تقنيات في مجال التعليم في عام 2022

نصائح للتعلم والتعليم

إذا كنت تبحث عن كل ما هو جديد وتقني في مجال التعليم وطرقه الحديثة. فهذا المقال سيقدم لك شرحاً وافياً عن أبرز صيحات تقنيات التعليم وأكثرها تطوراً والتي فرضتها التقلبات والتغيرات نتيحة جائحة كورونا التي ألمت بالعام الفائت 2020، والذي اعتبر عاماً استثنائياً على مستوى دول العالم أجمع.
ترى ما هي أهم التوجهات التي ستطال مجال التعليم في عامنا هذا؟ وكيف سيتم تطبيقها من قبل المدرسين والطلاب؟
إذا دفعكم الفضول لمعرفة الإجابة على تساؤلاتنا هذه، فتابعوا مقالنا اليوم حتى النهاية.

اهم تقنيات التعليم 2022

أهم تقنيات التعليم لعام 2022

مع التطور الحاصل على مختلف المستويات التعليمية والتقنية، والتي نعيشها في عالمنا اليوم؛ كان التوجه في المجال التعليمي باتباع عدة طرق تكنولوجية حديثة لتواكب كل ما هو جديد وعصري.
سنذكرها تباعًا وهي:

تقنية النانو في التعليم

بداية سنتعرف على مصطلح التعلم النانوي : فهو نمط وتقنية في التعليم تمتاز بصغر حجمها؛ حيث يقوم بإعطاء الطالب المعلومات على دفعات صغيرة الحجم، وبمدةٍ زمنية قصيرة. إنه من الحلول الجيدة في زماننا هذا؛ فنحن نعيش في عصر المعلومات المتسارعة التي أدت إلى ضعفٍ في مستوى الانتباه. الأمر الذي لاحظه المدرسون مع طلابهم وكيف أنّهم يعانون من قلة التركيز والانتباه ضمن الصف.
تزداد هذه الملاحظة يوماً بعد يوم، فعقولهم ممتلئةٌ بكلّ ما يلهي عن معلومات الكتب المدرسية الضخمة والمملة نوعاً ما. بالإضافة إلى ارتفاع هرمون الإجهاد (الكورتيزول) لديهم نتيجةً لذلك. إنها مشكلةٌ حقيقية ويجب إيجاد الحل المناسب لها.
من هنا أتت فكرة الاستفادة من التعلم النانوي واعتباره نمطاً دراسياً يستهدف عقول الطلاب ويزوّدهم بكل ما يلزم من معلوماتٍ وأفكار بصورةٍ مجزّأة ومصغّرة.
وبالتأكيد هذا الأمر سيجذب انتباههم وتركيزهم ويقوي الرغبة لديهم في التحصيل التعليمي.

تعلم تقنية النانو في الصف الدراسي يحتاج إلى أربعة أمور مهمة وهي:

1. معرفة الأشياء التي يحتاجها الطلاب.
2. تحديد الأهداف والغاية من التعلم.
3. اختيار المحتوى المناسب الخاص بكل طالب، مثل: تطبيقاتٍ معينة، مقاطع فيديو.
4. الاختصار في مدة تطبيق التعلم النانوي قدر الإمكان، بحدود 2 – 5 دقائق.

التعليم عبر تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز

نسمع بين الحين والآخر مصطلحاتٍ جديدة لم نألفها من قبل، ولكنها تأخذ صدىً كبيراً في الأخبار التقنيّة والتكنولوجيّة ومنها: مصطلح الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) كأحد أهم تقنيات التعليم الحديثة.

في الحقيقة يتركّز عمل الواقع الافتراضي والواقع المعزّز على خلق صورةٍ ما أو مشهدٍ حول موضوعٍ معيّن، لكنّه غير ماديٍ لا يمكن لمسه باليد، وإنما يمكن إدراكه بشكل حسيّ عبر مجموعةٍ من المؤثرات الصوتية والبصرية.

ما الذي يتطلبه الواقع الافتراضي والواقع المعزز داخل الصف؟

تعتبر هذه الطريقة من الوسائل الحديثة التي يمكن للطلاب تنفيذها وتساعدهم على خلق مشاهد قريبةٍ من الحقيقة والواقع بشكلٍ كبير.
كل ما يحتاجه المعلم لتطبيق هذا الأمر، هو شاشةٌ رقميّة وكاميرا بالإضافة إلى سماعات الرأس؛ حيث تقوم الشاشة الرقمية بعرض الصور والأحداث بشكلٍ متسلسل، مما يمكّن الطلاب من معايشة المشاهد التي توفرها لهم التقنيات الرقمية وكأنها ماثلةٌ أمامهم في اللحظة ذاتها.

كمثالٍ على ذلك: يمكن للطلاب رؤية دب الباندا وكأنه بجانبهم عل مقعد الدراسة، وهذا يبعث على النشاط والتحفيز ضمن الصف والتفاعل الإيجابي مع الحصص الدرسية.

دمج الواقع الافتراضي والواقع المعزز ضمن الفصل الدراسي

للحصول على النتيجة المرجوة من ذلك يجب اتباع الخطوات التالية:

 الرحلات الميدانية الافتراضية: وهي مفيدةٌ في دروس الرسم والجغرافية والتاريخ، حيث يمكن للطلاب القيام بجولة حول أفضل المعارض والمتاحف والمدن في العالم خارج حدود جدران الصف وذلك من خلال الواقع الافتراضي.

 الوظائف الافتراضية: يقدم الواقع الافتراضي مجالا للطلاب لكي يتعرفوا على حزمة من الوظائف والتي تأخذهم إلى مكان آخر، الأمر الذي يكسبهم خبرة مباشرة من خلال القيام بوظائف مختلفة.

• التدريب ذو التقنية العالية: له دور كبير وهام بالنسبة للطلاب الذين لديهم الرغبة في ممارسة مهنة ما، كالطب أو الجيش. فيقوم الواقع الافتراضي والمعزز بتوفير تدريب واقعي على الحياة العملية، حيث يمكن للطالب مثلاً أن يشاهد تشريح جسم الإنسان من الداخل إلى الخارج وكأنه حاضر في العملية.

• الانخراط في اللغة: لتعلم اللغات يجب معايشتها عن قرب، لذلك يعتبر الواقع الافتراضي مكاناً مناسباً يمكن الطلاب من الاندماج في تعلم اللغات الأجنبية بشكل صوت وصورة.

التعليم القائم على المشاريع
التعليم القائم على المشاريع

التعليم القائم على المشاريع

يعتبر هذا النوع من التعليم بديلاً عن أسلوب التحفيظ والتلقين، والصفوف المدرسية التقليدية. تعمّق هذه الطريقة الإدراك والتركيز لدى الطلاب وتقوّي مهاراتهم الكتابية والإبداعية من خلال التواصل بينهم وبين المعلم.

يعتمد هذا التعليم على المشاريع العملية، فيعمل على إشراك الطلاب واندماجهم في ورشات ومشاريع عملية وواقعية، كما أنّه يكسب الطلاب الخبرة والمهارة والإبداع أيضاً من خلال الممارسة والبحث لإيجاد الأجوبة الصحيحة التي تخدم مشاريعهم أو حلقة البحث التي يعدونها.

من الأفكار التي يمكن للطلاب القيام بإعداد مشروع عنها نذكر:

• البحث عن حلول لمشكلة بيئية ما.

• الحديث عن مصادر للطاقة البديلة.

• حلقة بحث عن التصوير الفوتوغرافي أو التصوير الضوئي.

• إعطاء الرأي حول المناقشات العامية والشعبية.

كيفية تطبيق التعليم القائم على المشاريع في الصف المدرسي.

يتم ذلك من خلال:

1. وضع الطلاب في مجموعاتٍ، تتكوّن كلٌّ منها من 4 أو 5 طلاب.

2. يطلب المعلم منهم طرح بعض الأفكار لمشروعهم.

3. على المعلم وضع الملاحظات حول ما يتم تداوله ضمن الصف والتركيز على الأهم.

4. يطلب المعلم من الطلاب البحث في مجال مشروعهم الخاص مع بعضهم البعض.

5. يطلب منهم إعداد عرضٍ تقديمي رقمي ليتمكنوا من التدرّب على استخدام التكنولوجيا والتصاميم.

6. في النهاية، يقوم الطلاب بتقديم مشروعهم أمام بقية الصف للمناقشة والرد على التساؤلات والتعليقات.

التعليم التجريبي

التعليم التجريبي

يعبّر عن التعليم التجريبي بأنّه طريقة التعلّم من خلال العمل والتجربة التي يبني الطلاب من خلالها تأمّلاتهم وخبراتهم وحتى تعميق مهاراتهم.

في أغلب المدارس حول العالم يتم الاعتماد على هذا النمط من التعليم كأهم تقنيات التعليم حالياً، الذي يأخذ بعين الاعتبار عمر الطلاب الحقيقي بغية تقديم التجارب المباشرة التي يحتاجونها في حياتهم الدراسية والعملية.

من المتوقع في العام 2022 أن تنتقل أغلب التجارب عبر الإنترنت، حتى تلك التي تطبق خارج الصف، كزيارة حديقة الحيوان أو الجولات في المتاحف والمعارض.

لنتعرف معاً على الأنشطة الخاصة بالتعليم التجريبي التي تتوفر عبر الإنترنت وهي:

التدريبات التعاونية من خلال تقديم موضوع ما قد يكون وهمياً ولكنّه يتطلب النقاش والتفكير. يكون المطلوب من الطلاب إعطاء الحلول المناسبة والأفكار المبتكرة.
لعب الأدوار، تشجع هذه الفكرة الطلاب على تمثيل مشاهد وحبكات متنوعة. يمكن لهذه الطريقة أن تجعل الطالب يتصور كيف ستكون النتيجة بعد التجربة.

العمل الميداني الذي يوكل إلى الطلاب لجمع البيانات عبر الإنترنت من خلال الاستطلاعات والاستبيانات ومن ثم تقديمها أمام الصف.

التعليم عبر الإنترنت

استخدام الإنترنت في التعليم هو الاتجاه الأكثر رواجاً لعام 2022، بالرغم من أنه تم التعامل به بدافع الضرورة في عام 2020، فقد كانت فترة الحجر المنزلي التي فرضها وباء Covid19 والذي ألم بالعالم أجمع؛ فرصةً لتطبيق هذه التقنية من التعليم. أغلقت المدارس أبوابها واضطرت لاتباع أنماطٍ تدريسية لتبقي الطلاب على تواصل مع العملية التعليمية.

في عام 2019، دخلت Pearson البريطانية في شراكة مع مدرسة هارو Harro School. كان الهدف من ذلك إمكانية إيصال تعليمهم للأطفال ذوي المستوى العالي في أي مكانٍ في العالم، أولئك الذين يرغبون في الحصول على مستوياتٍ مدرسيّةٍ بريطانيةٍ مرموقةٍ وعالية الجودة وعبر الإنترنت.

بالطبع، سيشهد العام  2021-2022 افتتاح المزيد من المدارس عبر الإنترنت بعد نجاح تجربة Pearson. وسنرى المزيد من المدارس التي تدمج التعليم الإلكتروني في عروضها الأساسية لتوسع نطاقها ووجودها التعليمي.

ختاماً، سنبقى بانتظار آخر التطورات التي ستحملها لنا شهور هذا العام والمسارات الأخرى التي قد تفتح أمام الطلاب أبواباً جديدة ليتابعوا تعليمهم بطريقةٍ متطورةٍ ومتقدمة تناسب متطلبات العصر الراهن.

التحديات :

 ظهور تقنيات جديدة قد تستوجب تعلم لغات جديدة.

أصبحت المجالات العلمية تتميز بالعديد من المفاهيم والأفكار التي أصبح استخدامها ضروريا في العمليات التعليمية والمهنية، وهذا يعود إلى التطور التكنولوجي الحديث الذي يساهم في عمليات تحسين المخرجات التعليمية، وجودة العملية التعليمية، حيث إن عملية التعليم يتدخل فيها عناصر متعددة مثل: المدخلات، والعمليات، والمخرجات، وهنا يظهر دور التكنولوجيا في العمل على ربطها، والجمع بينها في عمليات متكاملة ومنظمة. “وعليه وجب العمل على تطوير التعليم الذي يركز على ثلاثة محاور رئيسية تتمثل في:

 توسيع قاعدة المشاركة المجتمعية، تحقيق مبدأ الجودة الشاملة في التعليم، استكمال البنية الأساسية للمعرفة، وذلك من خلال وضع معاير لقياس منتج التعليم”

عند الحديث عن تكنولوجيا التعليم نجد أنها عبارة عن حلقات مرتبطة مع بعضها البعض، ويكمل كل جزء منها الآخر من حيث الاستراتيجيات فمثلا: التعليم التعاوني، التعليم النشط، التعليم الذاتي، الفصل المقلوب تجد أنها لا تكمل دون ربطها بالمجالات الأخرى مثل: الاتصال، والشبكات، أو المجال الإداري، أو الترفيهي وغيرها من المجالات المتنوعة ذات العلاقة.

كما أن لنظريات التعلم دورًا فعالًا في عملية التعليم، لأن لكل نظرية طرق وقواعد تحدد طريقة وضع استراتيجية التعليم التي تتكون من مجموعة أنشطة وإجراءات لتحقق أهدافًا معينة في وقت معين .. النظرية البنائية، تسعى إلى التطوير والارتقاء بمستوى تفكير الطلاب وقيمهم واتجاهاتهم، ولا تعمل على نقل المعارف فقط. وتعرف النظرية البنائية بأنها: ” نظرية تقوم على اعتبار أن التعلم لا يتم عن طريق النقل الآلي للمعرفة من المعلم إلى المتعلم، وإنما عن طريق بناء المتعلم معنى لما يتعلمه بنفسه، بناء على خبراته ومعرفته السابقة”.

محمد بركات

error

يمكنك متابعتنا ووضع لايك .. ليصلك كل جديد