ما المقصود بالتدريس التكاملي؟

التدريس التكاملي نظام يؤكد على دراسة المواد دراسة متصلة ببعضها البعض لإبراز العلاقات واستغلالها لزيادة الوضوح والفهم، وهو يعد خطوة وسطى بين انفصال هذه المواد وإدماجها إدماجاً تاماً

ويعرف التكامل أيضاً: بأنه تقديم المعرفة في نمط وظيفي على صورة مفاهيم متدرجة ومترابطة تغطي الموضوعات المختلفة دون أن تكون هناك تجزئة أو تقسيم للمعرفة إلى ميادين منفصلة، أو إلى الأساليب والمداخل التي تعرض فيها المفاهيم وأساسيات العلوم، بهدف إظهار وحدة التفكير وتجنب التمييز والفصل غير المنطقي بين مجالات العلوم المختلفة

ويعرَّف التدريس التكاملي بأنه التدريس الذي يقوم على أساس ربط المباحث الدراسية حيثما أمكن، باستخدام أساليب وطرق تدريس وتعلُّم متنوعة، وربطها بالخدمات التدريسية للطالب؛ حتى يأخذ دوراً فاعلاً في تعلُّمه (مجمع تدريبي: التدريس التكاملي لمعلمي المرحلة) .

مبررات الدعوة إلى التدريس التكاملي
مبررات التدريس التكاملي

مبررات الدعوة إلى التكامل

التدريس التكاملي هناك العديد من المبررات تعكس ميزاته، منها:

1- المنهج المتكامل أكثر واقعية وأكثر ارتباطاً بمشكلات الحياة التي يواجهها الفرد في حياته، حيث أن أي مشكلة يواجهها الفرد في حياته غالباً ما يتطلَّب حلها أكثر من لون من ألوان المعرفة التي يتعلمها الفرد، كما أن ارتباط المنهج بالحياة والبيئة يحفز الطالب ويزيد من ميله إلي دراستها، ما ينمي ميوله.

2- الأسلوب التكاملي يتفق مع نظرية الجشتالت في علم النفس التربوي، حيث أن المتعلم يدرك الكل قبل الأجزاء، والعموم قبل الخصوص

3- تعمل المناهج المتكاملة على التخلص من عملية التكرار التي تتصف بها مناهج المواد المنفصلة، ما يوفر وقتاً لكل من المعلم والمتعلم، ولا يثير الملل لديهما، ويكون أكثر اقتصاداً في الجهد والمال كما أن المعرفة كل لا يتجزأ، ولا يمكن تحصيلها إلا بمنهج تكامل العلوم والتخصصات، وتداخلها، وتكاملها في الأثر والنتيجة

4- يراعي المنهج المتكامل خصائص النمو السيكولوجي والتربوي للتلاميذ، من حيث مراعاة ميولهم واهتماماتهم واستعداداتهم في ما يقدم لهم من معارف وخبرات ومعلومات متكاملة، ما يخلق لديهم الميل والدافع لدراسة هذه المعلومات، أي أن هذا المنهج يتخذ من ميول التلاميذ أساساً مهماً من أسس اختبار المشكلات والموضوعات التي يرغبون في دراستها وأوجه النشاط المتصلة بها، وهذا يدفع التلاميذ إلى بذل قصارى جهدهم لجمع المعلومات اللازمة لحل تلك المشكلات، أو لدراسة هذه الموضوعات، وبذلك يكون التعلم أكثر نفعاً وأبقى أثراً؛ لأنه تعلم قائم علي رغبتهم ويتماشي مع ميولهم

5- المناهج المتكاملة تعمل على تنمية المدرس مهنياً وعلمياً، حيث يجد المعلم نفسه بحاجة دائمة لتطوير نفسه وتنويع معلوماته، وذلك لتتناسب مع المعلومات المتشعبة والمتنوعة التي يقدمها لطلابه.

6-  تساعد المناهج المتكاملة في مواجهة التحدي الذي نتج عن التغير والتطور السريع في عالم التدريس المدرسي، حيث أن التغير هو عملية حتمية تواكب الحياة وتعتبر مدى قدرة الفرد على متابعة هذا التغير أحد المقاييس المستخدمة لبيان مدى نجاحه في حياته.

7-  شمولية المشكلات المجتمعية والحياتية وطبيعتها المتكاملة وصعوبة تجزئتها.

8- وحدة المعرفة الإنسانية وتكاملها.

اهداف تطبيق التدريس التكاملي
ااهداف تطبيق التدريس التكاملي

أهداف تطبيق التدريس التكاملي

التدريس التكاملي بتطبيقه يحقق أهدافاً عدة على صعيد كل من المعلم والطلبة والإدارة المدرسية والبيئة التدريسية التعلّمية

أولاً- على صعيد المعلم، يهدف إلى مساعدته على:

1- استخدام طرق مختلفة في التدريس، بما فيها العمل في مجموعات والأنشطة العملية.

2- إثراء موضوعات الكتاب وتطوير الروابط بين المباحث المختلفة.

3- التقبل والتفاعل مع أفكار الطلبة.

4-  القدرة على التخطيط والتقييم لأعمال الطلبة والتقييم الذاتي.

ثانياً- على صعيد الطلبة، يهدف إلى تدريبهم على:

1- تحمُّل المسؤولية والعمل الجماعي.

2- الاحترام المتبادل فيما بينهم، واحترام القوانين والأنظمة.

3- القدرة على الاتصال مع الآخرين، والقدرة على تقييم أعمالهم.

ثالثاً- على صعيد الإدارة المدرسية، يهدف إلى مساعدة مدير المدرسة على:

1- العمل مع المعلمين كفريق عمل وبشكل فعال، والتخطيط والتقييم لعملهم.

2- تحسين الاتصال والتواصل مع المجتمع المحلي من خلال تحسين كفاءة لجان الأداء، وتطوير الاتصال مع القطاع الصناعي، وعقد لقاءات مع أهالي كل صف لمناقشة تعلُّم أبنائهم.

رابعاً- على صعيد البيئة التدريسية التعلُّمية، يهدف إلى:

1-  عرض أعمال الطلبة لبيان أهميتها وقيمتها.

2- تصميم زوايا ممتعة داخل الصفوف وتنفيذها.

3-  تسهيل وصول الطلبة إلى مصادر التعلم المختلفة.

4- الاستفادة القصوى من الفراغ الموجودة في المدرسة.

5- الاستفادة من بناية المدرسة وساحاتها في النشاطات التعلّمية.

أنواع التدريس التكاملي
أنواع التدريس التكاملي

أنواع التدريس التكاملي

التدريس التكاملي لا شك فيه أن أي تكامل للمواد الدراسية يفترض أن يراعي ما يلي:

أ – التكامل الأفقي: وذلك عن طريق إيجاد العلاقة الأفقية بين المجالات المختلفة التي يتكون منها المنهج، حيث يركز الاهتمام على موضوعات ذات عناصر مشتركة بين مجالات متصلة، كأن نربط بين ما يدرس في الرياضيات، وما يدرس في العلوم والاجتماعات والتربية الفنية والرياضية وغيرها من فروع المعرفة المختلفة، بالإضافة إلي نقل المبادئ التي يتعلمها التلميذ إلي أي فرع من فروع المعرفة، أو أي مشكلة تعترضه، ففي الصف الخامس الأساسي -مثلاً- يتعرض المتعلم في العلوم لمفهوم السرعة مقارنة بسرعة بعض الأجسام، والعلاقة بين المسافة، والسرعة، والزمن، ومفهوم الكتلة والوزن، وأدوات قياسها. بالإضافة إلي الحجوم، وإيجاد حجوم أشياء على شكل متوازي مستطيلات، وفي كل هذه المفاهيم يحتاج إلى بعض المفاهيم الرياضية وبعض العمليات كالعمليات الأربع، والنسبة، وغيرها من المفاهيم. وكذلك في التربية الرياضية هو يحتاج إلى أن يخطط الملاعب لبعض الألعاب، وكذلك توزيع طلاب الصف على بعض الألعاب. وفي التربية الفنية يتعرض لمفهوم الزخرفة ومصادرها: هندسية، كتابية… الخ، وكذلك مفهوم التقريب، وفي الاجتماعيات يتعرض للخرائط ومقياس الرسم وغيرها من المفاهيم التي تحتاج إلى بعض المفاهيم الرياضية لتعلمها البعيد، وفى بعض المفاهيم الرياضية أيضاً لتعلمها، كما يمكن أن نزود الرياضيات ببعض الأمثلة والمشكلات من هذه الموضوعات، وذلك في ترابط يوضح قيمة ما يتعلمه التلميذ في مختلف الفروع في الصف الواحد.

ب – التكامل الرأسي: أو ما يسميه البعض البناء الحلزوني أو اللولبي  للمنهج، ويعني ببساطة التوجه نحو تسقية العلم في المناهج، واتخاذ مفهوم محوري والارتقاء به عمقاً واتساعاً وتداخلاً في فروع العلم الأخرى وفي الحياة، كلما ارتقى الطالب من صف إلى صف أعلى.

ويقترح راشد الكثيري أن يتم البدء باستخدام التكامل الرأسي (المدخل الحلزوني) في بدايات مراحل التدريس الرسمي، على أن توضح خرائط منهجية كدستور تنفيذ للعمل يتضح فيه: المجال ، والتسلسل والتوقيت والتداخلات المقصودة بين عناصر المحتوى المختلفة من داخل المقرر أو من خارجه، التي تدعم عمليات التدريس والتعلم، سواء أكانت بصورة مقررات إضافية أم أنشطة، وهذا أيضاً يدعم النمذجة الرياضية، حيث أن المعلم الجيد يستطيع البدء في مراحل التعلم الأولية بطرح المشكلات والموضوعات المناسبة للمستوى، وفي مستوى أعلى يقدم التطبيقات ذات الأفكار الأعمق ويتدرج في ذلك ليصل إلى مستوى تصبح فيه النمذجة نمطاً وسلوكاً عاماً للتعلم عموماً .

من صور تطبيق التدريس التكاملي
من صور تطبيق التدريس التكاملي

من صور تطبيق التدريس التكاملي

التدريس التكاملي لتطبيقه صور وأشكال عديدة منها:

1- الربط بين المواد المنفصلة من خلال إثبات العلاقة بين موضوعين أو أكثر، كربط موضوعات في التاريخ بموضوعات في الجغرافيا

2- توسيع مجالات الدراسة من خلال تجميع المواد المتشابهة أو الخبرات التدريسية المتكاملة في مجال واحد، كالدراسات الاجتماعية (تاريخ، جغرافيا، تربية وطنية) والدراسات العلمية (فيزياء، كيمياء، أحياء) .

3- إيجاد مناهج مترابطة من خلال إقامة علاقات عامة معينة بين مادتين أو أكثر، كأن يعمل معلم اللغة العربية مع معلم التاريخ، وذلك بتكليف الطلاب كتابة موضوعات في التعبير تربط بين فترات تاريخية معينة.

4- إيجاد مناهج مدمجة من خلال دمج مواد مترابطة في مادة دراسية، فمثلاً تدمج موضوعات في الجغرافيا مع موضوع له علاقة في الفيزياء في مادة دراسية مثل: “طبقات الأرض”.

5- اتباع ما يسمى منهج المجالات الواسعة، وذلك بدمج موضوعات كثيرة في مبحث جديد كأن يتركب علم دراسة البيئة من علم الأرض والجغرافيا والكيمياء والسياسة وعلم الاجتماع.

6- اتباع ما يسمى منهج الوحدات القائمة على موضوع دراسي، حيث تدور الدراسة حول محور رئيس يُشتق من المادة الدراسية ذاتها، ولكنه يعالج ناحية ذات أهمية في حياة الطلبة، ولا يتقيد بتنظيم الحقائق والمعلومات التي تُدرس تنظيماً منطقياً، كما أنه لا يلتزم بالحدود الفاصلة بين فروع المادة، أو بين المادة والمواد الدراسية الأخرى.

طريقة التحضير والوسائل في التدريس التكاملي
طريقة التحضير والوسائل

تحضير الدروس في التدريس التكاملي

التدريس التكاملي عند تحضير الدروس لا يغفل المعلم أسس التحضير العادية، كما لا يغفل الأسس التي يتطلبها التدريس التكاملي. فيركز المعلم على الهدف وآلية العمل والمواد اللازمة، وإمكانية استخدام الدراما التربوية والنشاط الحركي كتمثيل الدرس بالحركات الإيمائية، أو تقليد الأصوات؛ ما ينعكس إيجابياً على حيوية الدرس الذي يسد مسد دروس أخرى، ويوفر الوقت ويعمق إحساس الطلاب بالمعلومات

الوسائل التدريسية / التعلمية في الدرس التكاملي

التدريس التكاملي فيه لم تعد السبورة هي الوسيلة الوحيدة، بل هناك وسائل مساندة لا تجعل الطالب يمل الحصة. ومن هذه الوسائل: الخرائط الجغرافية، والأدوات العلمية، وأوراق العمل… الخ. كما يمكن توظيف الكمبيوتر وجهاز الـ(LCD) لعرض معلومات وأنشطة معدَّة باستخدام برنامج البوربوينت أو برنامج الفلاش.

كيفية جلوس الطلبة في الدرس التكاملي

تتميز الصفوف التي تطبق التدريس التكاملي بأسلوب خاص في جلوس الطلبة أثناء الدرس، فهي لا تعتمد على الطريقة المعتادة في الجلوس، بل تعتمد على طاولات وكراسي تسهِّل حركة المجموعات؛ لأن جزءاً كبيراً من عملية التعلم تتم عن طريق المجموعات الصغيرة. ولهذا، فإن جو الصف يصبح جواً مريحاً من النواحي الجمالية والحركية والنفسية.

تابعونا على الموجه التربوي

3 thoughts on “التدريس التكاملي

  1. يقول سمير محمد علي:

    مجرد قراءة سريعة جدا للمعرفة عما اخذ حيز بفضولي لمعرفتة ..اجد التدريس التكاملي ..بحاجة لمؤهلات خاصة جدا بالمعلم نفسه ..وهذا امر يعتبر نوع ما ..بحاجة لاكاديمين مميزين يقومون بعمل دورات لهم ..حكاية الطلبة معرفتنا لميولهم وبروزهم بمواد معينة ..لا يعني بان الافضليه ستكون تاهليهم بحسب هذا الميول ..فمثلا طالب يميل للفهم ولا يمكنه ان يحفظ 5 مقاطع مساجلات شعر ..وهكذا القياس بالنسبة لمعلمي التدريس التكاملي ..بالمختصر ما ينفع ببيئة معينة لا يمكنه ان ينجح بغيرها ..وهذا يشمل الجميع ..علينا الاخذ فقط بما يتناسب وقدراتنا التي نستطيع ان نبرز تفوقنا فيها ..حتى يتسنى لنا العطاء التكاملي ما بين الادارة والطلبه ومدريسهم …ما اسهل الارشادات والكلمات ..امام واقع اصبح تسهيل العلم للطلبة امر ملح ..ليتسنى لهم النجاح ..مع ان الاصل هو تبسيط العلم تصاعديا بكل المواد وكذا المراحل ..اذا استطعنا هنا الدمج بين حاجتنا وما يتطلب العصر الذي نحياها بواقعنا اولا …وليس واقع غيرنا ..هنا نكون ادركنا ماعليه فعله …اعتذر ان لم احسن الفهم ..لكني فضلت خلال دقائق قادتني الى هنا ..ان اشارك بما اجده مناسب كمضمون لما فهمته ع عجاله …موفقين

    1. تعليقاتكم اثلجت صدري وهذا رايك احترمه واقدره والاستراتيجيات بشكل عام تحتاج لبيئة مناسبة والمام من المعلم بشكل جيد يمكن أن يغير بما يراه مناسبا لمادته والمتوفر لديه من وسائل

      1. بارك الله فيك وبعلمك …رد بمنتهى الموضوعية ..البيئة المناسبة والمعلم الفطن …..بامثالك تتخطى المصاعب ..ممتنا لردك المؤجز والمعبر عن واقعنا الصحيح …

Comments are closed.

error

يمكنك متابعتنا ووضع لايك .. ليصلك كل جديد