عند وقوع الحروب والكوارث الطبيعية ينتشر الهلع في العالم، ليس فقط بسبب الخسائر المادية والبشرية التي تحدث لحظة وقوعها، بل بسبب حالة الطوارئ التي تدخل فيها وتزيد من أثقال المسؤولية عليها حتى تتخطى عواقب هذه الاضطرابات، ومن بينها النزاعات السياسية التي تحرم الطلاب من العيش في جو دراسي ملائم للحياة التعليمية دون أي هواجس أو انقطاع أو تأخير.
في السنوات الأخيرة، وخاصة بعد ثورات الربيع العربي، عانت العديد من الدول العربية من حالات تأخر افتتاح الموسم الدراسي أو حتى إلغائه، وفي أوضاع أخرى، اضطر بعض الطلاب ترك الدراسة والهجرة هربًا من الصراعات المتواصلة، إذ أصبح الطلاب أشخاصًا نازحين داخليًا أو لاجئين، ونتيجة لهذه الظروف القاسية تبقى المدرسة غاية بعيدة المنال في نظرهم، خاصة أن التعليم يمثل نسبة قليلة جدا من المساعدات الإنسانية.
سوريًا نموذجًا..
سنأخذ مثالًا عن “التعليم”. لا شك أن الحرب على سوريا وفلسطين واليمن والعراق وليبيا كان لها آثار وخيمة على جميع جوانب الحياة ومن بينها التعليم، ففي مارس عام 2017 قامت لجنة الإنقاذ الدولية باختبار آثار الحرب على تعليم الأطفال بسوريا، وهنا ظهرت فجوة كبيرة في مهارات كثيرة من بينهم الرياضيات والقراءة والكتابة. حيث أظهرت تلك الدراسة أنه طوال فترة النزاع السوري تم تعطيل تعليم الأطفال بسبب النزوح وانعدام الأمن.
كما وُجد أن 5.8 مليون طفل ما بين سن الـ 5 و 17 سنة في سوريا يحتاجون إلى المساعدة في مجال التعليم. وحوالي 1.75 مليون طالب من الأطفال والمراهقين قد تركوا المدارس بالفعل، هذا بجانب الكثير من الأشخاص الذين يواجهون خطر الانقطاع عن الدراسة.
وتسعى المنظمات الإنسانية والجهود الشخصية إلى عمل أي شي يؤدي إلى تعليم الأطفال ولو القراءة والكتابة . مع العلم توجد مساعدات دوليه ووزارة خارج الوطن للمهجرين أي حكومة الإنقاذ ووجود وزارة التربية والتعليم إلا ان الفساد الإداري يوجه جزء بسيط جدا من تلك المساعدات والظروف البيئية والفصائل وتأثيرها على التعليم فقط الهدف نهب ما ياتي من المساعدات العالمية .. الكل ينهب ونسوء حالة الأطفال وحالة المعلمين الذين لا مورد لهم إلا هذا المجال أي الدولي لحصولهم على الرواتب وما أدارك من التوظيف الذي تستغل به المعلمة جنسيا لتوظيفها وزاد البلة طينا انتشار وباء كورونا وتأثيره وبجهود غالبا فرديه وحرصا من المعلم على طلابه تواصل المعلم معهم عن طرق وسائل التواصل تبقى جهود فردية ..
وفي ظل النظام نوعا ما التعليم يبقى أفضل بسب أن المباني التعليمية لم تتهدم وبقي اساسها والنظام يدفع رواتب المعلمين مع أنها زهيدة إلا ان التعليم نسبيا يبقى أفضل لكن الفرق كبير ما قبل عام 2010 وما بعدها لتوجه المال إلى ما استنزفته الحرب والفساد الموجود والحكم بالحديد والنار وهذا ما أثر على المعلم ومعنوياته وعطاءه والخوف المستمر من حقد المليشيات الخارجية .
التعليم وأضرار الحرب على طلاب سوريا
مع استمرار الحرب والاستخدام الهمجي لكل أنواع الأسلحة على المناطق الغير خاضعة للنظام ينتج ما يلي : قصف المدارس واعتقال وقتل المدرسين والأطفال. ومن جهة أخرى تقوم الكتائب المسلحة وبعض الجهات الداعمة بتهميش التعليم، ومحاولات فرض أنواع أخرى من التعليم كالتعليم الديني، أو التمييز في التعليم حيث يتلقى الذكور فقط تعليمهم في مناطق سيطرتهم، ويتم تجنيدهم للقتال في سن صغيرة عندما يصبحون قادرين على حمل السلاح بعد تعبئتهم عقائدياً، فالأطفال يعتبرون خزان احتياطي مهم للمقاتلين على كل ضفاف الصراع الدائر. لهذا يكتسب التعليم أهمية خاصة من حيث إبعاد الأطفال عن ساحات القتال، وجعلهم بأمان أكثر ولو كان ذلك عن طريق توفير تعليم في المنازل إن لم تتوفر أمكنة آمنة لهم لجمعهم فيها.
في مثل هذه الظروف يصبح الحصول على التعليم نوعاً من الرفاهية للأطفال في مناطق الحرب أو للأطفال اللاجئين، حيث يضطر كثير منهم للعمل لتأمين احتياجات العائلة المعيشية في ظل فقدان المعيل لعدد كبير جداً من الأسر، وبسبب تردي الأوضاع الاقتصادية.
إضافة لظروف البلدان المضيفة للاجئين السوريين، حيث لا يتم الاهتمام بقطاع التعليم، ففي لبنان مثلاً نسبة كبيرة من الأطفال السوريين لا يتلقون أي نوع من التعليم، ففي ظل ازدياد التضييق على اللاجئين وعلى استقبال الأطفال في المدارس، نرى تضييقاً إضافياً على الخيم المدرسية التي يتم إنشائها ودعماً لاستقبال الأطفال.
يمكن للتعليم أن يغير من مستقبل أطفال سوريا ومن النمو الاقتصادي والاستقرار في سوريا وفي المنطقة حولها. فالمدرسة تزود الأطفال بالمهارات اللازمة للحياة وتوفر لهم الحماية، إذ أنهم بذهابهم إليها يكونون أقل عرضة للتجنيد في الجماعات المسلحة وللزواج المبكر ولعمالة الأطفال. وإن لم يتوفر الدعم والاستثمار الجدي في التعليم فإن فرصة الأطفال السوريين في مستقبل مزهر يعمه السلام ضئيلا.
ملاحظة :
إن الجهود الخاصة من قبل المعلمين تستحق الشكر والتقدير وإني على تواصل مع كثير من المعلمين . لكن تبقى جهود فردية .. وننوه أيضا ما زاد البلة طين أن التدخلات الخارجية الدولية ووجود الميلشيات لها اثر كبير على تأخر التعليم من الناحية المادية والعقائدية واستمرار ذلك سيكون أسوأ في تأخر تعليم أبنائنا ..