي توجه الطريقة التي نتعلم بها ونعالج المعلومات. استخدم هذه النظرية لتعليم قدرة كل طالب. هذا سيجعل التعلم أسهل بكثير للطلاب ، وكذلك الكثير من المرح!

10-  حدد قواعد صفك

متعة التعلم المبهج واساسياته فيها الكثير من القواعد والتوقعات يمكن أن تعوق التعلم. عندما تشبه بيئة الفصل الدراسي المعسكر التدريبي ، فأين كل المتعة؟ اختر 3-5 قواعد محددة وقابلة للتحقيق. تقدم لك المقالة التالية بعض النصائح حول كيفية تقديم قواعد صفك ، ولماذا من الأفضل الحصول على عدد قليل فقط. 

تابع معنا المقالات الأخرى على الموجه التربوي

One thought on “متعة التعلم المبهج وأساسياته

  1. يقول Sally:

    فعلا رائع

Comments are closed.

error

يمكنك متابعتنا ووضع لايك .. ليصلك كل جديد