كيف نحضر درساً نموذجياً
تحضٌير الدروس عملٌية عقلٌية منظمة تؤدي إلى وضع خطة مفصلة للدرس يتم إعدادها قبل التدريس
بوقت مناسب، ويهدف هذا التحضٌر إلى رسم صورة واضحة لما سٌيقوم به المعلم والمتعلمون خلال المدة
التًي ٌقضٌاها معهم داخل الفصل ـ أو خارجه ـ أثناء الحصة. وتشتمل الخطة على تعين حدود المادة المراد
إعطاؤها لهم، وترتيب الحقائق التي تضمنها موضوع الدرس، ورسم طرٌقة محددة وواضحة يمكن بها
إيصال المعلومات إلى أذهانهم بالشكل الذي ٌتناسب مع قدراتهم العقلٌية والجسمية. ومما لا شك فيه أن
عملٌة التحضٌر التً تسبق عملٌة التدريس الصفي تلعب دورا مهماً في إنجاح عملية التدريس، وأي محاولة لتنفيذ
أحد الدروس دون تحضٌير مسبق له محاولة فاشلة لتحقيق الأهداف التعلٌيمية واضاعة لوقت المعلم والتعلم على حد سواء .
مميزات تحضير الدرس
1 . زٌيادة الثقة في نفس المعلم قبل دخوله الفصل؛ وذلك لإلمامه بالمحتوى العلمي وتحديد الأهداف
التعليمية والطرائق التدريسية والأنشطة والوسائل الازمة لتنفيذ الدرس، ثم عملية التقويم الازمة.
2 . تحقٌيق الأهداف التعليٌمية الخاصة بكل درس بعد تحدديها بدقة.
3 . مساعدة المعلم فًي توقع المواقع التعليمية التي قد تطرأ أثناء تنفيذ الدرس.
4 . مراعاة المعلم خصائص المتعلمين وميولهم واحتيجاتهم أثناء عملية التحضٌر.
5 . مساعدة المعلم في تحديد الطرق أو الأساليب التدريسية والأنشطة والوسائط التعليمية وعمليات التقويم
وإعدادها قبل بدء التدريس.
6- تهيئة المعلم نفسيا لمختلف المواقف التعليمية أثناء التدريس.
7 . إتاحة الفرصة للمعلم لإضافة والابتكار كلما حضر درس جديداً، وقام بتحليل المحتوى التعليمي وحدد
أهداف الدرس والطرق والأنشطة والوسائل وعمليات التقويم.
8 . تسهيل وتبسيط عمليةً التعلٌم والتعليم فًي البيئة الصفية.
9 . معاونة المعلم في اكتشاف أي قصور في المحتوى المقرر في عناصر المنهج الأخرى، أو أخطاء
مطبعية أو لغویة أو تخطيطة في الكتاب المقرر
10 . مساعدة المعلم على اكتساب ثقة المتعلمين واحترامهم له.
11 . حماية المتعلمين من أضرار الارتجال والعشوائية.
12 . إعطاء المعلم الثقة بالنفس تساعده في عرض الدرس بصورة منظمة، وتحميه من النسيان وتجنبه
التكرار .
13 . جعل مهمة الامتحانات سهلة ومٌيسرة، وضمان المواصفات الجٌدية لها؛ كالصدق والثبات والشمول
والموضوعية.
14 . تقلٌل مرات المحاولة والخطأ في التدرٌيس.
15 . مساعدة المعلم على التحسن والنمو باستمرار في المهنة.
16 ُّ . دفع المعلم إلى الارتباط بالمنهج، وتمكنه من نقده، ومعرفة ما فيه من ثغرات.
عناصر تحضير الدرس
1 : تحديد الأهداف
أن تكون مرتبطة بالأهداف العامة للتربية، وللمرحلة، وللمادة.
أن تشتمل على المجالات الرئيسة للأهداف وهي (المجال المعرفًي ـ المجال الانفعالً ـ المجال
النفس حركًي ) وبصيغة أخرى (معرفٌة ـ مهارٌة ـ وجدانية.
أن تصاغ عبارات الأهداف صياغة سلوكية صحيحة ( أن + فعل إجرائي + المتعلم + وصف الخبرة
التعلٌمٌة المراد إتقانها من قبل المتعلم) .
2 : اختيار المحتوى
أن يسهم فًي تحقيق أهداف الدرس.
أن يشمل الموضوع بصورة متوازنة بما يتلائم مع زمن الحصة.
أن يشتمل على موضوعات واضحة وصحيحة ( أرقام، تواريخ، أسماء )
أن تكون عناصره مرتبة ترتٌيبا منطقٌيا . ً
أن يشتمل على جوانب تتعلق بالقيم والمبادئ الإسلاميه.
3 : اختيار الأساليب والأنشطة
أن تكون متنوعة؛ فلا تقتصر على طريقة أو أسلوب دون آخر.
أن تراع الفروق الفردية للمتعلمين، وتكون متعددة المستويات.
أن تشتمل على نشاط عملي فًي الفصل.
أن تكون مرتبطة بموضوع وأهداؾ الدرس.
4 : تحديد الاستراتيجية، وتشمل ثالث مراحل هي:
التمهيد : وهو مدخل ضروري لتقديم الدرس يجب أن يثير اهتمام المتعلمين وجعلهم متشوقٌين لعرض
الدرس
العرض : وهو الجانب المهم في الدرس؛ حيث يقوم فيه المعلم بعرض عناصر الدرس بمشاركة المتعلمين
بفاعلٌية إذ لا ينبغي أن يقتصر دور المتعلم على التلقي فحسب.. كما ينبغي أن يكون العرض وفقا لأهداف
الدرس وطبيعة المحتوى، ومن الضروري أن تتعدد فيه الأنشطة، وأن تستخدم الوسائل المعينة بصورة
طبيعية غير متكلفة، طبقا لطبيعة المادة وطبيعة المتعلم، مع توافر الوسائل والزمن المخصص للدرس
الخاتمة : وهي عبارة عن تلخيص لأهم عناصر الدرس؛ وذلك للتذكير بها وإبرازها، وينبغي تدوين هذا
الملخص على السبورة متى كان ذلك ضروريا، حسب طبيعة المادة ومرحلة نمو المتعلمين
5 : اختيار الوسائل والادوات التعليمية
أن تكون ملائمة لموضوع الدرس ولمستوى المتعلم.
أن تسهم فًي تحقيق أهداف الدرس وتوضٌح المحتوى بفاعلية.
أن تكون متنوعة ومبتكرة وتشجع المتعلمين على استخدامها.
6 : اختيار أساليب التقويم
- أن يكون التقويم مرتبطا بأهداف الدرس
- أن تكون وسائل التقويم متنوعة ( شفهي، تحريري، موضوعي، مقالي ) .
- أن يتم التقويم من خلال أسئلة رئيسية.
- أن يقيس التقويم المعلومات والمهارات والاتجاهات.
7 : تحديد الواجبات المنزلية
- أن يسهم الواجب فًي تحقيق أهداف الدرس.
- أن يكون متنوعا في موضوعاته، واضحا ومحددا في أذهان المتعلمين.
- أن يساعد المتعلمين في التعلم بفاعلية، وٌحفزهم للإطلاع الخارجي.
تحليل المنهج
قبل تحضٌر الدروس لا بد للمعلم أن ينظر نظرة شمولية للمنهج؛ فيبحث محتواه والاهداف التي يرمي إلى
تحقيقها.. وبعد أن يقوم بذلك يقسم المنهج على فصول السنة، ثم يحدد ما يدرِسه فًي كل شهر وكل أسبوع؛
حتى يصل إلى تقسيم المنهج على مستوى الحصص. وتحليل المنهج يعني معرفة المعلم للمهارات التي
سيعالجها والعناصر اللغويه التي سٌيقدمها، ويدخل في ذلك تجديد الطرق والاساليب والمعينات التي
تستخدم في تنفيذ المنهج. ومهما يكن الأسلوب الذي نتبعه في تحليل المنهج لا بد أن نضع أمامنا تصورا
واضحا ودقيقا له، ويكون ذلك قبل أن نبدأ في التنفيذ .
دفتر التحضير
من الضروري أن يقوم المعلم بتدوين خطة الدرس اليومية في مذكرة خاصة، يستعين بها في ترتيب
خطوات الدرس وتنظيم أنشطته؛ سواء كان ذلك المعلم ذا باع طويل في التدرٌيس أو كان مبتدئًا، على أن
الفرق بينهما هو أن المبتدئ يفضل أن تكون مذكرته طويلة بالقدر الكافي بحيث تتضمن الأنشطة التي
سيقوم بها داخل الفصل، وكل ما هو متعلق بموضوع الدرس من وسائل وأساليب تقويم وأسئلة سويتم
طرحها على المتعلمين.. وبمعنى أعم، تكون مفصلة تفصيلا يساعده على تنفيذ درسه بنجاح.. أما المعلم
الخبير فلا بأس أن تكون مذكرته قصيرة إلى حد ما، على أنه يجب أن تتضمن العناصر الضرورية التي
يجب أن تتوافر في خطة الدرس. إن أفضل أساليب التحضير هو أن يكون للمعلم دفتر خاص يسجل فيه
كل ما يتعلق بالعمل وفي ذلك محافظة على جهده ووقته.. وهنا لا بد أن نفرق بين أمران؛ بين معلم يظن
أنه قادر على الإعداد للدرس دون الحاجة إلى دفتر يساعده؛ وبين آخر يظن أن التحضير هو مجرد دفتر
أنيق يعرضه على الموجه الفني أو مدير المدرسة فيعجب به.. ومن الجلي أن الاعتماد على أحد الاسلوبين
لا يكفي؛ فالتحضير الجيد يعني أن يعد المعلم درسه إعدادا جيدا في ذهنه، وأن يقوم بتسجيل ذلك الإعداد
في دفتر، وبصورة واضحة ومنظمة. ويمكن ـ مستقبلاً ـ الرجوع إلى دفتر التحضير حين نستفيد من
التجربة التي اتبعناها؛ حتى لا نكرر العمل ونعيده من جديد في كل مرة.. وهذا لا يعني أن هذا الدفتر لا
يطرأ عليه تعديل أو تطوير، بل يعني أن الدفتر القديم يمكن أن يكون أساسا ننطلق منه، ونضيف إليه ما
يستجد من خبرات وتجارب ومعارف. يحدد المعلم بوضوح في دفتر التحضٌر العمل الذي سيقوم بتنفيذه
في الحصة؛ فالمهارات التي سٌيدرب عليها محددة، والعناصر التي سيقدمها معروفة لديه.. كما يحتوي
الدفتر على الواجبات المنزلية والتي سيكلف بها المتعلمون، ومن المستحسن أن يتضمن أيضا مواد إضافية يلجأ
إليها عند الضرورة. ومن الأفضل أن يسجل المعلم في دفتره أسماء المتعلمين، مع وصف موجز لحالتهم
الاجتماعية، ومستوياتهم اللغوية والثقافية؛ حتى يعرف المعلم مستوى كل منهم فيحدد ما يحتاج إلى عمل
خاص منهم.
أهمية تخطيط الدروس
1 . جعل عملية التدريس متقنة الأدوار وفق خطوات محددة ومنظمة ومترابطة الأجزاء تخلو من
الارتجالية والعشوائية وتحقق الاهداف الجزئية.
2. تجنب المعلم الكثير من المواقف الطارئة المحرجة.
3 . يسهم في نمو خبرات المعلم المعرفية والمهارية.
4 . يساعد في رسم وتحديد أفضل الإجراءات المناسبة لتنفيذ الدروس وتقويمها.
5 . يعين على الاستفادة من زمن الدرس بالصورة الأمثل.
6 . يسهم في تعريف مفردات المقررات الدراسية، وتحديد جوانب القوة ونقاط الضعف فيها، وتقديم
المقترحات لتحسينها.
7 . يعين المعلم في التعرف على الأهداف العامة والخاصة، وكيفية تحقيقها.
8 . يساعد المعلم في اختيار وسيلة التعليم المناسبة، وإعدادها.
أنواع التخطيط
التخطيط السنوي وهو تخطيط عام يقوم به المعلم في بداية العام الدراسي؛ وذلك بتوزيع المقرر على
الفترة الزمنية المخصصة له طوال العام، محددا الدروس التي يتوقع أن يقوم بتدريسها في كل شهر أو في
كل أسبوع بناء على عدد الحصص المخصصة للمادة في الجدول الزمني، على أن هذا التخطيط يجب أن
يكون وفق خطة معدة حسب الأهداف العامة للمقرر.. وما يجب أن يشار إليه هنا هو أن هذا التخطيط لكي
يكون ناجحا فإنه ينبغي أن يكون مرنا.. وعلى المعلم أن يقوم بتطويره طبقا لما ستسفر عنه الخبرة العملية
في التدريس، ووفقا لما قد يطرأ من ظروف تقتضي تعديله
التخطيط اليومي وهو التخطيط الذي يعده المدرس في مذكرة خاصة لكل درس على حدة حسب الجدول
اليومي للمقرر؛ فالمعلم مهما بلغت خبرته فإنه يجب أن يقوم بهذه الخطوة المهمة؛ وأنه يدخل حصته
وهو ملم بكل شيء حول موضوع الدرس الذي سيلقيه على المتعلمين، وليس له أن يعتذر بأنه سبق أن قام
بتدريسه في الأعوام السابقة؛ فالمعلم الناجح هو الذ ي يعد لكل درس عدته كما لو كان سيدرس لأول مرة..
فقد جاء متعلمون جدد وانتقل السابقون إلى مراحل تعليمية أخرى.. وهم يختلفون أيضا في ظروفهم
واستعداداتهم وميولهم، وما بينهم من الفروق الفردية ما يدعو المعلم إلى أن يستعد لكل حالة على حدة، ثم إن
عوامل النسيان ربما تكون قد جعلته بحاجة لمراجعة مسألة ما أو معنى مفردة أو كيفية استعمال وسيلة
إيضاح، أو قضية بعينها يلفت انتباه المتعلمين إلٌها، ويجب أن يحدد أمثلته من الواقع المعاش، مستعينًا بما
يطرأ من أحداث .
خطة الوحدة الدراسية ٌمكن أن ننتقل من الخطة الشاملة إلى تحضير الدروس مباشرة، ولكن من الأفضل
أن نضع الخطة على مستوى الوحدات الدراسية أو الأقسام إذا كان الكتاب أقساما.. والوحدة تشتمل على
مجموعة من العناصر والمهارات اللغوية ، وتتكون من عدة دروس وهي في العادة تتناول موضوعا
واحدا.. وبالنسبة للوقت نحدد زمن الحصة، ثم نوزع زمن الوحدة على بقية الحصص .
أسس وضع خطة الدرس الجيدة
1 . الأعمال اليومية العادية: من حصر للغياب، وملاحظة للمقاعد، وإضاءة وتهوية.
2 . مراجعة الدرس السابق: عن طريق الأسئلة مثلاً؛ حتى ٌتم الربط بٌين ما سبقت دراسته وما سيتم
تدريسه.
3 . التمهيد للدرس الجديد.
درس الجديد، واستخدام طرق متعددة وأساليب متنوعة في ذلك، فضلا عن تقديم المعينات التي تساعد
في إيصال الدرس إلى المتعلمين واستمتاعهم به.
4 . مراجعة الدرس.
5 . إتاحة الفرصة للمتعلمين لتقديم الأسئلة المتعلقة بالدرس.
6 . تقويم أداء المتعلمين.
7 . تحديد الواجبات المنزلية.
8 . الأنشطة والمواد الإضافية.
سؤال وجواب
س : 1- هل يجب إعداد الدرس في دفتر التحضير، خاصة بعد التفكير فيه والاستعداد له على النحو السابق؟
أو بصيغة أخرى: ألا يكفً في ذهنه بدلا أن نشق عليه بالكتابة؟
الإجابة :نعم من المهم والضروري أن يكتب المعلم مذكرة عن درسه في دفتر التحضير، بغض النظر عن
طول هذه المذكرة أو قصرها؛ وذلك للأسباب أو الأهداف الأتية .
1 . إن الالتزام بكتابة هذه المذكرة من شأنه أن يحث المعلم على التفكير في الدرس؛ إذ لا يمكنه أن يكتب
مذكرة عن شيء ٌجهله؛ وهذا في حد ذاته مكسب مهم.
2 . إن هذه المذكرة ستجعل التفكٌر في الدرس والاستعداد له منظما؛ وذلك أن المعلم أو المُحاضر عندما
تكون في ذهنه جملة من الأفكار حول موضوع بعينه فإنها لا تكون في الغالب منتظمة ولا مُرتبة؛ فإذا
دو نها تصبح أكثر تنظيما ودقة وتحديداً.
3 . ستكون هذه المذكرة كسجل للمعلم يعرف هو وغيره منها ما قام بتدريسه من موضوعات المنهج،
وفي أي وقت.
4 ً . ستكون هذه المذكرة بمثابة مرآة تعكس جهده ونشاطه وطريقة تدريسه، وبدونها لايدري أحد شيئا
عن طبيعة ما يبذله المعلم داخل الفصل إلا إذا زاره من يرغب في معرفة ذلك.
س :2- أتكون هذه المذكرة طويلة أم قصيرة؟
وفي الإجابة عن ھذا السؤال ننصح المعلم المبتدئ أو من یعد نفسه لیكون معلما أن یسھب في مذكرة
إعداد دروسه بحیث تتضمن نموذجا لأنواع الأنشطة التي خطط للقیام بھا في الفصل؛ وذلك حتى یدرب
نفسه من ناحیة، ویوجه بھا غیره إذا قرأھا؛ فتتضمن المقدمة أو التمھید لمعرفة ما إذا كان متصلا
بموضوع الدرس أو لا، وبعض الأسئلة لمعرفة مدى ما علیه من دقة وإحكام وإيصال للھدف.. ومع ذلك
فلا تكون ھذه المذكرة من الطول بحیث تشمل كل شيء وإنما تكفي نماذج لھا فقط. أما المعلم ذو الخبرة
المعقولة في مھنته یفضل أن تكون مذكرته قصیرة نوعا ما، ولكن لا تبلغ من القصر أن تصبح سطرا
واحدا مثلا؛ كأن یكتب “تلاوة بعض آیات من أول سورة البقرة” وإنما تتضمن أھم خطوات الدرس، وأھم
الأنشطة المتضمنة في كل خطوة .
ويمكن للمعلم أن يعود للتحضير في العام السابق عند تمكنه من المادة ويمكن أن يغير فيه ما يناسب وفي حالة تغير
المنهج عليه أن يحضر من جديد وبشكل عام التحضير الواضح يدل على نجاح المعلم وهو صورة لابداعه .