مقدمة:

تقوم العملية التعليمية على أساس الاتصال بين معلم ومتعلم ، مستعينا بوسائل لتوضيح مادته ، وتقوم على أربعة عناصر : المعلم ، المتعلم، المحتوى الدراسي والوسيلة . ومن المشاهدات المألوفة في المدارس هو رؤية المعلمين وهم يستخدمون تقنيات التدريس أو ما يطلقون عليه الوسائل التعليمية . إنه من النادر أو المستحيل على المدرس أن يتجنّـب استخدام مثل هذه التقنيات ، بل على العكس من ذلك ، إذ نجد أن المعلم الناجح هو الذي يحرص على استخدامها .

مفهوم الوسيلة

أ : لغة :جاء في لسان العرب في مادة ( و.س.ل ) :”ومثل :الوسيلة المنزلة عند الملك ، وسل فلان إلى االله وسيلة ، إذا عمل عملا تقرب به إليه ، والواسل : الراغب في االله ، وتوسل إليه بوسيلة إذا تقرب إليه بعمل. والوسيلة ما يتقرب إلى  الغير ، والجمع الوسل و الوسائل .

ب: اصطلاحا : جاء مصطلح “الوسائل التعليمية” ترجمة للكلمة اليونانية ( medium) . ووردت تعاريف كثيرة لهذا المصطلح (الوسيلة)، لعل من أهمها ما تقدم به

 “صالح بلعيد ” في كتابه “دراسات في اللسانيات التطبيقية ” حيث قال أنّها :”كل الأدوات التي تساعد التلميذ على اكتساب المعارف أو الطرائق أو المواقف . وعلى العموم هي كل ما لها علاقـة  بالأهداف الديالكتيكية المتوخاة، و التي تشغل وظيفة تنشيط الفعل التعليمي” .بينما يعرفها

 “محمد وطاس ” بأنها :”كـل وسيلة تساعد المدرس على توصيل الخبرات الجيدة إلى تلاميذه بطريقة أكثر فعالية وأبقى أثرا ، فهي تعينـه علـى أداء مهمته، ولا تغني عن العلم ذاته. وهذه الوسائل تختلف باختلاف المواقف التعليمية ، وباختلاف الحاجة الداعية إليها “. كما يحدها

 ” أحمد حساني ” بأنها : “كل وسيلة تتدخّل لمساعدة المعلّم في تحقيق الأغراض التعليمية والبيداغوجية أثناء تعامله المباشر مع مادته من جهة ، ومع المتعلم من جهة أخرى.” ويعرفها

 “محمد محمود الحيلة” بأنها “أجهزة وأدوات ومواد يستخدمها المعلّم لتحسين عمليـة التعلـيم والـتعلّم. وتقصير مدتها وتوضيح المعاني، وشرح الأفكار وتدريب التلاميذ على المهارات ، وغرس العادات الحسنة في نفوسـهم ،وتنمية الاتجاهات وعرض القيم دون أن يعتمد المدرس على الألفاظ والرموز والأرقام، وذلك للوصـول بطلبتـه إلـى الحقائق العلمية الصحيحة، والتربية القويمة بسرعة وقوة وبتكلفة أقل.

” كما تعرف الوسائل التعليمية بالتقنيات ، فالتقنية “هي “الاستخدام المنظّم والهـادف والمتكامـل لتطبيقـات العلـم والمستحدثات التربوية بجانبيها المادي والفكري ، المادي ممثلا في جميع ما تـم إنتاجـه مـن أجهـزة وآلات ، مثـل التسجيلات والتليفزيون والحاسب الآلي ، والإنترنت ، والفكري ممثلا في الاستراتيجيات التدريسية مثـل الـتعلم حتـى التمكّن، والتعلم التعاوني والحقائب التعليمية ، بغرض تحقيق أهداف تعليمية ترتقي بمهارات اللغـة الأربعـة وهـي  : القراءة والكتابة والتحدث والاستماع” . وقد حددت

 “فارعة حسن” بعض الملامح الرئيسية لاستخدام التقنية في العملية التعليمية ، والتي يمكـن إبرازهـا  فيما يلي:  تستخدم تقنيات التعليم لحل المشكلات التعليمية ، تلك التي تحتاج إلى التعلم مثل ، معالجـة انخفـاض مسـتوى التحصيل ، أو الرغبة في تحسين مستوى التعلم. الحل الذي تصل إليه تقنيات التعليم، وهو تصـوير منظومـات مـن المصادر التعليمية ، المحتوى والمواد التعليمية والأجهزة التعليمية، والأماكن والأساليب مـن خـلال تطبيـق مراحـل وخطوات أسلوب المنظومات ، الدراسة والتحليل والتصميم والإنتاج والتقويم والاستخدام.

ومما يلاحظ على التعريفات السابقة ، اتفاقها تقريبا على أن التقنية أمر مستحدث ذو جانب مادي ، وآخر فكـري يستخدم في العملية التعليمية ، ليس لمجرد تغيير نمط تعليمي تقليدي قائم بنمط تعليمي آخر ، وإنما بهدف تحقيق أهداف تعليمية واضحة ، تعمل على تحسين كفاءة العملية التعليمية ، وزيادة فاعليتها ، مع مراعاة أهمية الاستخدام الأمثل لهذه التقنية ، لأن النجاح في العملية التعليمية يتوقف على أسلوب استخدامها ، حيث إن استخدامها بأسلوب خاطئ يؤدي إلـى نتائج سلبية.

مصادر الوسائل التعليمية:

 الوسائل التعليمية لمختلف الموضوعات كثيرة ومتعددة، ويمكن استغلال وسيلة ما لأكثر من موضوع . وهذا الاستعمال يحتاج إلى لباقة وحضور بديهة من المعلّم، وإيمان بفائدة الوسائل في درسـه ، خدمـة لدوره الذي يقوم به تجاه طلبته ووطنه، وما عليه إلا أن يلتفت حوله، ليجد عددا كبيرا من الوسائل التي يمكن أن يوظّفها لتبسيط درسه وجعله أكثر محسوسة منها:

 – البيئة المحلية: وهي كل ما يحيط بالمعلم والمتعلم على حد سواء، داخل حدود الدولة التي يعيشون فيها. وما أغنى البيئة بالوسائل التعليمية التي يمكن أن يستغلها المعلم في تعليم دروسه .ولا يستطيع المعلم استغلال موجـودات البيئـة إلا إذا كان مستوعبا لموجودات البيئة المحلية ومعطياتها، ومستوعبا للمنهاج الدراسي بجميع جوانبه وتخصصاته ، قادرا علـى ربط جوانب المنهاج مع بعضها ، إذ يمكن أن يستغل خبرة شرحها معلّم التربية الاجتماعية، لتكون مقدمة لـدرس فـي المطالعة مثلا.

 – المدرسة وغرفة الصف: المدرسة بالنسبة للمتعلم مجتمعه الثاني ، فهو يقضي فيها ساعات كثيرة من ساعات النهار ، والمعلم الناجح هو الذي يعرف موجودات مدرسته ويستغلها أحسن استغلال ، بادئا بنفسه وطلبته كأجزاء أجسـامهم وكتبهم ودفاترهم وأقلامهم. ويستطيع استخدام موجودات غرفة الصف، كالأدراج والطاولـة والكرسـي والسـبورة والطباشير، والشبابيك ومختبر المدرسة ومكتبتها ولوحة الإعلانات .

 –معرض المدرسة : ويمكن أن يتناول معرض المدرسة موضوعات متنوعة في الموضـوعات الدراسـية الزراعيـة والفنية والأسرية والاجتماعية والعلمية ، وإعداد موضوعات عامة أخرى، مثل نظافة المدرسـة أو اسـتخدام ميـاه الشرب الصحية والمحافظة عليها .

 –المتاحف: المتحف نوع من المعارض العامة، يهتم قبل كل شيء بحفظ وإظهار الجوانب التقليدية والتاريخيـة الماديـة لمجتمع معين، مثل المتاحف الأثرية ومتاحف التاريخ الطبيعي، ومتحـف تطـور الصـناعات المختلفـة والأدوات والألبسة.

البيئة الخارجية : وهي كل ما هو خارج حدود دولة الطالب والمعلم. ولتحديد إمكانات البيئة الخارجية يمكن أن نقسمها إلى قسمين:

الوطن العربي: يشكّل منطقة كاملة من الإمكانات الاقتصادية والجغرافية ، ويحتل مكانة متميزة في العالم مـن خـلال معطيات جمة. وموجودات البيئة في الوطن العربي تبقى قريبة للطالب ، ولكن لابد له من أن يتعرف إلى هـذا الـوطن ويعرف بمزاياه وخصائصه وتضاريسه، وكل ما يتصل به. واستغلال المعلم لموجودات الـوطن العربـي مـن خـلالالزيارات والرحلات أو الأفلام بنوعيها، والصور والملصقات والخرائط والمجسمات، وما يمكن أن يسجله على السبورة من ملاحظات وملخصات أمر مفيد للطلبة.

أنواع الوسائل التعليمية :

من المسلّم به في حقل التعليمية أن كل محتوى تعليمي يجب أن يشار فيه بوضوح إلـى عملية التخطيط، و إلى الأهداف و الغايات المراد تحقيقها من خلاله. ذلك أن خاصية كل مستوى تعليمي يفرض وسائل تعليمية معينة حتى يتم تبليغه بنجاعة ، مع مراعاة مقتضيات الموقف التعليمي، لهذا تنوعت الوسائل التعليمية، و غالبـا ما تصنّف إلى ثلاث مجموعات تبعا للخبرات التي تحقّقها و هي كالآتي :

 أ – مجموعة الوسائل القائمة على الخبرة المباشـرة : و هي كل موقف يكون فيه المتعلّم متفاعلا مع العناصر المكونة للواقع الاجتماعي و المادي و الخارجي ، فيمكّنه من الوقوف على حقيقة ما يتعلّمـه ، ومباشـرة النشـاط التعليمـي و ممارسته ،مما يسمح له بتكوين مفاهيم واقعية. و تتلخص مزايا هذه الخبرة المباشرة فيما يلي :

 1 – الغرضية : و المراد بها تحديد الغرض من النشاط و التخطيط له ، بحيث يصبح المتعلّم قادرا على تصميم و تنفيـذ أنشطته التعليمية بطريقة منهجية ومنظّمة.

2-الواقعية: و المقصود بها مدى تفاعل المتعلّم مع الواقع و احتكاكه به، ودراسة مختلف النشاطات التعليمية باستعمال الخبرة الحسية التي تعد مبدأ حدسيا من مبادئ التعلّم الفعال.

3-تحمل المسؤولية : بمعنى جعل المتعلم مسؤولا عن النشاطات التي يمارسها عما يترتّب عنها من نتائج، حتى يكون أكثر حرصا على إنجازها بأداء عال و فعال، من أجل الوصول إلى تحقيق الغاية المطلوبـة ، و الشـعور بالرضـا النفسي و بقيمة العمل المنجز.

ب – مجموعة الوسائل القائمة على الخبرة المبسطة المعدلة : هي وسائل تعمل على تقريب الواقع في البيئة الطبيعيـة للمتعلّم ،حتى يتمكّن من استيعاب بعض الحقائق الغامضة أو المفاهيم المجردة بالاعتماد على وسائل بسيطة : كـالنموذج و العينات أو وسائل تعتمد على الملاحظة والاستماع، و هي تختلف باختلاف الأسس التي اعتمدها المؤلفون فـي هـذا الموضوع ، حيث تشمل الوسائل التعليمية أنواعا مختلفة منها اللغة اللفظية المكتوبة والمسموعة، والخـرائط والرسـوم البيانية والتسجيلات الصوتية واللوحات التعليمية، والنماذج والحاسبات الإلكترونية المستخدمة فـي التعلـيم، والفيـديو (3 (المتفاعل وشبكة الإنترنت .ومن هذه التصنيفات:

  1. وسائل بصرية : هي مجموعة الوسائل التي يستخدمها المعلم من أدوات، ومواد تعليمية تخاطب حاسة البصـر فـي المتعلم، وتيسر عليه فهم محتوى المواد التعليمية . ومنها الرموز التصويرية كالرسوم و الصور أو الخرائط ، ….و غيرها . ويؤكّد علماء تكنولوجيا التعلّم أن الإنسان يتعلم مايعادل 30 إلى %40 مما يرى.
  2. 2-    وسائل سمعية : تعد حاسة السمع من أهم الحواس التي أنعم الله  بها على الإنسان ، فالجميع يتصل مع غيـره مـن خلال اللغة المنطوقة ،التي كانت منذ بدء الخليقة الأداة الوحيدة لنقل رسائل البشرية من دين وعلم وفـن وأدب ، وغيـر ذلك من الخبرات . فتشمل جميع الوسائل التي تعتمد في استقبالها على حاسة السمع، ومنها اللغـة اللفظيـة المسـموعة والتسجيلات الصوتية والإذاعة المدرسية. وذكر القرآن الكريم حاستي السمع والبصر في أكثر من 17 آية، ممـا يـدل على أهمية السمع بما يتميز به من قدرة على العمل في ظروف مختلفة، بغض النظر عن نوع الأعمال التي يمارسـها الفرد . فحاول الإنسان ابتكار أدوات ووسائل تساعد في إرسال الذبذبات الصوتية إلى مسافات أبعد. فاخترع البوق ، ثم ابتكر الميكروفون والسماعة والمذياع والمسجلات ، وأنتج المواد والبرامج التي تستخدم في هذه الأجهزة .

وتعد الوسائل السمعية من أهم الوسائل التعليمية التي شاع استخدامها فـي مطلـع القـرن العشـرين ، وشـاع استخدامها في مجال التربية والتعليم، بخاصة بعد تطور هذه الأجهزة، مما أدى إلى سهولة استعمالها وحملها من مكـان إلى آخر مثل المسجل الصوتي ،المذياع و الأسطوانات و الأشرطة و الشروح والقصص . فيستطيع مثلا معلّـم اللغـة العربية ترتيب التسجيلات الصوتية واستخدامها بطريقة تستثير اهتمام التلاميذ ، ويتيح لهم فرصة المناقشة والتحليـل ، كما يستطيع إيقاف التسجيل عند أجزاء معينة لمناقشة التلاميذ فيما استمعوا إليه ، وتصويب فهمهم له أو لتوضـيح مـا غمض عليهم ، كما يمكن إعادة أجزاء منه عدة مرات ليتيح للتلاميذ فرصة إجادة الفهم والمناقشـة . ويسـتطيع المعلـم الاستماع إلى التسجيلات الصوتية قبل استخدامها في حجرات الدراسة ، وتقويم فائدتها التعليمية، وينبغـي ملاحظـة أن درجة الإتقان في تعلم المادة التعليمية المستخدمة في التسجيلات الصوتية، تعتمد على كفاءة المادة المسجلة ذاتها.

  • وسائل سمعية بصرية : وهي كل ما يستخدمه المعلّم من أدوات وأجهزة ومواد تعليمية، لإكساب المتعلم خبـرات تعليمية عن طريق حاستي السمع والبصر. ونعني بها تلك الوسائل التي تعتمد على حاستي السمع والبصر معا ، وتشمل جميع الوسائل التي تعتمد في استقبالها على حاستي السمع والبصر ، وتشمل التلفاز التعليمي ، والأفلام التعليمية الناطقة والمتحركة ،و الصور المتحركة و الفيديو. حيث يقدر علماء تكنولوجيا التعليم أن الإنسان يتعلّم مـا يعـادل 70%إلـى 80 %عن طريق حاستي السمع والبصر وتعاملهما معا .

ولقد استخدم التليفزيون في التعليم في البلاد العربية، إيمانا بدوره في نشر الأفكار والمعلومات المهمة ، ورفـع المستوى الفكري والوجداني بين الجماهير، ونشر الاتجاهات والقيم البناءة ، وبناء الشخصية المسـتنيرة التـي تتّصـف بروح العطاء والولاء ،والانتقال من المجتمع التقليدي إلى مجتمع أكثر تحضرا ، ولأنه يؤدي دورا في تقـديم الأحـداث التاريخية وتفسيرها .

والتعرف على عادات الشعوب واستعراض المشكلات العالمية ، ولأنه أيضـا لا يقتصـر علـى شريحة مجتمعية دون أخرى ، فهو يخاطب الجميع ، وهو ذو تأثير كبير عليهم أيضا.

 كما كان حرص التليفزيون على استخدام اللغة الفصحى في برامجه، عاملا مهما في نشرها ، وجعلهـا مألوفـة لدى المشاهد تتسلل إلى عقله ووجدانه بيسر وسهولة دون أن يخامره إحساس بأن هذه اللغة ليست هي لغة التخاطب التي يتعامل بها في حياته اليومية. وساعد على ذلك أن التليفزيون حينما استخدم أعمالا تاريخية لإبراز البطولات الإسـلامية والقيم العربية الأصيلة ، كان لابد أن تكون لغة الحوار فيها هي اللغة العربية الفصحى، وذلك من باب المطابقة للواقـع أيضا، فجعل بذلك اللغة الفصحى مألوفة لدى جمهور المشاهدين. فهذا النوع من الوسائل الرمزية المجردة هي كل الوسائل اللغوية (الرموز الشفهية أو الكتابة) التي يستعين بهـا المعلم في شرح أو توضيح معنى أو حقيقة مفهوم في ذهن المتعلم، حتى يمكّنه من فهمه و استيعابه بصورة صـحيحة ، ذلك أن هناك حقائق كلية أو مفاهيم في التجريد لا يمكن توضيحها للمتعلّم، إلا بواسطة الألفاظ و الكلمات لتعذّر تمثّلهـا  بالوسائل المادية مثل : مفهوم الإنسانية ،أو العدل ، أو الحرية …. كما أسهم الفيديو التعليمي في تحسين مستوى التدريس وزيادة فاعليته ، وذلك لما يتصف به من مرونة في انتقاء مكان وزمان العرض التعليمي ، وكذلك اختيار البرامج التعليمية أيضا .ويمكن إبراز أوجه الإفادة من الفيديو التعليمـي في مجال اللغة العربية على النحو التالي:

–  العمل على زيادة تحصيل التلاميذ في فروع اللغة العربية المختلفة وزيادة قدرتهم على إجابة أسئلة الامتحانـات ، مما يؤدي إلى تفوقهم فيها.

– إمكانية إعادة مشاهدة بعض دروس اللغة العربية ، خصوصا تلك التي تتسم بالصعوبة ، كما في النحو والبلاغـة بما يؤدي إلى فهمها جيدا. إثراء عملية التعلم ، حيث يستمع التلميذ للشرح من قبل المتخصصين ، ويشاهد ما قـد يقومـون بـه مـن أداء للمهارات المختلفة كما في دروس الخط.

 -تنمية مهارات الاستماع الجيد للاستفادة من الموضوعات المشروحة.

تصنيف الوسائل التعليمية من حيث وظيفتها تصنف إلى:

  1. 1-    وسائل العرض: يقصد بها كيفية بثّ المعلومة وعرض المعلومات بأشكال مختلفة، وقد قسمت حسب شكل العرض إلى ساكنة ومتحركة، ورسم وتصوير.
  2. 2-    وسائل الأشياء : وهي عبارة عن وسائل تكون المعلومات جزءا منها أو موروثة فيها مثل: الحجم والشكل والكتلـة والوزن واللون، ومنها أشياء طبيعية ، حية وجمادات وأشياء مصنوعة ، أداة لعبة بناء.
  3. 3-    وسائل التفاعل :وهي وسائل تعرض معلومات، وفي الوقت نفسه تدفع المتعلم ليتفاعل معها، كأن يكتب شيئا ما، أو يذكر شيئا ما، وذلك بأن يستجيب للمادة المعطاة، ومنها الكتب المبرمجة والحاسوب والمختبرات والألعاب التربوية.

4–معايير اختيار الوسائل التعليمية:

 يتوقف نجاح الموقف التعليمي التعلمي على حسن اختيار الوسائل التعليمية ، ذلـك أن الموقف التعليمي التعلمي  نظام متكامل العناصر، بحيث لا يمكن فصل الوسائل التعليمية عن الأهداف أو خصائص المتعلمين أو بيئتهم ، ولذلك فإن من معايير اختيار هذه الوسائل مايلي:

  • أ‌-       أن تعبر الوسائل عن الموضوع تعبيرا صادقا ، بأن تتصل بمضمون المحتوى الدراسي، فإذا كان الـدرس فـي الخط العربي مثلا لبيان أهميته وجماله واهتمام الناس به .فإن نماذج من هذا الخط يعرضها المعلم على تلاميذه ، أو فلما يصور الزخرف الإسلامي، يعد من الوسائل الجيدة والتي تؤدي الغرض الذي وجدت من أجله.
  • ب‌-   أن تعمل الوسيلة على جذب انتباه التلاميذ ، بأن تكون ذات شكل جميل ، بما فيها من ألوان إن كانت صورا ، أما إن كانت أجهزة فيجب أن يكون الصوت فيها جميلا.
  • ت‌-   أن تكون الوسيلة ذات صلة وثيقة بالهدف بالمراد تحقيقه ، فإذا أراد المعلم تدريس موضوع المـرور ، فخيـر وسيلة أن يعرض أمام التلاميذ صورة شارع أو مدينة، وصور إشارات المرور
  • ث‌-  . أن يتوفر في الوسيلة عنصر السلامة ، بحيث لا يؤدي استخدامها إلى إلحاق أذى بأحد ، خاصة عنـد اسـتخدام الأجهزة الكهربائية أو الأدوات الحادة أو التجارب المخبرية ، فالأمن والسلامة غايتان ينشدهما كل إنسان.

دور الوسائل التعليمية:

 تقوم الوسائل التعليمية بدور رئيس في مجال التعليم، حيث تسهم في تحسين جودة التحصيل العلمي، والرفع من خصوصية المتعلم في العملية التعليمية يمكن إجمالها فيما يأتي :

–  إثراء الموقف التعليمي : لقد أوضحت الدراسات و الأبحاث منذ حركة التعليم السمعي البصري و مرورا بالعقود التاليـة الدور الذي تنهض به الوسائل التعليمية في إثراء التعليم من خلال إضافة أبعاد و مؤثرات خاصة، و بـرامج متميـزة ، حيث أكدت نتائج هذه الأبحاث أهمية الوسائل التعليمية في توسيع خبرات المتعلم، و تيسير بناء المفاهيم و تخطي الحدود الجغرافية و الطبيعية. ولا ريب أن هذا الدور قد تضاعف حاليا بسبب التطورات التقنية المتلاحقة التي جعلت من البيئـة المحيطة بالمدرسة تشكّل تحديا لأساليب التعليم و التعلّم المدرسية ، لما تزخر به هذه البيئة من وسائل اتصال متنوعـة ، تستعرض الحقائق و المعارف بأساليب مثيرة ومشوقة و جذّابة .

– تحسين مستوى العملية التعليمية والارتقاء بها لتحقيق الأهداف المنشودة: حيث يعتبر توظيف التقنية في العمليـة التعليمية أمرا مهما، خاصة في ظل المتغيرات الموجودة على السـاحة الآن ، مثـل المتغيـرات الثقافيـة والسياسـي ة ، والاقتصادية والمعرفية المتسارعة. تعدد مصادر المعرفة من خلال التقنيات الحديثة التي لا تعتمد على الكتاب المدرسي فقط في نقل المادة العلمية ، بل تعتمد على مصادر أخرى كثيرة، تقدم المعارف في أماكن وجود الطلاب ، حتى يتفاعلوا مع هـذه المصـادر وفـق الطريقة التي تناسب قدراتهم وتلبي حاجياتهم المختلفة .

 – فهناك الأقمار الصناعية التي تبث البرامج التليفزيونية المتنوعـة إضافة إلى أسطوانات الليزر، وأقراص الكمبيوتر والتسجيلات السمعية والبصرية المختلفة.

–   اقتصادية التعليم : و يقصد بذلك جعل عملية التعليم اقتصادية بدرجة أكبر، من خلال زيادة نسـبة الـتعلم إلـى تكلفتـه فالهدف الرئيسي للوسائل التعليمية هو تحقيق أهداف تعلّم قابلة للقياس بمستوى فعال، مـن حيـث التكلفـة و الجهـد و المصادر، مما يجعل التعليم و التعلّم عملية إنتاجية ذات جودة تربوية .

  – زيادة خبرة المتعلم بفضل ما تضيفه الوسائل التعليمية على الدرس من حيوية و نشاط يجعلـه أكثـر اسـتعدادا للتعلم. زيادة مشاركة المتعلم الإيجابية في اكتساب الخبرات و تنمية قدرته على التأمل، ودقة الملاحظة واتّباع التفكيـر العلمي وحلّ المشكلات.

 – تنويع أساليب التعزيز التي تؤدي إلى تثبيت الاستجابات الصحيحة .

–  تعديل السلوك و تكوين الاتجاهات الجديدة .

 – تحقيق مستوى من النظام و الترتيب في بناء المعرفة و ترسيخها.

–  تقوي الوسائل التعليمية العلاقة بين المعلم و المتعلم، فتجعل العلاقة ذات تكامل و انسجام منظم و مرتب.

 – توفّر الوقت والجهد المبذولين من قبل المعلم، حيث يمكن استخدام الوسيلة التعليمية مرات عديدة، ومن قبل أكثر من معلم. تساعد المعلم على حسن عرض المادة وتقويمها، والتحكم فيها. — تجعل الخبرات التعليمية أكثر فاعلية وأبقى أثرا، وأقل احتمالا للنسيان.

 – تعمل على تنويع الحواس من الصوت والبصر والحركة، وهذا يحقق مزيدا من انتباه وإثارة المتعلم.

 – تعمل على تركيز الانتباه : إن إحضار تقنية تعليمية مثل نموذج لصاروخ، سيعمل بلا شك على تركيز الانتباه، أكثر مما لو تكلم المعلّم عن ذلك كلاما وصفيا. تحسين نوعية التعليم وزيادة فعاليته : حيث تعمل تقنيات التعليم على توفير أنشطة تعليمية فردية جديدة، يسـتقل فيها المتعلم ، ويتحمل مسؤولية تعلّمه بنفسه، تمهيدا لاكتساب مهارات حياتية تربوية جديـدة ، مثـل حـلّ المشـكلات ومعالجتها في أشكال جديدة.

 – تعمل على إيصال الرسالة التعليمية بوضوح إلى الطالب: قد يتكلم المعلّم لفترة طويلة، شارحا لطلابـه الأجـزاء المختلفة، التي يتكون منها نبات القطن أو نبات الفاصوليا وشكل الورقة، ومع ذلك فلا يدرك الطلاّب كل هذه المفـاهيم بنفس القدر، فيما لو عرض المعلّم على طلاّبه فيلما تعليميا عن هذه النباتات .

– يعطي استخدام تقنيات التعليم فرصة أكثر للطالب لتذكّر المعلومات ، فلقد أثبتت الأبحاث أن تقنيات التعليم تعمـل على تثبيت المعلومات في ذاكرة الطالب ،ولقد قالوا ما نسمعه ننساه ، ما نراه نتذكّره ، ما نفعله نفهمه.

–  يؤدي تنويع الوسائل التعليمية إلى تكوين وبناء المفاهيم السليمة ، ولو تتبعنا خطوات بناء الطالب لهذه المفـاهيم حتى يصل إلى التعميمات، لأدركنا أهمية توفير الوسائل التعليمية لتحقيق ذلك ، إذ يبدأ الطفل أو الطالب باستخدام لفـظ واحد يدل في تصوره على مجموعة من الأشياء. فكلمة “ساق” مثلا قد تعني عنده كل جزء مـن النبـات يعلـو سـطح الأرض ، ثم يبدأ المدرس بعرض نماذج متعددة وصورا كثيرة توضح أنواعا كثيرة من السيقان

– فيعـرف الطالـب أن . هناك ساقا أرضية وهوائية ومتسلقة ومتحورة، فيكتشف أوجه الشبه والاختلاف في موضوع الدرس المساعدة على نمو المفاهيم وتكوين الاتجاهات العلمية المرغوبة والجديدة ، فالرسـوم والصـور والملصـ قات والبرامج التليفزيونية والأفلام ، تستخدم بكثرة في محاولة تعديل سلوك الأفراد واتجاهاتهم ، وإكسابهم أنماطا جديدة مـن السلوك المرغوب بما يتّفق مع عادات وتقاليد المجتمع.

 – ويمكن عن طريق الوسائل التعليمية تنويع أساليب التعزيز ، التي تؤدي إلى تثبيت الاستجابات الصحيحة وتأكيـد التعلّم، ولعلّ أوضح مثال لذلك من الوسائل التكنولوجية الحديثة هو استخدام البرامج المحوسبة ، حيث يعـرف الطالـب . مباشرة الخطأ أو الصواب في إجابته فور إبدائها ، فيتم تعزيز الإجابة السليمة ويستمر في تعلّمه كما تؤدي الاستعانة بالوسائل التعليمية إلى تعديل السلوك وتكوين الاتجاهات الجديـدة، حيـث تسـتخدم بعـض الوسائل التعليمية كالملصقات التعليمية وبرامج التلفاز والأفلام بكثرة، في محاولة تعـديل سـلوك الأفـراد واتجاهـاتهم وإكسابهم أنماطا جديدة من السلوك. تنمية القدرة على التأمل والتفكير العلمي للوصول إلى حل المشكلات ، وترتيب الأفكار وتنظيمها وفـق نسـق مقبول .

– الوسيلة التعليمية التي أعدت بشكل متقن وفاعل، تثري المادة التعليمية وتجعلها أكثر محسوسية ، ممـا يسـاعد المتعلم على نقل أثر ما تعلّمه بواسطتها إلى الحياة العملية، وتبقى المعلومات حية في ذهنه.

–  كما تقوي العلاقة بـين المعلّم والمتعلّم وبين المتعلمين أنفسهم ، وبخاصة إذا استخدمها المعلم بمهارة، وبذلك تشجع المـتعلّم علـى المشـاركة الفاعلة والتفاعل في المواقف الصفية المختلفة . توفّر مزيدا من القوة والفاعلية ، فالمعلّم وحده مهما كانت إمكاناته الذاتية محدودة الطاقة ، وتقنيات التّعليم تزيـد من طاقته وإمكاناته ، وتركّز على أهمية التعزيز في عملية التعليم من خلال التغذية الراجعة.

 – تعمل الوسائل التعليمية على تحرير التلاميذ من دورهم التقليدي في استظهار المعلومات وفق المناهج القديمـة ، حيث كان التلاميذ مستمعين فقط ، أما عن طريق الوسائل فيصبحون مشاركين فاعلين .

– كما تعمل على تدريب الحواس وتنشيطها، لأن الحواس ليست على درجة متساوية من القدرة ، فحاسة البصر أقوى قدرة من حاسة السمع ، وهذه أقوى قدرة من حاسة السمع ، وهذه أقوى قدرة من حاسة اللمس ، وهذا يعني أن جميع الحواس تنشط أثناء التعلم.

معوقات استخدام الوسائل التعليمية في التعليم :

على الرغم من حاجاتنا إلى استخدام الوسائل التعليميـة لمواجهـة مشكلات التعليمية، إلا أن هناك معوقات تحول دون استخدامها في مدارسنا ، وإن أولى هذه العوائق ناشئ عن النظرية الجزئية التي ينظر فيها إلى الوسائل التعليمية على أنها مجرد أجهزة و أدوات أو مجرد برنامج ، بالإضافة إلى معوقات أخرى نذكر منها :

– عدم قدرة المعلّم على التخلّص من استعمال الأسلوب اللفظي في التدريس، أو البعـد عـن الطريقـة التقليديـة المتكررة بحكم العادة، لأنه يعلّم كما يتعلّم.

– عدم كفاية الساعات المخصصة لتدريس مادة الوسائل التعليمية أو تكنولوجيا التعليم في كليات العلوم التربوية، و النقص الواضح في إعداد المعلم عمليا لاستعمال الأجهزة و الأدوات، أو نتاج الوسائل البسيطة، أو تصميم دروس تكون الوسائل التعليمية جزءا متكاملا مع بقية نظام الدرس. – النقص الواضح في استعدادات كثيرة من المباني المدرسية، و خاصة القديم منها.

 – ضخامة نصاب المدرس من ساعات التدريس إلى جانب تعدد الأعمال الإضافية ،والمسؤولية المكلّف بها .

 – الزيادة الواضحة في كثافة حجرات الدراسة، بحيث يشكل مقاعد التلاميذ جميع فراغ الحجرة. التعقيدات الروتينية التي تفر منها القوانين الإدارية بالمدارس ، فيما يخـتص بالعهـدة و انتقـالات الأجهـزة و الأدوات و إجراءات الإصلاح و الصيانة و الاستهلاك .

– عدم تخصيص معظم المدارس بميزانية مناسبة لإنتاج الوسائل التعليمية الأساسية، التي تحتاجها أو استخدامها أو شراء المناسب منها.

 – قلة الحوافز المادية و الأدبية التي تخصص لتشجيع الابتكار و التجديد في المدارس.

 الخاتمة: يجب ألا يغيب عن البال أن تقنيات التعليم مهما كانت جذّابة وجيدة وذات إمكانات كبيرة ، إلا أنّها لا تلغي دور المعلّم ، بل أنّها تعززه وتقويه ، إنها تساعد المعلّم ولا تنافسه. فالمعلّم الناجح هو ذلك الذي يجيد توظيـف التقنيـة فـي الموقف التعليمي المناسب ، وذلك عن طريق الإعداد المسبق لها، والتخطيط الأمثل لاستخدامها ، والتدقيق في اختيارها، بحيث تؤدي هذه التقنية التعليمية دورا حقيقيا وليس دورا مظهريا في عملية التعليم والتعلم.

المصادر والمراجع:

 أحمد حساني ، دراسات في اللسانيات التطبيقية ، حقل تعليمية اللغات ، ديوان المطبوعات الجامعية ، الجزائر ، دط ،2000 .

 حسين حمدي الطوبجي ، و سائل الاتصال التكنولوجيا في التعليم ، دار القلم ، الكويت ، 1981 . سعيد عبد االله لافى ، تنمية مهارات اللغة العربية ، عالم الكتب الحديث ،القاهرة ، ط1 ، 2012 . صالح بلعيد ، دروس في اللسانيات التطبيقية ،دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع ، الجزائر ،دط،2009

فارعة حسن محمد ، دراسات وبحوث في المناهج وتكنولوجيا التعليم ،عالم الكتب ، القاهرة ، 1996 .

 محمد محمود الحيلة ، أساسيات تصميم وإنتاج الوسائل التعليمية، دار المسيرة ، عمان ، ط1 ،2001 .

 محمد وطاس ، أهمية الوسائل التعليمية في عملية التعلم عامة و في تعليم اللغة العربية للأجانب خاصة ، المؤسسة الوطنية لكتاب ، الجزائر ، 1988 .

 المديرية الفرعية للتكوين ،دروس في التربية وعلم النفس ، الجزائر ، 1973 ،1974 .

 مفتشية التربية و التعليم المتوسطة ، ملتقيات إعلامية و دراسية ، بسكرة ، 2006 .

 ابن منظور ، لسان العرب ، مادة “و س ل ” دار صادر ، بيروت ، م2 .

 زهدي محمد عيد ، مدخل إلى تدريس مهارات اللغة العربية ، زهدي محمد عيد ، دار صفاء للنشر ، عمان ، ط1 ، 2011

error

يمكنك متابعتنا ووضع لايك .. ليصلك كل جديد