استراتيجيات التدريس في التعلم النشط
تحفيز الطلاب والتلاميذ وجعلهم فاعلين في العملية التعليمية أمر جعل العديد من الفاعلين التربويين يبحثون عن أنسب الاستراتيجيات لجعل المتعلم في صلب العلمية التعليمية التعلمية، وذلك بالعمل على تطوير أساليب التدريس بجعلها أكثر كفاءة وأكثر فاعلية، عكس النظرية التقليدية في التدريس التي تجعل من المتعلم متلقياً سلبياً، يحفظ ما يتلقاه من معلمه.
ولتجاوز هذه الإشكالية المتعلقة بالتدريس التقليدي اجتهد المنظرون والفاعلون في ميدان التربية والتعليم في وضع استراتيجيات وطرق جديدة في في التعليم أكثر كفاءة وفاعلية، ومن بين هذه الإستراتيجيات، استراتيجية التعلم النشط والذي سنحاول الإحاطة بها في هذا المقال المبسط.
تعريف استراتيجية التعلم النشط
للتعلم النشط تعريفين أساسين؛ الأول فلسفي والثاني إجرائي:
يعرف التعلم النشط (التعريف الفلسفي) على أنه فلسفة تربوية تهدف إلى تفعيل دور المتعلم بشكل إيجابي في العملية التعليمية التعلمية، واعتماد التعلم الذاتي في الحصول على المعلومة، واكتساب المهارات الأساسية من خلال البحث والتجريب.
وفي تعريف آخر (التعريف الإجرائي) فالتعلم النشط هو أسلوب تعَلمي تعْليمي في نفس الوقت، حيث يكون بمشاركة المتعلمين الفعالة في تدريس المادة أو الدرس أو نشاط معين من خلال الحوار البناء والإصغاء الإيجابي، وتحليل القضايا في شكل جماعي داخل بيئة تعليمية غنية، فيما دور الأستاذ يتمثل في الإشراف وتشجيع ومساعدة المتعلمين باستمرار على تحقيق أهداف الدرس أو المادة.
كما تجدر الإشارة إلى أن العديد من الباحثين في مجال التربية عرفوا مفهوم التعلم النشط وأبرزهم الباحث لورنزن الذي عرفه على أنه وسيلة من الوسائل التعليمية التي تساعد على تعزيز مشاركة المتعلمين والطلاب بشكل فعال داخل الفصل الدراسي، وبالتالي لإنجاز المهام المتعلقة بالدرس أو المادة مع الزملاء دون تدخل المعلم بشكل مباشر، والابتعاد عن الطريقة التقليدية التي تعتمد على كتابة الملاحظات والخلاصات فقط.
أهداف استراتيجية التعلم النشط
لاستراتيجية التعلم النشط مجموعة من الأهداف الأساسية:
- تحفيز وتشجيع المتعلمين على اكتساب مهارات جديدة للتفكير تساعدهم على حل المشكلات التي تعترضهم.
- التعلم النشط يساعد المتعلمين على اكتساب مهارات التواصل والحوار والمناقشة وتحفيز الإبداع.
- تنمية الدافع الداخلي على التعلم الذاتي، ومساعدتهم على ممارسة كافة الأنشطة الصفية المناسبة لهم.
- تعزيز الثقة بالنفس لدى المتعلمين.
- اكتشاف ميول المتعلمين ومهاراتهم الخاصة في الحصول على المعارف المختلفة.
تتعدد الاستراتيجيات المتبعة في التعلم النشط خلال العملية التعليمية والتدريسية في البيئة التعليمية، سنأخذ منها أربع استراتيجيات وتتمثل من خلال ما يلي:
أولا ًاستراتيجية الحوار والمناقشة:
تعرف بأنها عبارة عن طريقة حوار منظم، تعتمد على تبادل الآراء والخبرات بين الأشخاص المتعلمين داخل البيئة الصفية، فهذه الطريقة تهدف إلى تنمية وتطوير مهارات التفكير عند الأشخاص المتعلمين عن طريق الأدلة التي يقوم الشخص المتعلم على عرضها وتقديمها من أجل العمل على دعم الاستجابة خلال عملية المناقشة.
ما هي مميزات استراتيجية الحوار والمناقشة؟ من الأمور التي تقوم على تمييز هذا النوع من الاستراتيجيات المستخدمة في التعلم النشط في التدريس التربوي ما يلي:
- تقوم على دعم وتعميق فهم واستيعاب الأشخاص المتعلمين للمادة الدراسية العلمية.
- تعمل على رفع المشاركة الفاعلة للأشخاص المتعلمين في المواقف التعليمية.
- تعمل على رفع مستوى ثقة الشخص المتعلم بنفسه.
- تعمل على تقديم تغذية راجعة بشكل مباشر للأشخاص المتعلمين عن تأديتهم للمهام.
- تفتح للأشخاص المتعلمين المجال من أجل القيام على تطبيق مهارات التفكير والإنصات.
- تقوم على تنمية وتطوير روح التعاون بين الطلاب وذلك يؤدي إلى منع الملل.
- تساعد المدرس في مراعاة الاختلافات الفردية بين الأشخاص المتعلمين.
- تكسب الشخص التعلم مجموعة عديدة من المهارات.
- تفتح المجال للأشخاص المتعلمين من أجل التعبير عن وجهات نظرهم وآرائهم.
- تتيح المجال من أجل تبادل الأفكار من خلال عملية الشرح والتعليق.
- تفتح قنوات جديدة من أجل الاتصال داخل البيئة الصفية.
- تفتح المجال من أجل إثارة الأفكار الإبداعية.
ثانياً استراتيجية العصف الذهني:
هي عبارة عن خطة تدريسية تقوم على إثارة أفكار الأشخاص المتعلمين وتفاعلهم، من خلال الخلفيات العلمية التي يملكونها، بحيث يعمل كل شخص من الأشخاص المتعلمين كعامل مساعد ومنشط لمجموعة من أفكار الآخرين، خلال إعداد الطلاب لقراءة أو مناقشة موضوع محدد، بوجود الشخص الموجه والمرشد للتفكير وهو المدرس.
ما هي أهمية استراتيجية العصف الذهني؟ لهذا النوع من الاستراتيجيات المستخدمة في العملية التعليمية في التدريس التربوي مجموعة من الأمور الهامة التي تقوم بها وتتمثل من خلال ما يلي:
1- أنها تقوم على تنمية الحلول الإبداعية والمبتكرة للقضايا والعقبات.
2- تساعد الأشخاص المتعلمين على الإبداع والابتكار.
3- تقوم على إثارة اهتمام وعناية الأشخاص المتعلمين في المواقف التعليمية.
4- تعمل على تطوير وتنمية مفهوم الذات والثقة بالنفس لدى الأشخاص المتعلمين
5- تقوم على التأكيد على المفاهيم الرئيسية في الدرس.
6- تعيين مقدار فهم واستيعاب الأشخاص المتعلمين للمفاهيم.
7- تحديد استعداد الأشخاص المتعلمين من أجل التحول إلى نقاط عميقة بشكل أكثر.
ثالثاً استراتيجية حل المشكلات:
تُعد مهارة مواجهة والتصدي للمشكلات والعمل على حلها من المهارات الرئيسية التي يجب أن يقوم الشخص المتعلم بتعلمها من أجل أن يقوم بمواجهة التحديات والمشكلات المستقبلية.
ما هي مميزات استخدام استراتيجية حل المشكلات؟ من الأمور التي تميز هذا النوع من الاستراتيجيات المستخدمة في العملية التعليمية والتدريسية في التدريس التربوي ما يلي:
- تعمل على توفير الأحوال المناسبة من أجل جعل الشخص المتعلم يكتشفها من تلقاء نفسه، بدل من الاعتماد على الغير فيكون منتج وليس مستهلك.
- تؤكد على أن العمليات هي عبارة عن هدف للعملية التعليمية بدلاً من مجرد المعرفة.
- تؤكد على نوع الأسئلة المنشطة لعملية التفكير.
- تعمل على تقوية روابط المحبة بين المعلم والطلاب.
- تعمل على تحقيق شخصية الشخص المتعلم، بحيث يكون أكثر قدرة على قبول الخبرات والتجارب الجديدة.
ما هي خطوات حل المشكلة؟
1- العمل على تعيين وتحديد المشكلة التي يود العمل على حلها.
2- يقوم بجمع البيانات الضرورية عن المشكلة.
3- العمل على إيجاد واقتراح حلول للمشكلة.
4- العمل على مناقشة الحلول المقترحة.
- الاستنتاج للتوصل إلى الحل المناسب للمشكلة.
- تنفيذ وتطبيق الاستنتاجات على مواقف مشكلة جديدة.
رابعاً استراتيجية الاكتشاف:
ويقصد بها وصول الأشخاص المتعلمين إلى المعلومة من تلقاء أنفسهم، بالاعتماد على الجهد الذي يبذلونه وتفكيرهم، فهي من أهم الاستراتيجيات التي تقوم على تنمية التفكير
الأهداف العامة للاكتشاف
• تساعد دروس الاكتشاف الطلبة على زيادة قدراتهم على تحليل وتركيب وتقويم المعلومات بطريقة عقلانية 1-
• 2- يتعلم الطلبة من خلال اندماجهم في دروس الاكتشاف بعض الطرق والانشطة الضرورية للكشف عن اشاء جديدة بأنفسهم .
. 3- تنمي لدى الطلبة اتجاهات واستراتيجيات في حل المشكلات والبحث
• الميل الى المهام التعليمية والشعور بالمتعة وتحقيق الذات عند الوصول الى اكتشاف ما 4-
ما هي أقسام استراتيجية التعلم بالاكتشاف؟ ينقسم التعلم بالاكتشاف في التدريس التربوي إلى نوعين وتتمثل هذه الأنواع من خلال ما يلي:
أنواع التعلم بالاكتشاف
هناك عدة طرق تدريسية لهذا النوع من التعلم بحسب مقدار التوجيه الذي يقدمه المعلم للطلاب وهي :
أولاً : الاكتشاف الموجه :
وفيه يزوّد المتعلمين بتعليمات تكفي لضمان حصولهم على خبرة قيمة ، وذلك يضمن نجاحهم في استخدام قدراتهم العقلية لاكتشاف المفاهيم والمبادئ العلمية ، ويشترط أن يدرك المتعلمون الغرض من كل خطوة من خطوات الاكتشاف ويناسب هذا الأسلوب تلاميذ المرحلة التأسيسية ويمثل أسلوبا تعليميا يسمح للتلاميذ بتطوير معرفتهم من خلال خبرات عملية مباشرة .
ثانياً : الاكتشاف شبه الموجه :
وفيه يقدم المعلم المشكلة للمتعلمين ومعها بعض التوجيهات العامة بحيث لا يقيده ولا يحرمه من فرص النشاط العملي والعقلي ، ويعطي المتعلمين بعض التوجيهات .
ثالثاً : الاكتشاف الحر :
وهو أرقى أنواع الاكتشاف ، ولا يجوز أن يخوض به المتعلمين إلا بعد أن يكونوا قد مارسوا النوعين السابقين ، وفيه يواجه المتعلمون بمشكلة محددة ، ثم يطلب منهم الوصول إلى حل لها ويترك لهم حرية صياغة الفروض وتصميم التجارب وتنفيذها .
عناصر التعلم النشط
هناك مجموعة من العناصر الأساسية في التعلم النشط وهي:
1- القراءة: يتعلم التلاميذ جيدا بواسطة القراءة لكنهم يفتقرون إلى تلقي تعليمات للقراءة الفعالة، والتي يمكن تطبيقها من خلال تمارين للقراءة الفعالة، حيث يمكن تطويرها من خلال تمارين التعلم النشط لتحسين عملية فهم النصوص المقروءة.
2- الكتابة: هي من الوسائل المهمة التي تساعد المتعلمين على تلخيص المعلومات بطريقتهم الخاصة.
3- الاستماع والمناقشة: يكون الاستماع مفيداً للمتعلم عندما يتمكن من ربط المعلومات التي يتلقاها بالمعلومات التي يعرفها سابقاً، ويعد التحدث والمناقشة والشرح للمتعلمين الآخرين من العناصر التي تجعل كل متعلم يستعيد وينظم معرفته عند إجابته لسؤال ما.
4- التأمل: يمنح الأستاذ للمتعلمين فترة للتأمل في آخر الحصة وقبل البدء بالحصة التي تليها من الأمور المهمة التي تساعد على ربط المعلومات الجديدة التي تم شرحها خلال الحصة بالمعارف التي يملكونها سابقا.
5-طرح الأسئلة: يجب على المعلم أن يطرح الأسئلة بأسلوب يستدعي مهارات التحليل والتقييم والابتكار لدى المتعلمين، مما يؤدي إلى التفكير النقدي لديهم.
6-التقييم الذاتي: يساهم تشجيج الأستاذ المتعلمين على تقييم أنفسهم، في مساعدتهم على معرفة نقاط الضعف لديهم، وتحديد أهدافهم التي يحتاجونها للاستفادة القصوى مما يتم شرحه.
دور كل من المعلم والمتعلم في التعلم النشط
أ- دور المعلم
– دور الأستاذ في التعلم النشط هو دور تحفيزي توجيهي وميسر للتعلم.
– طرح الأسئلة المناسبة المحفزة على التفكير.
– تنويع طرق التدريس وتقنيات التنشيط التربوي داخل الفصل الدراسي.
– تصميم المواقف التعليمية المحفزة والمشوقة.
– تشجيع المتعلمين وتحفيزهم.
ب- دور المتعلم:
– المبادرة والتفاعل ومناقشة الفكرة.
– شغف البحث عن المعلومة ومن مصادر مختلفة.
– يقيم ذاته وزملائه في الصف الدراسي.
– التعاون مع الزملاء والعمل في مجموعات.
– المشاركة في تخطيط الدروس وتنفيذها.
العوائق التي تعترض التعلم النشط
مما لا شك فيه أن استراتيجية التعلم النشط، استراتيجية مهمة كونها تجعل المتعلم في قلب العملية التعليمية التعلمية، لكن بالنظر إلى حال ووضعية التعليم في الوطن العربي، فإنه توجد مجموعة من العوائق تكبح الأستاذ من العمل بهذه الاستراتيجية:
– الاكتظاظ داخل الأقسام الدراسية.
– عدم مسايرة المناهج الدراسية لمبدأ التعلم النشط، حيث تركز المناهج على مبدأ التلقين، عوض الاهتمام بالقدرة على التحليل والتركيب وتنمية المهارات العقلية لدى المتعلم.
– عدم قدرة بعض أو معظم المتعلمين على استعمال مهارة التفكير العليا.
– قصر المدة المخصصة للحصة الدراسية.
– الشغب وعدم الانضباط داخل الفصل الدراسي.
– عدم استعداد الأساتذة لتجريب الجديد والعمل به.
– عدم توفر الأدوات والتجهيزات المناسبة.
المصادر :
– د. رشيد التلواتي، ما هو التعلم النشط: أهميته – أسسه – استراتيجيته – ايجابياته، موقع تعليم جديد
مفهوم التعلم النشط وأهم استراتيجياته، موقع محتوى-
آلاء جابر، مفهوم التعلم النشط واستراتيجياته، موقع موضوع