نموذج آشور في التصميم التعليمي
هذا الموضوع يحتاج لدورة تدريبية لا تقل عن أسبوع لأتقانه وسنقوم بها في المستقبل إن شاء الله
يقصد بنموذج آشور هو عبارة عن نظام تعليمي أو مجموعة متنوعة من الإرشادات التي من الممكن يمكن للمعلم اللجوء إلى استعمالها من أجل القيام على تنمية خطط الدروس التي تقدم من خلال القيام على دمج التكنولوجيا والوسائط، حيث أن نموذج آشور يقوم بالتركيز والتأكيد على الشخص المتعلم وعلى والنتيجة الإجمالية من أجل تحقيق أهداف التعلم.
أن السمة المميزة لهذا النموذج هي أنه يركز على تخطيط وتنفيذ التعليمات التي تتضمن وسائل والمواد يتمثل منظورها الرئيسي في كيفية دمج الوسائط في التدريس بطريقة قادرة على إنتاج نتائج التعلم المرغوبة، اكتسب نموذج آشور شعبية بسبب استخدامه في كتاب مدرسي شائع للمعلمين.
نماذج التصميم التعليمي ونظرياته
صمم نموذج هاينك وموليندا ورسل والذي يعرف بنموذج ASSURE عام 1982 بهدف تصميم الدروس التقليدية، غير أنه يمكن استخدامه كذلك للتصميم التعليمي للتعليم عن بعد instructional design models for online learning، والتخطيط لاستخدام الوسائل في التعليم، وبناء برنامج تعليمي متكامل.
وأهم ما يميز هذا النموذج عن غيره كونه نموذجيا إجرائيا يمكن توظيفه في عمليات التخطيط للتدريس بقصد ضمان الاستخدام الفعال للوسائل التعليمية من قبل المعلم داخل الصف دون الحاجة إلى متخصصين لتصميم الأنظمة التعليمية.
عناصر نموذج آشور
يتكون هذا النموذج من ست خطوات، هي:
تحليل خصائص المتعلمين A-Analyze learner
وضع الأهداف والمعايير S-State standards& objectives
انتقاء المواد والاستراتيجيات التعليمية المناسبة S-Select strategies, technology, media & material
استخدام المواد التعليمية والوسائط U-Utilities technology, media & materials
طلب الاستجابة من المتعلم R- Require learner participation
التقويم والمراجعة E-Evaluate & revise
أولا: تحليل خصائص المتعلمين
تتراوح أعمار الطلاب في المرحلة الابتدائية بين 6 – 12 سنة ومن المتوقع أن تكون نسبة ذكاؤهم نسبة عادية، ويفضل الرجوع لسجلاتهم الأكاديمية الصحية لمعرفة ما يواجهونهم من مشاكل.
وبالنسبة لهذه المرحلة فإنها تحتوي على العديد من الخصائص النفسية والجسمية والمعرفية وسوف نستعرضها فيما يلي:
التصنيف العقلي المعرفي:
يتم تصنيف هذه المجموعة ضمن مرحلة العمليات المحسوسة “المادية ” وهي التي تكون من عمر 6-12 سنة، ومن مميزات هذه المرحلة:
ازدياد القدرة على التصنيف.
تطور مفهوم ثبات الشيء.
قدرة الطفل على الترتيب المتسلسل للأشياء على أساس بعد واحد فقط.
يفهم الطفل كثير من المصطلحات النسبية الدالة على العلاقة.
لذلك يجب مراعاة هذه الصفات عند استخدامه هذه الأنشطة.
التقسيم النفسي الاجتماعي:
ظهرت هذه الفئة من ضمن المرحلة الرابعة من مراحل النمو ومطالبه وفقا لنظرية أريكسون، الإحساس بالكفاية مقابل الشعور بالدونية (6-12 سنة).
في هذه المرحلة ينمي الطفل مهاراته اللازمة للمشاركة في النشاطات المختلفة تحصيلية كانت أو غير ذلك ليصبح فرداً منتجاً قادراً على التحصيل والإنجاز فإذا حقق انجازات أكثر من الفشل سينمو لديه شعور بالكفاية وإلا فإنه سيشعر بالدونية وينمو لديه الإحساس بالنقص.
التقسيم الجسمي التربوي:
تسمى هذه المرحلة بمرحلة الطفولة المتأخرة (6-12 سنة) وتسمى أيضاً بمرحلة المدرسة الابتدائية وقد قال عنها هافجرست “أنها مرحلة تعلم المهارات الحركية والمهارات اللازمة للقراءة والكتابة والحساب” وتتميز هذه المرحلة بالتالي:
يكون الطفل كثير الحركة والنشاط.
هي أنسب مرحلة للتطبيع الاجتماعي وغرس القيم الاجتماعية والأخلاقية.
تعلم إنشاء العلاقات مع الأقران وتحقيق الانسجام معهم.
تعلم المهارات الأساسية في القراءة والكتابة والحساب.
تكوين الضمير ومعايير الأخلاق والقيم.
في هذه المرحلة يظهر الخوف من المدرسة والمدرسين.
بالنسبة للإدراك في هذه المرحلة تزداد قدرته على وصف الأشياء وإدراك العلاقات المكانية والحركية.
بالنسبة للمفاهيم تنمو مفاهيمه وتتدرج من البسيط إلى المعقد ومن الحسي إلى المجرد ومن المفاهيم المتمركزة حول الذات إلى المفاهيم الأكثر موضوعية.
بالنسبة للانتباه في بداية هذه المرحلة تكون قدرة الطفل على الانتباه محدودة في المدة حيث لا يستطيع التركيز لفترة طويلة ولا يستطيع توزيع انتباهه على موضوعات متعددة.
وبخصوص التذكر فتنمو الذاكرة تدريجياً حيث يحل التذكر القائم على الفهم والإدراك محل التذكر الآلي وبالنسبة للتفكير ينمو تفكيره من الحسي المادي إلى التفكير المجرد.
ثانيا: وضع الأهداف والمعايير
يتم ذكر الأهداف التعليمية وتقسيمها إلى المجلات الست (التذكر، الفهم، التطبيق، التحليل، التركيب، التقويم):
ثالثا: انتقاء المواد والاستراتيجيات التعليمية المناسبة
تتدرج أهداف البرمجية وفقا لمستويات بلوم لتصنيف الأهداف، من المعرفي إلى التطبيقي ثم التحليليل.
الاستراتيجيات المقترحة:
استراتيجية التعلم المفرد.
استراتيجية السنادات (السقالات)التعليمية.
رابعا: استخدام المواد التعليمية والوسائط
لتحقيق الأهداف السلوكية التي تم وضعها ومراعاة لخصائص المتعلمين يتم تصميم برمجية على الكمبيوتر لتقوم بعرض الصور والأشكال وأفلام الحركة والفيديو والعناصر التفاعلية على الطلاب، حيث يقومون بالتفاعل مع البرمجية باستخدام الفأرة وضغط الصور، والتجاوب مع المادة المعروضة، ويقدم البرنامج استجابة وتعزيزات بصرية وصوتية إيجابية وسلبية وفقا لاستجابة المتعلم.
يتم تقسيم البرنامج إلى دروس صغيرة بحيث يخدم كل درس هدف أو مهارة محددة:
هدف 1 أو مهارة 1…………………………………………………………………………
هدف 2 أو مهارة 2. ……………………………………………………………………….
هدف 3 أو مهارة 3. ……………………………………………………………………….
هدف 4 أو مهارة 4. ………………………………………………………………………..
ولا يتم الانتقال من هدف أو مهارة إلى أخرى إلا بعد التمكن من حل كافة تدريبات الهدف أو المهارة السابقة بشكل صحيح.
الوسائل التعليمية والأدوات المتطلبة:
– جهاز كمبيوتر.
– برمجية تعليمية قائمة على الوسائط المتعددة.
خامسا: طلب الاستجابة من المتعلم
وفقا لاستراتيجية التعلم المفرد، تتولى البرمجية التعليمية طلب الاستجابات، عن طريق استخدام العرض المبهر، حيث يتم عرض الشكل الأساسي في أحد أركان الشاشة، وتظهر مكملات الشكل التي يجب اختيارها في الجانب الآخر بشكل نابض ويصاحب ذلك التوجيهات الصوتية.
التعزيز:
تقدم البرمجية تعزيز مرئي وصوتي فوري عقب استجابة المستخدم، والتعزيز إما أن يكون إيجابيا أو سلبيا، والتعزيز الصوتي يكون متنوع، والتعزيز المرئي يكون ثابتا في كافة ألعاب البرمجية.
التعزيز الإيجابي:
يظهر التعزيز الإيجابي بشكل فوري عقب تلقي استجابة المتعلم، حيث يظهر شكل وجه باسم بألوان زاهية، ويكون مصحوبا بصوت مناسب، ثم يتم الانتقال لمرحلة جديدة في الهدف أو المهارة.
التعزيز السلبي:
يظهر التعزيز السلبي أيضا بشكل فوري عقب تلقي استجابة المتعلم، حيث يظهر شكل وجه حزين بألوان قاتمة، ويكون مصحوبا بصوت مناسب، يعاد عرض الهدف أو المهارة بشكل مختلف حيث يتم تبديل أماكن الصور أو الأشكال المطلوب الاختيار منها، وتطلب استجابة المتعلم لها من جديد (باستخدام توجيه صوتي). ولا يتم الانتقال إلى هدف أو مهارة أخرى إلا بعد الإجابة بشكل صحيح.
سادسا: التقويم والمراجعة
يتم وضع أسئلة تقويمية بعد كل درس لتقويم أهداف الدرس أو مهاراته، ويتم تصمم الاختبار بحيث يقدم في نهاية الاختبار عدادا يعرض عدد الإجابات الصحيحة وعدد الإجابات الخاطئة، ومن خلال مراجعة هذه النتائج، يحكم المعلم على أداء الطلاب واكتسابهم للمهارات المختلفة.
تصميم درس تعليمي باستخدام نموذج آشور
صمم نموذج آشور في العام 1982 كنموذج للدروس التقليدية في بداية الأمر، ثم استخدم في عملية التعلم عن بعد والإستفادة من الوسائل التعليمية وتصميم نموذج تعليمي متكامل. يتميز نموذج آشور بكونه نموذجا إجرائيا يساعد المعلم على توظيف الوسائل التعليمية واستخدامها في الصف دون تدخل من المتخصصين في الأنظمة التعليمية. ويتكون نموذج آشور من ست عناصر أو خطوات على الترتيب التالي:
تحديد خصائص المتعلمين وتحليلها.
تحديد أهداف ومعايير الدرس.
وضع المواد التعليمية بالإستراتيجيات المناسبة.
حصر المحتوى التعليمي والوسائط المطلوبة.
تشجيع المتعلم على المشاركة الفعالة.
وأخيرا المراجعة والتقويم.
وفيما يلي تطبيق لنموذج آشور للتصميم التعليمي على مقررات مرحلة الأساس:
أولا: تحديد خصائص المتعلمين وتحليلها؛ طلاب المرحلة الابتدائية تكون أعمارهم ما بين 6 ـ 12 عاما،
وباعتبار أن نسبة ذكائهم عادية يمكن تحليل خصائص الطلاب في هذه المرحلة على ضوء التغيرات النفسية والمعرفية والجسمية التي يمر بها الطالب في هذا العمر كما يلي:
- الخصائص المعرفية العقلية: عند تصميم الأنشطة التعليمية للأطفال في هذه الفترة العمرية يجب مراعاة أن هذه الفئة تصنف في مرحلة العمليات المادية (الحسية)، حيث أنه في هذه المرحلة تزداد مقدرة الطفل على التصنيف وترتيب الأشياء بصورة تسلسلية بالإضافة لفهم ثبات الشئ و المصطلحات التي تدل على العلاقة.
- الخصائص الجسمية: في هذه المرحلة من الطفولة 6 ـ 12 سنة والتي تعرف بفترة الطفولة المتأخرة، تتطور مهارات الطفل الحركية ويكتسب مهارات الكتابة والقراءة والحساب،
وهذه المرحلة المعروفة بكثرة الحركة والنشاط الكبير هي الفترة الأمثل لغرس القيم الأخلاقية وتكوين العلاقات الإجتماعية مع الآخرين،
تنمو خلالها مفاهيم الطفل لتصبح أكثر تعقيدا وتجريدا وموضوعية، وتتطور قدرته على الوصف وتعلم العلاقات الحركية والمكانية وتنمو مهارات الذاكرة تدريجيا،
إلا أن مقدرة الطفل على التركيز تكون محدودة، فلا يتمكن من الإنتباه لفترات طويلة كما يسهل تشتت تركيزه عند الإنتقال بين مواضيع متعددة، وهذا ما يجب مراعاته عند تصميم الأنشطة التعليمية المستخدمة في هذه المرحلة. - الخصائص النفسية: خلال هذه الفترة العمرية والتي تأتي ضمن مرحلة النمو الرابعة وفقا لأريكسون، ينمو لدى الطفل الشعور بالكفاية أو الدونية، فتنمو لديه مهارات المشاركة والتحصيل في مختلف النشاطات فيصبح قادرا على التحصيل، الأمر الذي يمنحه الشعور بالكفاية كلما كان أكثر انتاجا وإنجازا،
مقابل شعور النقص والدونية كلما قلت انجازاته بالنسبة للإخفاقات.
ثانيا: الأهداف والمعايير:
في هذه الخطوة يتم وضع الأهداف التعليمية للمنهج وتقسّم الأهداف إلى ست جلات وهي: المعرفة، الإستيعاب، التنفيذ (التطبيق)، التحليل، التركيب والتقويم.
ثالثا: وضع المواد التعليمية وفق الاستراتيجيات المناسبة:
من الإستراتيجيات التي يمكن استخدامها: استراتيجية السقالات التعليمية (السنادات) واستراتيجية التعلم المفرد.
رابعا: استخدام الوسائط التعليمية:
للوصول للأهداف المطلوبة وتحقيقها، يتم وضع تصميمات برمجية على جهاز الحاسوب، على أن تراعي هذه البرامج خصائص المتعلمين المحددة. فتقوم هذه البرامج بعرض الفيديو والصور والأشكال وغيرها من العناصر التفاعلية ليقوم الطلاب بالتفاعل مع المواد المعروضة، كما يقوم البرنامج بدوره بعرض استجابات صوتية وبصرية إيجابا وسلبا بحسب تفاعل الطالب. ولا ينتقل البرنامج بالطالب من هدف إلى آخر إلا بعد إتقان كافة مهارات الهدف السابق وحلها بصورة صحيحة.
الأدوات والوسائل المطلوبة: جهاز حاسوب وبرمجية تعليمية تعمل على الوسائط المتعددة.
خامسا: تشجيع المتعلم على الاستجابة والمشاركة الفعالة:
بحسب استراتيجية التعلم المفرد، تقوم البرمجية بمهمة طلب مشاركة الطلاب وتحفيزهم على الاستجابة باستخدام العروض المختلفة مصحوبة بالتعزيزات الصوتية والتعزيزات المرئية. وقد يكون التعزيز إيجابيا أو سلبيا يظهر بصورة فورية مباشرة بعد استجابة المتعلم، حيث يكون التعزيز الإيجابي على شكل أصوات محفزة وألوان زاهية يتبعها الانتقال للمرحلة التالية. كما يكون التعزيز السلبي على صورة ألوان قاتمة مع الأصوات المناسبة ثم عرض المرحلة مرة أخرى وبشكل مختلف مع التوجيهات الصوتية.
سادسا: التقويم: في نهاية الدرس توضع أسئلة في شكل اختبار لتقويم أداء الطلاب يظهر في نهايته عدد الإجابات الصحيحة وعدد الإجابات الخاطئة.
المراجع:
1- حامد زهران، علم نمو النمو، عالم الكتب، القاهرة 1982.
2- أحمد عبد العزيز سلامة، مترجم أسس سيكولوجية الطفولة والمراهقة ـ مكتبة الفلاح،1986.
3- أمال صادق، فؤاد أبو حطب، النمو من مرحلة الجنين إلى مرحلة المسنين، الأنجلو المصرية، القاهرة ، 1990 .
4- محمود عطا حسن عقل ، النمو الإنساني ـ الطفولة والمراهقة ـ دار الخريجي للنشر والتوزيع ، 1413هـ.