طرح تربوي
اقتبس من Mohammed barakat في 26 يوليو، 2020, 9:27 صلم يكن لهذه الدهشة، التي تعتري كل جيل من أجيال الراشدين إزاء صغارهم، أن تطرح نفسها قديماً كما تطرح الآن في عصرنا - عصر التغيرات التكنولوجية السريعة - كإشكالية تربوية غاية في الأهمية والخطورة. وبالتالي فإن درجة الأهمية التي تطرح فيها هذه المسألة مرهونة بوتيرة التغيرات الاجتماعية والتكنولوجية ومدى حدتها. في العهود القديمة لم يكن التباين بين الأجيال يطرح إشكالية تربوية. وذلك يعود إلى طبيعة التغيرات الاجتماعية البطيئة والمتكاسلة. في العصور الحديثة تؤدي التغيرات التكنولوجية السريعة والمتلاحقة إلى تغيرات مماثلة في بنية التصورات والمفاهيم وطرق التكيف، وهذا بدوره ينعكس على المسألة التربوية ويطرح ضرورة البحث عن مناهج جديدة وطرق جديدة قادرة على احتواء هذه التغيرات وتمكين الأطفال مـن أشكال جديدة للتكيف مع طبيعة العصر المتغير. فالتغير يجري بوتائر سريعة جداً وينعكس على أنماط السلوك والأفكار عند الناس، صغارهم وكبارهم. وهذا يعني أن هذه التغيرات تحدث في الظروف وفي الناس قبل أن تنعكس على النظام التربوي. فأثار التلفزيون على نمط التفكير والسلوك عند الأطفال يتم بشكل مباشر من دون توسط العملية التربوية، والنظام التربوي لـم يستطع حتى هذه اللحظة احتواء هذه التجربة التكنولوجية الجديدة. إن ما نريد التأكيد عليه هو أن التغير في المناهج التربوية والأساليب التربوية يبقى في حالة تخلف بالقياس إلى التغيرات الفعلية القائمة في مجال الشروط الموضوعيـة والذاتية لحياة الناس الاجتماعية. وهنا يكمن الجانب الأكبر لأصول مسألة الصراع بين الأجيال المتلاحقة، خصوصاً بين أجيال المربين والمتربين. إن تمجيد الماضي في شخص أجياله السابقة يمكن أن يعود إلى ميلنا لتقديسه ورفعه إلى درجة النموذج والمثال. ونحن لا شعورياً نميل إلى تمجيد أنفسنا بوصفنا المخلوقات الملائكية في مراحل طفولتنا وذلك أمر طبيعي جداً عندما ندرك أن مرحلة الطفولة التي عشناها بشجونها وأفراحها ودعاباتها هي أجمل مراحل الحياة عند الإنسان. ونحن عندما نميل إلى استعراض ذكريات الطفولة فهي الذكريات الجميلة التي تطفو وتحلق في أجواء خيالنا فنزعة التمجيد الماضوية هي نزعة شعورية أو لا شعورية إلى تقديس طفولته وتمجيدها. في الأجيال الحاضرة، كما في الأجيال السابقة، هناك أطفال مرحون وأطفال مشاكسون كسالى أطفال نشطون وأذكياء وهناك الأطفال الذين يميلون إلى الشدة والعنف. وإذا كان ذلك هو واقع الحال فإن الميل إلى تقديس الماضي وإعلاء شأنه يمكن أن يفسرا كردود فعل تجاه الصعوبات التي نواجهها في تربية أطفالنا وفي توجيههم ونحن عندما نخفق وحين لا نستطيع أن ندرك أسباب إخفاقنا الحقيقية فـي تربيـة أطفالنا ننزع إلى النكوص الماضوي آملين أن نجد فيـه تفسيراً وهمياً. وفـي كل حال لا يبقى أمامنا سوى أن نضع الأجيال الحاضرة في قفص الاتهام وأن نحكم عليها بـالقصور والعدم لنبرر لأنفسنا ما اعتراها من قصور وفشل في القدرة على فهم الظروف التي تحيط بأطفال اليوم وناشئته ومن ضعف في إيجاد البدائل التربوية الممكنة التي تتيح لنا أن نأخذ زمام المبادرة في توجيه أطفالنا نحو بر الأمان.
لم يكن لهذه الدهشة، التي تعتري كل جيل من أجيال الراشدين إزاء صغارهم، أن تطرح نفسها قديماً كما تطرح الآن في عصرنا - عصر التغيرات التكنولوجية السريعة - كإشكالية تربوية غاية في الأهمية والخطورة. وبالتالي فإن درجة الأهمية التي تطرح فيها هذه المسألة مرهونة بوتيرة التغيرات الاجتماعية والتكنولوجية ومدى حدتها. في العهود القديمة لم يكن التباين بين الأجيال يطرح إشكالية تربوية. وذلك يعود إلى طبيعة التغيرات الاجتماعية البطيئة والمتكاسلة. في العصور الحديثة تؤدي التغيرات التكنولوجية السريعة والمتلاحقة إلى تغيرات مماثلة في بنية التصورات والمفاهيم وطرق التكيف، وهذا بدوره ينعكس على المسألة التربوية ويطرح ضرورة البحث عن مناهج جديدة وطرق جديدة قادرة على احتواء هذه التغيرات وتمكين الأطفال مـن أشكال جديدة للتكيف مع طبيعة العصر المتغير. فالتغير يجري بوتائر سريعة جداً وينعكس على أنماط السلوك والأفكار عند الناس، صغارهم وكبارهم. وهذا يعني أن هذه التغيرات تحدث في الظروف وفي الناس قبل أن تنعكس على النظام التربوي. فأثار التلفزيون على نمط التفكير والسلوك عند الأطفال يتم بشكل مباشر من دون توسط العملية التربوية، والنظام التربوي لـم يستطع حتى هذه اللحظة احتواء هذه التجربة التكنولوجية الجديدة. إن ما نريد التأكيد عليه هو أن التغير في المناهج التربوية والأساليب التربوية يبقى في حالة تخلف بالقياس إلى التغيرات الفعلية القائمة في مجال الشروط الموضوعيـة والذاتية لحياة الناس الاجتماعية. وهنا يكمن الجانب الأكبر لأصول مسألة الصراع بين الأجيال المتلاحقة، خصوصاً بين أجيال المربين والمتربين. إن تمجيد الماضي في شخص أجياله السابقة يمكن أن يعود إلى ميلنا لتقديسه ورفعه إلى درجة النموذج والمثال. ونحن لا شعورياً نميل إلى تمجيد أنفسنا بوصفنا المخلوقات الملائكية في مراحل طفولتنا وذلك أمر طبيعي جداً عندما ندرك أن مرحلة الطفولة التي عشناها بشجونها وأفراحها ودعاباتها هي أجمل مراحل الحياة عند الإنسان. ونحن عندما نميل إلى استعراض ذكريات الطفولة فهي الذكريات الجميلة التي تطفو وتحلق في أجواء خيالنا فنزعة التمجيد الماضوية هي نزعة شعورية أو لا شعورية إلى تقديس طفولته وتمجيدها. في الأجيال الحاضرة، كما في الأجيال السابقة، هناك أطفال مرحون وأطفال مشاكسون كسالى أطفال نشطون وأذكياء وهناك الأطفال الذين يميلون إلى الشدة والعنف. وإذا كان ذلك هو واقع الحال فإن الميل إلى تقديس الماضي وإعلاء شأنه يمكن أن يفسرا كردود فعل تجاه الصعوبات التي نواجهها في تربية أطفالنا وفي توجيههم ونحن عندما نخفق وحين لا نستطيع أن ندرك أسباب إخفاقنا الحقيقية فـي تربيـة أطفالنا ننزع إلى النكوص الماضوي آملين أن نجد فيـه تفسيراً وهمياً. وفـي كل حال لا يبقى أمامنا سوى أن نضع الأجيال الحاضرة في قفص الاتهام وأن نحكم عليها بـالقصور والعدم لنبرر لأنفسنا ما اعتراها من قصور وفشل في القدرة على فهم الظروف التي تحيط بأطفال اليوم وناشئته ومن ضعف في إيجاد البدائل التربوية الممكنة التي تتيح لنا أن نأخذ زمام المبادرة في توجيه أطفالنا نحو بر الأمان.