حاولت تطوير نفسي لكني فشلت

اقتبس من Mohammed barakat في 4 أغسطس، 2020, 9:11 محاولت.تطوير.نفسي.لكني.فشلت
1⃣
📮 #السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة جامعية ، لديَّ مشكلة قلبتْ حياتي ، وهي: الخجل والهدوء المبالغ فيه ؛ فلا أستطيع أن أردَّ على من حولي بشكل سليم ؛ فإما أن أردَّ بصورة خاطئةٍ ، وإما أن أسكت من التوتُّر.
لستُ راضيةً عن شخصيتي ، ولا أستطع تقبُّلها ، وأنتقد نفسي دائمًا، وأسأل نفسي: لماذا فعلت كذلك؟ لماذا لم أقُلْ كذا؟
أركِّز دائمًا في تصرفاتي زيادةً عن اللزوم ، خوفًا مِن أجرح أحدًا أو أُضايقه ، وأفسِّر كل تصرُّف أتصرفه بصورةٍ خاطئة ، بالرغم مِن ذلك فأنا حساسة جدًّا ، ولا أستطيع أن أحبس دموعي إذا سمعت أي كلام ينتقدني.
حاولتُ كسر هذا الحاجز ، والتصرف على طبيعتي ، لكنني لم أستطع ، وأعود في النهاية إلى غرفتي محبطةً يائسةً ، وجميع مَن حولي يستمتعون بوقتهم إلا أنا!
ليس لدي ثقةٌ في نفسي ، ولا في شكلي ، ولا تصرُّفاتي:، ومع أني حاولتُ أن أثقَ بنفسي داخليًّا وخارجيًّا ، لكنني فشلتُ أيضًا، وغير مقتنعة بكلِّ ما أفعل لذاتي!
لديَّ العديد مِن المواهب ، لكنني لا أستغل أيًّا منها لممارستها ، مثل : الرسم ، والطبخ ، والقراءة ، والرياضة ، وأخاف أن تتدهور شخصيتي أكثر وأكثر.
فأخبِروني كيف أُطوِّر من شخصيتي؟
2⃣
📄 #الجواب :
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد :
في البداية أودُّ أن أوضِّح لكِ أمرًا وهو : أن الخجل والتوتر ليس غريبًا علينا كبشرٍ ، لكنه ليس طبيعةً في فطرتنا التي فطرنا الله عليها.
الإنسان منذ لحظة ولادته يَتَنَفَّس بلا تفكير ، ويبحث عن غذائه من ثدي أمه بلا تردُّد، ويحاول المناغاة وبعدها الكلام دون الالتفات إلى رأي الناس فيه أو انتقاداتهم، ويتعلم المشي بالرغم من عثراته المتكررة والموجعة أحيانًا بكلِّ عزمٍ وإصرارٍ وسعادةٍ ؛ لأنه لا يُفكِّر في : ماذا قال الناس عني؟
الثقةُ بالنفس فطرةٌ ، فلا تُحاولي أن تتقبَّلي نفسك على اعوجاجها ؛ لأن نفسَك لن تقبل ذلك مهما أوهمتِها بالرِّضا.
أُخيتي ، خالقُك هو اللهُ تعالى، فلا تخشَي شيئًا سواه ؛ فأمرُك كلُّه بيدِه سبحانه ، والبشرُ ليسوا ملائكةً، ولا يملكون مِن الأمر شيئًا ، فلا تُعظِّميهم ولا تُضخمي مكانتهم في داخلك ، فلا يوجد شخصٌ مثالي ، لكن يوجد أشخاص واثقون بأنفسهم، فكوني منهم.
أطلقي سراح شخصيتك ، وتحرِّري مِن عبودية خوفك من الناس ومحاولة إرضائهم؛ لأنك بذلك تصنعين قُيودًا تُكبِّلك لتحقيق ذاتك وأهدافك.
وهناك نقاطٌ أتمنَّى أن تُركِّزي عليها:
• أولًا : اجعلي تغييرَ شخصيتك قرارًا وهدفًا واضحًا أمامك.
• ثانيًا : كوني متفائلةً وتوكَّلي على الله حقَّ التوكُّل.
• ثالثًا: تذكَّري نقاط قوتك ، وتجاهلي نقاطَ ضعفك ، وأزيحي الكسل ، وقومي بعمل جدولٍ لأعمالك وإنجاز مهامك التي تجدين فيها شغفك ، والتزمي بها دونَ تسويفٍ أو أعذارٍ.
• رابعًا: القراءة ؛ ففيها فسحةٌ للعقل ، والاطلاع والاستماع لمحتوياتٍ تهتم بتطوير الذات ، وحبذا لو التحقتِ بدورات مباشرةٍ ، أو عن بُعدٍ ، أو مشاهدة المُسجَّل منها، وستجدينها في المواقع الإلكترونية ، مع الحرص على التحرِّي عن المدرِّب ؛ حتى تستقي العلم والمنفعة بشكل صحيح.
• خامسًا: قوي علاقتك بالله ، وتذكَّري أن ثقتَك بنفسك تعتمد على ثقتك بالله سبحانه وتعالى ؛ فهو ناصرُك ولا حول ولا قوة لكِ إلا به ، فلا تخشي أحدًا سواه.
• سادسًا: اصرفي التفكير عن كيفية إرضاء الناس ؛ لأنها غاية لا تُدرَك ، وعامليهم بقِيَمِك وأخلاقك ، ولتعلمي أن التغيير سنة الحياة ، والتميُّز هبة مِن الرحمن، فلا تخشي التغيير خوفًا مِن انتقاد المجتمع أو عدم رضاهم ، ولا تُقلِّلي مِن شأنك من أجلهم، وتذكَّري أنَّ الله سبحانه وتعالى ميَّز رسولَنا الكريم واصطفاه بالرسالة ، وكان يسعى للتغيير بمجتمعه فيما يُرضي الله، ومع ذلك لم يَحْظَ برضا ولا بحبِّ وقَبول الجميع ، وهو خيرُ مَن نقتدي به عليه الصلاة والسلام!
• سابعًا: التوقف فورًا عن لوم الذات ؛ فاللومُ كصفةٍ لا بأس بها، بل هي مَطلبٌ ، وتدل على ضمير حيٍّ ، لكن إن تجاوزتْ حدَّها أصبحتْ مُهلكةً لصاحبها ؛ فأي خطأٍ تقترفينه حاولي معالجته وتحسينه فقط بلا مبالغة ، فلا تُعظِّمي أخطاءك ؛ مثلًا: إذا أخفقتِ في الكلام ، أو سكبتِ العصير ، أو تعثرتِ في خطواتك ، ماذا سيحدث حينها؟
الجواب : لا شيء ؛ فكلُّها أشياء اعتاد الجميع حُدُوثها ، فلا تُكلِّفي نفسك فوق طاقتها.
• ثامنًا: التدريب ؛ درِّبي نفسك على الحديث مع غيرك في الاجتماعات ، وابدئي بمن هم أصغر سنًّا، أو بمن هم خجولين ، أو بمَن لديهم قاسمٌ مشترك معك.
تدرَّبي على النظر في عين مَن يُسلِّم عليك ، وابتسمي واكتفي بالشكر لكلِّ مَن يُثني عليك.
تنفَّسي بهدوءٍ ، ولا تَتَعَجَّلي في الكلام ، بل انتقلي بين كل كلمة وأخرى بهدوءٍ.
• تاسعًا : حاولي الدخول في تجمُّعات جديدةٍ إذا أمكن ، وتعرفي إلى أشخاصٍ جدد بعيدًا عن التجمُّعات التي اعتدتِ الذهاب إليها ؛ فهذا سيُساعدك كثيرًا في هذه المرحلة ، وإن لم تستطيعي فلا بأسَ، وركِّزي على ما سبق.
أُخيتي ، إنَّ لنفسك عليك حقًّا ، والله سيُحاسبك عليها، فاهتمي بنفسك وأحبِّيها، وحاولي أن تبحثي عن مواطن سعادتك بداخلك ، والتماس النِّعم بالتفاصيل الصغيرة التي أنعم اللهُ عليك بها، ولا تجعلي مشكلاتك تُوقفُ حياتك ، فهي بسيطةٌ لكنها تحتاج تغيُّر مفاهيم وبعض تدريبٍ.
ابحثي عن ذاتك بنجاحك ، وبتحقيق أهدافك فيما يُرضي الله سبحانه وتعالى
أسأل الله العليَّ العظيم أن يَزيدَك مِن فضلِه ، ويُحقِّق لكِ مُبتغاك ، إنه على كل شيء
حاولت.تطوير.نفسي.لكني.فشلت
1⃣
📮 #السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة جامعية ، لديَّ مشكلة قلبتْ حياتي ، وهي: الخجل والهدوء المبالغ فيه ؛ فلا أستطيع أن أردَّ على من حولي بشكل سليم ؛ فإما أن أردَّ بصورة خاطئةٍ ، وإما أن أسكت من التوتُّر.
لستُ راضيةً عن شخصيتي ، ولا أستطع تقبُّلها ، وأنتقد نفسي دائمًا، وأسأل نفسي: لماذا فعلت كذلك؟ لماذا لم أقُلْ كذا؟
أركِّز دائمًا في تصرفاتي زيادةً عن اللزوم ، خوفًا مِن أجرح أحدًا أو أُضايقه ، وأفسِّر كل تصرُّف أتصرفه بصورةٍ خاطئة ، بالرغم مِن ذلك فأنا حساسة جدًّا ، ولا أستطيع أن أحبس دموعي إذا سمعت أي كلام ينتقدني.
حاولتُ كسر هذا الحاجز ، والتصرف على طبيعتي ، لكنني لم أستطع ، وأعود في النهاية إلى غرفتي محبطةً يائسةً ، وجميع مَن حولي يستمتعون بوقتهم إلا أنا!
ليس لدي ثقةٌ في نفسي ، ولا في شكلي ، ولا تصرُّفاتي:، ومع أني حاولتُ أن أثقَ بنفسي داخليًّا وخارجيًّا ، لكنني فشلتُ أيضًا، وغير مقتنعة بكلِّ ما أفعل لذاتي!
لديَّ العديد مِن المواهب ، لكنني لا أستغل أيًّا منها لممارستها ، مثل : الرسم ، والطبخ ، والقراءة ، والرياضة ، وأخاف أن تتدهور شخصيتي أكثر وأكثر.
فأخبِروني كيف أُطوِّر من شخصيتي؟
2⃣
📄 #الجواب :
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد :
في البداية أودُّ أن أوضِّح لكِ أمرًا وهو : أن الخجل والتوتر ليس غريبًا علينا كبشرٍ ، لكنه ليس طبيعةً في فطرتنا التي فطرنا الله عليها.
الإنسان منذ لحظة ولادته يَتَنَفَّس بلا تفكير ، ويبحث عن غذائه من ثدي أمه بلا تردُّد، ويحاول المناغاة وبعدها الكلام دون الالتفات إلى رأي الناس فيه أو انتقاداتهم، ويتعلم المشي بالرغم من عثراته المتكررة والموجعة أحيانًا بكلِّ عزمٍ وإصرارٍ وسعادةٍ ؛ لأنه لا يُفكِّر في : ماذا قال الناس عني؟
الثقةُ بالنفس فطرةٌ ، فلا تُحاولي أن تتقبَّلي نفسك على اعوجاجها ؛ لأن نفسَك لن تقبل ذلك مهما أوهمتِها بالرِّضا.
أُخيتي ، خالقُك هو اللهُ تعالى، فلا تخشَي شيئًا سواه ؛ فأمرُك كلُّه بيدِه سبحانه ، والبشرُ ليسوا ملائكةً، ولا يملكون مِن الأمر شيئًا ، فلا تُعظِّميهم ولا تُضخمي مكانتهم في داخلك ، فلا يوجد شخصٌ مثالي ، لكن يوجد أشخاص واثقون بأنفسهم، فكوني منهم.
أطلقي سراح شخصيتك ، وتحرِّري مِن عبودية خوفك من الناس ومحاولة إرضائهم؛ لأنك بذلك تصنعين قُيودًا تُكبِّلك لتحقيق ذاتك وأهدافك.
وهناك نقاطٌ أتمنَّى أن تُركِّزي عليها:
• أولًا : اجعلي تغييرَ شخصيتك قرارًا وهدفًا واضحًا أمامك.
• ثانيًا : كوني متفائلةً وتوكَّلي على الله حقَّ التوكُّل.
• ثالثًا: تذكَّري نقاط قوتك ، وتجاهلي نقاطَ ضعفك ، وأزيحي الكسل ، وقومي بعمل جدولٍ لأعمالك وإنجاز مهامك التي تجدين فيها شغفك ، والتزمي بها دونَ تسويفٍ أو أعذارٍ.
• رابعًا: القراءة ؛ ففيها فسحةٌ للعقل ، والاطلاع والاستماع لمحتوياتٍ تهتم بتطوير الذات ، وحبذا لو التحقتِ بدورات مباشرةٍ ، أو عن بُعدٍ ، أو مشاهدة المُسجَّل منها، وستجدينها في المواقع الإلكترونية ، مع الحرص على التحرِّي عن المدرِّب ؛ حتى تستقي العلم والمنفعة بشكل صحيح.
• خامسًا: قوي علاقتك بالله ، وتذكَّري أن ثقتَك بنفسك تعتمد على ثقتك بالله سبحانه وتعالى ؛ فهو ناصرُك ولا حول ولا قوة لكِ إلا به ، فلا تخشي أحدًا سواه.
• سادسًا: اصرفي التفكير عن كيفية إرضاء الناس ؛ لأنها غاية لا تُدرَك ، وعامليهم بقِيَمِك وأخلاقك ، ولتعلمي أن التغيير سنة الحياة ، والتميُّز هبة مِن الرحمن، فلا تخشي التغيير خوفًا مِن انتقاد المجتمع أو عدم رضاهم ، ولا تُقلِّلي مِن شأنك من أجلهم، وتذكَّري أنَّ الله سبحانه وتعالى ميَّز رسولَنا الكريم واصطفاه بالرسالة ، وكان يسعى للتغيير بمجتمعه فيما يُرضي الله، ومع ذلك لم يَحْظَ برضا ولا بحبِّ وقَبول الجميع ، وهو خيرُ مَن نقتدي به عليه الصلاة والسلام!
• سابعًا: التوقف فورًا عن لوم الذات ؛ فاللومُ كصفةٍ لا بأس بها، بل هي مَطلبٌ ، وتدل على ضمير حيٍّ ، لكن إن تجاوزتْ حدَّها أصبحتْ مُهلكةً لصاحبها ؛ فأي خطأٍ تقترفينه حاولي معالجته وتحسينه فقط بلا مبالغة ، فلا تُعظِّمي أخطاءك ؛ مثلًا: إذا أخفقتِ في الكلام ، أو سكبتِ العصير ، أو تعثرتِ في خطواتك ، ماذا سيحدث حينها؟
الجواب : لا شيء ؛ فكلُّها أشياء اعتاد الجميع حُدُوثها ، فلا تُكلِّفي نفسك فوق طاقتها.
• ثامنًا: التدريب ؛ درِّبي نفسك على الحديث مع غيرك في الاجتماعات ، وابدئي بمن هم أصغر سنًّا، أو بمن هم خجولين ، أو بمَن لديهم قاسمٌ مشترك معك.
تدرَّبي على النظر في عين مَن يُسلِّم عليك ، وابتسمي واكتفي بالشكر لكلِّ مَن يُثني عليك.
تنفَّسي بهدوءٍ ، ولا تَتَعَجَّلي في الكلام ، بل انتقلي بين كل كلمة وأخرى بهدوءٍ.
• تاسعًا : حاولي الدخول في تجمُّعات جديدةٍ إذا أمكن ، وتعرفي إلى أشخاصٍ جدد بعيدًا عن التجمُّعات التي اعتدتِ الذهاب إليها ؛ فهذا سيُساعدك كثيرًا في هذه المرحلة ، وإن لم تستطيعي فلا بأسَ، وركِّزي على ما سبق.
أُخيتي ، إنَّ لنفسك عليك حقًّا ، والله سيُحاسبك عليها، فاهتمي بنفسك وأحبِّيها، وحاولي أن تبحثي عن مواطن سعادتك بداخلك ، والتماس النِّعم بالتفاصيل الصغيرة التي أنعم اللهُ عليك بها، ولا تجعلي مشكلاتك تُوقفُ حياتك ، فهي بسيطةٌ لكنها تحتاج تغيُّر مفاهيم وبعض تدريبٍ.
ابحثي عن ذاتك بنجاحك ، وبتحقيق أهدافك فيما يُرضي الله سبحانه وتعالى
أسأل الله العليَّ العظيم أن يَزيدَك مِن فضلِه ، ويُحقِّق لكِ مُبتغاك ، إنه على كل شيء