استراتيجية حوض السمك

استراتيجية حوض السمك تعد من استراتيجيات التدريس الحديثة ذات الدور الفاعل في التعلم النشط والتي تستند الى التدريب الجماعي ، وذلك كونها تقوم على ملاحظة المتعلم ومتابعته لمناقشة الموضوع المحدد والتي تتم فيما بين افراد ( أعضاء( المجموعات التي يلاحظها المتعلم ، واطلاعه على مدى تأثير ذلك في سلوكيات ونواتج أعضاء المجموعات ).
استراتيجية حوض السمك تستندعلى ترتيب أربع أو خمسة متعلمين في دائرة مغلقة تمثل شكل الحوض ، أما المتعلمين الاخرين فيتم ترتيبهم على شكل دائرة تقع خارج حوض السمك . ويتم اختيار بعض من المشاركين ليكونوا داخل حوض السمك ويملئونه ، في حين يجلس بقية أعضاء المجموعة على المقاعد خارج الحوض ، ويسمى المتعلمين الذين يجلسون داخل الحوض بالمشاركين (p ) يترأسهم متعلم أو أثنين (CI) ، بينما يسمى المتعلمين الذين يجلسون خارج حوض السمك باسم الملاحظين(O ) في ظل توجيه واشراف المدرس

1. اختيار وتحديد الموضوع بعد قراءته بحيث يتفق مع الخبرات الحياتية للطلبة.
2.  اعداد مجموعة من الأسئلة المتنوعة والمفيدة حول الموضوع الذي تم تحديده.
3. جلوس الطلبة وفق الترتيب التالي:
4. جلوس طلبة “مجموعة السمك” او المشاركين التي ستناقش الموضوع على شكل دائرة صغيرة في الوسط، ويتراوح عددهم من )3-5 )طالب، ويمكن تعيين واحد من بينهم بوظيفة مسهل لعمل المجموعة.
5. –  جلوس طلبة الصف المراقبين او الملاحظين في دائرة اكبر حول طلبة مجموعة السمك اذ يكون لكل طالب في مجموعة السمك شركاء او مراقبين يدونون افعاله والاستراتيجيات التي يتبعها، وهؤلاء الذين يسمح لهم بالكلام خلال لجلسات المناقشة التي تلي مناقشة مجموعة المناقشة وعليهم المراقبة والاستماع وتسجيل الملاحظات استعدادا السمك.
6. بدء نقاش مجموعة السمك حول الأسئلة المعدة على ان يكون لكل منهم دوره وفرصته في النقاش الذي ينظمه مسهل عمل المجموعة، وقد يستمر النقاش مدة نصف ساعة او حسب الوقت المسموح به والمتفق عليه مسبقاً، في حين ينصت طلبة الشركاء باهتمام ويراقبون ديناميكيات المناقشة والحوار دون تدخل في النقاش مع تدوين الملاحظات.
7. بعد نهاية نقاش مجموعة السمك يعطى الشركاء فترة صمت يكتبون فيها الأفكار الرئيسية التي سمعوها من مناقشة مجموعة السمك ثم يتم توزيع طلبة مجموعة السمك بين الطلبة المراقبين ( الملاحظين) وتقسيمهم الى مجموعات صغيرة للمناقشة عن قرب فيما بينهم والاستيضاح عن اية ملاحظات او تعليقات تمت خلال المناقشة اي دمج المجموعتين معاً، وقد يستمر هذا النقاش 30دقيقة او حسب الوقت المسموح به والمتفق عليه.
8. عودة الطلبة كل الى مكانه الجراء مناقشة اخيرة يتم فيها طرح عدد من الأسئلة لكلا المجموعتين السمك والمراقبين.
9.    في نهاية تطبيق الاستراتيجية يمكن للمدرس طرح سؤال نهائي على طلبته معطياً الفرصة لكل منهم للإجابة عليه وقد تدون اجاباتهم.

استراتيجية حوض السمك وتطبيقها بطريقتين او وفق شكلين وهما :
 الشكل الأول: حوض السمك المفتوح : 
هذا الشكل يتم في ضوئه ترك مقعد واحد فارغ وبعد ذلك يشغل أحد المتعلمين الملاحظين المكان الفارغ ، ويلتحق مع مجموعة حوض السمك ، وعندما يلتحق احد المتعلمين عندها يتحتم الامر بأن يترك أحد أعضاء المجموعة المتواجدين مقعده ليبقى فارغًا وهكذا تتم المناقشة مع المشاركين الذين يدخلون ويخرجون من الحوض ، وعندما ينفذ الوقت المخصص يأتي دور مدير مجموعة حوض السمك ليلخص ما تم التوصل له اثناء المناقشة.
 الشكل الثاني: حوض السمك المغلق :
في هذا الشكل يتم في ملء كافة المقاعد ويتحدث المشاركون الذين يستهلون المناقشة لوقت محدد ، وعندما ينتهي الوقت يتركون الحوض وتبدأ مجموعة جديدة في الدخول إليه ( حوض السمك ) ، وعندما انتهاء المناقشات يبدأ المدرس بتلخيص كل ما توصل اليه المتعلمين في تلك المناقشات .

1- معرفة جميع المتعلمين المشاركين كأعضاء في حوض السمك بموضوع الدرس المراد مناقشته.
2- معرفة جميع المتعلمين بآلية التفاعل مع عناصر الموقف التدريسي وفق هذه الاستراتيجية واستجابتهم لها.
3- تهيئة الجو النفسي الملائم للمتعلمين من قبل المدرس لتهيئتهم وتحفيزهم لأداء أدوارهم. 
4- ابتعاد المدرس عن الاشتراك والخوض في المناقشة، والحرص على استمرارية المناقشة بين أعضاء الحوض في الوقت الذي يكون فيه بقية المتعلمين ملاحظين لمجريات المناقشة ، ويسجلون ملاحظاتهم. ويمكن أن تجمع ملاحظات المتعلمين ، وتعطى درجات بحسب مستوى المشاركة ، وبعد ذلك تعطى جميع الملاحظات لأعضاء الحوض كتغذية راجعة ، وهنا يكون جميع المتعلمين في قلب الحدث ( كافة مجريات المناقشة .(
5- يُفضل تقييم كل رأي او مشاركة يدلو بها المتعلمين . 
6- بعد انتهاء المناقشة من قبل اعضاء الحوض ، يتم زجهم في سؤال او مشكلة أخرى لمناقشتها ككل ، وهنا تعطى فرص متعددة لمناقشة جميع زوايا موضوع الدرس ومن جوانبه المختلفة ، وهذا من شأنه ان يؤدي الى استيعاب الموضوع بشكل عميق.
وفي ضوء توظيف استراتيجية حوض السمك داخل قاعة الصف تثبت استراتيجية حوض السمك فعاليتها في أنها مناسبة للأعداد الكبيرة من المتعلمين ، وأنها لا تميز بين المتحدثين داخل حوض السمك وبين الأعضاء الاخرين خارج الحوض ، كذلك فهي تشجع المشاركات المتعمقة للمتعلمين فيما يخص المفاهيم التي يتعلمونها وخاصةً المفاهيم النظرية منها.

1-    عدم التمييز بين الطلاب فالمشارك يصبح ملاحظاً، والملاحظ يصبح مشاركاً.

2-   إتاحة فرص المشاركات المتعمقة وتعزيزها لكل الطلاب في غرفة الصف.

3-   مناسبتها للفصول ذات الأحجام الكبيرة.

4-  إتاحة الفرص لتحقيق التفاعل الإيجابي بين الطلاب بعضهم البعض.

5-    توفير الفرص لتنمية مهارات التواصل والمهارات الاجتماعية بين الطلاب.

6- زيادة دافعية وإيجابية الطلاب.

استراتيجية حوض السمك تعتبر من أنجح الاستراتيجيات التعليمية الحديثة ؛ لأنها تُساعد على جني عدد هائل من الفوائد الإيجابية ، مثل :

 -من خلال هذه الاستراتيجية ؛ يقوم الطلاب بتبادل الأفكار فيما بينهم بحرية تامة ومطلقة دون الخوف من الانتقاد أو السخرية .

 -تُساعد على دعم الجانب التعاوني لدى الطلاب ؛ حيث انها يتشاركون معًا في طرح الأفكار والآراء تجاه قضية واحدة أو فكرة موضوع درس واحدة وهذا من شأنه أن يُساعد على تعزيز روح التعاون بين الطلاب .

– من خلال المشاركة الإيجابية في تلك المناقشات ؛ يتمكن الطالب من التعرف على الطريقة الصحيحة الذي يُمكنه بها التعبير عن رأيه ، ومتى يجب أن يتحدث ومتى يجب أن يصمت والتعرف على الطريقة الصحيحة لإجراء الحوار مع الاخرين .

 -من خلال الاستمرار في إجراء هذا النوع من المناقشات عبر استراتيجية حوض السمك وفي جميع العلوم والدروس ؛ يكتب الطالب ملكة التفكير والتحليل لكل الأمور والموضوعات من حوله ؛ وينعكس ذلك على حياته ، حيث أن اكتساب ملكة التفكير المنطقي والوصول إلى الحل السليم في المواد الدراسية والأفكار التي يتم مناقشتها داخل الصف ؛ من شأنه أن يُساعده على القدرة على التعامل مع المواقف الحياتية المختلفة التي تواجهه طوال حياته بقوة وثبات .

 -كما قد أشارت بعض الدراسات البحثية أيضًا إلى أن اتباع هذه الاستراتيجية في بعض المدارس قد أدى إلى ارتفاع علامات الطلاب في كافة المواد وخصوصًا المواد العلمية المعتمدة على العقل والتفكير .

تابع المقال على موقع الموجه التربوي

شارك في فيس بوك

غرد في تويتر