شخصية المعلم وتأثيرها في العملية التعليمية
لقد تطور العالم اليوم كثيرا وفي كافة مجالات الحياة بفضل ما توصل اليه العلم من ابتكارات وأساليب كرست جميعها لخدمة الانسان واحترام انسانيته من خلال الخدمات التي تقدم اليه .
والفضل في كل ذلك يعود الى التعليم وأساليبه المتبعة في اعداد النشء وتربيته التربية الصحيحة التي تؤهله أن يكون إنسانا ناجحا يفيد نفسه وشعبه ووطنه .
وتعد المدرسة من أهم المؤسسات الاجتماعية التي تؤدي دورا في حياة التلامذة .. فالبيئة المدرسية اكثر تباينا واتساعا من البيئة المنزلية وأكثر خضوعا لتطورات المجتمع الخارجي من البيت وأسرع تأثرا واستجابة لهذه التطورات . وهي تترك آثارها القوية على اتجاهات التلامذة وعاداتهم وآرائهم لكنها احدى القناطر ( المهمة ) الي يعبرها التلامذة من المنزل الى المجتمع الواسع .
والمدرسة بمختلف مستوياتها تهتم بتطوير شخصيات التلامذة من جميع الجوانب بما يجعلهم قادرين على التوافق الاجتماعي كما أن لها دورا في تحديد ميول التلامذة العلمية والمهنية . وتحقق المدرسة لهم ألوانا مختلفة من النشاط الاجتماعي الذي يساعدهم على سرعة النمو واكتمال النضج
وهناك إجماع بين التربويين على أن المعلم . هو أحد العوامل الرئيسة المؤثرة في سلوك وشخصية (الطلاب) إن لم يكن أهمها جميعا .
إن المعلم أهم عنصر في المدرسة ولشخصيته تأثير كبير في سلوك التلامذة حيث لا يمكن تحقيق مواقف تعليمية جيدة من دونه ودوره في القيادة الجماعية للمدرسة دور بالغ الأهمية فهو اكثر الأفراد اتصالا (بالطلاب ) وذلك لوجوده معهم وقتا غير قصير وتفاعله المستمر معهم فلا بد أن تتأثر شخصيا قيمهم وسلوكهم بخصائصه الشخصية وأسلوبه في التعامل داخل الصف وخارجه .
فالمعلم الذي يتمتع بخصائص شخصية مرغوبة من ( طلابه) يكون أكثر قدرة على احداث تغيرات في سلوكهم كما يكون أكثر قدرة على اثارة اهتمامهم وتوجيههم الوجهة الصحيحة المرغوبة . وتتيح العلاقات الإيجابية التي تقوم بين المعلم وتلامذته الفرصة في أن يتعلموا كيف يقودون ويوجهون أنفسهم اقتداء بمعلميهم إذ أن الخصائص التي يتمتع بها المعلم والمفضلة عندهم بما فيها أناقته وهندامه التي يهتم بهما وهدوئه واتزانه وشعوره بالمسؤولية تجعلهم يقتدون به اذ أنهم في هذه المرحلة العمرية يجتازون فترة انتقالية يؤكدون فيها ذواتهم ويسعون الى تقليد النماذج السلوكية للكبار الذين تأثروا بهم .
شخصية المعلم وتأثيرها في العملية التعليمية
وتؤثر شخصية المعلم وطريقة معاملته لتلامذته في تحديد اتجاهاتهم كثيرا نحو معلميهم ونحو المدرسة والحياة العملية في المستقيل . ومن السمات التي يجب أن تتحلى بها شخصية المعلم حسن معاملته الإنسانية لتلامذته وعدم التفرقة بينهم وتشجيعهم كون المعلم مرحا ويحب تلامذته فشخصية المعلم شخصية متميزة ومحترمة في المجتمع فما أجل وأنبل تلك الرسالة التي يحملها المعلم وماذا يترتب عليه من أن تتحلى شخصيته بكل القيم والصفات النبيلة والابتعاد عن كل تأنيب وتحقير ليكون قدوة لتلامذته يقتدون يه في حياتهم .
إن الشخصية التربوية المتزنة والمحترمة للمعلم والتي من سماتها اعتماد الأسلوب الصحيح للتربية الذي يعتمد على فهم شخصية المتعلم وتأمل ميوله وانه شخصية لها عاطفــــــــة ورغبة وفكر تجعل التلامذة يقتدون به ويتأثرون بشخصيته ويتذكرونه في حياتهم المستقبلية .
فالمعلم أنسان محترم ويقوم بواجب انساني عظيم فهو الذي ينير الدرب امام الأجيال فيبدد الظلمة عنهم ويعدهم الأعداد الصحيح للمستقبل عليه ان يعطي الصورة المثلى لشخصه فالتلامذة وابتداء من الصف الأول هم يراقبون معلميهم وينقلون كل تصرفاتهم الى ذويهم ابتداء من الزي الذي يرتدونه والتصرف داخل الصف وخارجه وهم يقتدون به وتبقى شخصيتهم في الذاكرة .فلك ولشخصيتك الفذة أخي المعلم كل التقدير والاحترام حيثما وجدت وعملت بين أبنائك التلامذة أبناء المستقبل .
خطوات يمكن أن تكون بداية للتغير المنشود..
شخصية المعلم وتأثيرها في العملية التعليمية وخطوات للتغيير
أولاً : مراعاة الفروق الفردية بين التلاميذ
يختلف التلاميذ فيما بينهم من حيث مستوى فهمهم للمفاهيم العلمية المختلفة، وذلك بسبب اختلاف خبراتهم التي مروا بها. في حين نجد في الواقع أن الفاعل التربوي يتقبل -بشكل بديهي- وجود اختلاف في الأحجام والألوان والشخصيات والخاصيات الوراثية المتعلقة بالصحة والقوة الجسدية بصفتها حقائق، لكنه لا يتقبل حقيقة أن القدرات العقلية مختلفة، ولكن بما أنه حقيقيا ” قدرات الأفراد العقلية تختلف، وكذلك اهتماماتهم الفكرية، فمن الواجب تقبل جميع القدرات والمواهب ورعايتها، والتعرف على الفروق بين التلاميذ ومداها ومقابلتها بالكثير من الأمثلة والخبرات المتنوعة، وعدم الالتزام بحقائق معينة للوصول إلى فهم للمفاهيم العلميه>
والاختلافات بين التلاميذ ترجع أيضا إلى اختلاف الذكاء فيما بينهم، حيث يعرف جاردنر الذكاء بأنه: القدرة على حل المشكلات التي تواجه الفرد، أو تخليق إنتاج له أهمية في جوانب ثقافية متعددة مثل: الشعر والموسيقى والرسم والرياضة وغيرها من جوانب الثقافة. وبالتالي ومما سبق فإن الذكاء بمفهوم جاردنر ليس موحدا̋، وإنما متعددا̋، وأن كل فرد يمتلك ذكاءات متعددة، وهذه الذكاءات توضح الفروق بين الأفراد، وأن الاهتمام ليس بدرجة ما يملكون من ذكاء، بل بنوعية هذه الذكاءات. ويؤكد جاردنر على أن الأسوياء من الناس قادرون على الإفادة من توظيف جميع ذكاءاتهم .
وقد اقترح جاردنر وجود سبعة ذكاءات أساسية على الأقل وهي: الذكاء اللغوي، الذكاء المنطقي الرياضي، الذكاء المكاني، الذكاء الجسمي- الحركي، الذكاء الموسيقي، الذكاء الاجتماعي، الذكاء الشخصي .
وعلى ذلك فإن الاختلاف بين الأفراد يحدث نتيجة اختلافات كيفية في قوة كل نمط من أنماط الذكاءات، وفي طريقة تجميع وتداخل وتحريك هذه الذكاءات عند حل مشكلة ما أو القيام بعمل من الأعمال .
ومن ثم يجب أن ينظر المعلم إلى وجود اختلافات في قدرات التلاميذ العقلية والنفسية والاجتماعية، وهذا لا يعني بالضرورة أن يتم توفير منهج خاص وطريقة تدريس مفردة ومعلم خاص، ولكن ثمة طرائق يمكن أن يلجأ إليها في المنهج وفي طرائق التدريس، يمكن أن تقرب ما بين التلاميذ من فروق، وذلك لأنهم في النهاية يجب أن يتعلموا ويعرفوا أشياء مشتركة تعتبر ضرورية لهم في حياتهم العملية والخاصة.
وإذا كانت التربية أداة نمو الأفراد وتحسين قدراتهم والطريق لأي نهضة حقيقية، والمحرك للتغيير والتطوير فيما إذا توافرت الأجواء الملائمة، فإن العصر الحاضر والمستقبل يتطلب تربية وتعليما من نوع خاص متميز، تربية واعية وفاعلة مدركة لرسالتها، تربية تهيئ الناشئة لحقائق عصر جديد، هو عصر الثورة التقنية، وعصر التغير الاجتماعي المتسارع، وعصر الانفتاح الإعلامي والثقافي العالمي، عصر صناعة المعلومات وتوظيفها، وتمكّنهم في الوقت نَفْسِه من المحافظة على شخصيتهم الذاتية.
وهناك أسلوب جيد لجعل الطفل يكتسب المعلومات بصورة أفضل ويختزنها بذاكرته، وهو تقديم المعلومة للطفل بعدة وسائل: بصرية وسمعية ولمسية وحتى شمية حين يكون ذلك ممكناً. ذلك لأن استخدام الوسائل المتعددة في تقديم المعلومات يزيد من عدد العناصر المميزة في تجربة التعلم وبذلك يمكن مساعدة الطفل أكثر على استرجاع المعلومات فيما بعد، فالفرص التي يتاح فيها للطفل أن يلمس ويرى ويسمع ويشم الشيء، لابد أن تساعده أكثر على تسجيل السمات المميزة لهذا الشيء .
ثانياً : تنويع التدريس
شخصية المعلم وتأثيرها في العملية التعليمية وتنوع التدريس
إن أفضل طريقة لتلبية احتياجات المتعلمين على اختلافاتها، هي أن يقدم محتوى المنهج بصورة متنوعة، فالتنويع هو القاطرة التي يصل من خلالها المتعلمون إلى المعلومات والمهارات والمفاهيم المطلوب تعلمها، حيث أن تنويع التدريس يتطلب مشاركة إيجابية من قبل التلاميذ في عمليات التخطيط، واتخاذ القرارات وعمليات التقييم، ومفتاح عملية تنويع التدريس يتمثل في استخدام المعلمين المرن للأنشطة التعليمية/التعلمية، ولطرق تنظيم الدروس، فتنويع التدريس هو فلسفة تربوية تُبنى على أساس أن على المعلم تطويع تدريسه تبعاً للاختلافات بين المتعلمين، ويعتبر تنويع التدريس نظرية تُبنى على فكرة أن طرق التدريس يجب أن تتنوع وأن تعدل لتتماشى مع تنوع قدرات وميول ومهارات المتعلمين في الفصل. بمعنى أن المعلم/المعلمة يغير ويعدل في عناصر المنهج لتتوافق مع خصائص المتعلمين وليس العكس، فلا يجب أن يتوقع أن يغير المتعلمون أنفسهم للتوافق مع المنهج.
ووجود الاختلافات بين الطلبة في أساليب التعلم يدفع المعلمين إلى استخدام عدد كبير من الاستراتيجيات لتتناغم مع الذكاءات المتعددة التي يتمتع بها طلابهم مع التأكيد على تنويع توظيف المعلمين لهذه الاستراتيجيات في التدريس.
ثالثا : التعرف على الأساليب المفضلة للتعلم
شخصية المعلم وتأثيرها في العملية التعليمية وأساليب مفضله للتعلم
ترى الباحثة أن التلاميذ يختلفون فيما بينهم في الأساليب التي يفضلها كل منهم في التعلم، ويمكن للمعلم أن يتعرف على تلك الأساليب إما بالملاحظة المباشرة أو بسؤالهم أو بواسطة الاستبيان، كما يمكن أن يقوم بالتدريس باستراتيجيات مختلفة يراعي فيها الأنماط المختلفة للمتعلمين، حيث يصنف المتعلمين إلى ثلاثة أنواع وهي: المتعلم البصري، والسمعي، والحركي. ويجب على المعلم أن يتعرف على السمات الخاصة بكل نوع ليس فقط لتنويع التدريس ولكن أيضا لمواجهة الاحتياجات الفردية للتلاميذ التي قد تتضمنها عملية التدريس مثل تفريد التدريس لتلميذ بعينه لديه مشكلة في التحصيل أو غير ذلك من المواقف، ولكل متعلم مجموعة من خصائص كما يلي :
– المتعلم البصري
- يتذكر ما يقرؤه أو يراه.
- يتذكّر جيِّدًا المعلومات المقدمة في جداول أو رسوم بيانية أو خرائط.
- يفضل المعلومات مكتوبة.
- يفضل الصور والرسوم التوضيحية في المحتوى المطبوع.
- طريقة المذاكرة المفضلة لديه عن طريق القراءة وكتابة ملاحظات وتعليقات عليها.
– المتعلم السمعي
- حوالى 30 ٪ من التلاميذ يفضلون التعلُّم عن طريق السمع.
- يُعَدُّ هذا الأسلوب الأصعب في تعلم المادة التعليمية الجديدة.
- يتذكر ما يسمع وما يقول، وما يقوله الآخرون.
- يستمتع بالمناقشات في المجموعة الصغيرة.
- يتذكر جيِّدًا التعليمات الشفهية.
- يجد صعوبة في العمل بهدوء لفترة طويلة.
– المتعلم الحركي
- المتعلم الحركي يفعل الأشياء كي يتعلم، وهو يتذكر الأشياء حينما يقوم بفعلها.
- يكتسب الخبرة عن طريق الحركة واللمس.
- يصعب عليه الحصول على المعلومات عن طريق المواد المكتوبة أو المسموعة.
- يستمتع بالأنشطة العملية.
- يستطيع تذكر خطوات ما قام به جيِّدًا حتى بعد محاولة واحدة فقط.
- لديه تناسق عضلي جيد.
- يجد صعوبة في الجلوس في مكان واحد لمدة طويلة.
- التعليم بالخبرات المباشرة والتربية بالعادة.
- عملية اكتساب المهارات والكفاءات عملية ممتعة بالنسبة للأطفال. فالأطفال الصغار لديهم رغبة عارمة في التعلم، ويشعرون برضا عظيم حينما يحققون النجاح والمشاركة .
وفي سن الطفولة حتى نهاية المرحلة الابتدائية أو منتصف المرحلة المتوسطة يعتمد التلميذ في تعلمه للمفاهيم على الخبرة الحسية المباشرة، بمعني أنه يريد أن يرى ويسمع ويلمس ويشم ويتذوق الأشياء لكي تكون مفاهيمه عنها صادقة وذات معنى، ويمكن أن يسهم في تعليم في تلك المرحلة الرحلات والدراسات الميدانية والوسائل التعليمية.
ومن الضروري جعل الطفل جزءاً من موقف التعلم، وإتاحة الفرصة له ليشعر بأن الموضوع ذو صلة مباشرة به، وأنه ليس مجرد مراقب للأحداث أو المشاهد، فإدماج الطفل في الموقف التعليمي يتطلب إحداث خبرات معايشة أو خبرات انغماس، تلزم الطفل باتخاذ موقف مما يجري، كأن يحكم على صحة الموقف، أو يقيم الموقف، ويقترح تعديلات أو إضافات عليه، و بذلك يتعلم الطفل من المعايشة الحقيقية للمواقف التي يعتبر جُزءا منها.
ومن التطبيقات الواجب على المعلم اتباعها لتحقيق ذلك طريقة التربية بالعادة، حيث توفر جهداً كبيراً وذلك بتحويل الهدف السلوكي إلى عادة سهلة وميسرة، وعلى المعلم الناجح أن يوجه تلاميذه إلى إعادة النظر في كثير من عاداتهم السلوكية والقولية والانفعالية .
رابعاً : توجيه الأسئلة الفعالة لتشجيع التلاميذ
شخصية المعلم وتأثيرها في العملية التعليمية والأسئله
يساعد التساؤل التلميذ على جمع البيانات، ومعالجتها بحيث يكسبها معنى، ويتبين ما بينها من علاقات ثم يستخدم هذه العلاقات في مواقف جديدة ومختلفة.
وعلى المعلم أن يستخدم أسئلة فعالة تدعم البرنامج الإرشادي وتساعد التلاميذ على المزيد من البحث والفهم أيضاً، ويتجلى دور الأسئلة الفعالة في عملية التدريس في النقاط التالية:
- تنمية اهتمام ودافعية التلاميذ وجعلهم يشتركون في تعلم الدروس بنشاط.
- تنمية مهارات التفكير الناقد والاستقصاء.
- تحفيز التلاميذ على مواصلة التعلُّم والمعرفة بالاعتماد على الذات.
- تشجيع ودعم المناقشات داخل الفصل.
- توجيه التفكير.
- تنمية التأمل لدى التلاميذ.
- مساعدة التلاميذ على بناء المعاني.
- استخدام أسلوب التعزيز.
يعرف التعزيز بأنه: حدث أو مثير يؤدي إلى زيادة احتمال حدوث الاستجابة فيما بعد. وأهم ما يميز هذا الأسلوب هو إمكانية التحكم في درجة المكافأة وقيمتها وتوقيت تقديمها لغرض السيطرة على السلوك وتوجيهه نحو وجهة معينة لضمان حدوث الاستجابة. ويعرف ثورنديك التعزيز بأنه إثراء الأداء أو الاستجابات، ويؤدي إلى الشعور بالرضا أو الارتياح في سعي المتعلم للحصول على هذا المثير أو الاحتفاظ به.
ويميل التلاميذ إلى تكرار السلوك الذي تعقبه التعزيزات أو المدعمات الإيجابية، فهم يحرصون غالباً على إتمام مهام التعلم للمدرسين الذين سيدعمون سلوكهم ويهتمون بهم اهتماماً خاصاً، كما يميلون إلى تجنب السلوك الذي يعقبه التعزيزات السلبية سواء أكانت خارجية أو داخلية المنشأ.
والاستجابات المعززة تصبح أكثر تكراراً أو احتمالاً في الحدوث أي أن تعزيز الاستجابة يزيد من احتمال حدوثها .
وعملية التعزيز الموجب أي المكافأة والنجاح تكون أكثر فاعلية من التعزيز السالب أي العقاب أو الفشل، فهي تجعل الطفل يشعر بالرضا أو اللذة ثم إنه يؤدي إلى تقوية الدافعية التي تعمل على تنشيط السلوك وتوجيهه وذلك على المدى الطويل. ويقدر سكنير أن معدل الاستجابات يزداد كلما كانت الفترة الزمنية بين حالات التعزيز قصيرة، كذلك يزداد معدل الاستجابات كلما كانت نسبة التعزيز صغيرة.
وتكرار اكتساب الطفل للسلوك المعزز المرغوب، وتجنب اكتسابه للسلوك المعزز غير المرغوب، ينمي لديه سلسلة من العادات السلوكية المرغوبة، التي تنمو و تتعزز اجتماعيا، فتصبح نمطا من أنماط سلوكه، يكون أكثر قابلية للظهور على ما عداه من أنماط سلوكية غير مرغوبة وغير معززة. وتدريجيا تتحول الأنماط السلوكية المرغوبة الأكثر تكراراً واكتساباً لدى الطفل إلى عادات، ومن ثم إلى سمات تحقق للطفل العديد من الإنجازات التي تقوده إلى سلسلة من الإشباعات النفسية والاجتماعية والأكاديمية .
كما يمكن استخدام أسلوب التعزيز في تعديل السلوك غير المرغوب لدى الطفل، وتعتمد كفاءة أو فاعلية تعديل السلوك غير المرغوب –لا على نوع التعزيز أو قيمته أو حجمه– وإنما تعتمد بدرجة أساسية على أهميته بالنسبة للطفل، وحاجاته النفسية النسبية له. وهناك العديد من أساليب التعزيز يمكن اتباعها داخل الفصول المدرسية، مثل: المدح والتعبيرات أو الإيماءات الإيجابية والنجوم الذهبية وتدعيم الشعور بالنجاح والنقاط أو العلامات أو الدرجات ولوحات الشرف وإتاحة الفرصة للطالب لكي يعمل ما يريد عمله من خلال الهوايات.
كما يمكن أن يكون التعزيز معنويا بأن يتم اختيار التلميذ الأكثر تكراراً للسلوكيات الإيجابية أو الأكثر التزاماً بالمعايير السلوكية المتفق عليها كقائد للتلاميذ، ويمكن اختيار أكثر من قائد، كما يمكن أن يكون التعزيز بإشارة معينة يتم الاتفاق عليها، بمعنى أنه عند وجود سلوك غير مرغوب كرفع الصوت أثناء الشرح مثلا يتفق المعلم مع التلاميذ على رفعه ليده اليمنى مضمومة، فيفهم التلاميذ أن عليهم خفض صوتهم، كما يمكن أن تكون هناك إشارة أو تصفيق متفق عليه أو أغنية معينة لتعزيز السلوك الإيجابي.
أهمية استخدام أسلوب التعزيز في التدريس
شخصية المعلم وتأثيرها في العملية التعليمية واسلوب التعزيز
إثارة الدافعية وتشجيع الرغبة في التحصيل واستخدام الثواب والتعزيز وجعل الخبرة التربوية التي يعيشها التلميذ كما ينبغي أن تكون من حيث الفائدة المرجوة.
الاهتمام بالفروق الفردية وأهمية التعرف على المتفوقين ومساعدتهم على النمو التربوي في ضوء قدراتهم.
إعطاء كم مناسب من المعلومات الأكاديمية والمهنية والاجتماعية تفيد في معرفة التلميذ لذاته وفي تحقيق التوافق النفسي والصحة النفسية وإلقاء الضوء على مشكلاته وتعليمه وكيف يحلها بنفسه.
تعليم التلاميذ مهارات المذاكرة والتحصيل السليم بأفضل طريقة ممكنة حتى يحققوا أكبر درجة ممكنة من النجاح.
لتحقيق التدريس الفعال ينبغي على المعلم إتباع ما يلي:
- يشجع الطالب ويتقبل استقلالية تفكيره وتفرده.
- يوفر فرص الحوار مع الطلاب، والطلاب مع بعضهم البعض.
- يوجه الطلاب للاستقصاء بتوجيه تساؤلات مثيرة للتفكير والجدل.
- يعطي الوقت الكافي للطلاب ليفكروا بعد طرح الأسئلة عليهم.
- يحدد مدى فهم الطلاب للمفاهيم السابقة وخليفتهم العلمية حول الموضوع المطروح قبل الربط بالمفاهيم والموضوعات الجديدة.
- القيام بتوضيح أمثلة إضافية للمفهوم، وربط المفهوم بمفاهيم أخرى.
- تعويد الطالب على احترام آراء الآخرين وإن اختلفت مع آرائه، حتى لو كانت غير مقبولة لأول وهلة.
- يسمح بالتعاون بين المتعلمين بعضهم البعض، حيث أن التعلم من الأقران يُبقي أثر التعلم مدة أطول.
- يعطي اهتماما بالنواحي الاجتماعية لنمو المتعلم كالقدرة على الحوار وإبداء الرأي.
- يستخدم مصادر المعلومات ويشجع طلابه على استخدامها.
- يشجع حب الاستطلاع عند طلابه وإعطاء الطلاب الفرصة للمشاركة في بحث خبرات تتعارض مع فروضهم المبدئية.
استخدام استراتيجيات تدريس متنوعة للدرس الواحد كلما أمكن ذلك:
المعلم الناجح هو من يسعى إلى جعل عملية التدريس مشوقة للتلاميذ باستخدام توليفة من طرق التدريس المختلفة التي تتناسب مع المنهج وطبيعة التلاميذ واختلافاتهم الفردية، وقدراته على التدريس .