1 – ألعاب في تربية حاسة البصر:
يحتاج أي معوق لفرص النظر ، من خلال حاجته لمواقف يبنى من خلالها انطباعات بصرية. فالمعاق سمعياً يجب أن يشجع على الملاحظة والنظر لتعويض إعاقته السمعية، وبطيء التعلم يجب أن يشجع على استخدام عينيه، والطفل المقعد كذلك.
إن معظم الإعاقات يمكن أن يشجع أصحابها على النظر والملاحظة من أجل تكوين خبرات بصرية: تفيده في الرؤية الغنية ذاتها وتزوده بوقت لاستمتاع وتغني خبراته وذاكرته ،ومن هذه الألعاب :
- ألعاب الكرة وتشمل : دحرجة الكرة، مسكها باليدين، لعبة حارس المرمى، قذف الكرة في صندوق كرتوني، لعبة ساعة الجولف ويستعمل فيها العصي وكرات التنس.
- اللعب بالألوان : رسم نماذج وتلوينها .
- قص الصور من المجلات وإلصاقها على بطاقات.
- اللعب بالضوء : مثل تحريك حزمة ضوء بواسطة البطارية الكهربائية على الحائط ومتابعتها، استخدام المرآة لعكس الضوء ومراقصته، لعبة القفز على ظل فرد آخر.
- أهم وسائل تربية حاسة البصر للمعوقين هي الجولات والرحلات.
ويمكن عمل زاوية ، ووضع أشياء مختارة للنظر إليها. وتكون هذه الزاوية كمعرض للأشياء الممتعة، وتغير الأشياء بين حين وآخر، هذا ويمكن أن تشمل المعروضات نماذج من صنع الأطفال، أصدافاً أوراق شجر ، أزهاراً ، صوراً، أشياء حمراء، أشياء زرقاء… الخ.
كما يمكن أن تشمل الزاوية على بعض النباتات النامية مثل القمح، الفاصوليا ، لمراقبة نموها.
2 – ألعاب في تربية حاسة السمع:
كل الأطفال بحاجة لأن يتعلموا كيفية الإصغاء من أجل أن يتذكروا الأصوات ، ويتعلموا بالتالي الكلام.
إن السمع مهم لدى المعوقين خاصة لدى أولئك الذين يستخدمون حاسة السمع كتعويض عن حاسة مفقودة.
ويمكن التحدث مع الطفل لكي يصغي، ويتكلم ويقلد ، كذلك يمكن عمل جولات سماعية، خلالها يقف الطفل، ويسمع ويسجل في قائمة ما يسمعه من أصوات، ويلاحظ الفروق بين الأصوات. كما يمكن تشجيع الطفل على سماع الراديو، المسجل، والتلفزيون.
3- ألعاب في تربية حاسة اللمس:
يمكن أن تكون ألعاب اللمس ذات أهمية خاصة بالنسبة للمكفوفين والمعاقين جسمياً والمقعدين. فعن طريق اللمس يطور الكفيف أداءه للتعويض عن حاسة البصر، كما أن الطفل المقعد يستطيع أن يقضي وقتاً ممتعاً إذا طور ضبط يديه وزاد من حساسية أصابعه من خلال الألعاب والنشاطات المختلفة منذ الصغر.
والطفل البطيء التعلم والمنسحب بحاجة للتشجيع على اللمس مع إعطائهم تعزيزات.
ومن أمثلة الألعاب الخاصة بتربية حاسة اللمس:
1 – الدهان بالأصابع.
2 – اللعب بالرمل الرطب وعمل : نماذج لأشياء منه ، أو طبع أشكال عليه.
3 – اللعب بالطين.
4 – اللعب بالماء لتوضيح مفهوم الحرارة والبرودة.
4 – ألعاب في تربية حاسة الذوق:
يحتاج المعوقون إلى تدريب حاسة الذوق لديهم من منطلق أن بعض المعوقين ـ خاصة من هم بدرجة شديدة ـ يستخدمون لسانهم كأفضل وسيلة أو حتى الوسيلة الوحيدة في اكتشاف أفضل لبيئتهم والتمتع بها.
5 – اللعب عند المعوقين عقلياً:
إن الهدف هو محاولة وضع إطار نظري في بناء برامج ترويحي وألعاب خاصة بالمعوقين عقلياً. سنتحدث عن فوائد الألعاب والترويح للمعاقين عقلياً، وعن الدمج بين المعوقين عقلياً والعاديين من خلال برامج الترفيه والترويح. ويجني المعوقون بشكل عام، والمعوقون عقلياً بشكل خاص، فوائد جسمية، اجتماعية وتربوية نتيجة اشتراكهم في نشاطات ترويحية ملائمة.
الأنشطة المدرسية وميول واهتمامات الطلاب
يؤدي خلو الجدول المدرسي من الأنشطة الرياضية أو الفنية أو العلمية أو الأدبية ، وبعبارة أخرى عدم وفاء الأنشطة المتوفرة بميول واهتمامات جميع التلاميذ إلى انخفاض الحافز إلى التعلم أو الاتجاه السلبي نحو المدرسة. فقد يقتصر الجدول المدرسي على النشاط الرياضي أو الفني مثلاُ دون النشاط الأدبي أو العلمي بما يؤدي إلى الوفاء بميول واهتمامات بعض التلاميذ دن بعض الآخر ، مما يزيد من حدة الفروق الفردية في التحصيل الدراسي.
غرفة المصادر
قد يحتاج الأطفال الذين يعانون من صعوبات تعليمية بدرجة متوسطة إلى شديدة نوعاً ما إلى تدريس فردي وعلى شكل مجموعات صغيرة وذلك لتكميل برنامج الصف العادي وقد صممت غرف المصادر لتوفير التدريس في الحالات التي يعاني منها الأطفال من صعوبات بحيث لا يستطيعون الاستفادة من غرفة الصف العادي. فقد يقضي الطلاب نصف يومهم المدرسي في غرفة المصادر يتلقون مهارات علاجية أو تدريبات على المهارات الأكاديمية. ويتطلب الأمر من مدرس الصف العادي مسئولية تربية وتعليم الطفل. أما مدرس غرفة المصادر فيتحمل مسئولية تقديم الخدمات المتخصصة كما هي موضحة في خطة ذلك الطفل الفردية. وقد ينظم جدول الطفل بحيث يقضي جلستين أو ثلاث أو خمس جلسات أسبوعية مدة كل منها 30 دقيقة بحيث يكون مجملها أقل من 50% من اليوم المدرسي.
برامج التربية الخاصة
“يوجد بعض الطلاب من يعانون من صعوبات تعليمية لا يمكن تلبية احتياجاتهم في الصف العادي لما يعانونه من صعوبات شديدة، وإعاقات متعددة ، واضطرابات انفعالية وضعف في الوعي الاجتماعي أو ضعف مفهوم الذات. ويعتبر الصف الخاص مفيداً في مساعدة هؤلاء الطلاب لتدعيم تكيفهم مع متطلبات المدرسة، وتدريسهم للمهارات الضرورية والنجاح في الصف العادي وتوفير الدعم الأسري. وفي العادة تضم مثل هذه الفصول أعداداً محدودة من الطلاب تتراوح مـا بيـن 10-15 طالباً . ويستطيع بعض الطلاب البقاء جزئياً في برنامج الصف العادي لمدة فصل أو فصلين دراسيين . أما الآخرون فيستطيعون الالتحاق بالصفوف غير الأكاديمية كصفوف الفن والتربية الرياضية في جزء من اليوم المدرسي على الأقل” (أخضر، 1414هـ).
الأطفال الموهوبون وخصائصهم العقلية
يمكن القول بأن الموهوبين هم الأطفال الذين تضعهم قدراتهم المعرفية في القطاع الأعلى للتوزيع الاعتدالي ، الذي يضم أعلى من 3 إلى 5% من أفراد المجتمع ، وتدور هذه التعاريف جميعاً حول ثلاثة مفاهيم أساسية للموهبة، هي:
– التفوق في القدرة المعرفية.
– الابتكار في التفكير والإنتاج.
– المواهب العالية في مجالات خاصة.
الصعوبات التي تعترض فصول الموهوبين:
إن تجميعهم في فصول خاصة في المدارس العادية يتيح لهم الاتصال بغيرهم في أوقات النشاط، وهذا مما يتيح لهم الخبرات الاجتماعية المنوعة والفرص المناسبة لممارسة القيادة والتبعية اللازمة، ومع ذلك فإن الصعوبة الأساسية التي تعترض وجودهم في فصول المدارس العادية، هي وجودها وسط مدرسة عادية تشترك معها في جميع أوجه النشاط التعليمي والاجتماعي… كما أن هيئة التدريس لهذه الفصول، هي ذات الفصول الأخرى غير المتخصصة أو المتدربة ، هذا علاوة على عدم وجود هيئة فنية مشرفة في المدارس العادية لتوجيهها، ورسم الخطة لها.
الاعتبارات الأساسية في تعليم المعاقين جسمياً وصحياً في مدرسة المستقبل
لا تؤثر الإعاقات الجسمية على القدرات العقلية لكثير من الأفراد الذين يعانون من إعاقات جسمية أو صحية ؛ لهذا فإن نسبة كبيرة منهم يمكنهم تلقى تعليمها في المدارس العامة مع الطلاب العاديين ، ونظراً لطبيعة الخصائص المميزة لهؤلاء الطلاب المعاقين ، فإنه من الضروري مراعاة الاعتبارات الأساسية ،والتصميمية ،وذلك لتلبية الحاجات الأساسية الخاصة بهم ، وتتمثل هذه الاعتبارات بما يلي:
– المتطلبات الهندسية ،والاعتبارات التصميمية.
– التعديلات الخاصة بالفصل .
– اعتبارات خاصة بمدرس الفصل .
– الاعتبارات الطبية .
1 – المتطلبات الهندسية والاعتبارات التصميمية في مبنى المدرسة و الممرات المؤدية إليها :
يستخدم العديد من المعاقين جسمياً الكثير من الأجهزة التعويضية المساعدة على الحركة و التنقل ، مثل الكرسي المتحرك و العكازات ، و الأطراف الصناعية ، والمساند المساعدة الحركة ، لذا يستدعي استخدام هذه الأجهزة بفاعلية ويسر إجراء بعض تعديلات في التصميمات الهندسة لمبنى المدرسة ، و الممرات الداخلية بالإضافة إلى الممرات و الطرق المحيطة بها و المؤدية إليها ، ومن أهم هذه التعديلات :
– مراعاة انحدار حواف الأرصفة المؤدية إلى المدرسة وممرات المشاة لكي يسمح بتنقل المعاق جسمياً ،سواء الذي يستخدم الكرسي المتحرك أو العكازات ،أو الأرجل الصناعية .
– مراعاة زيادة اتساع فتحات الأبواب لتسمح بمرور الكرسي المتحرك من خلالها بسهولة ويسر .
– توفير المصاعد الكهربائية و الممرات المنحدرة البديلة للسلالم لتسمح بالتنقل بين الأدوار.
– يراعي استخدام الأبواب التي تفتح بطريقة آلية ولا تحتاج لمجهود عضلي لفتحها.
– مراعاة صناعة الأبواب من مواد خفيفة الوزن ليسهل على المعاق الذي يعاني من ضعف في عضلات الأطراف أو ممن يستخدم أطرافاً صناعية من تحريكها والتعامل معها بأقل جهد عضلي ممكن .
– تجهيز جدران المدرسة المحيطة ،وممراتها ،وسلالمها بالمقابض الممتدة للاستناد عليها للمساعدة على المشي أو للاستراحة ،مع وجوب تمديد كبستة درابزين الدرج إلى ما بعد الدرجة الأخيرة.
– أن تصنع أرضيات الممرات و الفصول من مواد غير ملساء ، كي لا تؤدي إلى انزلاق المعاق .
– مراعاة أن تكون صنابير الشرب و التليفونات العامة في ممرات المدرسة على ارتفاع مناسب ، مع مراعاة الوصول إليها من ثلاث جهات كي يتمكن مستخدم الكرسي المتحرك من استخدامها بسهولة ويسر .
– مراعاة اتساع المساحة المخصصة لإيقاف سيارات المعاقين جسمياً ، إذ تستدعي الحاجة مساحة واسعة للدخول إلى البقعة المخصصة لإيقاف السيارة و الخروج منها بسهولة ويسر.
– مراعاة استواء الأسطح التي يمشي عليها المعاق .
– مراعاة عدم التغيير المفاجئ في مستوى الأسطح حتى لو كان التغيير خفيفاً .
– مراعاة عدم تنفيذ بروز في نائمة الدرج التي قد تؤدي إلى سقوط المعاق .
– مراعاة تسهيل استخدام المعاق للكرسي المتحرك في الممرات والمداخل والمنحدرات اللازمة عند تغيير المستوى ،مع أخذ الأبعاد في الاعتبار .
– توفير أدوات التحذير الواضحة والمرئية والمضاءة خلصتاً لإعاقة ضعاف السمع .
2 – الاعتبارات التصميمية للفصل :
– تثبيت سبورة الفصل على ارتفاع لا يتجاوز (60 سم) عن أرضية الفصل كي يتمكن مستخدمو الكرسي المتحرك أو من يعانون من محدودية في حركة الذراعين من استخدامها .
– توفير مسافات كافية بين المقاعد والماصات لتسمح بمرور الكرسي المتحرك بينها دون عائق .
– توفير طاولات ومقاعد دراسية قابلة للتغيير في الارتفاع و الانخفاض و التوسعة لتتلاءم مع حاجة المعاق جسمياً إلى مساحات كافية للحركة .
– أن يتوفر في الفصل ركن خاص للاستراحة والاسترخاء للطلاب الذين يعانون من بعض المشكلات الصحية كالأزمات القلبية و نوبات الصرع .
– يراعي أن يكون موقع جلوس الطالب المعاق في الفصل بين مجموعة من زملائه العاديين ، حتى يتمكن من التفاعل و التواصل معهم ،أما في حالات الضرورة القصوى المرتبطة بطبيعة الإعاقة فإنه يخصص له مكان مناسب ، إما في مقدمة الفصل أو في مؤخرته .
– يراعي أن يكون مكان جلوس الطالب المعاق قريباً من المخارج الرئيسية للفصل حتى يتمكن من الخروج بسرعة في حالات الطوارئ كالحريق .
– يراعي أن تتوفر في الفصل مجموعة من الأجهزة و الأدوات التعليمية المصممة بمواصفات خاصة كي يسهل على المعاق جسمياً استخدامها ومن أمثلتها :
- مجموعة من أدوات الكتابة المصممة للمعاقين جسمياً .
- مؤشرات خاصة تربط بالرأس أو يقبض عليها بالشفتين للضغط على لوحة الحروف للآلة الكتابة أو الحاسب ( الكمبيوتر ) ، للكتابة في حالة عدم القدرة على استخدام اليدين في الكتابة .
- اللوحة الناطقة التي يستخدمها المعاقون جسمياً لإلقاء الأسئلة أو الإجابة عن أسئلة المدرس ، و ذلك في حالة فقدان القدرة على الكلام بسهولة ووضوح ، أو الإصابة بالفأفأة ، وذلك بأن يضغط المعاق على حروف أو رموز معينة فيصدر من اللوحة الناطقة كلمة أو جملة معبرة عن السؤال أو الإجابة التي يريد التعبير عنها .
3 – اعتبارات خاصة بمدرس الفصل :
تعد اتجاهات المدرس نحو المعاق جسمياً من أهم العوامل التي تساعد على نجاح عملية دمج المعاق في المدارس العادية ، فالمشاعر و الاتجاهات الإيجابية لا تساعد فقط على تسهيل سبل التواصل بين المدرس و الطالب المعاق ، بل وتعد النموذج الذي يحتذي به الطلاب العاديون في تعاملهم مع زميلهم المعاق .
4 – الاعتبارات الطبية :
كما ذكرنا فإن لمراعاة التجهيزات الخاصة بالمبني المدرسي ، والفصل الدراسي دوراً أساسياً في عملية دمج واستيعاب الطلاب ، الذين يعانون من إعاقات جسمية أو صحية في مدرسة المستقبل ، ولكن هناك جانباً أساسياً آخر لا يقل أهمية عن ذلك ، هو الجانب الطبي ، فمن غير مراعاة هذا الجانب تصبح عملية الدمج غير متكاملة وقابلة للفشل .
فيما يلي بعض الاعتبارات الطبية التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار في المدارس العامة التي تحوي بين جدرانها طلاباً يعانون من بعض الإعاقات الجسمية و الصحية .
5 – أن يكون مدرس الفصل على وعي بالمصطلحات و المفاهيم الطبية الخاصة بحالة الإعاقة الموجودة في الفصل .
6 – تدريب مدرس الفصل على الأجهزة الخاصة داخل الفصل ، وما يجب عمله في حالات الطوارئ ، ولهذا فمن الضروري أن يكون مدرس الفصل عضواً في الفريق الطبي المعالج و المشرف على المعاق ، الذين هم الطبيب ، وأخصائي التأهيل ، و الممرضة ، وولي الأمر .
7 – أن يوفر للمدرس التسهيلات اللازمة للاتصال بولي الأمر ، و الطبيب المعالج ، والاطلاع على الملف الخاص بالطالب المعاق عند الضرورة .
8 – تحديد جدول زمني للمراجعة الطبية الدورية للحالة الطبية للطالب المعاق ، وأن يكون المدرس على علم بهذا الجدول حتى يتمكن من عمل الترتيبات المدرسية المناسبة للاختبارات و الأعمال و الأنشطة و الواجبات المدرسية .
9 – أن يتبادل مدرسو الطالب المعاق ملاحظاتهم الشخصية فيما يتعلق بالتغييرات الصحية و النفسية و السلوكية للطالب أثناء الفترة الدراسية المخصصة لكل منهم .
10- أن يكون المدرس على معرفة بطبيعة الدواء الذي يتناوله الطالب و الآثار السلبية الناتجة عن تناوله في غير ميعاده .
11- يجب أن يحظى الطالب المصاب بمرض السكر بعناية خاصة ، وذلك لما يحتاج إليه من الحقن بجرعات معينة من الأنسولين خلال اليوم الدراسي ، والأنشطة الرياضية التي يمارسها ، بالإضافة إلى حاجته المتكررة لاستخدام المرحاض .
12- مراعاة الاحتياطات اللازمة في حالة الطالب الذي يعاني من مشكلات في التآزر الحركي الناتجة عن الشلل الارتعاشي أو الضمور العضلي فهذا الطالب قد يتعرض للسقوط على الأرض بشكل متكرر بالإضافة إلى صعوبة وبطء في التنقل و الحركة .
العوامل الإنسانية والنفسية لذوي الاحتياجات الخاصة في مدرسة المستقبل
لتحقيق أهداف المشروع يجب أخذ العوامل الإنسانية ،والنفسية ،لذوي الاحتياجات الخاصة في الاعتبار ومراعاة أن تكون البيئة ملائمة من ناحية الحركة ،الإضاءة ،والأجهزة الصوتية والضوئية ،وأن يكون هناك مكان مناسب للجلوس أو الوقوف بشكل مريح من أجل تحقيق الهدف ألا وهو استيعاب المعلومات الموجودة لذوي الاحتياجات الخاصة.
الاعتبارات النفسية في مدرسة المستقبل
1 – الحاجة إلى مبنى مدرسي يلائم النواحي العمرية والحركية للطلاب: إن اختلاف أعمار الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة وأحجامهم ،والصعوبات الحركية والعقلية التي يواجهنها،وخاصة في المراحل الدراسية الأولى، يتبعها تغير واضح في الناحية النفسية ، وهذا الاختلاف بطبيعة الحال، يتطلب تصميم يتميز باستجابة تامة لاحتياجاتهم الفعلية.
ينبغي أثناء تصميم مدرسة للمرحلة الابتدائية ، أن يتم تقسيم فراغات المبنى ،بتصميم أجنحة خاصة بالطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة مع تطبيق المعايير التصميمية ،والاحتياجات الخاصة بهم ،مع عدم إغفال ربطهم بعناصر المدرسة .
2 – الحاجة إلى مبنى مدرسي يساعد على الابتكار وحب التعلم:
“يؤكد التقرير الصادر من الجمعية الأمريكية لمدراء المدارس أهمية الارتقاء بنوعية المباني المدرسية، الذي لا يمكن أن يتحقق إلا بتوفير الجو الآمن والمريح فيها، وأن يعطى الطالب الفرصة الكاملة في التفاعل معها، ويمكن قياس ذلك بمدى سعادته فيها ومتانة علاقته مع زملائه وأساتذته” (المقرن، 1421هـ).
3 – الحاجة إلى تصميم مبنى مدرسي ينمي القدرات العقلية ويثير النفس:
باقتراح توفير عناصر وحالات تعطي الطالب الشعور بالنجاح والإنجاز والاعتراف بالذات، وذلك مثلاً من خلال عرض الأعمال والمواد التي يقوم بإنجازها أثناء اليوم المدرسي في الصالات الرئيسية والممرات والأفنية ، كي يراها زملاؤه وزائرو المدرسة، وبالتالي ينمو فيه حب العمل والتنافس مع زملائه الآخرين. فالفصول والمعامل والمرافق التعليمية الأخرى لابد أن تصمم كي يتمتع بها كل من يدخل المدرسة وذلك بإضافة الألوان واللعب في الكتل والتنوع في التشطيبات والأثاث المناسب ،ويتخلل ذلك عرض لأعمال الطلاب التي ينفذونها في المدرسة.
4 – الحاجة إلى تصميم يشجع الطلاب على التعلم العفوي:
إن الطالب العادي يستطيع أن يتعلم الكثير دون أن يشعر بذلك ، من خلال وجوده في بيئة غنية ومليئة بالمعارف والعلوم ،كما يؤثر ذلك على الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة ،فعلى سبيل المثال ، يتعلم الطالب الشيء الكثير عند مروره صباح كل يوم أمام لوحة جذابة تشمل خريطة العالم ومعلومات عامة، جغرافية واقتصادية وعلمية وغيرها، عن كل قارة أو دولة فيها. كما أن وجود الماء والشجر والأزهار في فناء المدرسة لا يقتصر على إضافة البهجة والمتعة للطلاب فحسب، بل تحفزهم على حب التعلم والتجول والاستفادة من مكونات الطبيعة ،والتي تعتبر ضرورية لالطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة والتي تعزز معالجتهم بالنظر مع تنمية قدراتهم العقلية.
إن تحقيق هذه النوعية من المدارس يتطلب أن يضع المعماري في اعتباره أهمية هذه المواد وكيفية عرضها بأسلوب شيق ومرن على حوائط المدرسة.
لقد رأينا فيا مضى أن توفير الاحتياجات النفسية للطلاب (كتوفير مبنى مشجع ومفرح ، يناسب عمر الطالب، ويساعده على الابتكار وحب التعلم، ويثير غريزته وينمي قدراته العقلية والحركية) يساهم في الارتقاء بنوعية التعليم ، وزيادة التحصيل العلمي لهم ، ورفع الثقة في أنفسهم . ولكن مع هذا ، ينبغي أن لا تغفل الاحتياجات المادية فهي الجزء الآخر المكمل للعملية التعليمية ، ومطلب ملح من أجل الوصول إلى مبنى تعليمي ناجح ومتكامل وذلك من خلال التالي: