مقدمة
من المسلم به أن الإنسان مهما كانت ظروفه وميوله وقدراته ، بحاجة إلى تعلم وتعليم ، فعمليتا التعلم والتعليم ضروريتان للإنسان ، ملازمتان له ، يأخذ بهما منذ بداية عمره ، أي منذ مرحلة الرضاعة ؛ فيتعلم الصياح أو الضحك ، أو الإيماء أو البكاء ، كي يعبر عن حاجة ملحة ، أو ليبتعد عن خطر يلم به أو يتوقعه،. وبعدها يتدرج في التعلم في مرحلة الطفولة ، ومن بعدها المراهقة ، ثم الشباب … الخ .
ولقد كانت عمليتا التعلم والتعليم مرتبطتين ببعضهما ارتباطا وثيقا ، حتى كان من الصعب تصور أن يحدث تعلم دون وجود معلم ، بيد أن ظهور التكنولوجيا ، وما نجم عنها من أدوات وآلات ، جعلت الكثيرين يعتقدون بتراجع عملية التعليم ، ويتحسرون على تقلص وانحسار دور المعلم ، بيد أنهم في اعتقادهم هذا يجانبون الحقيقة ، فالتكنولوجيا لم تزل دور المعلم ، بل دعمته وجعلته دورة مميزة يستلزم توافر مهارات وكفايات معينة ، ذلك لأن التكنولوجيا كلفت المعلم القيام بأدوار جديدة ، وفرضت عليه جهودا عديدة ، مع التطور التكنولوجي الذي حدث ، خرجت وظيفة المعلم عن دورها التقليدي ، وأصبحت له وظائف جديدة .
![](https://almuajih.com/wp-content/uploads/2020/09/4-8.jpg)
مميزات التنمية التكنولوجية للمعلمين
تتميز برامج التنمية التكنولوجية للمعلمين في العصر الحالي بالعديد من الفوائد والمميزات ومنها:
– تدعيم فكرة التعلم المستمر والتعلم مدى الحياة.
– تنمية مهارات المعلم التكنولوجية للتعامل مع الوسائل التكنولوجية المستخدمة في العملية التعليمية بسهولة ويسر.
– مواكبة المعلم للتغيرات والتطورات الحادثة في العصر الحالي.
– مواكبة المعلم لفكر وحياة طلابه التي لا تخلو من استخدام الأجهزة التكنولوجية بشكل يومي.
– استخدام الوسائل التكنولوجية في العملية التعليمية بهدف تيسير وتبسيط المعلومات للطلاب.
– تنمية اتجاهات المعلم نحو مهنته بمنظور تكنولوجي يتواكب مع العصر الحالي.
– تقديم العون للمعلم، مما ينمي ثقته في نفسه ويعزز دوره القيادي له ويهيئه للارتقاء في السلم الوظيفي.
– العمل على تجديد معلومات المعلمين باستمرار بما يواكب كل جديد، كلٌ في مجال تخصصه، حتى يظل المعلم دائماً في حالة تطور.
– محو الأمية التكنولوجية لدى المعلمين، وتنمية مهاراتهم وإزالة الخوف والرهبة لديهم تجاه التكنولوجيا وأدواتها.
– تنمية المعلم تكنولوجياً تساعد على تطوير المناهج الدراسية وطرق التدريس التقليدية في ضوء الممارسات الجديدة في عالم التكنولوجيا المتطورة.
– مساعدة المعلم على تنويع الأنشطة والتدريبات لطلابه، مما يجعل جو العملية التعليمية مثيرا وشيقا ومحفزا للمنافسة الشريفة بين الطلاب.
– دفع المعلم إلى أن يضع في اعتباره الفروق الفردية بين طلابه في الذكاء واكتساب المعلومات، مما يضع على عاتقة استخدام وسائل تكنولوجية تبسط المعلومات بشكل أكثر سهولة.
![](https://almuajih.com/wp-content/uploads/2020/09/5-5.jpg)
أدوار المعلم في التعليم التكنولوجي
1- دوره كوسيط تعليمي ومنظم للتواصل :
لقد كان ينظر إلى العملية التعليمية على أنها : عملية اتصال طرفاها المعلم (مرسل) والتلميذ (مستقل) ، يتم فيها نقل المعرفة (الرسالة) عن طريق (وسيط) تختلف أنواعه . ولكن مثل هذا التحديد والفصل بين أدوار العناصر الأربعة لعملية الاتصال لا يتمشى مع النظرة الحديثة للتربية التي تعنى بتكامل عملية الاتصال .
فالوسائط هي ذاتها قنوات أساسية لتوصيل المادة الدراسية ، والعنصر الوسيط قد يكون في نفس الوقت هو المرسل (المعلم) ، فالمعلم في ظل نظم الوسائط لم يعد بالضرورة ( مرسلا ) ، بمعنى آخر لم يعد المعلم ناقلا للمعرفة أو شارحا لها فحسب ، بل أصبح دوره كوسيط تعليمي يقتصر على الأعمال التي لا يمكن لغيره من الوسائط أداءها بنفس الكفاءة” ، ومن ذلك سعيه لتنظيم التواصل الفعال بينه وبين تلاميذه .
2- دوره كمعد للأهداف :
فهو معني بتحديد الأهداف السلوكية على شكل نتاجات تعليمية منتظرة ، على أن تكون مرتبطة بالأهداف التربوية العامة .
3 – دوره كمشخص :
ولكي يسهل المعلم أداء مهمته ، كما يسهل عملية التعلم عند طلابه ، ويجعل العملية التعليمية أكثر نجاعة ، يقوم المعلم بالتعرف على خصائص طلابه. وتحديدها ، لأن ذلك يعينه على فهم طبيعة المتعلمين الذين يتعامل معهم ” فيحدد نواحي القوة والضعف عندهم ، ومستوى القدرة على التعلم لدى كل منهم “.
ويقوم المعلم بعمليات تشخيصية عدة منها :
أ- تشخيص مسحي : ويقوم المعلم فيه بعملية غربلة صفية يتعرف فيها على القادرين من طلابه على إنجاز الأهداف التعليمية الموضوعة، مستخدمة في ذلك الاختبارات التحصيلية ، واختبارات القدرات العقلية ، وراجعا كذلك إلى ملفات الطلاب للوقوف على مستواهم الثقافي والاقتصادي والاجتماعي ، وسجلهم التراكمي.
ب – تشخيص محدد : يتعرف فيه على الفروق الفردية التي تسبب الضعف التحصيلي عند بعض الطلاب .
ج – تشخيص مركز : يتعرف فيه على من يحتاج إلى برامج علاجية وتعليمية خاصة ، مستخدما في ذلك العديد من الاختبارات للوقوف على أسباب التخلف ومظاهر العلاج وطرقه .
ويتمثل دور المعلم هنا في : “الأخذ بيد الضعيف ليضعه على طريق الفهم الصحيح ، وعلى طريق الثقة بالنفس ، وفي نفس الوقت توجيه القوي المتمكن نحو المزيد من القراءات والبحوث ، ونحو مزيد من الإطلاع”.
4- دوره كمصمم برامج :
أصبح المعلم مخططا لخبرات وأنشطة تعليمية ترتبط بالأهداف المخططة ، وتناسب مستوى المتعلمين وطرق تفكيرهم ، وتسهم إسهاما فعالا في مساعدتهم على بلوغ الأهداف التعليمية . كما أصبح المعلم مسؤولا عن إعداد المواد التعليمية اللازمة ، كالمجمعات التعليمية ، ورزم التعلم الذاتي ؛ ليتمكن الطلبة من ممارسة عملية التعلم .
ولكي يصمم المعلم برنامجا لابد له من : ” أن يحدد السلوك النهائي ، أي ما يتعلم ، ثم ينبغي أن يرتب المصطلحات والحقائق والقوانين في تسلسل ؛ ليؤدي بالمتعلم إلى السلوك النهائي المرغوب فيه ، وهذا يتطلب أن تكون الخطوات من الصغر بحيث يصل تواتر التعزيز إلى حده الأقصى” .
5- دوره كمخطط وموجه للعملية التعليمية التعلمية :
وذلك بإتباعه طريقة منهجية منظمة تمكنه من ضبط المثيرات (المادة التعليمية والحوادث التعزيزية (التغذية الراجعة) بشكل دقيق جدة ، ويتم ذلك عن طريق تجزئة المادة التعليمية إلى وحدات بسيطة وتقويمها بشكل متسلسل ، بحيث يستجيب كل متعلم لكل وحدة من هذه الوحدات ، ثم يزود مباشرة بالتغذية الراجعة للتأكد من صحة استجابته أو تعديلها ، إذا كانت على نحو غير مرغوب فيه .
ولا شك بأن هذه الطريقة تقود المتعلم تدريجيا إلى أداء السلوك المرغوب فيه ، وتجعله أكثر قدرة على التعلم كلما تقدم في تنفيذ البرنامج التعليمي ، لأن تعزيز كل استجابة صحيحة على حدة ، يزود المتعلم بمزيد من الفرص للإستجابة للوحدات التالية بشكل صحيح ، ويقوي لديه دافعية التعلم والرغبة في النجاح”.
6- دوره كمهندس للسلوك وضابط لبيئة التعلم :
ودور المعلم هنا لا يقتصر على تحليل سلوك المتعلم ومن ثم تعديله ، وإنما يتعدى ذلك ليشمل هندسة سلوكه ، وذلك عن طريق “ترتيب بيئة التعلم ، بحيث يحصل المتعلم على السلوك المراد”.
ومن الواضح أن ثمة اتصالات بين هندسة السلوك ، وتحليل السلوك أو تعديله ، من حيث مدى اهتمام مهندس السلوك بشكل أكبر بمباديء التعزيز . كذلك فإن العمليات التي يقوم بها مهندس السلوك أثناء تصميمه للبرنامج ، وإدارته الشروط التعزيز ، وقيامه بعمليات تقويمية منظمة بقصد الاطلاع على تقدم المتعلمين وتحسنهم ، كل ذلك يؤدي إلى التعرف على الجوانب التي تحتاج إلى تعديل . وبعبارة أخرى يمكن القول : إن هندسة السلوك تقود وتؤدي إلى تعديل السلوك .
ويرى لويد هوم وهو أحد زملاء سكنر أن هندسة السلوك ” تجمع بين أمرين هما : تكنولوجيا السيطرة على شروط التعزيز ، وتكنولوجيا السيطرة على المثير”.
7- دوره كمهندس اجتماعي :
فهو يشجع التفاعل بين أفراد الجماعة ، ويستثير الإتصال بين التلاميذ ، ويتعرف على حقيقة أن البشر مخلوقات اجتماعية تنمو وتتطور من خلال التفاعل في مواقف اجتماعية ذات معنى” .
8- دوره كموفر للتسهيلات اللازمة للتعلم :
فهو ” يحدد امکانات مختلف مصادر التعلم ، ويساعد التلاميذ على اختيار البدائل التعليمية المناسبة ، ومن ثم يسهل تحقيق أهداف التعلم “.
9- دوره كمستشار :
يتعاون مع الآباء ، ومع زملائه من المعلمين ، وكذلك مع المجتمع المحلي ، من أجل تنظيم التعلم للتلاميذ .
10- دوره كمتخصص في الوسائل التعليمية :
حيث يكون قادرة على استخدامها ، وصيانتها ، وعارفة بمصادرها ، وقادرا كذلك على تقويم صلتها بالأهداف التدريسية .