Please or التسجيل to create posts and topics.

الشعور الدائم بالخوف والقلق

الشعور.الدائم.بالخوف.والقلق

2⃣

📩 #الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

قد يهون على الإنسان بعض ما يعاني إن تذكَّر أنه لا يقاسي آلامَه وحده ، وأن هناك الملايين ممن يعانون مثل تلك الوساوس على اختلاف أنواعها وتنوُّع شدتها، فبعضها قد يسهل معالجته سلوكيًّا دون الحاجة للعقاقير ، وبعضها لا يمكن مداواته إلا بالتدخل الدوائي.

بدايةً ، أُحيي فيكِ الإيجابية التي تتحلين بها ، فقد اتخذتِ خطوة رُقية نفسكِ مما يدل على توفر الرغبة الصادقة في التحسن ، وهي الوقود الدافع للسير على طريق المعافاة التامة بإذن الله.

لا أخفي عليكِ أنني يصيبني في كثير من الأحيان بعض ما يصيبكِ من قلق وخوف على مَن نحب ، وهذا خوف جِبِلِّي، وشعور طبيعي يتناب البشر ؛ لأنهم لا يملكون لأنفسهم ولا لغيرهم نفعًا ولا ضرًّا ، ولا يعلمون الخير ، وبصفة عامة فهي مشاعر ناتجة عن ضَعف طبيعي في الناس جميعًا ، وخير ما يستعان به على مثل هذه المشاعر هو اللجوء لمن بيده كل ما ينقصنا من خير وأمن وسلامة وبركة وعافية وحفظ، وكل ما لا يستطيعه البشر ؛ فاستشعار أنه لا حول لنا ولا قوة إلا بالله وحده ، من أقوى العلاجات متى ما عرَف العبد كيف يتدبَّرها ويتفوَّه بها بلسانه وقلبه معًا ؛ فتكرار الرقية ينبغي أن يكون بحضور القلب والتأمل في ألفاظها، واستشعار الحاجة إلى رحمة الله وشفائه ومعافاته التامة ، وكلما كان القلب حاضرًا واليقين فيه عاليًا ، كان أرجى لحصول المقصود والانتفاع بالرُّقية.

اجعلي بينكِ وبين الله خبيئة من عمل صالح كصدقة ولو كانت يسيرة ؛ تتوسلين إلى الله بها وقت انقضاض الخوف وتسلُّط الوسوسة ؛ فقد شرع الله لنا التوسل إليه بصالح الأعمال ، فإن ذلك أرجى في إجابة الدعاء والوقاية من البلاءات ؛ كما ورد في قصة أصحاب الصخرة.

من الأمور التي أقترحها عليكِ - والتي وجدتُ فيها نفعًا عظيمًا - التحاور مع النفس بمنطقية وعقلانية ، أذكر إحدى الصديقات قالت لي ذات يوم : من الخطأ أن نتعمَّق في الحزن على أمور لم تحدُث بعدُ ؛ فإن حدثت فقد حمَّلنا أنفسنا الحزن مرتين، وسبقنا الحزن بخوف منه ، وإن عافانا الله فقد أرهَقنا أنفسنا بأمور كتَب لنا الله منها السلامة.

فحاوري نفسكِ بهدوء وسَليها : إن أنتِ تراخيتِ عن تأدية العمل خشيةَ حدوث ما تكرهين ، ماذا ستكسبين؟ سواء حدث هذا الأمر أم لم يحدث ، فلن تكسبي إلا أن فقدتِ زبائنكِ وضاع عملُك ، وتراجع مستواكِ ؛ لأن طبيعة عملك تحتاج إلى مواصلة العمل ومواكبة الجديد فيه ؛ حتى يرتفع مستواكِ المهني ، ويعلو شأنكِ في هذا المجال.

حاولي أن تُحيطي نفسكِ بصحبة تتَّسم بالمرح والتفاؤل ، حتى تلجئي إليهم وقت الشدة ؛ فإن تأثير الحديث الذي يتسم بالمرح من أكثر ما يشيع التفاؤل في النفس، ويوقظ مشاعره في القلب ، ولا مانع أبدًا أن تعرضي نفسكِ وحالتكِ على طبيبة نفسية واطْمَئني تمامًا ؛ فقد صارت العلاجات الآن في مستوى لا يَخشى معه حدوث الإدمان ، ويسهل التخلي عنها متى ما تحسَّنت الحالة بإشراف الطبيب ، ولا تؤثر على الجسم إلا قليلًا بما لا يضر بإذن الله.

بُنيتي ، قد لا تفي مجرد رسالة مني بالغرض ، وقد لا تغيِّر عندكِ إلا القليل ، ولكني أذكركِ بأن العمر يمضي ، والذي كتبه الله حاصلٌ لا محالة، ومن العبث أن نقضي أعمارنا ونُذهب بزهرة شبابنا في خوف ووجلٍ وترقُّب ، أين إحسان الظن بالله؟ أين التوكل على الله؟

أكثري من القراءة في كتب الصالحين ، وتأمَّلي حالهم مع الله ، وكيف أن القرب من الله كان دافعًا لهم على تخطِّي الكثير من مُنغصات الحياة ، وتجاوز الكثير من المحن التي لن تخلو منها حياة بشر ؛ فاستعيني بالله وثقي فيه وفي قدرته التي لا حدود لها، والتي لا تتوقف عند أسباب الدنيا ، واجعَلي ذكر الله أَنيسكِ وملاذكِ ، وأنا على يقين أنكِ إن نجحتِ في ذلك فلن تحملي للغد همًّا.

أسأل الله أن يحفظكِ وأن يرزقكِ الزوج الصالح والصحبة الطيبة ، وأن يقيَكِ فواجع الأقدار.

والله الموفِّق ، وهو الهادي إلى سواء السبيل.

 

mohammed barakat
escort çankaya istanbul rus Escort atasehir Escort beylikduzu Escort