استراتيجية التعلم التعاوني
يرى الكثير من المتخصصين ان الفرد لا يمكنه ان يتعلم وحيدا , ولا تنتقل اليه الخبرات والمعارف الا اذا اكتسبها من خلال العمل مع اخرين , ومن ذلك ما يراه جونسـون وزمـلاءه ( 1995م ، ص 1،2 ) بأن نمط إهدار الفرص للإفادة من قوة عمل المجموعات في المؤسسات التربوية يعود إلى خمسة أسباب على الأقل :
1- عدم وضوح العناصر التي تجعل عمل المجموعات عملا ناجحا ، فمعظم المربين لا يعرفون الفرق بين مجموعات التعلم التعاوني ومجموعات العمل التقليدي.
2- عدم إدراك المربين أن العمل المعزول هو نظام غير طبيعي في العالم ، وأن الشخص الواحد لا يستطيع أن يبني سكناً له بمفرده .
3- عدم تحمل المسئولية في فكرة التطوير لدى مجموعة المتعلمين ، وبالتالي تصل إلى عدم تحمل المعلمين مسئولية تعليم الطلاب لأقرانهم داخل الفصل وخارجه.
4- هيمن على عقول المربين فكرة أن عمل اللجان والمجموعات غير ناجح ، وبالتالي يرددون قول القائل إذا أردت أن تعيق موضوعا في العالم العـربي فإن ذلك يكون بإحالته إلى لجان لدراسته .
5- الرهبة وعدم توافر العزيمة ، بالنسبة للعديد من المربين ، في استخدام المجموعـات التعليمية التعاونية
ولمحاولة القضاء على هذه الأسباب في تطبيق مفهوم التعلم التعاوني داخل المجموعات التعليمية في المدارس ، ذكر جونسون وزملاؤه ( 1995م، ص ص 1 ، 2 ) أنه يجب التغلب على المقاومة الشخصية لاستخدام المجموعات بطريقة منضبطة من خلال مراعاة المفاهيم التالية :
1- الفرق بين العمل التعاوني والعمل الفردي .
2- النتائج المتوقعة من العمل التعاوني في شكل مجموعات ..
3- طريقة التطبيق الدقيق للعناصر الأساسية .
4- نوعية التعلم التعاوني الذي يستخدم في المواقف التعليمية المختلفة .
5- بيئة تنظيمية في المدرسة ذات أداء مرتفع ، من أجل زيادة جودة التعليم .
أسس النظرية وميزاتها وتوجيهات لتطبيقها
إن التغيير الذي تتضافر الجهود التربوية من أجل إحداثه، يتضمن في أحد جوانبه محاولة نقل محور العملية التعليمية/التعلمية من المعلم إلى الطالب، وتتخذ هذه الجهود أساليب متنوعة مثل أسلوب التعلم الاكتشافي، والتعلم المفرد، والتعلم الاتقاني، والتعلم التعاوني، وغيرها…، ولكل أسلوب من الأساليب السابقة أصول وقواعد لتطبيقها، ولكل منها ميزاته ومعايير تجعله مناسباً في وضع دون آخر، في هذه الصفحات القليلة سوف نحاول أن نلقي بعض الضوء على أسلوب التعلم التعاوني من عدة جوانب تشمل:
1- مقدمة عن التعلم التعاوني.
2- مفهوم التعلم التعاوني.
3- مبررات استعماله.
4- فوائده.
5- شروطه الأساسية.
6- إرشادات للمعلمين.
7- إرشادات للطلبة.
8- دور المعلم في التعلم التعاوني.
9- بعض أدوار الطلبة في التعلم التعاوني.
10- معايير اختيار المجموعات
11- نوع المهام المستعملة فيه.
12- طرق متنوعة للتعلم التعاوني.
مفهوم التعلم التعاوني:
التعلم التعاوني عبارة عن محتوى حر من طرق تنظيم التفاعل الاجتماعي داخل الصف أو خارجه بحيث تتحقق العملية التربوية على أكمل وجه، ويتخذ التعلم التعاوني شكل الجلسة الدائرية للطلبة وأسلوب الحوار والنقاش لتحقيق النتاجات التعلمية / التعليمية بحيث يتعلمون معاً دون إتكالية مطلقة على المعلم أو على بعض الأفراد منهم، ويمكن القول بأن المرتكزات الأساسية للتعلم التعاوني هي:
• التفاعل الإيجابي المتبادل بين أعضاء كل مجموعة والذي يتمثل في النقاش بين أعضاء كل مجموعة.
• المحاسبية الذاتية: وهي تعني أن كل فرد مسئول عن تعلمه للمحتوى.
• المهارات الاجتماعية، والتي تعد من الأمور المهمة في عمل المجموعات الناجحة.
إن طريقة التعلم التعاوني تختلف عن طريقة التعلم الزمري التي يكون أعضاء المجموعة فيها متجانسين في تحصيلهم الأكاديمي، كما أن المسئولية الفردية تنعدم فيها، فالفرد مسئول عن نفسه فقط في عملية يحكمها قائد واحد، كما أن من أهم الفروق بينهما أن المهارات الاجتماعية بين الطلبة يفترض تواجدها ويتم تجاهلها في نفس الوقت، إضافة إلى أنه لا تتوفر بهذه الطريقة معالجة أو تقويم للمجموعة وعملها من قبل أفرادها، كذلك يختلف التعلم التعاوني عن التعلم المفرد أن الأخير لا تتوفر فيه مسألة التفاعل الإيجابي المتبادل كما تنعدم فيه مسألة التواصل الاجتماعي.
المبرر العملي لاستخدام هذه الطريقة:
إن الطلبة خاصة صغار السن لديهم طاقات هائلة، على المعلم أن يبذل جهداً كبيراً في ضبطها وجعل الطلبة مستمعين هادئين، بدلاً من ذلك من الممكن تحريك طاقات الطلبة بصورة نشطة في عملية التعلم، كما أن تواصل الطلبة فيما بينهم من شأنه أن يجعل للأفراد تأثير على بعضهم البعض ويمكن استغلال هذا التأثير بصورة جيدة، أضف إلى ذلك أن التعلم التعاوني يتفق مع الطبيعة البشرية أكثر من غيره مكن الأنماط.
فوائد التعلم التعاوني:
يمكن إجمال فوائد التعلم التعاوني في النقاط التالية:
– المجموعات الصفية توفر آليات التواصل الاجتماعي، وتسمح بتبادل الأفكار وتوجيه الأسئلة بشكل حر، وشرح الفرد للآخر، ومساعدة الغير في فهم الأفكار بشكل له معنى، والتعبير عن الشعور.
– إعطاء الفرصة لجميع الطلبة بأن يشعروا بالنجاح.
– استعراض وجهات نظر مختلفة حول موضوع معين أو طريقة حل معينة.
– مراعاة الفروق الفردية في العمر، مراحل التطور ألإدراكي المعرفي، الاتجاهات، الدافعية، القدرة، الاهتمامات، الأنماط الإدراكية، الخلفيات الثقافية، ومن الجدير بالذكر هنا أن اتباع أسلوب التعلم التعاوني لا يزيل هذه الفروق وإنما يعالجها ويقلل منها.
– خلق جو وجداني إيجابي، خاصة للطلبة الخجولين الذين لا يرغبون في المشاركة أمام الصف.
– تطوير مهارات التعاون والمهارات الاجتماعية، الأمر الذي يهيئ الطلبة للعمل في أطر تعاونية في عدة وظائف في حياتهم المستقبلية.
– توفير فرصة طلب الطالب للمساعدة من أفراد المجموعة أو من المعلم في أي وقت يحتاج لها.
– التخفيف من الجو السلطوي في الصف والذي يخلق جو من القلق ، والتحويل إلى جو ودي.
شروط استخدام اسلوب التعلم التعاوني:
– استخدام مجموعات صغيرة من الطلاب في البداية من 2-6 طلاب في المجموعة الواحدة، ويكون ذلك بالتدرج .
– تصمم المهمات التعليمية المكلف بها الطلبة على مراعاة اعتماد الطلبة في إنجازها على بعضهم البعض وعلى المجموعة بشكل عام.
– تهيئة البيئة التعلمية لأفراد المجموعة , بحيث تمنح كل فرد منهم فرص متكافئة للتفاعل مع بعضهم البعض حسب المهمات , مع تشجيعهم على استخدام انماط تفكير مختلفة .
– مساهمة كل فرد من أفراد المجموعة مسؤولية في عمل المجموعة، وهم مسئولون عن تقدم العملية التعليمية في المجموعة.
إرشادات للمعلمين عند استخدامهم أسلوب التعلم التعاوني:
يترتب على المعلمين أن يكونوا يراعى الأمور التالية:
• يدركوا مفهوم التعلم التعاوني، وكيف يختلف عن التعلم التنافسي.
• يفهموا الأساس النظري للمكونات الأساسية التي تميز التعلم التعاوني، عن غيره من الأساليب.
• يفهموا الأساس النظري لدور المعلم في استخدام التعلم التعاوني.
• يكونوا قادرين على تصميم وتخطيط وتعليم دروس تعاونية.
• يلتزموا التزاماً شخصياً لاكتساب خبرة استخدام التعلم التعاون، وهذا الالتزام ينبغي أن يكون منطقياً بمعنى أن يكون مبنياً على المعرفة النظرية، والاطلاع على الأبحاث التي تدعم التعلم التعاوني.
• يكون جزء من مجموعة زملاء داعمة للعمل التعاوني.
إرشادات للطلبة عند استخدامهم أسلوب التعلم التعاوني:
ينبغي تقديم أمثلة عملية لكل قاعدة مع ممارسة الطلبة لها لتسهيل فهمهم.
و من الإرشادات التي يفضل أن يعيها الطالب المقبل على التعلم بالأسلوب التعاوني : –
– أنت مسئول عن عملك وسلوكك.
– ستنتج كل مجموعة تعيناً واحداً كاملاً.
– سيعين كل عضو في المجموعة الأعضاء الآخرين في مجموعته على فهم المادة التعليمية.
– إذا كان لديك سؤال، يجب تطلب من أفراد مجموعتك السؤال نفسه أو المشكلة نفسها.
– لن يغير أي عضو في المجموعة آراؤه إلا إذا اقتنع بذلك منطقياً.
– يعبر كل عضو في المجموعة عن قبوله للمهمة وملكيته لها، واستعداده لإنهائها بالتوقيع عليها.
دور المعلم في الصف أثناء العمل التعاوني:
إن الطريقة التي يتعامل فيها المعلم مع الطلبة أثناء العمل في المجموعات تؤثر على التفاعل بين الطلبة وبالتالي على تعلمهم وتبادلهم للمعرفة، إن دور المعلم يكون مساعد للطلبة ومجيب للأسئلة في حالة عدم استطاعة أفراد المجموعة الإجابة على أسئلة يوجهها أحد أفراد المجموعة. ويمكن تلخيص دور المعلم بالنقاط التالية:
– تعليم المهارات التعاونية للطلبة.
– تكوين المجموعات.
– تحديد دور كل طالب في المجموعة.
– تقديم التوجيه والإرشادات لعمل المجموعات.
– دعم وتقوية التعاون بين الأفراد.
– التفاعل مع المجموعات بطرق مختلفة مثل المراقبة وفحص الحلول وإعطاء تلميحات للحل وتوجيه الأسئلة للطلبة وتزويدهم بالتغذية الراجعة.
– تقويم عمل المجموعات واتخاذ القرار بشأن تغيير أدوار بعض أفراد المجموعة.
بعض أدوار الطلبة في المجموعات:
• المبادر: الذي يقترح أفكاراً جديدة أو أساليب مختلفة بالنسبة إلى مهمة جماعية أو كيفية أدائها.
• طالب المعلومات: الذي يستوضح المقترحات ويطلب بعض الحقائق والمعلومات الرسمية ذات الصلة بالقضية قيد الدرس.
• طالب الآراء: الذي يستوضح وجهة نظر أو اقتراحاً قيماً متصلاً بالمشكلة.
• معطي المعلومات: الذي يعرض الحقائق أو يوضح المشكلة من خلال خبرته.
• معطي الآراء: الذي يعبر عن آراء يعتبرها ذات صلة بالمهمة، وبخاصة رأيه فيما ينبغي أن تكون عليه قيم الجماعة.
• الموضح: الذي يشرح الأفكار أو يعطي تمثيلاً عليها، ويقدم التعديلات لمقترحات أعضاء الجماعة، كما يحاول التنبؤ بردود الفعل لاقتراح أو حل مطروح.
• المنسق: الذي يوضح العلاقات بين الأفكار ويحاول الربط بينها أو يسعى إلى تنسيق نشاطات منفردة في مجهود جماعي فعال.
• الممهد: الذي يلخص مناقشات الأعضاء ونشاطاتهم بغية تمكينهم من رؤية موقعهم من الهدف العام للجماعة، أو يثير أسئلة تتعلق بالاتجاه الذي يسير فيه نقاش الجماعة.
• المقوم الناقد: الذي يحاول أن يقوِّم إنجاز الجماعة بالإشارة إلى المهمة الموكلة إليها.
• المنشط: الذي يحث المجموعة لا على الإنجاز فحسب، بل على الانجاز بمستوى نوعي أفضل.
• فني الإجراءات: الذي يسهل عمل الجماعة بانجازه المهام الرتيبة كتوزيع المواد وإعادة تنظيم المقاعد وغير ذلك.
• المسجل: الذي يلعب دور “ذاكرة المجموعة” باحتفاظه بسجلات المقترحات والمقررات ونتائج مناقشات الجماعة.
معايير اختيار مجموعات العمل التعاوني:
في العادة يتم اختيار المجموعات بشكل غير متجانس (الأفراد من مختلف المستويات)، والأدب التربوي يشير إلى أن الطلبة الأقل قدرةً يفضلون العمل مع طلبة أعلى قدرة، كما أن الإفادة تكون بشكل أكبر عند تعلمهم مع أفراد أعلى قدرة من بقائهم بشكل فردي، أما الطلبة ذوو القدرة الأعلى فإنهم في كثير من الأحيان يفضلون العمل مع أفراد لهم مستوى مماثل من القدرة، إن بعض التجارب في مجال العمل التعاوني تسمح بنوع من المرونة في هذا الجانب وذلك بأن تكون المجموعات في البداية غير متجانسة، وفي مرحلة لاحقة يتم السماح للطلبة ذوي القدرة العالية بالعمل مع بعضهم. ومن الجدير بالذكر أن طبيعة المهمة والمادة تلعبان دوراً هاماً في طريقة اختيار المجموعات، وينصح البعض بعدم تغيير المجموعات خلال فترات زمنية متقاربة بل الانتظار لفترة (أسبوعان مثلاً) للسماح للأفراد بالتعود على بعضهم وتبادل المعرفة وبالتالي ملاحظة التقدم.
تصميم المهام في العمل التعاوني:
يجب أن نميز نوعين من العمل التعاوني: النوع الأول يسمى المهام جيدة البناء، وفي هذا النوع يكون للمهمة جواب واضح ومحدد، وبالتالي فإن الأفضل في المجموعة هو الذي يفسر للآخرين، ويستفيد الآخرين بدورهم، في هذا النمط من العمل لا بد من القيام بالتعزيز حتى نضمن أن يساهم الجميع بالعمل، كما لا بد من التفاعل بشكل كبير من خلال النصوص، والأدوار، والتقييم، …
أما النوع الثاني فتسمى بالمهام رديئة البناء، لا يوجد في هذه المهام إجابة واحدة صحيحة، وبالتالي فإن هذه الطبيعة تفرض على الجميع التعاون للوصول إلى الحل، وقد يقنع الطالب الضعيف الطالب القوي بوجهة نظره وبالتالي يقلل من كفاءة الطالب القوي وسيطرته في حل هذه المهمة، إن هذا النوع من المهمات من شأنه أن ينمي الإبداع والمهارات الذهنية العليا وحل المشكلات، كما أنه يعطي وزناً كبيراً للتفاعل بين الأفراد، بخلاف النوع الأول (المهمات جيدة البناء) والتي تقتصر نتائجها التعليمية على مستوى الاستيعاب، وتضعف فيها العلاقة بين التفاعل والتحصيل.
انطلاقاًُ مما سبق فإن الإبداع من جانب المعلم في هذا المجال يتمثل في إمكانية تصميم المهام التي تتفق مع النوع الثاني (المهمات رديئة البناء) التي تتخذ الطابع ذو الإجابات المفتوحة غير المحددة، وليس الإجابات الواضحة المحددة.
طرق متنوعة لتطبيق التعلم التعاوني:
وضع عدد من الباحثين قواعد لطرق عديدة من طرق التعلم التعاوني تنسجم مع مختلف الموضوعات الأكاديمية، ومن هذه الطرق:
1- طريقة الترقيم الجماعي:
خطوات هذه الطريقة:
– يعطي المعلم رقماً لكل طالب في المجموعة.
– يشرح المعلم المفهوم بالاستعانة بالسبورة وأوراق عمل معدة سلفاً.
– يسأل المعلم سؤالاً.
– يطلب المعلم من طلابه أن يناقشوا السؤال معاً في كل مجموعة حتى يتأكدوا من أن كل عضو في الفريق يعرف الإجابة.
– يطلب المعلم رقماً محدداً وعلى كل من يحمل نفس الرقم في كل مجموعة بأن يجيب الإجابة المتفق عليها من قبل مجموعته.
نلاحظ أن هذه الطريقة تحقق عملية التفاعل الاجتماعي أكثر من الطريقة التقليدية، وهذا التفاعل إيجابي لأن الطلبة مرتفعي التحصيل سيشاركون بشكل فعال لأنهم من الممكن أن يسألوا.
2- طريقة مجموعة النقاش:
خطوات هذه الطريقة:
– يشرح المعلم المفهوم.
– يسأل المعلم سؤاله لكل فريق بصوت منخفض أو من خلال أوراق العمل.
– يتحاور الطلبة حول السؤال في كل مجموعة أو فريق.
– من الممكن أن تقدم كل مجموعة ورقة إجابة واحدة، أو يسأل المعلم سؤاله للصف بشكل عام.
3- طريقة المقابلة ذات الخطوات الثلاثة:
خطوات هذه الطريقة:
– يكون الطلبة مجموعتين ثنائيتين داخل فريقهم الرباعي، وكل مجموعة تقود طريقة المقابلة أو النقاش وحدها.
– يعكس الطلاب أدوارهم، الذي يسأل يصبح في موقع المجيب وبالعكس.
– يدير الطلبة الوضع بتغيير المجموعات الثنائية داخل كل فريق رباعي.
4- طريقة جكسو (مجموعات التركيب :
والترجمة الحرفي لها طريقة مجموعات التركيب، هذه الطريقة تركز على نشاط الطالب في إطارين: مجموعة الأم ومجموعة التخصص، ينقسم الصف إلى مجموعات في كل مجموعة من 5-6 طلاب، ويأخذ كل طالب من المجموعة جزءاً من مادة عامة، تبدأ هذه الطريقة بتوزيع نفس المهام على جميع الفرق الأم، المهام الخمس أو الست، وبعدها يتجمع الطلاب في فرق التخصص ببحث المهمة التي أوكل بها كل واحد منهم، ثم يعود كل طالب من فرقة التخصص إلى فرقة الأم التي جاء منها، وفي فرقة الأم يحاول كل طالب تخصص في مهمة معينة أن ينقل لأفراد فرقته المعلومات التي توصلت إليها فرقة التخصص التي ناقشت نفس المهمة، وهذه المرحلة تسمى مرحلة تعليم طالب-طلاب بحيث يمثل الطالب الواحد دور المعلم، ويعلم فرقته عن الموضوع الذي تخصص به، وهذا يعني أن المهمة التي أوكل بها لم تكن مقصورة على تعلمه لها فقط ولنفسه، وإنما يتعلمها كي يعلمها لغيره، وهذا يتطلب بذل جهد أكبر من أجل إتقان المهمة، والمهم أن يصل كل طالب في فرقة الأم إلى تعلم جميع جوانب المادة التي حددتها المهام التعليمية، وفي داخل الفرقة يجري نقاش وأسئلة للتأكد من أن كل فرد فيها أصبح ملماً في جميع المادة، ومن هنا جاء اسم الطريقة، لأن المهمة العامة توزعن إلى أقسام، كل طالب تخصص في قسم ثم وعند العودة للعمل في فرقة الأم يحاول أعضاء الفرقة تركيب هذه الأقسام بشكل ينتج عنه الشكل العام للمادة فهو يشبه لعبة التركيب ، في إعطاء الصورة الكاملة للمادة في نهاية عمل فرقة الأم، ثم ينتهي العمل أولاً بعرض نتائج العمل من قبل الفرق المختلفة ومناقشته وإجماله، بحيث تعرض كل فرقة مهمة واحدة، يشارك أعضاء الفرق الأخرى باستكمالها عن طريق إضافة ملاحظات وتعليقات، ومن أجل الوصول إلى الصورة الكاملة للمادة، ثم يعطي المعلم امتحاناً لجميع الطلبة في المهمة المحددة، والعلامة التي يأخذها الطالب هي علامته الشخصية وليست علامة المجموعة.
وينصح عند إتباع هذه الطريقة أن يحضر المعلم بطاقات صغيرة تكتب عليها الأرقام من 1-5 أو 6 حسب عدد الطلاب في الفرقة الأم، ونحضر المهام أيضاً على بطاقات، بحيث يكتب على كل بطاقة السؤال أو الفعالية أو النشاط المطلوب القيام به لتنفيذ المهمة، ثم تتوزع البطاقات على الطلاب بحسب رغباتهم أو بوضعها مقلوبة بحيث يوضع عل كل بطاقة رقم، فيسحب كل طالب في فرقة الأم البطاقة، وعند معرفة الرقم يتناول من على الطاولة الرقم المكتوب على الكرت الآخر (فقط أرقام)، ويضعه على صدره باستعمال دبوس معين، ثم يتوزع الطلاب على فرق التخصص كل حسب رقمه بطاقته/مهمته، ليعود بعد ذلك إلى فرقة الأم ويعلِّم ما تعلمه في فرقة التخصص.
المراحل التي يمر بها الدرس بطريقة التعلم التعاوني
المرحلة الأولى :
1. طريقة توزيع الطلاب داخل الفصل :
– توزيع الطلاب حسب الفروق الفردية ( ممتاز ، جيد جداً ، جيد ،..الخ ).
– اختيار قائد أو منسق لكل مجموعة .. يتغير المنسق في اللقاءات القادمة .
– ألا يزيد عدد المجموعة الواحدة عن خمسة طلاب .
– أن يكون شكل المجموعات على شكل دائري .
المرحلة الثانية :
2. طريقة توزيع إدارة وقت الحصة :
– تعطى عشرة دقائق للعصف الذهني لكل مجموعة حسب موضوع الدرس.
– تعطى عشرة دقائق لاستعراض الأفكار الرئيسية المستنبطة من المجموعات من خلال تعليق رؤساء المجموعات حول ما توصلت إليه كل مجموعة من أفكار ، مع الأخذ بعين الاعتبار عدم التكرار لهذه الأفكار الجديدة لموضوع الدرس من قبل المجموعات الأخرى .
– تسجيل هذه الأفكار على السبورة من قبل منسق كل مجموعة أو من قبل المعلم نفسه .
المرحلة الثالثة :
3. دور المعلم في هذه المرحلة :
– يعطى عشرون دقيقة من زمن الحصة للمعلم في إبراز النقاط التوضيحية لموضوع الدرس وإعطاء أمثلة توضيحية حسب الشرح المطلوب نقله إلى الطلاب من خلال النقاط التي لم يبرزها الطلاب أثناء استعراض الأفكار الرئيسية للدرس والإشادة للمجموعات التي حققت أقصى توضيح لموضوع الدرس .
– الإعداد المسبق الجيد من قبل المعلم من خلال تجاربه مع الطلاب في العصف الذهني والاستعداد المبكر في الإجابة والتوضيح لنقاط يتوقع المعلم استثارتها من قبل الطلاب أنفسهم .
المرحلة الرابعة :
4. دور التقويم والمراجعة :
– تعطى الجزء المتبقي من زمن الحصة للمناقشة والحوار حول الأفكار المستنبطة من المجموعات وحسب ما ورد في شرح المعلم لموضوع الدرس واستثارة الطلاب في داخل المجموعات حول بعض التساؤلات والتعليقات المتعلقة بموضوع الدرس لم تكن واضحة في أذهانهم داخل المجموعات الصغيرة أثناء الجولة الأولى من زمن الحصة وحسب ما ورد من إضافات أو توضيحات من قبل المعلم نفسه ، وهذه الملاحظة يكون المعلم مسئولاً عنها أثناء ملاحظته لكل مجموعة وتسجيل النقاط الإيجابية والسلبية أثناء قيادة الطلاب أنفسهم في داخل المجموعات في النقاش حول موضوع الدرس .. يأتي دور المعلم في إبرازها إذا دعت الحاجة لها من خلال دعم الإيجابيات ومناقشة السلبيات الواردة من الطلاب أنفسهم أثناء النقاش في المرحلة الأولى من زمن الحصة .
– يحاول المعلم أثناء هذه المرحلة في معرفة الإجابة من الطلاب أن تكون الإجابة جماعية من نفس المجموعات ومحاولة مشاركة معظم طلاب المجموعات دون النظر إلى مستويات الطلاب العالية ، لأن هدف الدرس تحقق من خلال معرفة المعلم بأن موضوع الدرس تحقق بنسبة عالية وإتاحة الفرصة لمعظم الطلاب في المشاركة الإيجابية في استيعاب موضوع الدرس الجديد في كل حصة دراسية.