الاهداف السلوكية مفهومها / مكوناتها / شروطها / مجالاتها

أخي المعلم .. لنتذكر هذه الحقيقة على الدوام وهي :

أن الأهداف لا تتحقق بنفسها وإنما تتحول من أفكار وكلمات على أوراقنا ودفاتر تحضيرنا إلى حقائق ماثلة في نفوس المتعلمين وفضائل يتحركون بها على الأرض بما نبذله من جهود وبما نبتكره من وسائل وما نسلكه من طرق وما نطبقه من نشاطات وما نختاره من أساليب تقويم مناسبة .

أهمية صياغة الأهداف السلوكية:

لكل سائر في الطريق دليل ومسار ، فالبحار يلزمه البوصلة ، والمهندس لا يستغني عن أدوات قياسه وعليه . فإنّ المعلم النابه بحاجة إلى معرفة الأهداف التعليمية. لأنّ أي عمل إذا لم يتضح فيه الهدف من بدايته فإنه يكون فاشلا لأنه بعد انتهاء العمل يسأل الإنسان نفسه هل تحقق الهدف أم لا؟.

لماذا نستخدم الأهداف السلوكية؟

استخدام الأهداف السلوكية في تخطيط الدرس وتنفيذه يعتبر دليلا كاشفا للمعلم وهاديا له للوصول إلى الغايات التربوية.

إن تخطيط الدرس على أساس من الأهداف السلوكية يضع إشارات هادئة أمام المتعلم في الوصول إلى الدرجة الممتازة للتعلّم والأداء الطيب.

صياغة الأهداف السلوكية بصيغة المضارع ، تجعل صياغة المعلم لأسئلة الدرس التقويمية سهلة ميسورة ، وذلك بتحويل صيغة المضارع في الهدف إلى صيغة أمر في الأسئلة.

صياغة الأهداف السلوكية تساعد المعلم على اختيار أنسب الطرائق التربوية والوسائل لشرح الدرس.

صياغة الأهداف السلوكية تعتبر همزة وصل بين المعلم وبين الطلاب ، وبينه وبين أولياء الأمور لكي يقفوا على الأهداف التعليمية السلوكية التي ينبغي على الطلاب تحقيقها والوقوف على مدى ما حققه الطلاب من هذه الأهداف.

تخطيط الدروس متضمنا الأهداف السلوكية يساعد المعلم على مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب، فهذا طالب تتناسب معه أسئلة المجال المعرفي ، وذاك تتناسب معه أسئلة المجال الوجداني.

إنّ عدم صياغة الدروس بالأهداف السلوكية يؤدي إلى العشوائية والارتجال وخضوع عملية التعليم للأمزجة الشخصية دون اتباع نظام محدد يمكن السير عليه.

تعريف الأهداف السلوكية:

الهدف لغويا : معناه القصد أو المرمى أو الغرض الذي نسعى لتحقيقه .

وفي الاصطلاح التربوي : يعبر به عن مجموع السلوكيات والتغيرات والإنجازات التي يراد تحقيقها عند تعلم ما.

هي الوصف الموضوعي الدقيق لكافة أشكال التغيير المطلوب إحداثها في سلوك التلاميذ بعد مرورهم بالخبرة التعليمية.

ما نتوقع أن يعرفه التلميذ بعد موقف تعليمي.

ما نريد أن يظهر على التلاميذ بعد درس معين.

هي الأهداف التي يقوم المعلم بوضعها من أجل تنفيذها خلال الحصة الدراسية(45)دقيقة تظهر آثارها في سلوك التلاميذ .

أصغر ناتج تعليمي متوقع حدوثه من المتعلم نتيجة مروره بخبرة أو موقف تعليمي محدد.

عبارة تصف سلوك المتعلم بعد اكتسابه الخبرة التعليمية، بحيث يمكن ملاحظة هذا السلوك وقياسه.

لماذا أسميناها أهدافا سلوكية؟

لأنها تعبر عن سلوك الطالب داخل الفصل نتيجة للموقف التدريسي الذي يمر به..

صياغة الأهداف السلوكية:

تعددت طرائق صياغة الأهداف التربوية إلا أنّ هناك خطوات اتفق عليها المربون ويستطيع كل من أراد صياغة الأهداف التعليمية أن يسير على ضوئها وهي :

1)تحديد المعارف والمهارات والخبرات التي نريد أن يكتسبها الطالب.

2)تحديد نوع السلوك أو الفعل الذي يقوم به المتعلم لكي نتأكد من اكتسابه المعارف والمهارات.

3) تحديد النتيجة التي نتمنى الحصول عليها

الصياغة الجيدة للأهداف التعليمية:

قبل أن تبدأ بكتابة أهداف تعليمية لدرسك عليك أن تسأل نفسك ماذا يعود على الطلاب بعد دراستهم لهذا الكتاب كله، أو لهذه الوحدة ؟ ثم اكتب الأهداف التي تعود على الطلاب بعد دراستهم لهذا المقرر.

شروط صياغة الأهداف:

1-أن يكون الهدف واضحا ومحددا ، غير غامض حتى يسهل تحقيقه و يمكن تفسيره مثال ذلك:

أن يقرأ الطالب نص { أمتي } قراءة صحيحة دون أن تزيد أخطاؤه عن ثلاثة أخطاء. لو لم يقع في خطأ واحد فقد تحقق الهدف، ولو وقع في خطأ أو خطأين أو ثلاثة فالهدف متحقق أيضا مالم يقع في أكثر من ثلاثة أخطاء(  .

أن يقارن الطالب بين أبيات الفخر وأبيات الهجاء عند كل من الشاعرين (جرير والفرزدق) من حيث الأغراض التي طرقها، هنا تم تحديد ما سوف يقوم به الطالب تحديدا واضحا، ولم نضع الطالب في متاهات مختلفة، فلو حذفنا كلمة الأغراض   فسوف يصبح هذا الهدف غير واضح وغير محدد ، ووضعنا الطالب في حيرة ، ولن يعرف الأمور التي سوف يتناولها عند المقارنة بين الشاعرين هل يتناول الألفاظ أم الصور أم الأفكار أم العاطفة.

تعريف الطالب بأحد المرفوعات في الجملة العربية) هذا الهدف يتسم بالمطاطية فلا يمكننا معرفة المقصود منه بالضبط.

وفي المقابل لا يصح أن تقول في هدفك { أن تزداد قدرة الطالب على القراءة ، لأنّ الهدف شائع وعام.

أن يعلم ، أن يفهم ، أن يستشعر ،أن يدرك ،أن يتذوق ،أن يستوعب أن يتخيل أن يعرف، أن يلم ) عمليات واسعة المعنى ، فهي ليست أهدافا سلوكية إجرائية ، فهذه لا يمكن قياسها ولا ملاحظتها ، لأن جميع المستويات تدخل العلم …. فهذه أفعال غير سلوكية غير قابلة للملاحظة والقياس.

فهناك أفعال عامة يختلف في تفسيرها وتأويلها فهي فضفاضة ( أن يفهم ) لانستطيع توجيه سؤال لمعرفة هل فهم الطلاب أم لا ، والفهم يختلف تفسيره من شخص لآخر، فيرى أحدهم أن معناه ألاّ يخطئ الطالب أبدا ، وآخر يرى أن يخطئ أخطاء لا تتجاوز الثلاثة.

2-أن يكون الهدف قابلا للملاحظة والقياس ، بمعنى أن يتضمن نواتج تعلّم يمكن قياسها مثال: [ أن يميز الطالب المبتدأ من الخبر في خمس جمل من ست ].

تستطيع قياس الفعل السلوكي [ أن يعرب ] بسؤال مثل ( أعرب الجمل الآتية) وتأتي بأربعة أمثلة.

فلا يصح أن تقول : أن يعرف الطالب المبتدأ والخبر . ما المقياس الذي تقيس به هذه المعرفة ، وما حدود تلك المعرفة؟

ملاحـــظـة:

لا تنس أخي المعلم أنّ هناك أهدافا لا يمكنك ملاحظتها ولا حتى قياسها خلال زمن الدرس وهي [ الأهداف الوجدانية ] وهذا لا يعني عدم وضعها أو صياغتها ضمن أهدافك السلوكية اليومية ، بل يجب عليك أن تحددها ضمن أهداف الدروس اليومية فهي أهداف تتحقق في الطالب على شكل جرعات يومية وهذه الجرعات اليومية تتكون شيئا فشيئا في الجانب الوجداني من شخصية الطالب وتكتمل في ذاته مستقبلا ومشكّلة في نفسه مجموعة من القيم والمبادئ والاتجاهات والعادات الإيجابية المرغوب فيها .

3-أن يشتمل الهدف السلوكي على الحد الأدنى للأداء )عبارة الهدف تبين أقل مستوى ممكن أن يحققه الطالب).

( أن يعرب الطالب ثلاثة أفعال ناقصة من أربعة أفعال معطاة). [المادة العلمية] ثلاثة أفعال ناقصة [الحد الأدنى للأداء] ثلاث من أربعة أفعال معطاة.

فلا يصح أن تقول أن يكوّن الطالب جملا للمبتدأ والخبر ، فهذا الهدف قد ساوى بين تلميذ قد كوّن تسع جمل ، وآخر كوّن عشرين جملة.

[ أن يصحح الطالب بعض الأخطاء الإملائية في النص ]، لم يتحقق الهدف ، لأن الهدف غير محدد وليس هناك حد أدنى من هذه الأخطاء .

4- أن يصف الهدف سلوك الطالب وليس سلوك المعلم . مثال ذلك ( أن يستخرج الطالب أربعا من الصور الجمالية في قصيدة كعب بن زهير)،في هذا الهدف ركز على الطالب ، لأنه جعل الطالب فاعلا متفاعلا .

فلا يصح أن تقول: أشرح للطلاب بعض الصور الجمالية في قصيدة كعب بن زهير ، فهنا ركز الهدف على جهد المعلم. فبعض المعلمين يحدد سلوكه في الفصل مع الطلاب كأن يقول:

حث الطالب على تعلم القراءة والكتابة.

تعويد الطالب على حسن الإنصات.

يوضح المعلم للطلاب كيفية تصغير الاسم الثلاثي.هذا الهدف ركّز في صياغته على ما يقوم به المعلم أثناء شرحه ،والهدف بهذه الصياغة يتحقق بمجرد أن ينتهي من توضيح كيفية تصغير الاسم ، سواء تحقق للطلاب تعلم ذلك أم لم يتحقق لهم أي نوع من التعلم على الإطلاق.

وقد يكتب بعض المعلمين عنوان الدرس على أنه هدف الدرس مثل: تعريف الطالب بالأسماء الخمسة.

وقد يستخدم البعض في تحديد الأهداف عبارات غير محددة مثل: تنمية الثروة اللغوية والكتابية.

5-أن يمكن ملاحظة الهدف مباشرة أو بواسطة.

مثال ذلك : أن يكتب الطالب ستة أسطر في وصف الحديقة في مدة خمس دقائق. يلاحظ هذا الهدف بواسطة الكتابة .

ولا يصح أن نقول : تنمية التذوق الأدبي للطلاب ، إذ كيف يمكن أن نتأكد خلال حصة مقدارها خمس وأربعون دقيقة.

6-أن تكون الأهداف نابعة من الدرس ، فلا يمكن أن نأتي بأهداف خارجة عن الدرس ، بحيث يشير الهدف إلى المحتوى التعليمي والتربوي.

7-أن يصاغ الهدف السلوكي بحيث يشتمل على أركانه الأساسية وهي:

أن + الفعل السلوكي (فعل مضارع إجرائي) + الطالب + محتوى من المادة العلمية + شرط الأداء أو الحد الأدنى من الأداء.

8-أن يكون هناك اتصال بين الأهداف بحيث يخدم بعضها بعضا.

9- أن تصاغ بفعل سلوكي إجرائي. ويقصد به السلوك المتوقع من المتعلّم(الطالب) إظهاره أو أن يقوم به بعد انتهاء عملية التعلّم مثل: أن يتعرّف، أن يعدد ، أن يقارن، أو يعدد أو يقوم بفعل.

10- أن يصف الهدف ناتج تعليمي واحد. فلا يقال : أن يعدد الطالب العصور الأدبية ويقارن بين العصر الجاهلي والإسلامي. ( أن يرسم الطالب أداة الترقيم بعد جملة تعجبية ويستعملها في جملتين.

11-أن ينسجم مع فلسفة التربية والمجتمع وعقائده: فلا يصح أن يتعلم الطالب السحر.

12-أن يناسب حاجات الطلاب وقدراتهم ( فليس من المناسب أن نقول : أن يتعرف الطالب على لعبة التزلج على الجليد.وكذلك لعبة السلة للأطفال الروضة.

13-أن يشتمل على أنواع التغيرات المتوقعة ( عقلية – حركية – وجدانية) أي لا يركز على جانب واحد.

أن يتضمن الهدف السلوكي ما يشير إلى الدارس (الطالب) لا إلى الدارسين(الطلاب)وذلك لوجود الفروق الفردية.

أن يتضمن الهدف السلوكي ما يشير إلى مستوى الأداء . ومستوى الأداء: هو المستوى التحصيلي الذي يمكن قبوله كدليل على أن الدارس قد حقق هدفا معينا. كأن نطلب من التلميذ الإتيان بعدة أمثلة في وقت محدد ، وبصورة صحيحة.

أن يتضمن الهدف ما يشير إلى شرط الأداء. وشرط الأداء: هو الوسيلة التي ينفذ السلوك من خلالها.

فمثلا في درس (كم الاستفهامية وكم الخبرية) يمكن صياغة أهداف ستة متدرجة من التعرّف إلى الفهم إلى التطبيق إلى التحليل إلى التركيب إلى التقويم على النحو التالي:

1- أن يحدد التلميذ نوع ( كم ) في ثلاث جمل تعطى له بعد شرح الدرس.

2- أن يميز التلميذ ثلاثة مواضع ترد فيها (كم ) الخبرية والاستفهامية بعد عرض شواهد لغوية متنوعة.

3- أن يستخدم التلميذ نوعي ( كم ) في الكتابة والتحدث ، دون الوقوع في أخطاء الضبط لما يليها من الكلمات بعد شرح الدرس.

4- أن يربط التلميذ بين مواضع ورود ( كم الخبرية والاستفهامية) وبين المعنى في ثلاث جمل تعطى له.

5- أن يكتب التلميذ ست جمل بها ( كم الخبرية والاستفهامية) دون أخطاء في الإعراب والدلالة بعد شرح الدرس.

6-أن يصوب التلميذ ثلاث جمل وردت بها أخطاء نحوية فيما يتعلق ب(كم الخبرية والاستفهامية من كلمات بعد شرح الدرس .

نماذج لأفعال سلوكية تساعد في صياغة الأهداف:

الأفعال السلوكية المناسبة للمجال المعرفي {يُعرّف – يتعرّف – يسمي – يعدد – يذكر – يرتب – يترجم – يفسر – يستنتج – يطبق – يربط – يوظف – يميز – يجمع – يؤلف – يولد – يدافع- يحكم على – يجادل في – يقدر- يصحح …}

الأفعال السلوكية المناسبة للمجال الوجداني { يلتفت – يبدي – يستقبل – يوافق – يبادر – يشعر – يحب – يساند – يبرر – يوازي – يلتزم – يعيد النظر –يتابع – يؤمن- يتمثل – يقتدي – يقاوم – يطيع …}

الأفعال السلوكية المناسبة للمجال النفسحركي { يحرك – يخطو – يجهز – يفحص –يشغل – يقلد – يحاكي – يعيد تركيب أو بناء – يتقن أداء – ينفذ مهارة – يكتب بخط جميل – يرسم }

الأفعال السلوكية في كل مستوى يمكن إيجازها في الجدول التالي:

الأفعال السلوكية(أفعال التعبير عن نواتج التعلم في صورة سلوكية).

المستوي

يعرّف ، يحدد ، يصف ، يسمي ، يذكر ، يتعرّف ، يعدد ، يماثل .

يفسر ، يميز ، يشرح ، يستنتج ، يلخص ، يعطي أمثلة ، يصف ، يفرق ، يحول ،يجمل، يمثل.

يعيد ،يعد ،يستخدم ،يبين ،يطبق ،يوضح ،يكتشف ،يستنبط يحسب ، يحل ، يصنع ،يبني.

يفرق ،يربط ،يحلل ،يفصل ،يحدد ،يختار، يوضح ، يجزئ.

يكتب ،يؤلف ،يصنف، ينظم ،يبتكر ،يصمم ،يخلق ،يبني، ينظم، يخترع، يدمج، يصيغ، يقترح، يولد.

يقيم ،يقدر ،ينقد ،يدعم، يوازن، يقرر، يختار، يحدد، يستنتج.

التعرف .

الفهم .

التطبيق .

التحليل .

التركيب .

التقويم .

ملحوظة: ليس بالضرورة أن تصاغ أهداف ستة لكل درس ، فطبيعة المادة اللغوية هي التي تحدد كم الأهداف وطبيعتها ، لكنها لا تقل عن ثلاثة أهداف ، تغطي مضامين الدرس.

محمد بركات

error

يمكنك متابعتنا ووضع لايك .. ليصلك كل جديد