تهدف استراتيجية المشروعات إلى ربط التعليم المدرسي بالحياة التي يحياها المتعلم خارج المدرسة وداخلها معاً، وبعبارة أخرى تستهدف ربط المحيط المدرسي بالمحيط الاجتماعي، وتطبق على الأنشطة التي تغلب عليها الصبغة العملية .
ويمكن تصنيف المشروعات كما يلي :
1- المشروعات البنائية : وتستهدف الأعمال التي تغلب عليها الصبغة العملية بالدرجة الأولى.
2- المشروعات الاجتماعية : وتستهدف الفاعليات التي يرغب المتعلم من ورائها التمتع بها كالاستماع إلى الموسيقى أو إلى قصة أدبية وغير ذلك .
3- مشاريع المشكلات : يستهدف المتعلم منها حل معضلة فكرية .
4- مشاريع لتعلم بعض المهارات، أو لغرض الحصول على بعض المعرفة .
وتنقسم المشروعات بحسب عدد المشاركين فيها إلى قسمين :
أولاً – المشروعات الجماعية : هي تلك المشروعات التي يطلب فيها – إلى جميع الطلبة في غرفة الصف، أو المجموعة الدراسية الواحدة – القيام بعمل واحد، كأن يقوم جميع الطلبة بتمثيل مسرحية، أو رواية معينة، كمشاركة منهم في احتفالات المدرسة، أو كأحد الواجبات الدراسية المطلوبة منهم .
ثانياً – المشروعات الفردية : وتنقسم هذه المشروعات بدورها إلى نوعين هما :
النوع الأول : حيث يطلب إلى جميع الطلبة تنفيذ المشروع نفسه كل على حدة، كأن يطلب إلى كل طالب رسم خريطة الوطن العربي، أو تلخيص كتاب معين يحدده المعلم .
النوع الثاني : يقوم كل طالب في المجموعة الدراسية باختيار مشروع معين من مجموعة مشروعات مختلفة، يتم تحديدها من قبل المعلم أو الطلبة أو الاثنين معاً .
خطوات عمل المشروع
تمر عملية إنجاز المشروع بأربع خطوات رئيسية هي :
الخطوة الأولى – اختيار المشروع :
اختيار المشروع من أهم خطوات إنجازه؛ لأن الاختيار الجيد يساعد على نجاح المشروع .
تبدأ هذه الخطوة بقيام المعلم بالتعاون مع طلبته بتحديد : أغراضهم، ورغباتهم، والأدوات المراد استخدامها في تحقيق المشروعات، وتنتهي باختيار المشروع المناسب للطالب .
ويراعى عند اختيار المشروع أن يكون من النوع الذي يرغب فيه الطالب وليس المعلم؛ لأن ذلك يدفع الطالب ويشجعه على القيام بالعمل الجاد وإنجاز المشروع؛ لأنه في الغالب سوف يشعر بنوع من الرضا والسرور في إنجازه، والعكس صحيح، إذا كان المشروع من النوع الذي لا يلبي رغبة أو ميل لدى الطالب .
كما يراعى في اختيار المشروع أن يكون من النوع الذي يمكن انجازه، إذ كثيراً ما نجد أن الطالب يقحم نفسه في مشروع ما، ولا يستطيع إنجازه، لأسباب تتعلق بالمشروع نفسه، أو لأن إنجاز المشروع يحتاج إلى معدات، أو إمكانات غير متوافرة لدى الطالب .
ويجب أن يكون المشروع من النوع الذي يعود بالفائدة على الطالب، ويفضل أن يكون على علاقة مباشرة، أو غير مباشرة بالمنهج الدراسي؛ لكي يعود الطالب بفائدة تربوية .
الخطوة الثانية – وضع الخطة :
لابد لنجاح أي مشروع من وضع خطة مفصلة، تبين سير العمل في المشروع، والإجراءات اللازمة لإنجازه، فبعد أن ينجز الطالب الخطوة الأولى يختار المشروع الذي يناسبه، ويتلاءم مع رغباته، ويقوم بالتعاون مع المعلم بوضع خطة منفصلة لتنفيذ المشروع .
يجب أن تكون الخطة واضحة الخطوات، ولابد من مشاركة الطلبة في وضع هذه الخطة وإبداء آرائهم ووجهات نظرهم، ويكون دور المعلم استشارياً، يسمع آراء الطلبة ووجهات نظرهم، ويعلق عليها، ولكن ليس من أجل النقد أو التهكم، وإنما من أجل توجيه الطلبة ومساعدتهم .
الخطوة الثالثة – تنفيذ المشروع :
يتم في هذه المرحلة ترجمة الجانب النظري، المتمثل في بنود خطة المشروع،
إلى واقع محسوس؛ حيث يقوم الطالب في هذه المرحلة بتنفيذ بنود خطة لمشروع تحت مراقبة المعلم وإشرافه وتوجيهاته، ويقوم المعلم بإرشاد الطلبة وحفزهم على العمل وتنمية روح الجماعة والتعاون بين الطلبة، والتحقق من قيام كل منهم بالعمل المطلوب منهم . ويجب أن يلتزم الطلبة ببنود خطة المشروع، وعدم الخروج عنها، إلا إذا استدعت الظروف ذلك؛ مما يتطلب إعادة النظر في بنود الخطة، وعندها يقوم المعلم بمناقشة الموضوع مع الطلبة والاتفاق معهم على التعديلات المناسبة .
الخطوة الرابعة – تقويم المشروع :
تستهدف هذه الخطوة تقويم المشروع والحكم عليه، وفيها يقوم المعلم بالاطلاع على كل ما أنجزه الطالب، مبيناً له أوجه الضعف وأوجه القوة، والأخطاء التي وقع فيها، وكيفية تلافيها في المرات القادمة، بمعنى آخر يقوم المعلم بتقديم تغذية راجعة للطالب، وتعد هذه من أهم فوائد تقويم المشروع أو الحكم عليه، ومن دونها لا يعرف الطالب مدى إتقانه لعمله، ولا الأخطاء التي وقع فيها وطريقة معالجتها .
ويشرك المعلم طلبته في عملية التقويم، فإذا كان المشروع من النوع الفردي قد يطلب المعلم من كل طالب أن يقوم أو يعرض نتائج مشروعه، وما قام به على بقية الطلبة، ويقوم الطلبة بمناقشة المشروع وتقديم تعليقاتهم وآرائهم، أما إذا كان المشروع جماعياً، فيمكن مناقشته مع مجموعة أخرى من الطلبة، وإن تعذر ذلك يقوم المعلم بمناقشته .
مميزات استراتيجية المشروع
– تنمي طريقة المشروع روح العمل الجماعي والتعاون، كما هو الحال في المشروعات الجماعية، وروح التنافس الحر الموجّه في المشروعات الفردية .
– تشجع على تفريد التعليم، ومراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين .
– يشكل المتعلم محور العملية التعليمية، بدلاً من المعلم، فهو الذي يختار المشروع، وينفذه تحت إشراف المعلم .
– تعمل هذه الاستراتيجية على إعداد الطالب وتهيئته خارج أسوار المدرسة، حيث يترجم ما تعلمه نظرياً إلى واقع عملي ملموس، وتشجعه على العمل والإنتاج.
– تنمي عند الطالب الثقة بالنفس وحب العمل، وتشجعه على الإبداع والابتكار، وتحمل المسئولية، وكل ما يساعده في حياته العملية .
أسس اختيار المشروعات
الأسس الواجب الأخذ بها عند اختيار المشروعات يمكن تلخيصها فيما يلي :
– توافر قيمة تربوية معينة، ويجب أن تكون هذه القيمة التربوية مرتبطة باحتياجات المتعلم.
– الاهتمام بتوفير المواد اللازمة لتنفيذ المشروع؛ فكثير من المشروعات المفيدة لا يمكن تنفيذها؛ وذلك لعدم توافر المواد الضرورية، كما يجب ملاحظة المحل الذي ينفذ فيه المشروع، وإلا ضاعت الجهود وذهب الوقت سدى .
– يجب أن يتناسب الوقت مع قيمة المشروع .
– يجب ألا يتعارض المشروع مع الجدول المدرسي .
– مراعاة الاقتصاد في تكاليف المواد التي يحتاجها المدرس لمشروع ما .
– ملاءمة المشروع لتحقيق القيم التربوية المطلوبة .
– يجب ألا يكون المشروع معقداً، وألا يستغرق وقتاً طويلاً .
– يجب أن يتناسب المشروع مع قابلية الطلبة في تصميمه وتنفيذه، وألا يتطلب مهارات معقدة، أو معلومات صعبة لا يستطيع الطلبة أن يحصلوا عليها .