التعلم السريع فكرة رائعة يركزعلى النتائج التي يتم تحقيقها وليس الوسائل التي يتم استخدامها، فإذا أردت أن تمارس التعلم السريع لا تربط نفسك بأي من الوسائل والتقنيات، فقط أبق عينك مفتوحة على النتائج التي يجب أن تصل إليها، وبذلك تستطيع من خلال عملية التعلم أن تنوع وتزيد من الوسائل والتقنيات التي تستخدمها للوصول إلى الهدف.
فالتعلم السريع يهتم بجعل التعلم تجربة تشمل كامل الجسد والفكر من خلال تغذية الذكاء البشري بأشكاله المتعددة، العقلاني والعاطفي والجسدي والاجتماعي والفطري والإبداعي والروحي والأخلاقي وغيرها وذلك على كافة المستويات، لاستعادة فاعلية العملية التعليمية .
خصائص التعلم السريع:
التعلُّم من خلال القيام بالشيء.
التعلُّم من خلال التعاون مع الآخرين.
التعلُّم من خلال انغماس المتعلُّم كلياً (الجسد والرأس(.
التعلُّم الغني التنوّع والذي يلائم أنماط المتعلمين الشخصية.
التعلُّم الذي يؤكد على أن دور المتعلم في خلق المعرفة القابلة للتطبيق.
التعلُّم المرح.
التعلُّم ذو النتائج الثابتة والمتينة
التعلُّم المُعتمد على أحدث الأبحاث في كيفية تعلُّم البشر بشكل أفضل .
فوائد التعلم السريع
يوقد مخيلته الإبداعية.
يجعله فعالا في التعلم.
يسرع ويعزز التعلم لديه.
يوفر الجهد والمال أثناء عملية التعلم.
كيف ظهر التعلم السريع؟
التعلم السريع يمكن القول أن الثورة الحقيقية بزغت في النصف الثاني من القرن العشرين .
إن التعلّم السريع هو أحدث ما توصل إليه البحث الحديث في عالم التعليم اليوم حيث أنه:
• يعتمد على أحدث ما توصل إليه العلم في مجال دراسة الدماغ في علاقته مع ميكانيزمات التعلم.
• يمتلك القدرة على توظيف أحدث الوسائل التكنولوجية والبسيطة كذلك.
• منفتح ومرن.
• يضمن مشاركة المتعلمين الفعالة في العملية التعليمية.
• ينسجم مع جميع الأساليب التعليمية.
• يضمن الحيوية و الطابع الإنساني لعملية التعلم.
• يسعى لجعل التعلم ممتعا.
• يلتزم بإحراز النتائج الإيجابية.
لا يؤسس التعلم السريع أساليب جامدة، بل يترك المجال واسعا للمرونة وفقا للمؤسسة التي يتم فيها التعلم، والمادة التي يتم تعليمها، والمتعلمين أنفسهم. لذلك فإن كثيرا من المدرسين حول العالم تزداد قناعتهم بفوائد التعلم السريع لما له من مزايا عديده نذكر منها:
• تصميم البرامج التعليمية بشكل أسرع.
• تحسين التعلم القابل للقياس.
• تأهيل متعلمين أكثر إبداعا وإنتاجا.
• توفير الوقت والموارد على المؤسسات التعليمية.
المبادئ التي يقوم عليها التعلم السريع:
التعلم السريع يقوم على عدة مبادئ منها:
أ- البيئة الإيجابية:
وجود البيئة المريحة والمحفزة في وقت واحد يساعد الطالب على أن يتعلم بشكل أفضل وأسرع، لأن إحساسه بالكمال والأمان والاهتمام والمتعة في آن واحد هو شيء أساسي في تحسين عملية التعلم.
ب- المشاركة الفعالة من قبل المتعلم:
من أهم المبادئ التي يجب على المتعلم أن يعيها هي كون التعلم ليس رياضة نشاهدها بل هي رياضة نمارسها، فمن خلال ممارسة عملية التعلم وتحمل المسؤولية بالاعتماد على النفس في ذلك، تتم عملية التعلم بشكل أسرع وأفضل، لأن المتعلمين يتعلمون بشكل أكثر فعالية عندما يشتركون فعليا في العملية التعلمية. فسابقا، كانت المعرفة شيئا يكتسبه المتعلم بشكل سلبي، ومع التطور العلمي وبروز نظريات جديدة ساعدت على فهم أشمل وأوسع للعمليات التي يقوم بها الدماغ، تم الوصول إلى أن المعرفة هي ما يخلقه المتعلم بشكل فعال، لذلك فإن التعلم السريع يركز على المشاركة النشطة للمتعلمين وليس على المحاضرات والعروض السلبية فقط.
ج- التعاون بين المتعلمين:
البيئة التعاونية توفر تعلما أفضل للأفراد، لأن التعلم الاجتماعي يعتبر من أفضل أنواع التعلم فمن خلاله تتم عمليات كثيرة، مثل تعلم الأقران والتعلم التبادلي، والتعلم التعاوني. ففي السابق، كان التعلم التقليدي يعتمد على التنافس بين المتعلمين، بينما التعلم السريع يعتمد على التعاون فيما بينهم.
د- تنويع أساليب التعلم:
من المعروف أن المتعلمين يتعلمون بشكل أفضل عندما يستخدمون كافة حواسهم، ولا يتم ذلك إلا من خلال توفر الخيارات الواسعة من أساليب و أدوات، لأن كل متعلم لديه طريقته المفضلة التي من خلالها يستمتع بعملية التعلم، فالبرنامج التعليمي يجب أن يكون مائدة مفتوحة و متنوعة وليس طبقا موحدا يقدم لجميع المتعلمين على حد سواء.
هـ- التعلم في بيئة حقيقة:
يتعلم المتعلمون في البيئات التي تقدم لهم تجربة حقيقية و ملموسة، أكثر من تلك التي تقدم لهم المفاهيم والمهارات بشكل تجريدي، لأن ذلك يصعب عليهم عملية الفهم والتطبيق والاحتفاظ بالتعليمات. فبيئات التعلم المثالية توفر التغذية الراجعة والتفاعل و إمكانية ممارسة التعلم و تطويره في جميع المراحل.
للتعلم السريع مبادئ الأساسية في النقاط التالية:
- يعتمد على العقل والجسد كليهما.
- التعلم هو عملية خلق للمعرفة وليس استهلاكا لها.
- التعاون يساعد في التعلم.
- يحدث التعلم على مستويات عدة في الوقت ذاته.
- يأتي التعلم من ممارسة المادة عمليا.
- شحن المشاعر الايجابية تجاه التعلم.
- يقوم الدماغ بتخزين المعلومات آنيا وأوتوماتيكيا.
لذلك فالتعلم السريع يعتمد فلسفة متكاملة تربط الحياة بعملية التعلم، لأنه يعيد الطابع الإنساني لهذه الأخيرة، باعتبار أن المتعلم يستطيع من خلال هذا النوع من التعلم ممارسة تعليماته بشكل مطابق للحياة اليومية العادية. فالإنسان الذي يتعامل مع التعلم السريع كنمط حياة يتحول من وعاء يجب ملؤه، إلى نار تنتظر من يوقدها، فيتحول التعلم من عملية تلقين وصقل الى متعة وتغذية للعقل و الروح.
فكثير من البرامج التعليمية تهمل جانب المتعة أثناء التعلم، رغم أن المتعة تعتبر هي العامل الأساسي الذي يمكن من خلاله تحديد نوعية وجودة نتائج العملية التعليمية، فإكساب المتعلمين الشعور بالمتعة أثناء عملية التعلم إذن أضحت من أساسيات التعلم السريع.
التعلم السريع و التعلم التقليدي:
يتساءل الكثير عمّا يمتاز به التعلّم السريع عن التعلّم التقليدي وفيما يلي مُلخص الفروقات بين النوعين:
توظيف التعلم السريع في الفصول الدراسية:
عندما تعمل زميلي المعلّم أو المدرّب على التحضير لجعل صفك يتمثّل التعلم السريع، اجعل واحداً من أهدافك توجيه المتعلّم للتدرّب على الأشياء التي تُساعد على جعل تعلّمه فعالاً وسريعاً، لأنّه كمتعلّم ذاتيّ يجب أن يفهم لماذا تبدو عملية التعلّم صعبة وبطيئة ومتوترة.
أ- بعض التقنيات التي يمكن أن تُوصي بها المتعلّم:
حافظْ على التعلّم والتدرب على أشياء جديدة.
حسّن الذاكرة.
تعلّم بطرق متنوعة.
غذ دماغك بموقف ووجهة نظر عقلية صحية وإيجابية.
اسأل الكثير من الأسئلة، غذي فضولك فكلّ سؤالٍ جديد يُقدم فرصة لتعلّم شيء جديد.
افهم كيف تتعلّم بشكل أفضل.
أعد تعليم ما تعلّمته لغيرك فإنّه يُساعدك على الاحتفاظ أكثر بالمعلومات الجديدة.
عزّز تعلّمك باختبار ما تعلّمت.
قمْ بربط المفاهيم القديمة بالمفاهيم الجديدة لأنّ ذلك يُسهل تذكرها.
أفضل التقنيات أن تكتب وترسم ما تتعلّمه بأسلوبك الخاص كالمخططات والخرائط والجداول وغيرها…
ب- مراحل التعلّم الفعّال:
إذا لم توجد دورة التعلّم بمراحلها الأربعة جميعاً فإن التعلّم لن يكون حقيقياً و تاماً، فهذه المراحل تصلح لجميع أنواع التعلّم وهي أساسية في كلِّ زمانٍ ومكان، وهي الطريقة التي يتعلّم بها الطفل الرضيع عندما يبدأ خطواته الأولى، و المراهق عند تعلّمه لغة جديدة، والبالغ عند تعلّم العزف على آلة موسيقية، والمدير عندما يُفكر كيف يُصدّر منتجاته إلى الصين.
مراحل التعلم السريع :
1- التحضير:
لابدّ أن يرى المتعلّم الفائدة التي تنتظره من العملية التعليمية وأن يُثار اهتمامه وهنا نقدم مجموعة من النصائح:
المُتَعلّم:
لتهيئة نفسك للتعلّم: اجلس، اغلق عينيك، خذ نفساً عميقاً، وابدأ بالتركيز على المهمة، فكر في أهمية ما تتعلّمه، وما قد يجلب لك من فوائد.
المُعلّم:
ينبغي تشجيع المتدربين على الانخراط في العملية التعليمية من البداية، وتوضيح الفوائد التي سيجنيها المتعلّم، وإثارة فضوله، وطرح أسئلة ومشاكل للبحث عن أجوبة وحلول.
2- الاتصال:
كيف نحقق الاتصال الفعّال بين المتعلّم وكلٍّ من (المُعلّم، الزملاء، المحتوى التعليمي)؟
المُتَعلّم:
ندخل كمتعلّمين بالغين – بشكل خاص – إلى الفصل مُحمَّلين بكامل تجاربنا الماضية، سواءً كانت سلبية أو إيجابية، فنُخفق في تقبل الجديد، أو نتعلّمه دون جدوى، و في هذا الجانب نقترح:
– قبل دخولك للفصل يمكن أن تقضي بضعة دقائق لكتابة بعض الأسئلة، وبعض الأهداف.
– فكر فيما قد يفديك هذا الفصل، ويزيد مهاراتك ومعرفتك، حتى إن كانت غير قابلة للتطبيق فوراً.
– تصور نفسك تضحك مع زملائك ومدربك.
– ساعد زملاءك أثناء العمل الجماعي.
– استمع جيداً قبل أن تتكلم.
المُعلّم:
- قم ببناء شعور اجتماعي إيجابي.
- ساعد المتعلّمين للتخلص من مخاوفهم.
- قم بإزالة العقبات في حال وجودها .
3- العرض:
إنّ التقديم الأولي للمعرفة الجديدة بطريقة ذات معنى يُتيح الفرصة للجميع للاستفادة من أنماط تعلّمهم الذاتية، بحيث يتمُّ التعامل مع المتعلّم على أنّه مُنتِجٌ للتجربة لا مجرد مستهلك للمعرفة:
المُعلّم:
– أوجد آليات تمكنك من الربط بين المعلومات المسبقة والمعلومات الجديدة.
– قم بحث المتعلّمين على مراقبة الظواهر في العالم الحقيقي.
– قدم عروضاً من النوع التفاعلي.
المُتَعلّم:
قد يُخفق المعلم في مرحلة العرض، لذلك تكمن مهمتك كمتعلّم ذاتي في العمل على إيجاد الطرق التي تُعزز المعرفة وتساعدك على التقدم في الدرس:
– قمْ بتجربة متعلقة بالدرس خارج الفصل.
– ارسم خرائط ذهنية.
– ركب صوراً للاستعمال بدلاً من الكلمات.
– شاهد فلماً حول الموضوع.
– قابل خبراء واكتب ملخصاً حول المقابلة.
– تبادل الأسئلة مع زملاءك في الفصل.
4- التمرين:
تمثل مرحلة تكامل المعرفة الجديدة أو المهارة الجديدة لأنّ التعليم قد يتحول إلى عملية مُعَاقة إذا لم يُعطَ للمتعلّم الوقت الكافي لبناء الخبرة الجديدة، ومكاملتها في خبرته الذاتية وجعلها جزءاً من ذاته، فالمعرفة ليست شيئاً يمتصُّه المتعلّم بل شيءٌ يخلقه بشكل متجدد وفعال.
المُتَعلّم:
– طبقْ تمارين، وقم بحل مسائل حول الموضوع.
– قم بالتحليل والتفكير الفردي (بصوت مرتفع(.
– جرب بناء نماذج ومصورات حول الموضوع.
– البحث والقراءة للاستزادة.
المعلم:
– طبق نشاطات تُتيح للمتعلّمين معالجة المعطيات وتحليل النتائج.
– صممّ أنشطة تضع المتعلّم أمام مهام تمكنّه من التجريب بنفسه.
– صممّ نشاطات تشمل محاكاة العالم الحقيقي.
– صممّ ألعاباً تعلّيمية.
– شجّع على الحوار الثنائي أو الجماعي.
5- الأداء:
لابدَّ من مرحلة تطبيق التعلّم على حالات من الحياة الحقيقية و إلا سيتبخر أغلب ما تمَّ تعلّمه مباشرةً، فالتعليم عن طريقة التخزين السلبي في الذاكرة لا يمكن أن يكون فعالاً، فمثلاً : أشارت إحدى الدراسات إلى أنه بدون التطبيق المباشر لما تتعلّمه فإنّ ما يتبقى في الذاكرة لا يتجاوز 5 % بينما تصل هذه النسبة إلى 90% إذا تمت مرحلة الأداء بشكلها المطلوب.
تابعونا على الموجه التربوي