استراتيجية التدريس التبادلي استراتيجية تفاعلية بين المعلم والطلاب وتعتمد على تقسيم الطلاب إلى مجموعات وفرق صغير العدد وتتميز عن غيرها من استراتيجيات التعلم النشط كونها تساعد الطلاب على تنمية مهارات القراءة والكتابة وخلال تقدم المراحل التطبيقية يتم تبديل الأدوار بين المعلم والطلاب فيقل دور المعلم ليصبح مشجعًا للطلاب ويصبح الطلاب هم المسئولون عن سير العلية التعليمية وتزيد مساحة دورهم. مفهوم استراتيجية التدريس التبادلي الذي يمثل واحدًا من أبرز الأنشطة التعليمية التفاعلية في المدارس التي تهدف إلى أن يكون الطالب جزءًا فعالاً في العملية التعليمية بمساعدة المعلم، وذلك في إطار تعزيز التواصل الفعال والاجتماعي بين الطالب والمعلم وبين الطلاب وبعضهم البعض، إلى جانب تنمية وتطوير القدرات ومهارات الطالب في التعلم.
استراتيجيات التعلم النشط العديد من الوسائل الأخرى أبرزها استراتيجية العصف الذهني التي تقوم على تنشيط التفكير للطلاب من خلال إنتاج الأفكار في أسرع وقت ممكن، إلى جانب استراتيجية الكرسي الساخن التي تهدف إلى تعزيز المناقشات بين الطالب والمعلم، وفي السطور التالية يمكنك التعرف عن قرب عن استراتيجية التدريس التبادلي.
مفهوم التدريس التبادلي
استراتيجية التدريس التبادلي أحد الطرق الحديثة والمتطورة في مجال التعليم ويقوم على فكرة الحوار بين المعلم والطلاب أو الطلاب وبعضهم البعض من خلال تبادل الأدوار حسب الاستراتيجيات التي يتضمنها التدريس التبادلي ويشرف المعلم على هذه الاستراتيجيات.
هي أحد الطرق البديلة للتدريس المباشر التقليدي فنجد في التعليم المباشر يكون المعلم هو المصدر الوحيد للمعلومات أما التدريس التبادلي فيكون دور المعلم هو تقسيم الطلاب إلى فرق صغيرة ومساعدتهم وتشجيعهم.
التدريس التبادلي يعتمد تطبيقه على 4 استراتيجيات فرعية ويعد التدريس التبادلي من الطرق التي يستخدمها المعلم لتنمية القراءة عند الطلاب ومع التقدم في التعلم يستطيع الطلاب تبادل الدور مع المعلم ويكون دور المعلم في هذه الحالة مقتصرًا على التشجيع وتقديم الأفكار.
تعريف استراتيجية التدريس التبادلي
استراتيجية التدريس التدريس التبادلي تعرف على أنها العملية التي يشارك فيها الطالب في العملية التعليمية من خلال تفعيل الحوار والمناقشة بين الطلاب والمعلمين.
إلى جانب تعزيز الحوار بين الطلاب بعضهم البعض من خلال تكوين مجموعات منهم وممارسة مجموعة من الأنشطة التعليمية التي تتم بتوجيه وإشراف من المعلم.
والتي تعمل على تطوير مهارات الطلاب في الفهم والتحليل، وتهدف في المقام الأول إلى تبادل الأدوار بين المعلم والطالب ليكون المعلم هو المتلقي بدلاً من الطالب.
وذلك يتم تنفيذه من خلال تدريب الطلاب أولاً بشكل مستمر على تطبيق هذه الاستراتيجية.
خطوات استراتيجية التدريس التبادلي
- عرض المعلومات على الطلاب: يقوم المعلم بعرض الأفكار والخطوات التي سوف يتبعها الطلاب أثناء عملية التعلم فهو مصدر المعرفة في ذلك الوقت.
- التعلم والممارسة: في هذه الخطوة يكون الطالب أكثر تفهمًا لدوره في تنفيذ الاستراتيجية إلا أنه يحتاج إلى بعض المساندة من المعلم ويقل دور المعلم لصبح هو الموجه فقط للطلاب.
- فرق ومجموعات التعلم: تقسيم الطلاب إلى مجموعات صغيرة وتحديد قائد لكل مجموعة ويتم تبادل دور القائد بين الطلاب وهنا يتحول دور الطالب من مجرد متلقي داخل المجموعة من مجرد متلفي فيقوم بتقديم المساعدة لطلاب الفريق.
- الاعتماد على الذات: بعد أن يقدم المعلم المعلومات الكافية ويحدد قائد الفريق ويتولى القائد شئون فريقه ينتهي دور المعلم مع كل فرق يمجد انتقال الدور للقائد ويقتصر دور المعلم على المساندة والتشجيع لكل الفرق.
- الاستيعاب والفهم: هنا اصبح التلاميذ أكثر فهمًا للخطوات السابقة وأكثر استعدادًا للتطبيق ولا يحتاجون إلى مساعدة المعلم.
أسس استراتيجية التدريس التفاعلي
- تحقيق المشاركة الفعالة بين المعلم والطالب في تطبيق محاور الاستراتيجية.
- تدريب الطلاب على تبادل الأدوار مع المعلم بالتدريج.
- إتاحة المشاركة في هذا النشاط التعليمي من قبل كافة طلاب الفصل، حيث أن النشاط لا يكون مقتصرًا على مجموعة محددة حتى تعم الاستفادة على الجميع.
- تقديم كافة أشكال المساعدة للطلاب في تطبيق هذه الاستراتيجية من قبل المعلم.
محاور استراتيجية التدريس التبادلي
استراتيجية التدريس التبادلي وكيفية تطبيقها لابد من التعرف على المحاور التي يتم الاعتماد عليها في استخدام هذه الاستراتيجية، وذلك من خلال ما يلي:
- التلخيص
في هذا المحور يتم تحديد الفقرة التي سيتم تلخيصها، ومن ثم يقوم الطالب بالاطلاع عليها جيدًا وفهم المعاني الكامنة بداخلها، حيث يذكر الطالب الفكرة الرئيسية للفقرة، ومن ثم يذكر المعلومات التي وردت فيها حيث يتم كتابة ملخص الفقرة بشكل واضح ومختصر وشامل لكافة المعلومات الهامة فيه، ويتم تطبيق التلخيص في الفقرة المكتوبة أو المسموعة على حدٍ سواء.
يتم تطبيق هذه الاستراتيجية عقب تدريب الطالب على كيفية التلخيص، حيث يرشد المعلم الطالب إلى القيام بذلك التدريب من خلال اطلاعه على مجموعة من الصور التي تحمل معنى ما يستخلصه الطالب ويحاول شرح معناه بالتفصيل، ومع التدريب المستمر تتعزز قدرة الطالب على التلخيص.
يساعد المعلم الطالب أيضًا على تلخيص الفقرات المكتوبة من خلال تحديد المعلومات التي يعتقد الطالب أنها مهمة بواسطة وضع خطوط أسفلها، حيث أن تلك الخطوة فعالة في تيسير عملية التلخيص.
من بين الطرق الأخرى التي يتبعها المعلم في تدريب الطالب على كيفية التلخيص هو عدم التركيز على النصوص الغير مهمة والمكررة حيث يتم تجاهلها عند التلخيص، كما يتم تدريب الطالب على التلخيص في وقت أسرع من خلال تعيين وقت محدد له من قبل المعلم.
- توليد الأسئلة
يعد هذا المحور من أبرز المحاور التي تساعد على تعزيز مهارات الطالب في الفهم والتحليل والتركيز والانتباه، حيث يعتمد على تجهيز الطالب للأسئلة المرتبطة بالفقرة التي قرأها الطالب والتي يجب أن يقرأها بتمعن حتى يستخلص الأسئلة الخاصة بالمعلومات الهامة التي قرأها والتي تكمن إجاباتها بداخل الفقرة، وهذا بدوره يقيس مدى فهم الطالب واستيعابه لمحتوى النص ومدى قدرته على التمييز بين المعلومات الهامة والغير هامة.
- التوضيح
وفي هذا المحور يقرأ الطالب فقرة غير واضحة بها عدد من المعاني الغير مبهمة، ودور الطالب هو أن يوضح المعاني الغامضة للفقرة، حيث يشرح الطالب للمعلم الفكرة الرئيسية للفقرة، ومن ثم يوضح له المعلومات الصعبة فيها وفقًا لما فهمه من قراءته العميقة للفقرة، كما أنه من خلال هذا المحور يتمكن المعلم من قياس مدى فهم الطالب للنصوص الصعبة ومدى قدرته على توضيحها.
- التنبؤ
التنبؤ يشير في معناه إلى مدى قدرة الإنسان على توقع أمر ما يحتمل تحققه، وفي هذا المحور يتوقع الطلاب معلومات محددة سيتم الإطلاع عليها في الفقرة التالية من الموضوع، حيث يتم ذلك بعد قراءة الطالب للفقرة الأولى بتمعن وعمق، ومن ثم يحاول توقع معلومات الفقرة التالية وفقًا لما فهمه من الفقرة السابقة والتي ترتبط بما يليها، وهذا المحور يعزز أيضًا من قدرات ومهارات الطالب في الفهم والتحليل.
يساعد المعلم الطلاب على تطبيق محور التنبؤ عبر عدد من الوسائل مثل:
القراءة الجيدة لعناوين الموضوع سواء العنوان الرئيسي أو العناوين الفرعية له.
استخلاص الأسئلة الخاصة بهذا الموضوع.
التركيز على قراءة الجمل الأولى والأخيرة في الموضوع جيدًا.
مراحل تطبيق استراتيجية التدريس التفاعلي
- يقوم المعلم في البداية بتقسيم الفصل إلى مجموعات صغيرة من الطلاب كأربع أو خمس مجموعات.
- يتم بعد ذلك تحديد النصوص التي سيتم فيها تطبيق المحاور الأربعة للاستراتيجية.
في المرحلة التالية يتم إسناد كل مجموعة بالعمل على نص محدد.
- يحدد المعلم للطالب المهمة المُكلف بها في النص سواء كان تلخيص أو توليد أسئلة أو توضيح أو تنبؤ، وذلك يتم من خلال توزيع مجموعة من البطاقات على كل طالب بها المهمة المحددة.
- يختار المعلم في المرحلة التالية طالب في كل مجموعة يقوم بمهمة القائد في إدارة مجموعته.
- يوجه المعلم الطلاب بالبدء في تنفيذ المهام المطلوبة منهم وإنجازها وفقًا للمدة المحددة.
- يبدأ الطلاب وفقًا لإرشادات المعلم قراءة الفقرات الموجودة أمامهم قراءة صامتة وبتمعن وبعمق قبل البدء في تنفيذ المهمة المطلوبة.
- أثناء تنفيذ المهام يقدم المعلم الإرشادات المطلوبة في حالة مواجهة أي طالب معضلة في تنفيذ المهمة الخاصة به، وذلك من أجل مساعدته على إتمام المهمة وإنجازها بشكل صحيح.
يتابع المعلم بعد ذلك سير تنفيذ المهمة عبر مراقبة كل مجموعة.
- عقب انتهاء كل مجموعة من تطبيق المهمة بشكل جماعي، يتولى قائد المجموعة شرح كيفية تنفيذ المهمة والإجراءات التي تم اتباعها للوصول إلى النتائج المطلوبة.
- عند عرض المهمة يوضح الطلاب المكلفين بمهام التلخيص بعرض تلخيص أفكار الفقرة، وطلاب توليد الأسئلة يوضحون الأسئلة التي تطرقوا إليها، وطلاب الاستيضاح يشرحون ويوضحون الأجزاء الصعبة في الفقرة، وطلاب التنبؤ يقدمون توقعاتهم بشأن المعلومات التالية للنص.
يتولى بعد ذلك المعلم مهمة تقييم نشاط كل مجموعة.
ملحوظة هامة: يتم تطبيق هذه الاستراتيجية عقب تدريب كل طالب من طلاب المجموعة على تنفيذها.
دور المعلم في استراتيجية التدريس التبادلي
استراتيجية التعليم التبادلي تفرض على المعلم بالعديد من المهام الرئيسية التي تساعد على تطبيق بشكل صحيح من قبل الطلاب، وتشمل هذه المهام ما يلي:
تقديم الدعم الكامل للطلاب في حالة مواجهتهم لصعوبات أثناء تطبيق الاستراتيجية.
جعل عملية التعلم التي يكتسبها الطالب من هذا النشاط يسيرة للطالب.
المشاركة في إنشاء المواقف التعليمية للطلاب.
العمل على تصميم الأنشطة والمعاني للطلاب.
العمل على تطبيق نمذجة المراحل الخاصة بتنفيذ الاستراتيجية.
دور الطالب في استراتيجية التدريس التبادلي
الحوار والمناقشة مع المعلم في النقاط التي يرغب الطالب في فهمها.
المشاركة مع المعلم في إنشاء المعاني والمواقف التعليمية.
القيام بالمهام المطلوبة من الاستراتيجيات من التخليص وطرح الأسئلة والتوضيح والتنبؤ.
العمل على الربط بين المهارات التي تم اكتسابها من قبل والمهارات التي يتم اكتسابها من هذا النشاط.
المهام المطلوبة من المعلم عند تنفيذ استراتيجية التدريس التبادلي
استراتيجية التعليم التبادلي قبل البدء في تنفيذ ها يتعين على المعلم الإعداد الجيد لها من خلال اتباع الوسائل التالية:
- الأخذ في الاعتبار بمدى تناسب هذه الاستراتيجية مع قدرات ومهارات طلاب فصله، من خلال التأكد أولاً من إمكانية الطلاب من تنفيذ الطلاب لها، وهذا بدوره أن يكون المعلم على دراية كاملة بمستوى طلابه.
- توضيح الأهداف الرئيسية وراء تطبيق هذه الاستراتيجية، والتي من خلالها يتم اختيار الموضوعات التي سيتم تطبيق فيها هذا النشاط.
- يجب على كل معلم أن يقوم بتجهيز ملخصات لكل محور من محاور الاستراتيجية الأربعة، والتي يتم فيها تعبئة النتائج التي توصل إليها في تطبيق الاستراتيجية.
الأمور التي يجب مراعاتها في التدريس التبادلي
على المعلم أن يراعي عند تطبيق هذه الاستراتيجية تدعيم الطلاب بالتعليم المساند الذي يمكنهم من تيسير تطبيق هذه الاستراتيجية.
يجب مراعاة الطلاب الذين يعانون من مشكلات في التعلم من خلال تدريبهم على تعلم استراتيجيات مهارات فوق المعرفية.
يجب العمل على معالجة العوائق التي يواجهها الطلاب أولاً في الاستيعاب والفهم قبل تطبيق الاستراتيجية.
يجب أن يتم تطبيق هذه الاستراتيجية في الفصول ومن قبل المعلم لضمان فاعليتها في تطوير مهارات وقدرات الطلاب.
تاريخ تأسيس استراتيجية التدريس التبادلي
استراتيجية التعليم التبادلي من الأساليب التعليمية المتطورة إلا أنها مفهومها ليس بحديث العهد.
حيث أن تاريخ تأسيسها يعود إلى القرن العشرين وتحديدًا في عام 1986م، وقد تم تأسيسها على يد العالم براون والعالم بالينسر.
وكان الهدف من وضع هذه الاستراتيجية وتطبيقها في المدارس العمل على مواجهة المعوقات التي يواجهها المعلم في التدريس والتي تكمن في عدم فهم الطالب لمعاني بعض الجمل والكلمات.
وقد ساهمت هذه الاستراتيجية في التغلب على هذه المشكلة من خلال تطبيق استراتيجية التنبؤ بمعاني النصوص ثم التأكد من صحة هذه التنبؤات أثناء قراءة النصوص.
ويتم تطبيق هذه الاستراتيجية بين مجموعة كبيرة من الطلاب أو مجموعة صغيرة منها أو لكل طالب.
مميزات استراتيجية التدريس التبادلي
- تتمتع هذه الاستراتيجية بالعديد من المميزات أهمها أنها تساعد على تيسير العملية التعليمية بين المعلمين والطلاب من خلال تبادل الأدوار.
- تحفز الطالب في المشاركة في الأنشطة التعليمية والتي يدورها ينعكس على تطوير مهاراته الإدراكية خاصةً للطلاب الذين يعانون من بطء الفهم والإدراك.
- تعزز مهارات الطالب في القدرة على المناقشة والحوار سواء مع الطلاب أو مع المعلم، وهذا يتم من خلال خلق بيئة تفاعلية بين مجموعات الطلاب.
- تعزز من قدرات الطالب ومهاراته في القراءة والاستماع من خلال التدريب المستمر على هذه المهارات.
- من خلال هذه الاستراتيجية يتمكن المعلم من قياس مدى فهم الطالب ومدى نجاحه في إنجاز المهمة من خلال الاستماع إلى شرح الطالب وتوجيه الأسئلة له والتي توضح أيضًا مدى فهمه للفقرة التي تم تطبيق إحدى محاور الاستراتيجية عليها.
- لها انعكاس إيجابي في تطوير شخصية الطالب من خلال تعزيز الثقة في النفس والتغلب على الخوف والقلق والخجل عند التحدث أمام الجميع.
- تعزز من قدرات الطلاب في تعلم اللغات الأجنبية