الضغط النفسي : ويعني مجموعة المصادر الداخلية والخارجية الضاغطة التي يتعرض لها الفرد في حياته وينتج عنها ضعف قدرته على إحداث استجابة مناسبة للموقف وما يصاحب ذلك من اضطرابات انفعالية وفيزيولوجية تأثر على جوانب الشخصية الأخرى .
الضغط النفسي المهني: يقصد به عدم قدرت الفرد العامل على مواجهة أعباء ومتطلبات مهنته بسبب مصادر المحيط المهني في تفاعلها مع العوامل الشخصية بحيث يترتب عن ذلك مجموعة من الأثار النفسية والفيزيولوجية.
أداء المعلم: هو ما يصدر عن المعلم من سلوك أثناء الموقف التعليمي ويتصل بمسار العملية التعليمية على نحو مباشر أو غير مباشر مثل إدارة الصف، إدارة المناقشة، الإلقاء، استخدام الوسائل، توجيه الأسئلة، تخطيط النشاط الصفي، إدارة التفاعل اللفظي، التقويم.
أنواع الضغوط : من حيث المصدر داخليه وخارجيه
أولاً : الضغوط الخاصة بالعمل إذ لا تستطيع أن تتصور وجود إنسان بلا عمل لأن الشخص يقضي على الأقل من 8 _13 ساعة من يومه في العمل وبالتالي يواجه العديد من أنواع الضغوط في مجال عمله مثل :
– كثرة الأعمال – كثرة المسؤوليات – الخوف من الفشل – اضطراب العلاقة بين الموظف ورئيسه – اضطراب العلاقة بين الموظف وزميله – عدم توفر دعم كاف .
ثانيا الضغوط خاصة بالمال: المال وسيلة من وسائل القضاء أو تسيير أمر الناس بل إن المال يعد هو الأساس الذي من أجله يتحرك ويتفاعل بل ويعمل الناسوقد يعاني الشخص من عديد الضغوط الخاصة بالجوانب المالية مثل :
- ارتفاع تكاليف المعيشة – النقص في الدخل – زيادة تكاليف المدارس أو تعليم الأولاد – ارتفاع أجرة السكن – ارتفاع أسعار المواد الغذائية .
ثالثاً الضغوط الاجتماعيه . رابعاً الضغوط البيئيه . خامسا الضغوط النفسيه . سادساً الضغوط المهنية
ثالثاً :أسباب الضغط النفسي :
- الإدارة والإشراف السيء في العمل وما يترتب على ذلك من تسلط إداري .
- الضوضاء وسوء التهوية في بيئة العمل .
- كثرة العمل وصعوبته ومما يفوق قدره .
- نمطية العمل وعدم التجديد فيه مما يجعله ممل .
- عدم المشاركة في مناقشة وتحديد أهداف العمل وحل مشاكله .
- الخلافات التي تحدث بين أعضاء فريق العمل .
- حجم وكثافة العمل .
- ضعف وقلة إمكانيات العمل .
- قلة الأجور التي يحصلون عليها .
10-التعارض بين متطلبات المنزل ومتطلبات العمل .
11-غموض وعدم وضوحسلوك وتصرفات والاداريين .
12 -الشك حول القدرة الشخصية في أداء العمل .
13- ضعف الدافعية والحافزيه داخل منظومة العمل .
14- قلة الدعم الاجتماعية من الزملاء والمشرفين الإداريين .
رابعاً :مصادر الضغوط النفسية ( العقل الواعي واللاواعي )
- المشكلات النفسية كالثورة والغضب والاكتئاب والفتور والإثارة وسرعة التهور.
- المشكلات الاقتصادية فالأفراد الذين يعانون ضغوط نفسية هم الأفراد الذين يعيشون مستوى اقتصادي منخفض .
- المشكلات العائلية الأسرية كضغوطات اجتماعية ومشكلات أسرية وغياب أحد الوالدين عن الأسرة والطلاق كلها تعتبر مصادر للضغوط النفسية وتتسبب في ظهور بعض الاضطرابات لدى الفرد .
- الضغوط الاجتماعية والمتمثلة في سوء العلاقات بالآخرين وصعوبة تكوين صداقات
- المشكلات الصحية المرتبطة بالصحة الجسدية الفسيولوجية كالصداع وارتفاع معدل ضربات القلب .
- المشكلات الشخصية كالهروب والمقاومة وانخفاض تقدير الذات وانخفاض مستوى الطموح وصعوبة اتخاذ القرار والتردد .
- لمشكلات الدراسية والمتعلقة بظروف الدراسة مثل صعوبة التعامل مع الزملاء والمعلمين وصعوبة التحصيل الدراسي وضعف القدرة على التركيز والفشل في الامتحانات .
خامساً : مراحل الضغوط النفسية :
يشير “لازاروس” (1966)الى أن الضغوط النفسية تمر عادة بالمراحل التالية ـ المرحلة الأولى :الاستجابة الفسيولوجية التي تهيء الفرد لمواجهة المواقف الطارئة جسميا وانفعاليا ، وتتضمن هذه المرحلة إفراز كميات كبيرة من هرمونات الأدرنالين في الدم ،فإذا استطاع الفرد التغلب على الموقف فإنه يستعيد توازنه ويشعر بالارتياح والا فإنه ينتقل الى المرحلة التالية .
ـ المرحلة الثانية :مرحلة مقاومة الضغوط وتطوير آليات معينة للتوافق والتعايش معها وفي حالة فشله فإنه ينتقل الى المرحلة التالية .
ـالمرحلة الثالثة :مرحلة الانكار والرفض /الإجهاد والتعب وهي المرحلة التي تستنفذ خلالها طاقات الإنسان المختلفة ، وتظهر فيها أعراض ومؤشرات جسمية وعقلية وانفعالية مختلفة .
سادساً :النظريات المفسرة للضغوط النفسية :
- النسق النظري لهانز سيلي : كان سيلي يحكم تخصص كطبيب متأثر بتفسير الضغوط تفسيرا فسيولوجيا كما
يعتبر أن أعراض الاستجابة الفسيولوجيةللضغط هدفها المحافظة على الكيان والحياة حيث وضع سيلي ثلاث مراحل للدفاع ضد الضغط وأطلق عليه “أعراض التكييف العامة وهي :
الفزع : وفيه يظهر الجسم تغيرات واستجابات تتميز بها درجة التعويض المبدئي للضاغط ونتيجة لهذه التغيرات تقل مقاومة الجسم المقاومة : وفيها يحاول الفرد مقاومة التهديد بكل ما يملك من طاقة نفسية وجسمية ليعود الجسم إلى حالة الإتزان الإجهاد : وفيها تستنزف طاقة الفرد ويصبح عرضة للإصابة بالأمراض
- النسق النظري سبيلبرجو1972 . تعتبر نظرية سبيلبرجو في القلق مقدمة لفهم الضغوط عنده فقد أقام نظرية في القلق على أساس التمييز بين القلق كسمة والقلق كحالة ويقول أن القلق شقيق القلق أو القلق العصابي أو الزمن وهو استعداد طبيعي أو اتجاه سلوكي يجعل القلق يعتمد بصورة أساسية عن الخبرة الماضية وقلق الحالة هو قلق موضعي أو موقفي يعتمد على الظروف الضاغطة وعلى هذا الأساس يربط سبيلبرجو بين الضغط وقلق الحالة ويعتبر الضغط الناتج ضاغطا مسببا لحالة القلق ويستبعد ذلك عن القلق كسمة حيث يكون من سمات شخصية الفرد والقلق أصلا .
- نظرية التفسير الفكري لهينري موراي ويعرف كذلك باسم الدينامية النفسية ويطلق موراي في تفسيره للضغط النفسي من مسلمة أن الإنسان في سيرورة الزمن قد يصل إلى لحظة التكيف والتوازن النفسي كنتيجة نهائية للدينامية النفسية التي تحدث في داخله وللوصول إلى الحل أو انبثاق اللحظة التكيفية يتبع الإنسان مبدأ الترتيب للانتقال من اللحظة الآنية إلى اللحظة المستقبلية وهي عبارة عن الهدف الذي يسعى الإنسان والترتيب في رأي “موراي”يدل على تلك العمليات العقلية المعرفية التي يفهم بها الإنسان تصوره للبيئة الخارجية . ويصف موراي أن مستوى عال من الدينامية عندما يتعرض لمفهوم الحاجة ومفهوم الضغط ويعتبرهما مفهومين مركزين ومتكافئين في تفسير سلوك الإنسان ويعد الفضل بينهما تحريفا خطرا واستمد موراي تفسيره من نظرية التحليل النفسي لكن أصل الحاجات محل الغرائز التي فام بها فرويد وأكد أن فهم السلوك يتبقى أن يتضمن تحليلا للظروف البيئية التي أطلق عليها الضغوط والضغط هو خاصية البيئة التي تساعد الفرد على الوصول إلى غرض معين أوتعوقه عنه (ويميز موراي بين نوعين من الضغوط :
أ- ضغط بيتا وتشير إلى دلالة الموضوعات البيئية كما يدركها الفرد .
ب- ضغط ألفا وتشير إلى خصائص الموضوعات البيئية كما في الواقع وهو الضغط الفعلي .
- نظرية التقدير المعرفي نشأة هذه النظرية نتيجة الاهتمام الكبير بعملية الإدراك والعلاج الحسي الإدراكي والتقدير المعرفي هو مفهوم أساسي يعتمد على طبيعة الفرد حيث أن تقدير كم التهديد ليس مجرد إدراك مبسط للعناصر المكونة للوقف ولكنه ربطه بين البيئة المحيطة بالفرد وخبراته الشخصية مع الضغوط وبذلك يستطيع الفرد تفسير الموقف ويعتمد تقييم الفرد للموقف على عدة عوامل منها العوامل الشخصية العوامل الخارجية الخاصة بالبيئة الاجتماعية والعوامل المتصلة بالموقف نفسه وتعرف نظرية التقدير المعرفي الضغوط بأنها تنشأ عند وجود تناقص بين المتطلبات الشخصية للفرد ويؤدي ذلك إلى تقييم التهديد وإدراكه في مرحلتين هما :
1-المرحلة الأولى تحديد ومعرفة ان بعض الأحداث في حد ذاتها شيء يسبب الضغوط .
2- المرحلة الثانية يحدد فيها الطرف التي تصلح للتغلب على المشكلات التي تظهر في الموقف.
سابعاَ :آثار ونتائج الضغوط النفسية :
لقد أوضحت الدراسات وجود علاقة سببية بين الضغوط والتعرض للأحداث الضاغطة والإصابة بمختلف اضطرابات النفسية والجسدية كما أشار محمد علي كامل الى أن الضغوط تساعد الى حد كبير في اختلال التوازن النفسي وتؤدي الى الاجهاد العصبي والتعب الشديد لدرجة تصل الى حد الوفاة أو احتمالات الإصابة بالأمراض السيكوماتية كارتفاع ضغط الدم ومرض السكري والقروح الدامية وغيرها
آثار ونتائج الضغوط النفسية للمعلم : إن تعرض المعلم لضغوط العمل له عواقب وخيمة على مهنته ومستوى أدائه وفي جوانب شخصيته الجسمية والعقلية والانفعالية كما تؤثر سلبا في تكيفه النفسي والاجتماعي وفي علاقته المهنية والأسرية . ففي مجال العمل تؤكد نتائج البحوث العلمية إلى أن التعرض المهنية يؤدي بالمعلم إلى الشعور وبالإنهاك والإنتاجية المغنية وتكرار التغيب عن العمل ، كما أنه يترك آثار سلبية على حياة التلاميذ الأكاديمية والعقلية والاجتماعية والنفسية الأمر الذي يؤدي إلى تدهور العملية التعليمية أما الناحية الصحية فالضغط الوظيفي يسبب مشكلات صحية عديدة من إصابة الموظف بالصداع والإحساس بالتعب وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم
ويؤكد العديد من الباحثين أن تزايد الضغوط النفسية على المعلم و استمرارها وعدم قدرته على مواجهتها يمكن أن يؤدي إلى إحساس المعلم بما يعرف بالإنهاك أو الاحتراق النفسي كما ترى كرستينا ماسلاشى 1977 الرائدة في هذا المجال ” على أنه حالة من الإجهاد التي تصيب الفرد نتيجة لأعباء العمل والمتطلبات الزائدة والمستمرة على الفرد بما يفوق طاقته وإمكاناته وتتضمن هذه الحالة مجموعة من الأعراض النفسية والعقلية والجسدية .
مواجهة استراتيجية الضغوط النفسية عند المعلمين
نموذج جوردن : لإدارة ضغوط العمل والحد من تفاقمها لدى المعلم إدارة الضغوط تعني مجموعة الجهود والأساليب التي يمكن أن يستخدمها كل من الفريق التربوي في المدرسة بغرض التكيف والتعامل مع ضغوط العمل في الوسط المدرسي يقترح جوردن هذا النموذج من برنامج التعامل مع الضغوط .
1- استراتيجية التمركز حول المشكلة :
أ- التكيف الإدراكي : تعلم التكيف مع الضغوط من خلال إدراك الضواغط التي تسبب مواقف ضاغطة في الوسط المدرسي
ب-إدارة الوقت بتحديد أولويات الاهتمام بتخطيط جيد وتحديد الوقت الكافي لكل مهنة
ج- الدعم والمساندة فطلب الدعم والمساندة من المسؤول والزملاء يعتبر مصدر قويا و حافزا لمواجهة المواقف الضاغطة د- تغيير الوظائف إتاحة قدر من الحرية للمعلمين للانتقال إلى عمل أو وظيفة تتناسب مع التوقعات الخاصة بهم ومع قدراتهم وإمكانياتهم
2-إستراتيجية التمركز حول الانفعال :
يمكن للمنظمة إدارة الضغوط من خلال خفض الحالات الانفعالية السلبية للمعلمين
- التواصل المفتوح : فتح قنوات الاتصال تؤدي إلى تحسين أدائهم .
- برامج مساعدة الموظف .
One thought on “المعلم والضغوط النفسيه”
Comments are closed.
المقال جميل جدًا ومفيد.