سنتعرض اليوم لخمس استراتيجيات تدريس مهمة ومختصرة تساعد المعلم على ضبط الفصل , واشغال الطلاب بما يحقق الفائدة عمليا , ويحق أهداف المنهج , وبالتالي يعطي الدرس حيوية ونشاط ورغبة من المتعلم على العمل الجاد والفهم الصحيح للمادة, ويراعي المعلم الفروق الفردية بين التلاميذ , ويمكن تطبيقها بأقل التكاليف .


1- استراتيجية المعرض

كمدرس، قد تحتاج من حين لآخر لتحليل نصوص متعددة في إطار مجموعات، و في العادة تكون هذه المجموعات جالسة و توزع عليها النصوص و يطلب منها تحليلها، لكن في هذه الاستراتيجية المقترحة، سيتم قلب طريقة العمل، فالنصوص سيتم تعليقها على الجدران الأربعة للفصل، و سيطلب من الطلاب أن ينتقلوا إليها و يقوموا بقراءتها في إطار مجموعات.

يمكن أيضا استخدام هذه الطريقة في الرياضيات على سبيل المثال، شريطة توفر سبورات متعددة، يتم توزيعها على أركان الفصل، و يطلب من كل مجموعة حل تمرين أو مسألة رياضية على السبورة الخاصة بها، مما سيخلق دينامية داخل الفصل، و سيحفز المتعلمين على التعامل مع النصوص و الوثائق و المسائل الرياضية دون ملل.

2- استراتيجية السبورة البيضاء

هذه الاستراتيجية صالحة للاستخدام بشكل خاص من طرف مدرسي العلوم، و تستدعي توفر سبورات بيضاء متعددة. بداية، يطلب من المتعلمين إجراء بحوث حول ظاهرة معينة، أو استثمار وضعية تعليمية محددة مسبقا، تتطلب تحليل بيانات و استثمار الوثائق المتوفرة، و إنجاز تقرير مفصل على مستوى كل مجموعة، و من تم عرضه على السبورة المخصصة لها، و استخدام الرسوم البيانية و الصور و وسائل الإيضاح الأخرى المتوفرة لإقناع زملائهم بالنتائج المتحصل عليها، و يمكن للطلاب بعد ذلك تلقي الملاحظات والإجابة عن الأسئلة المتعلقة بالتقرير المعروض.

3- استراتيجية الأقطاب

تناسب هذه الاستراتيجية بشكل خاص كلا من عملية التقويم التكويني الذي يتم في آخر كل حصة دراسية، أو خلال الوحدات الدراسية، و التقويم التشخيصي الذي يتم في بداية السنة الدراسية. و تتمثل فكرة استراتيجية الأقطاب في تقسيم الفصل إلى قطبين، يمثل كل قطب منهما فكرة معينة أوجوابا معينا، فيما يمثل القطب الآخر نقيضهما.

على سبيل المثال، و مباشرة بعد إنجاز حصة لدرس معين، يقسم الفصل الدراسي إلى قطبين، قطب لمن فهم الدرس، و قطب لمن لازالت لديه صعوبات في فهم الدرس، و يطلب من المتعلمين الاصطفاف في أحد القطبين، مما يسهل عملية التقويم التكويني للدرس، و يمكن من التعرف على مدى تحقق الأهداف المسطرة، و يساعد كذلك في تخطيط حصص الدرعم، و كل ذلك بطريقة دينامية و محفزة على التعلم.

4- استراتيجية الكراسي

تعمل هذه الإستراتيجية بنفس مبدأ لعبة الكراسي الشهيرة، و التي يطلب خلالها من الأطفال الدوران حول الكراسي و الجلوس بمجرد ما يتم إيقاف الموسيقى.

لتطبيق هذه الاستراتيجية في الفصل الدراسي، ينبغي على المدرس تحضير سلسلة من الأسئلة القبلية التي تهدف للتعرف على تمثلات المتعلمين حول موضوع الدرس، أو الأسئلة البعدية التي تهدف لتقييم تعلمات الطلاب في آخر الحصة.

يطلب المدرس من جميع الطلاب الوقوف، و الدوران حول الكراسي المصفوفة على شكل دائرة، و بمجرد توقف الموسيقى، يطرح سؤال من اللائحة المعدة سلفا على المتعلم الذي لا يجد كرسيا يجلس عليه، و يتم مناقشة ردوده مع الآخرين. يتم تكرار العملية، و يُحْذَفُ كرسي من مجموعة الكراسي في كل مرة، لإتاحة الفرصة للجميع للمشاركة.

5- استراتيجية QR Code

هناك الكثير مما يمكن فعله برمز الاستجابة السريعة QR Code.  ففي دروس العلوم على سبيل المثال، يمكن إلصاق رموز QR Code على مختلف أجزاء المجسمات التي تحاكي جسم الإنسان، بحيث توزع على أركان الفصل الدراسي، و يُمَكِّنُ مسح هذه الرموز بواسطة الهاتف النقال الطلاب من الحصول على معلومات وافية عن العضو ووظائفه، معززة بوسائط متعددة. و بهذه الطريقة، ستتحول حصص العلوم المملة عادة للطلاب، إلى حصص دينامية و ممتعة.

يمكنكم التعرف على طريقة استخدام رمز الاستجابة السريعة QR Code و بعض الأفكار التي تمكن من توظيفه في الفصل الدراسي من خلال المقال التالي:

ما هو رمز الاستجابة السريعة QR Code ؟ وكيف يمكن توظيفه في التعليم ؟

كما يمكنكم التعرف على بعض التطبيقات و الأدوات الرقمية التي تتيح إنشاء و قراءة رموز QR CODE من خلال المقال التالي:

18 من أفضل أدوات إنشاء رمز الاستجابة السريعة QR CODE للمدرسين

إن ما تقدم من الأفكار و الاستراتيجيات المقترحة أعلاه، ليست على سبيل الحصر، بل الهدف منها أساسا هو خلق نقاش حول ظاهرة جلوس المتعلمين في الفصول الدراسية لساعات طوال، و تحفيز المدرسين لإبداع طرق جديدة و مبتكرة لخلق دينامية داخل الفصل، تشجع على التعلم بما يتناسب و الخصائص العمرية للطلاب.

ملاحظة : وكل الطرق السابقة تعتمد على خبرة المعلم واطلاعه بمجال أوسع مما ذكرناه بالشكل المختصر السابق

error

يمكنك متابعتنا ووضع لايك .. ليصلك كل جديد