مفهوم استراتيجية تمثيل الأدوار في التدريس التربوي
تُعَد استراتيجية تمثيل الأدوار في التدريس التربوي من الاستراتيجيات الهامة والضرورية المستخدمة في عملية التعلم والتعليم المعاصرة والحديثة، فيجب على المعلم أن يعمل على صقل أساليبه المتبعة في عملية التدريس، واللجوء الى استعمال استراتيجيات التعلم النشط، الذي يضم مجموعة متعددة ومتنوعة من الاستراتيجيات التدريسية داخل البيئة الصفية التعليمية، وتعد استراتيجية تمثيل الأدوار ومن تلك الاستراتيجيات التعليمية الأكثر استخداماً واتساعاً.
تعرف استراتيجية تمثيل الأدوار: على أنّها عبارة عن تطبيق واقعي للحياة والمواقف الواقعية والعمل على تمثيلها داخل مشاهد محددة، ويعمل الشخص المتعلم على مشاركة التجارب والمهارات والخبرات التي تعلمها من قبل مع الآخرين، ويجسد كل شخص متعلم من بين المجموعة التي تعمل على تنفيذ وتطبيق استراتيجية تمثيل الأدوار، شخصية ما ويقوم بتأدية دور واحد تمثيلي معين، من خلال نص مكتوب، غير حر ومفتوح، أو حكاية تحتوي على أحداث وأشخاص وأدوار متعددة ومتنوعة.
كيف يتم تنفيذ هذه الاستراتيجية ؟
يتم ذلك من خلال عدد من الإجراءات :
• تحديد المبرر من استخدام لعب الدور .
• تحديد الهدف من ممارسة لعب الأدوار .
• تحديد المهام المطلوبة .
• توفير الوقت الكافي للمتدربين لقراءة الدور المطلوب القيام به .
• الانتقال إلى تنفيذ الأنشطة المطلوبة .
• قراءة التعليمات وتحديد أي أسلوب من أساليب لعب الدور سوف يتم استعماله .
• تحديد الأنشطة التي سوف يمارسها الطلاب في البيت .
أنماط لعب الدور
أولا : النمط ( المنظم ) المحدد مسبقًا : في هذا النمط يكون الدور مخطط له مسبقاً ويكون تم اعداده من قبل المدرس وتحت اشرافه وتوجيهه اثناء الدرس .
2- النمط العرضي ( الحر ) : في هذا النمط يكون المتعلم مطلق الحرية في اختار ولعب الدور الذي يناسبه دون فرض من المدرس او تخطيط وتنظيم مسبق .
3- النمط المشترك : في هذا النمط يكون المتعلم يتمتع بحرية مقيدة اي انه يختار الدور الذي يجد نفسه فيه ، لكن يتدل المدرس في بعض الادوار واختيار الافراد المناسبين لها ويصحح بعض الاخطاء كما ويشترك هو بدور معين ليزيد من قوة الضبط ان وجد باشتراكه ضرورة .
قواعد اساسية ينبغي مراعاتها عند اعتماد استراتيجية لعب الادوار :
1- ان قوم المدرس ببيان الاسباب والفوائد من استخدام استراتيجية لعب الادوار.
2- ان تكون الاهداف التي يراد الوصول اليها محددة مسبقًا.
3- توضيح التعليمات للمتعلمين بشكل واضح ومبسط للمتعلمين بحسب النمط الذي يتم اعتماده.
4- ان يتم فهم الدور وشروطه بشكل كافٍ من قبل المتعلمين .
5- ان توزع الادوار على المتعلمين بشكل دقيق .
خطوات استراتيجية لعب الادوار :
1- تشكيل مجموعة اللعب واعدادها.
2- تعيين المتعلمين الذين يؤدون دور اللعب.
3- اختيار المكان المناسب للعبة ( المسرح في القاعة الكبرى في المدرسة مثلًا ).
4- تهيئة اماكن جلوس المتعلمين المشاهدين .
5- تنفيذ الاستراتيجية ولعب الادوار .
6- بدء النقاش وابداء الملاحظات واصدار التقييمات .
7- اعادة لعب الادوار مرة ثانية .
8- المناقشة مرة اخرى واعطاء التقييم النهائي .
9- التعميم للنتائج بعد مصادقة المدرس عليها
خطوات التطبيق في الموقف التعليمي
• أن يتم اختيار موضوع يصلح للتطبيق واقعياً .
• أن يكون الموضوع مرتبطاً بواقع التلاميذ .
• أن تكون المشاركة تطوعية ، وليست إجبارية من التلاميذ .
• أن يبدي الطلاب آراءهم بحرية في حدود الأنظمة ( الشرعية والأخلاقية. (
• أن يتم الالتزام بالقضية المطروحة .
• ألا يتم تمثيل جانب دون الآخر ( الشمولية )
• أن يسمح بتعدد وجهات النظر ( واختلافها ) .
• عقد جلسة تقويم للنتائج بعد تدوينها، واستخلاص الآراء المتفق عليها .
واجبات المدرس في استراتيجية لعب الادوار :
1- اعداد السيناريو الخاص بأدوار المتعلمين وضبطه بدقة .
2- أن يأخذ بنظر بالاعتبار الوقت المخصص للدرس اثناء توزيع الادوار .
3- ان تكون الاهداف محددة مسبقًا ، وأن تكون الادوار ملائمة لتحقيق الاهداف.
4- ان يكون اختياره للموضوع الدراسي الذي يمكن تدريسه بالتمثيل ولعب الادوار ويتسم بالمرونة.
5- ان يوضح للمتعلمين ان الهدف هو تعليمي وليس ترفيهي بحت.
6- ان يبلغ اللاعبين في الفريق بأن التقييمات تحتسب وفق اتقان الادوار .
7- ان يؤكد على المتعلمين المشاهدين بأنه سيتم توجيه الاسئلة وعليهم الاجابة والمشاركة.
عند استخدام أسلوب تمثيل الأدوار يجب على المعلم مراعاة التالي :
• اعلم أن أسلوب تمثيل الأدوار هو أسلوب يقوم فيه المشاركون بتمثيل أدوار محددة لهم في شكل حالة أو سيناريو وذلك كمحاولة لمحاكاة الواقع .
• حدد أولا ما هو الهدف الذي تريد الوصول إليه باستخدام هذا الأسلوب ؟ وما هو الموضوع الذي تود التركيز عليه ؟ وبمعنى آخر ينبغي أن تكون الحالة التمثيلية مرتبطة بموضوع الدرس وأهدافه .
• اكتب السيناريو وحدد الأدوار التي سيتم تمثيلها .
• يمكنك الاستعانة بالمشاركين لكتابة السيناريو .
• يمكنك عدم كتابة السيناريو والاكتفاء بإتاحة الفرصة للمشاركين كي يجتهدوا في التمثيل بدون التزام دقيق بنص مكتوب .
• ينبغي أن تكون الحالة التمثيلية واضحة ومفهومة للمشاركين .
• يحسن أن يكون السيناريو قصيراً ومركزاً .
• اختر الأفراد الذين سيقومون بالتمثيل ، وعادة يكون هؤلاء من الأفراد المشاركين أنفسهم.
• يمكنك تكليف مجموعة أو بعض المجموعات بالقيام بهذه التمثيلية .
• حدد دور كل فرد ، وما هو المطلوب منه ؟
• اشرح بإيجاز للمشاركين موضوع المشهد والأدوار التي سيتم القيام بها .
• اذكر للمشاركين ماذا تريد منهم عند الانتهاء من رؤية المشهد التمثيلي ، هل تريد الإجابة عن أسئلة معينة أو إيجاد حلول معينة أو الانتباه لممارسات معينة .
• حدد زمن المشهد التمثيلي ، وكذلك زمن الإجابة عن الأسئلة أو الحوار الذي يتبع ذلك المشهد .
• احرص أن يجسد المشهد التمثيلي واقعاً حقيقياً لا خيالياً ، ولكن يحسن استخدام أسماء مستعارة للممثلين بدلاً من أسمائهم الحقيقية .
• اطلب من كل ممثل أن يتقمص الدور المكلف به بصدق وإتقان ، وأن يضع نفسه مكان الشخصية التي يمثلها وأن يتخيلها بعمق ، وأن يتصرف بنفس الطريقة .
• يحسن تطعيم المشهد بشيء من الفكاهة والإثارة .
• اطلب من المشاهدين التزام الهدوء وعدم التعليق .
مزايا استراتيجية لعب الادوار:
* تقوم بالتنشيط والتحفيز.
* تساعد المكبوتين والأميين للتعبير عن مشاعرهم.
* بسيطة وأداة تعليمية منخفضة التكلفة.
* تركز على المشاكل التي تكون واقعية وحقيقية.
* تعرض المشاكل المعقدة ببساطة، و في فترة قصيرة.
* لا تحتاج إلى مواد أو ركائز أو تقدم للتجهيز
عيوب استراتيجية تمثيل الأدوار في التدريس التربوي؟
على الرغم من اللجوء الواسع والكبير إلى استخدام استراتيجية تمثيل الأدوار داخل البيئة الصفية، إلّا أن هناك مجموعة متعددة ومتنوعة من الأمور التي تقف حاجزاً أمامها، تجعل بعض المدرسين يبعدون عنها وتتمثل هذه بمجموعة من العيوب تتمثل من خلال ما يلي :
- صعوبة تطبيقها في جميع المواد الدراسية المقررة، فمعلمي مادة الرياضيات يجدون صعوبة في تطبيقها بسبب احتواء المادة الدراسية على النظريات والقوانين التي يصعب أداؤها في مشاهد تمثيلية.
- يجد المدرس صعوبة في تطبيقها وتنفيذها بسبب الازدحام وازدياد أعداد الطلاب داخل البيئة الصفية
- إن عامل الوقت مهم في تطبيقها، فهو يقف عقبة في وجهه تنفيذها، لأنها تتطلب مدة زمنية كبيرة من حيث مرحلة تهيئة المشاركين، ومرحلة كتابة النص والحوار الذي يأخذ الوقت الأكبر، ومرحلة تجهيز وإعداد المسرح أو القاعة الواسعة، وتنظيم جلوس الحضور، ومن ثم عملية تقييم الأداء، واتجاه بعض المدرسين إلى إعادة الأداء والتقييم لأكثر من مرة، بالإضافة إلى المعلومات والمواضيع الكثيرة التي تحتوي عليها المواد والمقررات الدراسية.
- تتطلب مدرس لديه القدرة على النقاش الحر الذي يملك أهدافاً، قادرعلى ضبط نظام وانتظام جميع محتويات البيئة الصفية، ولديه القدرة على الإبداع والابتكار في أساليب ومهارات التفكير عند تطبيق استراتيجية تمثيل الادوار.
- تتطلب وتحتاج إلى معلم لديه المعرفة والمعلومة التي يحتاج إليها من أجل القيام بكتابة النص والحوار، فإن لم يمتلك تلك المعرفة سوف يعمل على إخراج نص وحوار يتصف بالركاكة، ولا يقدر على تقديم المادة العلمية بصورة مشوقة أو هادفة بل ستكون مليئة بالضجر والملل مما يؤدي إلى نفور الحضور من ذلك المشهد التمثيلي.
- تتطلب القدرة على إدارة الوقت وحسن التصرف به من قبل المدرس، والعمل على تنظيم وإدارة الحوار بين جميع الأعضاء المشاركين.
- تتطلب تكلفة مادية عالية، وتحتاج إلى مواد وأدوات ومعدات محددة، ويوجد مدارس متعددة لا تحتوي في بنائها على قاعات أو مسارح من أجل تأدية المشاهد التمثيلية.
- عند تعامل المعلم غير الواعي لاستراتيجية تمثيل الأدوار، فإنها تكون وسيلة للترفيه والفكاهة أكثر من الهدف التعليمي منها، وبالتالي فشل التعلم وهذا من أخطر وأكبر عيوبها.
- عدم اكتساب استراتيجية تمثيل الأدوار الموضوعية في عمليات التفسير، التحليل والتقييم، إذ من الممكن أن يتمكن التلاميذ من تأدية أدوارهم بمقدرة وجودة عالية، أثناء وقت أو عند الانتهاء من العرض.
- يعتمد النجاح في استخدام استراتيجية لعب الأدوار على مقدار ما يتحقق من تفاعل وتشارك بين جميع الأعضاء المشاركين تطوعاً من أجل التمثيل
- من عيوب استراتيجية تمثيل الأدوار أنها تسمح بسيطرة وتسلط مجموعة من الطلاب الذين يتقنون مهارة الحوار والجدال والنقاش.
- تُعَد حالة عدم العمل على ضبط المؤثرات الخارجية في وقت تجهيز وإعداد وكتابة الأدوار وصولاً إلى تنفيذها، من عيوب استراتيجية لعب الأدوار، والتي تؤدي إلى عدم موضوعتيها وعدم اتصافها بالحيادية بين جميع التلاميذ.
- عدم امتلاك استراتيجية تمثيل الأدوار طريقة موضوعية، والقدرة على تقييم الحضور من التلاميذ والمشاهدين.
- يواجه المدرس بعض الشخصيات التي تتسم وتتصف بالخجل والخوف والارتباك، مما يؤدي إلى صعوبة في تطبيق استراتيجية تمثيل الأدوار في العملية التعليمية، وقد يعتبر المدرسين التقليديين والمتبعين للأساليب والطرق التقليدية في عملية التدريس أنها مضيعة للوقت والجهد.
- تحتاج إلى التعاون والتشارك بين مدرس المادة التعليمية والمسؤول عن المبدعين في المدرسة عند تطبيق استراتيجية تمثيل الأدوار، بالإضافة إلى المرشد والموجه النفسي.