تعد استراتيجية الرؤوس المرقمة من استراتيجيات التدريس الحديثة التي تسهم بشكل فاعل في تشجيع التعلم النشط لدى المتعلمين وتحقق نتائج تعليمية مرضية للمعلم سواء على مستوى تحصيل المتعلمين أو على انسيابية خطواتها وانعكاس نتائجها على مستوى أداء المعلم في الدرس. وهذه الاستراتيجية تستند بشكل أساس على تقسيم المتعلمين إلى مجموعات متساوية في عدد أعضائها، وتحمل هذه المجموعات أرقاما متشابهة، وكذلك أعضاء هذه المجموعات هم أيضًا يحملون أرقامًا متشابهة أي أنها مكررة على جميع المجموعات، ويضع أفراد المجموعة رؤوسهم معًا ليتأكدوا من صحة الجواب للسؤال المطروح من المدرس ويقدم حاملو الرقم المعني الإجابة للصف ككل.
وفي ضوء ذلك يمكن تعريفها على أنها: استراتيجية تقوم على ترقيم المتعلمين بأرقام غير معروفة لدى المدرس، وهو إجراء يجعل كل طالب عرضة للمشاركة في مجريات الدرس والإجابة عن الأسئلة التي تطرح عندما يتم اختيار رقم كونه يشمل أكثر من طالب بسبب تكرار كل رقم على عدد المجاميع الموجودة داخل الصف.
أهمية استراتيجية الرؤوس المرقمة :
تتبلور هذه الأهمية فيما يأتي:
جذب انتباه المتعلمين إلى الأنشطة التي يقترحها المدرس أثناء الدرس كونها تختصر جميع متعلمي الصف في كل نشاط إلى 6 متعلمين وفقاً لأرقامهم.
تبتعد عن التقليد الذي يعتمد الأسماء وما يليه من تركيز على أسماء محددة متميزة أو ضعيفة.
تشجع على التعاون والعمل في مجموعات متفاهمة تنمي لديهم مهارة التعايش الاجتماعي.
تدفع للتفكير في الإجابة الصحيحة عندما يتم اختيار أحد أفراد الرقم المعني بالسؤال.
أهداف الاستراتيجية:
تهدف هذه الاستراتيجية إلى تحقيق عدد من الأهداف ومنها يأتي:
تعزز الانتباه والاستعداد لدى المتعلمين.
تقضي على الاتكالية التي يعتمدها المتعلمون في طرائق التدريس الاعتيادية.
تنمي الشعور بالمسؤولية الفردية لدى المتعلمين فضلًا عن تعويدهم على المسؤولية الاجتماعية.
تجعل المتعلم أكثر جاهزية.
تنمي ثقة المتعلم بنفسه.
الظروف التي تلائم تطبيق الاستراتيجية:
لا تحتاج استراتيجية الرؤوس المرقمة من المعلم إلى ظروف خاصة أو إجراءات معقدة كونها تتم بتوافر الظروف الآتية:
تناسب جميع أنماط المتعلمين.
البيئة الصفية لا تحتاج إلى جديد وإنما تعتمد فقط على تقسيم المتعلمين إلى مجاميع تعاونية.
لا تحتاج إلى مهارات معقدة سوى القدرة على المناقشة وطرح الأسئلة.
من جانب المدرس، تعتمد على العبارات التعزيزية المتعارفة فقط.
خطوات استراتيجية الرؤوس المرقمة :
تقسيم المتعلمين إلى مجاميع متباينة في المستويات التعليمية.
تعطى كل مجموعة رقما معينا مثلاً (1، 2، 3، 4) وهكذا.
لا يتجاوز عدد المتعلمين في المجموعة الواحدة 5 أفراد وقلما يتكون من 6 أفراد.
يعطى كل متعلم رقما يثبت معه ويحفظه بدلًا من اسمه مع حفظ رقم المجموعة من قبل الطالب.
يقوم المدرس بتوجيه أسئلته بصورة عامة، ثم يحدد رقم المتعلم الذي يراد له أن يجيب.
يحدد المدرس رقم المجموعة وبعدها يخصص المتعلم المعني بالسؤال وهكذا.
يتم في النهاية تحديد المجموعة التي حصدت النقاط الأكثر في الدرس وتعطى الدرجات على أساس المجموعات.
مميزات التدريس بالرؤوس المرقمة
- ان استراتيجية الرؤوس المرقمة تعمل على جذب انتباه المتعلمين إلى كل الأنشطة التي يقوم المعلم بطرحها عليهم اثناء الدرس، وذلك لأنها تختصر كل المتعلمين الموجودين داخل الصف في كل نشاط يقوم به المعلم إلى ست متعلمين، ويكون ذلك وفق لأرقامهم.
- ان استراتيجية الرؤوس المرقمة تبتعد كثيرا عن التقليد الذي يعتمد على الأسماء، الامر التقليدي الذي يكون سبب في التركيز على بعض الأسماء المعينة من الطلاب دون غيرها، وذلك نوع من أنواع التمييز بين المتعلمين ويجعل البعض الاخر منهم ضعيف.
- ان استراتيجية الرؤوس المرقمة تعمل على تشجيع الطلاب على فكرة التعاون، وأيضا العمل الجماعي، وذلك لان الاستراتيجية تتركز على فكرة المجموعات المتفاهمة مع بعضها البعض، وتلك الاستراتيجية الهامة التي تعمل على تنمية مهارة التعايش الاجتماعي فيما بينهم.
- تلك الاستراتيجية الهامة أيضا والتي تعمل على دفع التفكير في الإجابة الصحيحة، وذلك عند اختيار واحد من افراد تلك المجموعة برقمه المحدد الذي تم وضعه مسبق بالإجابة على سؤال المعلم.
دور المعلم في استراتيجية الرؤوس المرقمة :
يتضح دور المعلم الذي ينفذ درسه باستخدام استراتيجية الرؤوس المرقمة في النقاط التالية كما يحددها .
- ألهداف التعليمية الخاصة بالدرس .
- تحديد نوع الأسئلة التي سوف يقوم بطرحها أثناء الدرس .
- 3- تحديد الوقت المخصص لكل سؤال .
- تقسيم الطلبة إلى مجموعات بحيث تتكون كل مجموعة من )1-4 )طالب أن من أدوار المعلم أيضا
- إعطاء رقم لكل عضو في المجموعة .
- تلخيص الإجابات على السبورة .
- 7- استخدام النرد أو طريقة القرعة أو السحب عند استدعاء رقم أحد الأعضاء لضمان العشوائية في الاختيار والحيادية .
دور المتعلم في استراتيجية الرؤوس المرقمة :
- يمارس التفكير الصامت في السؤال المطروح من المدرس وتنشيط معلوماته السابقة وتجاربه .
- 2- يقوم بجمع المعلومات في المشكلة والقضايا التي يتناولها .
- إظهار الاهتمام والإصغاء بتفاعل مع الشركاء في المجموعة .
- أخذ أدوارهم بالكلام والمناقشة .
- تذكر ما يقوله الشركاء من أجل مشاركته مع جميع أفراد الصف .
علاقة استراتيجية الرؤوس المرقمة بالتفكير البصري :
من خلال ما تم استع ارضه في كافة جوانب التفكير البصري السابقة، يتضح لدى الباحث أن التفكير البصري يعتمد على الصور والأشكال والرسومات، وذلك يتم من خلال تدريب العين على الكشف عن العالقات والمضامين داخل الأشكال المعروضة في الموقف التعليمي، ويتضح هنا دور استراتيجية الرؤوس المرقمة التي تعتمد على تقسيم الطالب إلى مجموعات صغيرة غير متجانسة في أنها توفر للمتعلم فرصة التفكير في الشكل المعروض ، ثم مشاركة ما تم استنتاجه من أفكار ومضامين داخل هذا الشكل من خلال عملية فرديا الملاحظة والتحليل مع باقي أفراد المجموعة، ليتم بعد ذلك التوصل إلى حل واحد أو نتيجة متفق عليها بين جميع أفراد المجموعة، وبالتالي يكتسب الطالب خبرة بصرية من الممكن أن تؤدي إلى تنمية وتدعيم القدرة على التفكير البصري في مواقف أخرى نتيجة مشاركته زملاءه في التوصل إلى الحل الأمثل .
الإجراءات التفصيلية لتطبيق استراتيجية الرؤوس المرقمة :
– يتم تعريف طالب الصف الرابع الذين يمثلون المجموعة التجريبية على استراتيجية الرؤوس المرقمة وآلية تنفيذها والمشاركة فيها.
– تقسيم طالب الصف إلى مجموعات صغيرة، بحيث تتكون كل مجموعة من أربعة طالب.
– إعطاء كل طالب رقم واحد محدد من )1-4 ،)بحيث يحفظه ليشارك به إلى أن يتم الانتهاء من التدريس بهذه الاستراتيجية .
– بما أن الدارسة ستطبق على وحدة الهندسة والقياس، وفي ضوء التفكير البصري، إذا يتم عرض مثال توضيحي للطالب في الهندسة باستخدام الاستراتيجية، بحيث يكون لديهم معرفة سابقة حول المشكلة أو التساؤل المراد طرحه .
– يتم عرض شكل مربع، أو رسم مربع على السبورة، ثم يتم طرح السؤال التالي على الطالب :
– أ د من خلال الشكل الذي أمامك، حدد الأضلاع المتوازية .
– ب ج – يتم ترك الفرصة لكل طالب في مجموعته للتفكير في السؤال والشكل الذي أمامه، وذلك بشكل فردي، ثم مشاركة ما تم التفكير به مع باقي أفراد المجموعة، للخروج بحل واحد متفق عليه من قبل الجميع . من وذلك إما بطريقة النرد أو بأي شكل عشوائي آخر، عشوائيا
– يتم اختيار رقما ثم يتم اختيار أحد الطالب الذين يحملون نفس الرقم في كل مجموعة لإجابة على السؤال، ثم مقارنة إجابته بإجابة أصحاب نفس الرقم من المجموعات الأخرى، وتقديم التعزيز المناسب للطالب حسب الإجابة .
الأدوات المستخدمة
– اتفقت جميع الدراسات في استخدام الاختبار كأداة لتحقيق أهداف الدراسة .
– كما أن بعض الدراسات بالإضافة إلى استخدام الاختبار الذي تم إعداده استخدمت مقياس دافع الإنجاز وذلك كما في دراسة النحال .
– كما استخدمت بعض الدارسات أداة تحليل المحتوى للتوافق النفسي والاجتماعي، وذلك كما في دراسة
– واستخدمت بعض الدارسات مقياسا الحمداني .
– ولجأت بعض الدراسات إلى استخدام المقابلة كإحدى الأدوات على جانب الاختبار، وذلك
– كما في دراسة إلى استخدام بطاقة الملاحظة كأداة لتقويم الأداء النهائي .
وأما فيما يتعلق بالدراسة الحالية فقد تمثلت أدوات الدراسة باختبار مهارات التفكير البصري، بالإضافة إلى مقياس الميل نحو الرياضيات .