الصف المدرسي ومشكلة المشاغبة:
هناك مشكلات تجعل إدارة الفصل أمرا في غاية الصعوبة، مثل مشكلة المشاغبة ، وسنتعرض على أسباب هذه الظاهرة في الصف الدراسي
أسباب المشاغبة :
تنشا المشاغبة عن العديد من الأسباب ، ويمكن تصنيف هذه الأسباب حسب الفئات الآتية :
أ ـ أسباب تتعلق بالمعلم .
ب ـ أسباب تتعلق بالطالب .
ج ـ أسباب تتعلق بالأقران .
د ـأسباب تتعلق بالبحث الدراسي .
ه ـ أسباب تتعلق بالآسرة و البيت .
و ـ أسباب تتعلق بالمجتمع .
ز ـ أسباب تتعلق بالأنظمة و القوانين و التعليمات وإدارة المدرسة .
ولكننا سنتطرق إلى :
أولا: مشكلات ناجمة المعلم :
1- أن عدم إتقان المعلم لمادته قد يكون السبب في المشكلات التي يواجهها مع صفه. إذ سرعان ما يكتشف التلاميذ أن مدرسهم غير متمكن من المادة العلمية، فيفقدون الثقة فيه.
2-عدم قدرة المعلم على إيصال المعلومات إلى التلاميذ بالطريقة المناسبة ، فيتسرب الملل إلى التلاميذ بسبب عدم استيعابهم للدرس .
3- صوت المعلم قد يكون عامل أخر يسبب المشكلات ، فصوت المعلم الغير مسموع أو الغير واضح ، يتسبب في صعوبة الإصغاء والفهم للتلاميذ فيتسرب إليهم الملل أو النعاس أو الرغبة في إثارة المشاغبات .
4- قد تتسبب سوء معامله المعلم للتلاميذ في خلق جو من الاضطراب والتوتر والقلق تتحول إلى العدائية في بعض المواقف .
5- عدم موازنة مشاركة التلاميذ في الفصل يجعل هناك رغبة في النوم والنعاس للتلاميذ الآخرين ، وكذلك الأمر في حالة أن استأثر المعلم بالأسئلة والإجابات لنفسه .
6- أتباع المعلم أسلوب واحد في التدريس دون تغيير أو تعديل ، يدخل إلى نفس المعلم والتلاميذ على حد السواء الملل الذي يقود في نهاية الأمر إلى المشاغبة من قبل التلاميذ .
7- قد تأتي المشكلات من تكليف المعلم التلاميذ بأمور فوق طاقتهم دافعا التلاميذ إلى ردة فعل لا تسر المعلم .
8- وقد تأتي أيضا من اكتشاف التلاميذ أن المعلم لا يحب عمله ، فينتقل هذا الشعور إلى التلاميذ أنفسهم فيكرهون مادة المعلم ، فيصبح جو هذا الفصل مهيأ للمشاغبة .
9- إذا كان المعلم عصبي المزاج ، ويثور لأقل الأسباب ، فأنه يصبح متعة يتسلى بها التلاميذ ليروا كيف يثور المعلم وكيف يهدأ وغيرها من السلوكيات .
10- قد يتسبب الضغط الزائد من المعلم على الطلاب ومحاسبتهم في الهمس والبسمة واللفتة ، إلى خلق جو من المعارضة من قبل التلاميذ ، إلى جانب سيطرة الخوف لدى الكثير منهم .
ثانيا : مشكلات ناجمة عن المتعلم :
” أسباب المشاغبة المتعلقة بالطالب ، يتعامل الطلاب يوميا مع عدة معلمين ؛ ولكن منهم سلوكه و شخصيته و ردود فعله تجاه تصرفات الطلاب . فسلوكهم عند البعض قد يكون منضبطا ولكن عند البعض الآخر قد لا يكون كذلك .
والمشاغبة في الفصل من قبل التلاميذ من أكثر الأسباب التي تؤدى إلى صعوبة إدارة الفصل . وقد تكون أسباب المشاغبة كالاتي:
1- قد يكون سبب المشاغبة ناجما عن خطا مؤقت ارتكبه تلميذ ليس من عادته أن يشاغب ومثل هذه المشاغبة لا تزيد عن كونها زلة في السلوك .
2- قد تكون المشاغبة ذات دافع مؤقت يقصد به تلميذ ما أن يكشف ردة فعل معلمه الجديد ، وهذه حالة يقع فيها المعلم الذي يقع تحت الاختبار لطلابه في أول لقاء ، أي المقصود التعرف على ما إذا كان هادئ أو عصبي المزاج ؟ والى آخرة .
3- قد يكون المشاغب فاشلا في دروسه ويريد التعويض عن ذلك بطريقة تجذب الانتباه إليه بواسطة المشاغبة.
4- قد يكون المشاغب يعاني من مشكلات أسرية ويريد جلب انتباه المدرس ليستعيض به عن اهتمام والده الذي أهمله.
5- قد يكون المشاغب راغبا في آن يثبت لزملائه قدراته الخاصة ليبرهن لهم على انه قائدهم بلا منازع. وذلك ناجم عن إحساسه بالفشل .
6- قد يلجأ التلميذ للمشاغبة ليلفت انتباه المعلم إليه بسبب عدم انتباه المعلم إليه في المشاركة والأسئلة في الفصل. (*)
7- صراع القيم بين الطالب و المعالم و الاختلاف في الرأي فيما بينهما .
8- عوامل صحية مثل ضعف السمع والرؤيا ، أو عدم انتظار إفراز الغدة الدرقية أو اختلال في النشاط العضوي .
9- استثارة مباشرة من قبل المعلم كآن يشتم بعينه . (**)
قد تحدث المشاغبة من فرد واحد ، وبالتالي يهيأ الفصل إلى حدوث مشاغبات جماعية .
سلوك المشاغبة خارج الفصل
تعريفه
سلوك المشاغبة هو : إساءة استخدام القوة الحقيقية أو المدركة بين التلاميذ داخل المدرسة بصفة مستمرة ومتكررة بغرض فرض السيطرة والتحكم في الآخرين ويتضمن هذا التعريف :
التكرار المستمر لإيذاء الآخرين عن طريق ايذاء مشاعرهم ببعض الكلمات والعبارات وتكرار الهجمات الجسدية على الآخرين .
يتم من قبل فرد واحد أو مجموعة أفراد .
يحدث في فناء المدرسة أو في الطرقات المؤدية إليها .
يمارسه شخص مشاغب لا بد أن يكون ذو قوة جسمية ومهارة لغوية على شخص آخر أقل منه في ذلك يسمى ضحية .
أشكال المشاغبة :
1- مشاغبة جسدية
يتضمن الضرب أو الركل للضحية والاستيلاء على تدمير ممتلكاته الخاصة ومشاغبي هذا النوع يتمتعون بسمعة وشهرة واسعة على مستوى المدرسة .
2- المشاغبة اللفظية :
ويتضمن جرح المشاعر وإهانة الآخرين ويتمثل في التنابز بالألقاب البذيئة والتسابق في إلقاء التعليقات المؤذية على الآخرين وتعتبر هذه المشاغبة أكثر تأثيرا وايقاعا في نفوس الآخرين ويظل تأثيرها لفترة طويلة لأن المشاغبة اللفظية ليس لها علامات أو أعراض ظاهرة ومن ثم يصعب تحديدها دون تحدث الشخص الضحية .
3- مشاغبة في العلاقات الاجتماعية
يتضمن هذا النوع إقناع بعض التلاميذ لإقرانهم بصورة اخراج أو رفض أو صداقة ذلك الشخص من مجموعتهم ، أو يقوموا بطرد الضحية من علاقاتهم أو صداقتهم الاجتماعية أو يغلقوا غرفة عليه أو يمنعونه من ممارسة بعض الأنشطة ويرتبط هذا النوع أحيانا بالمشاغبة اللفظية ويظهر ذلك عندما يقوم بعض التلاميذ بنشر الشائعات عن بعض الزملاء الآخرين ( وخصوصا الاناث(
عوامل تكوين سلوك المشاغبة :
1- عوامل أسرية :
المشاغبون هم نتاج بيوت تفتقر للمراقبة والاشراف والقدوة ، فلا شك أن هؤلاء التلاميذ مع أقرانهم دليل على وجودهم في أسر تشجع على هذا السلوك ، فهؤلاء الأطفال يعانون من نقصان الاهتمام والدفء الأسري ، كما أن وجود نموذج مشاغب داخل المنزل كالأب مثلا يجعل الطفل يقلد مثل هذا السلوك ، وقد يتعلم الطفل هذا السلوك عن طريق مشاهدة وملاحظة أفلام عن ذلك السلوك .
2- عوامل شخصية :
تتعلق بشخصية الفرد القائم بالمشاغبة إذ يتميز بأنه مندفع ومتهور وحماسي بدرجة كبيرة وتلعب الحالة المزاجية دورا هاما في سلوك المشاغبة من قبيل عدم الاتزان الانفعالي والاكتئاب والاحباط وبالنسبة للبنين فالقوة الجسمية تشكل عاملا اساسيا في سلوك المشاغبة .
3- عوامل مدرسية :
إن غياب الضبط المدرسي يزيد من انتشار المشكلات الناتجة عن سلوك المشاغبة ويعتبر المنهج والسياسات الادارية من العوامل المهمة أيضا في ظهور المشاغبة .
4- عوامل جماعة الأقران :
فالأطفال يتفاعلون مع جماعة الأقران في المدرسة أو المناطق المجاورة لهم التي تكرس وتدعم وتشجع على سلوك المشاغبة فالبعض من الأطفال لديهم أقران مشاغبون وفي محاولة منهم نجدهم يقلدونهم حتى ولو أنهم لا يشعرون بالارتياح والرضا عن هذا السلوك .
الحلول :
توفير مناخ آمن داخل المدرسة .
تدعيم التواصل والتفاعل المباشر بين الآباء والمدرسة.
إذا كان الشخص يعاني من الخجل ويفتقر إلى الأصدقاء فلا بد من اشراكه في الأنشطة والمواقف الاجتماعية التي تناسب اهتمامه لأن ذلك قد يزيد من ثقته بنفسه ومهارته الاجتماعية وتقديره لذاته ويساعده على تكوين صداقات مع الآخرين .
أن تقوم المدرسة بتوفير برنامج شامل لمقاومة ومكافحة المشاغبة يساعد في التغلب على سلوك المشاغب ويساعد المعلمين على مواجهة المشاغبة .
تدريب الأطفال الضحايا على ممارسة الاستجابات التوكيدية حتى يكون جريئا وشجاعا ولديه الثقة بنفسه .
أن يكون الآباء على وعي بنوع سلوك المشاغبة التي يقوم بها طفلهم وتعليمهم بأن سلوك المشاغبة غير مقبول وأنه يترك آثارا اجتماعية ونفسية سيئة على الضحايا .
مدح وتعزيز السلوكيات الإيجابية والاجتماعية المقبولة لدى التلاميذ .
عدم مشاهدة الأطفال ما يحدث داخل الأسرة من عنف وعدوان بين الوالدين .
وجود إشراف ومراقبة على سلوك الأطفال ولا سيما في فترات الراحة .
وضع قواعد وإجراءات عقابية محددة ضد المشاغبين .
إجراءات وتطبيق الاختبارات النفسية على الطلاب وذلك لتحديد ما إذا كانت هناك مشكلة المشاغبة أم لا .
عقد مناقشات ولقاءات بين أولياء الأمور للمشاغبين والضحايا داخل المدرسة .
تطوير مناهج بحيث تعمل على تدعيم قنوات الاتصال والصداقة بين التلاميذ .
المراجع :
سولفان كيث، ترجمة حسن طه عبد العظيم ، سلوك المشاغبة في المدراس الثانوية ماهيته وكيفية إدارته ، دار الفكر ،الأردن ، الطبعة الأولى 2007 ،
عفيفي عبدالخالق محمد ، الخدمة الاجتماعية في المجال المدرسي ، المكتبة العصرية ، مصر، الطبعة الأولى 2007 .
* _ أبو لبدة ، عبدا لله علي ، وآخرون .( 1996) . المرشد في التدريس . دار القلم للنشر والتوزيع – دبي ( الإمارات العربية المتحدة ) .
** _ الخولي ، محمد علي ، ( 1979) . دراسات في التخطيط والتربية ، دار الرشيد والتوزيع – الرياض