يعتبر التعلم التشاركي مدخلا أو استراتيجية للتعليم، يعمل فيه المتعلمون معا في مجموعات صغيرة أو كبيرة لإنجاز مَهمة أو تحقيق هدف تعليمي مشترك، حيث يتم اكتساب المعرفة و المهارات والاتجاهات من خلال العمل الجماعي المشترك. ونظرا للتطور التكنولوجي و ظهور تقنيات الويب  فقد ظهر ما يسمى بالتعلم التشاركي عبر الانترنت، و بيئات التعلم التشاركية عبر الويب، وهي بيئات متعددة الأدوات.

و نظرا لأهميتها فقد ارتأينا المساهمة بهذا الشرح المبسط لبعض أهم استراتيجيات التعلم التشاركي، والتي تصلح للتطبيق سواء في الفصول التقليدية أو من خلال بيئات التعلم الإلكترونية عبر الويب وهي:

فكر – اقرن – شارك 

وهي استراتيجية حديثة وضعها فرانك ليمان تحت مسمى ( فكر – زاوج – ناقش ) جاءت لدفع المتعلم للتفكير الفردي ، والتفكير مع الرفيق في الصف ومن ثم المشاركة مع الجميع ، وكان سبب وضعها لتلافي سلبيات طريقة المحاضرة وخاصة اذا كان عدد المتعلمين كبيرًا في الصف ، اذ لا تتيح طريقة المحاضرة الا لعدد صغير جدًا للمشاركة ، مما حدى به الى ان يجد استراتيجية تستخدم مع الاعداد الكبيرة من المتعلمين ويمكن ان تطبيق بيسر دون الحاجة الى ظروف او وسائل وتقنيات صعبة المنال ، وانما تتم في ضوء توجيه المدرس لسؤال معين ومن ثم يطلب من الجميع التفكير فيه فرديًا وبهدوء تام بوقت لا يتعدى ( 5 دقائق ) حسب تقدير المدرس لاهمية السؤال ثم يوجههم بان يشكلون مجاميع ثنائية بحسب ترتيب جلوسهم ، ويبدآن بالنقاش ومزاوجة الافكار التي لدى كل منهما ، بعدها يحدد المدرس المتعلم الذي يجيب على السؤال بشكلٍ عشوائي .
وعندما يجد ان المتعلمين قد فكروا ومن ثم تشاركوا يعود الى المحاضرة والشرح وهكذا يتم التدريس وفقًا لها.
 خطوات استراتيجية ( فكر ، زاوج ن شارك( :
1- توجيه سؤال من قبل المدرس لجميع المتعلمين.
2- تحفيز المتعلمين على التفكير الفردي بالحل وحسب الوقت الذي يخصصه للسؤال شريطة ان لا يتعدى 5 دقائق .
3- الطلب من المتعلمين بالمشاركة الزوجية بينهم وحسب مقاعد الجلوس وتبادل الافكار بينهما.
4- الاختيار العشوائي لبعض المتعلمين لتقديم الحل او تلخيصها .
5- العودة من قبل المدرس الى المحاضرة واستكمال اجراءات الدرس.

ملاحظة مهمة :
هنالك بعض الاسئلة التي ينبغي ان يعود المتعلم على طرحها بينه وبين نفسه عند تطبيق هذه الاستراتيجية وهي
1- ماهي المعلومات التي احتاجها للوصول للإجابة الدقيقة ؟
2- ماهي نسبة المعلومات التي اعرفها عن السؤال من الماضي؟
3- ماهي الوسائل التي احتاجها؟
4- ماهي الاسئلة التي احتاج ان اطرحها على زميلي وشريكي في الحل؟ تعمل هذه الطريقة على تقسيم المتعلمين إلى أزواج. ويقوم كل متعلمين بالتفكير معا للوصول إلى حل المشكلات ثم كتابته، ومشاركته مع زملائهم، وفي الأخير تتم مناقشة الحلول قبل عرضها.

المميزات:

– بقاء الطلاب في حالة انتباه وتركيز.
– تأهيل الطلاب للمناقشات الصفية.
– استهداف المفاهيم الأساسية.
– وعي الطلاب بوجود فروقات في التفكير بينهم.
– استجابات المتعلمين تعتبر تغذية راجعة للمعلم عن استيعابهم للمادة.

تبادل التدريس 

تعتمد هذه الطريقة على عملية تبادل التدريس، كجزء من إجراءات عمل المجموعة، وهي تدعم التشارك بين الطالب والمعلم. يقوم كل متعلم بدور المعلم في تقسيمه لعمل المجموعة، حيث يلخص ويقرأ الفقرات ويدير المناقشات الخاصة بموضوع الدراسة.

الخطوات:

– إعداد الطلاب عن طريق توضيح كيفية قراءة النص.
– يقوم الطلاب بقراءة المادة.
– يتبادل الطلاب الأدوار كمعلمين و يقومون بقيادة المناقشة لفقرة واحدة من النص.
– يقوم الطلاب بتلخيص الفقرة و طرح أسئلة و إيضاح المحتوى.

المميزات:

– يطور الطلاب قدراتهم على أداء أنشطة عقلية محددة، مثل قراءة المصادر الأولية وتحليل الأعمال الأدبية.
– لعب الطالب لدور المعلم يضعه في موقع المراقب لفهمه الخاص.
– يتعرض الطالب لطرق مختلفة لتفسير المادة أو المحتوى.

الطريقة الحلقية

 تناسب هذه الاستراتيجية مرحلة التهيئة لاكتشاف المفاهيم القبلية عند الطلاب .

وتساعد على مهارات التفكير الناقد ومهارات الاستماع وتنظيم عمل المجموعة.
وهي في الأساس مصممة كعصف ذهني للطلاب.

أنواعها :
أ ـ مساجلة حلقية كتابية
ب ـ مساجلة حلقية شفوية

 طريقتها :
1ـ الكتابية: توزع ورقة واحدة لمجموعة رباعية تحوي سؤالا أو مسألة .
2ـ يستمع الطلاب للسؤال (أو مكتوبا) ويفكرون في إجابته
3ـ يبدأ الطالب الأول في كتابة إجابته في الورقة ثم يمررها لزميله.
4ـ يقرأ الطالب الثاني إجابة زميله ويضيف بدون تعديل للأخطاء ثم يمرر وهكذا.
5ـ تعرض الإجابات أمام الصف ويتم النقاش.

وأما الشفوية : مثل طريقة الكتابية غير أن الإجابات لا تكتب .

وبشكل عام
-تقسيم الطلاب إلى مجموعات، بحيث تتألف كل مجموعة من 4 طلاب.
– يطرح المعلم مشكلة عن مفهوم أو فكرة معينة في الدرس (شفويا أو كتابيا).
– الاستماع إلى السؤال، ثم التفكير في جميع الإجابات المناسبة.
– يشارك الطالب بالإجابة عن السؤال عندما يحين دوره بصوت مسموع تحدثا أو كتابة في ورقة واحدة لكل مجموعة.
– يستمع الطالب جيدا لكل إجابة يشارك بها زميله في المجموعة.
– يشارك الطالب بأي إضافة عندما يأتي دوره مجددا أثناء اكتمال الحلقة.

المنتج التشاركي

نمط من التعلم قائم على التفاعل الاجتماعي بين المتعلمين حيث أنهم يعملوا في مجموعات صغيرة يتشاركون في إنجاز المهمة أو تحقيق أهداف تعليمية مشتركة من خلال أنشطة جماعية في جهد منسق باستخدام خدمات وأدوات الاتصال والتواصل المختلفة عبر الويب، ومن ثم فهو يركز على توليد المعرفة وليس استقبالها، وبالتالي يتحول التعليم من نظام ممركز حول المعلم يسيطر عليه إلى نظام ممركز حول المتعلم ويشارك فيه المعلم.

•         وتقوم هذه الاستراتيجية على صياغة فكرة واحدة عامة يقوم أعضاء المجموعة بالاستجابات لهذه الفكرة بالاعتماد على قدراتهم المعرفية وتنقسم هذه الاستراتيجية إلى:

•         أ) طريقة تبادل التدريس: Reciprocal Teaching               

•               تعتمد هذه الطريقة على عملية تبادل التدريس حيث يعتبر جزءا من إجراءات عمل المجموعة، وهي تدعم التشارك بين الطالب والمعلم، باعتبارها تطوير لمهارات القراءة والكتابة، ويقوم كل متعلم بدور المعلم في تقسيمه لعمل المجموعة، حيث يلخص ويقرأ الفقرات ويدير المناقشات الخاصة بموضوع الدراسة، كما يفسر النصوص .

•         ب) طريقة جيسو: Jigsaw method

استراتيجية المنتج التشاركي:

•         العنصر الأساسي في هذه الاستراتيجية هو القدرة على تنظيم الأنشطة التعليمية التي تعتمد على المناقشة بين أعضاء المجموعة، وفى التعليم عبر المنتج التشاركي يتم تنظيم العمل بحيث يؤدي إلى إنتاج مادة مشتركة

المميزات:

– بقاء الطلاب في حالة انتباه وتركيز.

– تأهيل الطلاب للمناقشات الصفية.

– استهداف المفاهيم الأساسية.

– وعي الطلاب بوجود فروقات في التفكير بينهم.

– استجابات المتعلمين تعتبر تغذية راجعة للمعلم عن استيعابهم للمادة

تفكير الأقران بصوت عال لحل المشكلات

يتضمن هذا النشاط التعليمي حل المشكلات، حيث عمل الطلاب على شكل أزواج و يتبادلون الأدوار في كل مشكلة (طالب يبحث عن الحل والآخر مستمع).
يفكر مقدم الحل بصوت مسموع بينما يحل المشكلة و يشجعه المستمع و يسأله طلبا للإيضاح دون أن يقدم له مساعدة.

الخطوات:

– تقسيم الطلاب على شكل أزواج:
– القائمون على حل المشكلات يتحدثون عن تفسيراتهم أثناء حل المشكلة.
– المستمع يشجع و يطلب توضيحات كلما احتاج لها.
– يحل كل زوج مجموعة من المشكلات و يتبادلون الأفكار.

المميزات:

– التركيز على العملية بدلا من المنتج.
– يتدرب الطلاب على صياغة الأفكار و بعض المهارات و يتعرفون على الفجوة و الأخطاء في الفهم.

الرؤوس المرقمة معا


أهمية استراتيجية الرؤوس المرقمة :

تتبلور هذه الأهمية فيما يأتي: 

-جذب انتباه المتعلمين إلى الأنشطة التي يقترحها المدرس أثناء الدرس كونها تختصر جميع متعلمي الصف في كل نشاط إلى 6 متعلمين وفقاً لأرقامهم.
-تبتعد عن التقليد الذي يعتمد الأسماء وما يليه من تركيز على أسماء محددة متميزة أو ضعيفة.
-تشجع على التعاون والعمل في مجموعات متفاهمة تنمي لديهم مهارة التعايش الاجتماعي.
-تدفع للتفكير في الإجابة الصحيحة عندما يتم اختيار أحد أفراد الرقم المعني بالسؤال.

أهداف الاستراتيجية:
تهدف هذه الاستراتيجية إلى تحقيق عدد من الأهداف ومنها يأتي:

-تعزز الانتباه والاستعداد لدى المتعلمين. 

-تقضي على الاتكالية التي يعتمدها المتعلمون في طرائق التدريس الاعتيادية.
-تنمي الشعور بالمسؤولية الفردية لدى المتعلمين فضلًا عن تعويدهم على المسؤولية الاجتماعية.
-تجعل المتعلم أكثر جاهزية.
-تنمي ثقة المتعلم بنفسه. 

الظروف التي تلائم تطبيق الاستراتيجية:

لا تحتاج استراتيجية الرؤوس المرقمة من المعلم إلى ظروف خاصة أو إجراءات معقدة كونها تتم بتوافر الظروف الآتية: 

تناسب جميع أنماط المتعلمين.
-البيئة الصفية لا تحتاج إلى جديد وإنما تعتمد فقط على تقسيم المتعلمين إلى مجاميع تعاونية.
-لا تحتاج إلى مهارات معقدة سوى القدرة على المناقشة وطرح الأسئلة.
-من جانب المدرس، تعتمد على العبارات التعزيزية المتعارفة فقط.

خطوات استراتيجية الرؤوس المرقمة :
-تقسيم المتعلمين إلى مجاميع متباينة في المستويات التعليمية.
-تعطى كل مجموعة رقما معينا مثلاً (1، 2، 3، 4) وهكذا.
-لا يتجاوز عدد المتعلمين في المجموعة الواحدة 5 أفراد وقلما يتكون من 6 أفراد.
-يعطى كل متعلم رقما يثبت معه ويحفظه بدلًا من اسمه مع حفظ رقم المجموعة من قبل الطالب.
-يقوم المدرس بتوجيه أسئلته بصورة عامة، ثم يحدد رقم المتعلم الذي يراد له أن يجيب.
-يحدد المدرس رقم المجموعة وبعدها يخصص المتعلم المعني بالسؤال وهكذا.
-يتم في النهاية تحديد المجموعة التي حصدت النقاط الأكثر في الدرس وتعطى الدرجات على أساس المجموعات.

7- استراتيجية الملف المتنقل

 هي من استراتيجيات التعلم النشط والتي تتناسب مع الدروس العملية وكذلك العمليات الرياضية ، او ايجاد المجسمات والمخططات والنماذج وتعطي نوع من المراجعة والتوجيه للمتعلمين في كل ما يقومون به من واجبات او اعمال . وتقوم على مجموعة من المهارات المهمة وهي ( الملاحظة ، والقياس ، والاستنتاجات ، والعرض وتفسير البيانات ) وتتم وفق مجموعة من الخطوات هي :
1- تقسيم المتعلمين الى مجموعات صغيرة ، تتألف من اربعة افراد فقط .
2- تكليف المجموعات بنشاطات او تجارب تتطلب عدة مراحل ، او حل مسائل رياضية تتكون من عدة خطوات .
3- بدء المجموعات بتنفيذ العمل والواجب المكلفة به.
4- تحديد احد اعضاء المجموعة بأن يقوم بدور المراسل المتنقل .
5- يبدأ المراسل بالتجوال بين المجموعات الاخرى ، اذ ينتقل من المجموعة الى المجموعة الاخرى بعد ان يطلع على عمل كل منها.
6- يعود المراسل الى مجموعته ويطلعهم على الافكار والاعمال التي طرحت في المجموعات الاخرى اثناء اطلاعه عليها .
7- النقاش في الافكار التي جاء بها المراسل ودمجها بمشروع عمل المجموعة والاستمرار بالنشاط وصولاً للنتيجة.
8- عرض النتائج لكل مجموعة واصدار التقييم من قبل المدرس .


المصادر:

ريهام محمد أحمد محمد الغول (2012). أثر بعض استراتيجيات مجموعات العمل عند تصميم برامج للتدريب الإلكتروني على تنمية مهارات تصميم وتطبيق بعض خدمات الجيل الثاني للويب لدى أعضاء هيئة التدريس. رسالة دكتوراة، جامعة المنصورة، كلية التربية ص.73.
http://www.eulc.edu.eg/eulc_v5/Libraries/Thesis/BrowseThesisPages.aspx?fn=PublicDrawThesis&BibID=11387023
· Collaborative Learning Techniques Workshop Handouts April 23, 2010
https://www.uwlax.edu/catl/studentlearning/presentations/collaborativelearningtechniqueshandout.pd

2 thoughts on “استراتيجيات التعلم التشاركي

  1. يقول حياة:

    مرجع هام ويواكب استراتيجيات التعلم الحديث. شكرا لللكاتب على هذا العمل

  2. يقول حياة قعيدة:

    ارغب في الاطلاع على كل المنشورات ومواكبة الدراسات في المجالات التربوية واستراتيجيات التعلم وتطوير الكفاءات. شكرا على تفاعلكم

Comments are closed.

error

يمكنك متابعتنا ووضع لايك .. ليصلك كل جديد