فن التعليم باستراتيجيات التدريس

سوف اقدم لكم من خلال موضوعنا لهذا اليوم نبذة عن تاريخ الاستراتيجية وتعريفاتها حتى ترسخ في أذهاننا وساورد لكم الفرق بين الاستراتيجية وطريقة التدريس واسلوب التدريس مع مثال واقعي من مادة الرياضيات أرجو أن نلم بتلك المعلومات والتي تعم كل معلم ومعلمة في عالمنا العربي

 ١ -مفهوم الاستراتيجية كلمة استراتيجية :

 كلمة مشتقة من الكلمة اليونانية إستراتيجيوس وتعني : فن القيادةً ولذا كانـت الاستراتيجية لفترة طويلة أقرب ما تكون إلي المهارة ” المغلقة ” التي يمارسها كبـار القـادة ، واقتصر استعمالاتها علي الميادين العسكرية ، وارتبط مفهومها بتطور الحروب ، كمـا تبـاين تعريفها من قائد لأخر ، وبهذا الخصوص فإنه لأبد من التأكيد علي ديناميكيـة الاستراتيجية ، حيث أنه لا يقيدها تعريف واحد جامع ، فالاستراتيجية هي فن استخدام الوسائل المتاحة لتحقيق الأغراض أو لكونها نظام المعلومات العلمية عن القواعد المثالية للحرب ويتفق الجميع في

١ -اختيار الأهداف وتحديدها

٢ -اختيار الأساليب العلمية لتحقيق الأهداف وتحديدها

 ٣ – وضع الخطط التنفيذية

٤ – تنسيق النواحي المتصلة بكل ذلك

جوانب الاختلاف
جوانب الاختلاف

. ولم يعد استخدام الاستراتيجية قاصراً علي الميادين العسكرية وحدها وإنما امتد ليكـون قاسـم مشترك بين كل النشاطات في ميادين العلوم المختلفة

 الاستراتيجية هي فن استخدام الإمكانات والوسائل المتاحة بطريقة مثلي لتحقيق الأهداف المرجوة علي أفضل وجه ممكن بمعني أنها طرق معينة لمعالجة مشكلة أو مباشرة مهمة أو أساليب عملية لتحقيق هدف معين .

 الاستراتيجية خطة محكمة البناء ومرنة التطبيق يتم من خلالها استخدام كافة الإمكانـات والوسائل المتاحة بطريقة مثلي لتحقيق الأهداف المرجوة  

استراتيجية التدريس : عبارة عن إجراءات التدريس التي يخططها القائم بالتدريس مسبقاً ، بحيث تعينـه علي تنفيذ التدريس علي ضوء الإمكانات المتاحة لتحقيـق الأهـداف التدريـسية لمنظومة التدريس التي يبنيها ، وبأقصى فاعلية ممكنه

 الاستراتيجية هي المنحى أو الخطـة والإجـراءات والمنـاورات (التكتيكـات(  والطريقة والأساليب التي يتبعها المعلم للوصول إلي مخرجات أو نـواتج تعلـم محددة منها ما هو عقلي / معرفي . أو ذاتي / نفسي أو اجتمـاعي  . (أو نفسي / حركي .  (أو مجـرد الحـصول على المعلومات .

– استراتيجية التدريس هي في مجملها مجموعة من إجراءات التـدريس المختـارة سلفاً من قبل المعلم أو مصمم التدريس ، والتي يخطط لاستخدامها أثنـاء تنفيـذ التدريس ، بما يحقق الأهداف التدريسية المرجوة بأقصى فاعلية ممكنـه ، وفـي ضوء الإمكانات المتاحة .

  مجموعة القواعد العامة والخطوط العريضة التي تهتم بوسائل تحقيـق الأهـداف المنشودة ، وتشمل العناصر التالية :

  1. الأهداف التدريسية التحركات التي يقوم بها المعلم وينظمها ليسير وفقاُ لها في تدريسه
  2. إدارة الصف وتنظيم البيئة الصفية . استجابات الطلاب الناتجـة عـن المثيـرات التـي ينظمهـا المعلـم ويخطـط.  لها  

تعريف الاستراتيجية هي “مجموعـة مـن الخطـوط العريضة التي توجه العملية التدريسية والأمور الإرشادية التي تحدد وتوجه مسار عمل المعلم أثناء التدريس والتي تحدث بشكل منظم ومتسلسل بعـرض تحقيـق الأهداف التعليمية المحددة سابقاً”

 تعريف كوثر كوجاك  الاستراتيجية عبارة عن خطة عمل عامة توضع لتحقيق أهداف معينة “

2 -العلاقة والفرق بين استراتيجية التدريس وطريقة التدريس وأسلوب التدريس : العلاقة بين الاستراتيجية والطريقة والأسلوب : البعض يستخدمها كمترادفات لها نفس الدلالة ولتوضيح الفرق بينهم كما بالمخطط التالي:

يمكن تحديد الفرق بين الاستراتيجية والطريقة والأسلوب في أن استراتيجية التـدريس أشمل من الطريقة فالاستراتيجية هي التي تختار الطريقة الملائمـة مـع مختلـف الظـروف والمتغيرات في الموقف التدريسي ، أما الطريقة فإنها بالمقابل أوسع من الأسلوب . إذا فطريقة التدريس هي وسيلة الاتصال التي يستخدمها المعلم من أجل إيصال أهـداف الدرس إلي طلابه ، أما أسلوب التدريس فهو الكيفية التي يتناول بها المعلم الطريقـة ( طريقـة التدريس )  والاستراتيجية هي خطة واسعة وعريضة للتدريس ، فالطريقة أشمل من الأسـلوب ولها خصائص مختلفة ، والاستراتيجية مفهوم أشمل من الاثنين فالاستراتيجية يتم انتقاؤها تبعـاً لمتغيرات معينة وهي بالتالي توجه اختيار الطريقة المناسبة والتي بدورها تحدد أسلوب التدريس الأمثل والذي يتم انتقاؤه وفقاً لعوامل معينة

استراتيجية التدريس أعم واشمل من طريقة التدريس ، حيث أن الاستراتيجية تقوم علـي عدة طرق أو طريقة واحدة بحسب الأهداف المرجو تحقيقها من الاستراتيجية ، أمـا الطريقـة فإنها تختار لتحقيق هدف متكامل خلال موقف تعليمي واحد .

التفريق بين استراتيجية وطرقة واسلوب
الفرق بين الاستراتيجية والطريقة

طريقة التدريس : عبارة عن جملة الإجراءات والأنشطة التي يقوم بهـا المعلـم لتوصـيل محتوي المادة الدراسية للمتعلم ، أو هي توجه فلسفي يتكون من عدة فرضـيات متـسقة مترابطة متعلقة بطبيعة المادة وتعليمها ، وتبدو أثارها علي ما يتعلمه الطلاب

. استراتيجية التدريس : فهي مجموعة التحركات التي يقوم بها المعلم (العرض – التنـسيق – التدريب – النقاش ) بهدف تحقيق أهداف تدريسية محددة مسبقاً . وبالتالي فإن استراتيجية التدريس تحتوي علي مكونين أساسيين هما الطريقـة Methodology والإجراء Procedure اللذين يشكلان معاً خطة كلية لتدريس درس معين أو وحـدة دراسـية أو مقرر دراسي

مثال : إذا أراد المعلم تدريس موضوعا عن (الدائرة) في الهندسة ، فلابد مـن أن يقـوم بتحديد الأهداف المرجو تحقيقها ، ثم يتناول أهم الإجراءات والخطوات والأنشطة المتبعة سواء من جانبه ، أم من جانب التلميذ لتحقيق الأهداف ، فقد يبدأ برسم بعض المنحنيات المغلقة بعضها يمثل دائرة والبعض الأخر لا يمثل دائرة ، ثم يسأل التلاميـذ : أي هـذه المنحنيات يمثل دائرة ؟ وأيها لا يمثل دائرة مع ذكر السبب ؟ ثم يطلب من التلاميذ ذكر أشياء من حولهم علي شكل دائرة وأخري ليست علي شكل دائرة

. ثم مناقشة التلاميذ في الأشياء التي ذكروها حتى يتوصلوا إلي أن الدائرة مجموعة من النقط علي بعد ثابت من نقطة ثابتة .

ثم يسأل المعلـم التلاميذ عن الأدوات التي تستخدم في رسم القطعـة المـستقيمة ورسم زاوية ذات قياس معلوم ثم يطرح سؤالا عن الأداة التي يمكن اسـتخدامها لرسـم الدائرة وهنا يظهر دور المعلم في شرح الفرجار وأجزائه . يرسم المعلم بعض الدوائر ذات أنصاف أقطار مختلفة علي الـسبورة موضـحاً للتلاميذ الطريقة الصحيحة في استخدام الفرجار والتأكيد عليها . يقوم المعلم باستخدام وتد وخيوط وطباشير بتنفيذ رسم دائرة كبيـرة علـي أرض الفصل ، أيضا يشترك مع التلاميذ ومعلم التربية الرياضية في تنفيذ دائرة منتصف ملعب كرة القدم وخلال ذلك يؤكد علي مفاهيم ( الدائرة – مركز الـدائرة – نـصف القطـر- القطر – الوتر ) ثم يوجه تلاميذه بعد ذلك إلي تكليفات معينة إزاء هذا الدرس لتقويم تعلم تلاميذه . وهكذا نجد في المثال السابق أن المعلـم قـد تتبـع مجموعـة مـن الخطـوات والإجراءات منذ بداية دخوله الحصة ، كما أستخدم طرقا لتساعده علي تعليم المحتـوي التعليمي .

 أهم استراتيجيات التدريس الحديثة

فن التدريس باستراتيجيات التدريس أن تتقن الاستراتيجيات وتتفنن في تقديم الدرس من خلالها للطلاب وتحقق أهداف الدرس والمنهج .

استراتيجية العصف الذهني

و تسمى أيضا الزوبعة الذهنية Brainstorming، و يقصد بها وضع الذهن في حالة من الإثارة بُغية التفكير في كل الاتجاهات والاحتمالات للوصول-في جو من الحرية- إلى أكبر عدد ممكن من الأفكار والآراء حول مشكلة أو موضوع معين. تليه مرحلة جمع المقترحات ومناقشتها.

ومن أبرز أهداف التدريس باعتماد هذه الطريقة نجد:
–  جعل المتعلم نشطا وفاعلا في المواقف التعليمية.
 – تعويد الطلاب على احترام الآراء المختلفة وتقدير الآخرين.
 – الاستفادة من أفكار الآخرين ومعلوماتهم.

  • استراتيجية التعلم بالنمذجة

و تسمى أيضا التعلم الاجتماعي، وهي اكتساب الفرد و تعلمه استجابات وأنماط سلوكية جديدة في إطار أو موقف اجتماعي، عبر الملاحظة والانتباه (كتعلم الطفل للغة عن طريق الاستماع والتقليد).
و هي على العموم، طريقة توضيحية للتعليم تقوم على توظيف التجارب و الوسائل والنماذج… ومثال ذلك: تعلم الكتابة والخط وتعلم الوضوء و بعض التطبيقات العِلمية العَملية كالتشريح والكهرباء…
ملحوظة: تجدون مقالا شاملا عن هذا المفهوم من هنا.

  • استراتيجية العمل الجماعي

و تسمى أيضا التعلم التعاوني، و تتجلى في تقسيم المتعلمين إلى مجموعات مصغرة تتكون غالبا من 3 إلى 4 أعضاء، تُعطى لهم واجبات محددة (أهداف مشتركة) وعليهم الاعتماد على التعاون (التبادل المعرفي و المهاري) من أجل إنجاز المَهمة المطلوبة منهم.

و من أهم أهدافها:
 – اعتماد التعلم النشط.
 – تبادل الأفكار (الطريقة الحوارية) والحث على تقبّل أفكار الآخرين.
 – تنمية روح المسؤولية والتعاون لدى المتعلمين.
 – بناءِ علاقات إيجابية بين المتعلمين (احترام الآخر).
 – تشجيع التعلم الذاتي.
 – التدرب على حل المشكلات واتخاذ القرار.

استراتيجية المناقشة

هو أسلوب قديم يُنسب للفيلسوف سقراط، الذي كان يعتمده لتوجيه تلاميذه وتشجيعهم. و يمكن اعتباره بمثابة تطور للطريقة الإلقائية عبر استعمال المناقشة على شكل تساؤلات تثير دافعية المتعلمين.
تعتمد هذه الاستراتيجية على دفع الطلاب إلى التفكير والمناقشة و إبداء الرأي وطرح الأسئلة وتقديم الأجوبة، وإشراكهم في إعداد الدرس، مع الاهتمام بالبحث وجمع المعلومات وتحليلها باتباع خطوات رئيسية هي:
– الإعداد.
– المناقشة.
– التقويم.

استراتيجية الكرسي الساخن

و تُشبه ما بات يُعرف ب ″كرسي الاعتراف″. هي استراتيجية تقوم على طرح الأسئلة على طالب معين، بهدف تنمية مهارات عدة من أهمها بناء الأسئلة وتبادل الأفكار والقراءة.
و من أهم خطوات استراتيجية الكرسي الساخن Hot Seat Strategy:
 – وضع المقاعد أو الطاولات بشكل دائري، ووضع ″الكرسي الساخن″ في مركز حُجرة الدرس.
 – مرحلة طرح الأسئلة المتعلقة بموضوع الدرس بعد تحديده من قبل المعلم (الذي يلعب دور المنشط)، أسئلة يُفضل أن تكون مفتوحة متعددة الإجابات.

ملحوظة:
 – يُمكن استخدام استراتيجية الكرسي الساخن في نظام المجموعات، بتقسيم جماعة الفصل إلى مجموعات صغيرة.
 – تُعتمَد هذه الاستراتيجية لمناقشة قضية عامة أو إشكال ما، بدفع الطلاب إلى التفكير في موضوع معين من جوانبه المختلفة، ثم مناقشة وجهات النظر المختلفة.

استراتيجية الرؤوس المرقمة

و هي شكل من أشكال العمل الجماعي التعاوني، و تتجلى في:
– تقسيم الطلاب إلى مجموعات من 4 أعضاء. يحمل كل عضو رقما من 1 إلى 4.
–  طرح السؤال أو توضيح المَهمة المطلوب إنجازها.
 – تعاون أعضاء كل مجموعة على إيجاد الحلول.
 – يختار المعلم رقما عشوائيا من كل مجموعة، بحيث ينوب المتعلم صاحب الرقم عن أفراد. مجموعته في الإجابة وتقديم الحلول.

و من أهداف هذه الاستراتيجية نذكر:
 – دمج الطلاب المتعثرين دراسيا ودفعهم للانخراط والمشاركة.
 – تعويد الطلاب على التعاون و العمل في فريق.
 – تنمية روح المنافسة الشريفة.

استراتيجية أعواد المثلجات

تقوم هذه الاستراتيجية على التشويق و تحفيز المتعلمين والإبقاء على تركيزهم وانتباههم في أعلى المستويات، وهي مناسبة للمستويات العمرية الصغيرة. تتيح لجميع الطلاب المشاركة الفعالة في سيرورة الدروس، و هي مناسبة للأسئلة المفتوحة.

و تتلخص خطوات هذه الاستراتيجية في:
–  كتابة أسماء الطلاب على أعواد المثلجات.
 – وضع الأعواد في علبة تكون مرئية من طرف الجميع.
 – أثناء سير الدرس يقوم المعلم بالسحب العشوائي لعود مثلجات من العلبة، والمتعلم المعني بالأمر يكون لزاما عليه إنجاز المهمة المطلوبة منه أو الجواب على السؤال المطروح…

وهناك طرق كثيرة يمكن أن نعتمد عليها في فن التدريس مثل التعلم التعاوني والعصف الذهني ومفهوم الخرائط الذهنية والرؤوس المرقمة والمشاريع والكثير .

محمد بركات

One thought on “فن التعليم باستراتيجيات التدريس

  1. يقول موجه تربؤي:

    موضوع مهم ذو قيمة تربوية وتعليمية عالية

Comments are closed.

error

يمكنك متابعتنا ووضع لايك .. ليصلك كل جديد