مفهوم الاكتشاف:
يقصد بالاكتشاف أن يصل التلميذ الى المعلومات بنفسه ، معتمدا على جهده وعمله وتفكيره ، ولذلك نقول انها من أهم الاستراتيجيات التى تنمى التفكير . فالمدخل الاستكشافي يركز على مواجهة المتعلم بموقف مشكل ، يوجد لديه الشعور بالحيرة ويثير عنده عديدا من التساؤلات ؛ فيقوم بعملية استقصاء ، وبحث ليجد الاجابات عنها .
فالاكتشاف ببساطة يعنى أن المتعلم يكتشف المعلومات بنفسه ، ولا تقدم له جاهزة ، ولكى يتحقق ذلك يتطلب من المتعلم فهم العلاقات المتبادلة بين الأفكار وربط عناصر الموضوع ببعضها لكى يأتى بما هو جديد من تعميمات ومبادئ علمية .
* هي عملية تفكير تتطلب من الفرد إعادة تنظيم المعلومات المخزنة لديه وتكييفها بشكل يمكنه من رؤية علاقات جديدة لم تكن معروفة لديه من قبل.
* هي التعلم الذي يحدث كنتيجة لمعالجة الطالب المعلومات وتركيبها وتحويلها حتى يصل إلى معلومات جديدة حيث تمكن الطالب من تخمين أو تكوين فرض أو أن يجد حقيقة رياضية باستخدام عمليات الاستقراء أو الاستنباط او باستخدام المشاهدة والاستكمال أو أية طريقة أخرى.
* هي عملية تنظيم المعلومات بطريقة تمكن التلميذ المتعلم من أن يذهب أبعد من هذه المعلومات. أو هو الطريقة التي يتم فيها تأجيل الصياغة اللفظية للمفهوم أو التصميم المراد تعلمه حتى نهاية المتابعة التعليمية التي يتم من خلالها تدريس المفهوم أو التعميم.
* هو محاولة الفرد للحصول على المعرفة بنفسه، فهو يعيد لنا المعلومات بهدف التوصل إلى معلومات جديدة، فالتعلم بالاكتشاف هو سلوك المتعلم للانتهاء من عمل تعليمي يقوم به بنفسه دون مساعدة من المعلم.
أهداف التعلم بالاكتـشاف:
أهــداف عامة:
يمكن إجمال الأهداف العامة للتعلم بالاكتشاف بأربع نقاط أساسية هي:
• تساعد دروس الاكتشاف الطلبة على زيادة قدراتهم على تحليل وتركيب وتقويم المعلومات بطريقة عقلانية.
• يتعلم الطلبة من خلال اندماجهم في دروس الاكتشاف بعض الطرق والأنشطة الضرورية للكشف عن أشاء جديدة بأنفسهم.
• تنمي لدى الطلبة اتجاهات واستراتيجيات في حل المشكلات والبحث.
• الميل إلى المهام التعليمية والشعور بالمتعة وتحقيق الذات عند الوصول إلى اكتشاف ما.
أهداف خاصة:
أما الأهداف الخاصة فحدث ولا حرج فهي كثيرة نسرد منها ما يلي:
• يتوفر لدى الطلبة في دروس الاكتشاف فرصة كونهم يندمجون بنشاط الدرس.
• إيجاد أنماط مختلفة في المواقف المحسوسة والمجردة والحصول على المزيد من المعلومات.
• يتعلم الطلبة صياغة استراتيجيات إثارة الأسئلة غير الغامضة واستخدامها للحصول على المعلومات المفيدة .
• تساعد في إنماء طرق فعالة للعمل الجماعي ومشاركة المعلومات والاستماع إلى أفكار الآخرين والاستئناس بها.
• تكون للمهارات والمفاهيم والمبادئ التي يتعلمها الطلبة أكثر معنى عندهم وأكـثر استبقاء في الذاكرة.
• المهارات التي يتعلمها الطلبة من هذه الطريقة أكثر سهولة في انتقال أثرها إلى أنشطة ومواقف تعلم جديدة.
أنواع التعلم بالاكتشاف :
هناك عدة طرق تدريسية لهذا النوع من التعلم بحسب مقدار التوجيه الذي يقدمه المعلم للطلاب وهي:
أولاً : الاكتشاف الموجه:
وفيه يزوّد المتعلمين بتعليمات تكفي لضمان حصولهم على خبرة قيمة ، وذلك يضمن نجاحهم في استخدام قدراتهم العقلية لاكتشاف المفاهيم والمبادئ العلمية ، ويشترط أن يدرك المتعلمون الغرض من كل خطوة من خطوات الاكتشاف ويناسب هذا الأسلوب تلاميذ المرحلة التأسيسية ويمثل أسلوبا تعليميا يسمح للتلاميذ بتطوير معرفتهم من خلال خبرات عملية مباشرة.
ثانياً: الاكتشاف شبه الموجه:
وفيه يقدم المعلم المشكلة للمتعلمين ومعها بعض التوجيهات العامة بحيث لا يقيده ولا يحرمه من فرص النشاط العملي والعقلي ، ويعطي المتعلمين بعض التوجيهات.
ثالثاً: الاكتشاف الحـر:
وهو أرقى أنواع الاكتشاف، ولا يجوز أن يخوض به المتعلمين إلا بعد أن يكونوا قد مارسوا النوعين السابقين، وفيه يواجه المتعلمون بمشكلة محددة، ثم يطلب منهم الوصول إلى حل لها ويترك لهم حرية صياغة الفروض وتصميم التجارب وتنفيذها.
طرق الاكتشاف:
أولاً : طريقة الاكتشاف الاستقرائي:
وهي التي يتم بها اكتشاف مفهوم أو مبدأ ما من خلال دراسة مجموعة من الأمثلة النوعية لهذا المفهوم أو المبدأ ويشتمل هذا الأسلوب على جزئين الأول يتكون من الدلائل التي تؤيد الاستنتاج الذي هو الجزء الثاني وقد تجعل الدلائل الاستنتاج موثوق به إلى أي درجة كانت وهذا يتوقف على طبيعة تلك الدلائل وهناك عمليتان يتضمنها اي درس اكتشاف استقرائي هما التجريد والتعميم.
ثانياً :طريقة الاكتشاف الاستدلالي:
هي التي يتم فيها التوصل الى التعميم أو المبدأ المراد اكتشافه عن طريق الاستنتاج المنطقي من المعلومات التي سبق دراستها ومفتاح نجاح هذا النوع هو قدرة المدرس او المعلمة على توجيه سلسلة من الأسئلة الموجهة التي تقود الطلبة الى استنتاج المبدأ الذي يرغب المدرس أو المعلمة في تدريسه ابتداء من الأسئلة السهلة وغير الغامضة ويتدرج في ذلك حتى الوصول الى المطلوب.
الاكتشاف القائم على المعنى : والاكتشاف غير القائم على المعنى:
فالأول يضع الطالب في موقف مشكل يتطلب حل مشكلة ما ، ويشارك الطالب مشاركة ايجابية في عملية الاكتشاف ، وهو على وعي وإدراك لما يقوم به من خطوات ولها يشير اليه المعلم من إرشادات وتوجيهات، أما الاكتشاف غير القائم على المعنى ففيه يوضع الطالب في موقف مشكل أيضا تحت توجيه المعلم، ويتبع إرشادات المعلم دون فهم لما يقوم به من خطوات، بل عليه أن ينفذ الأسئلة دون أن يفهم الحكمة في تسلسلها او في مغزاها.
أهمية التعلم بالاكتشاف:
• يساعد الاكتشاف المتعلم في تعلم كيفية تتبع الدلائل وتسجيل النتائج وبذا يتمكن من التعامل مع المشكلات الجديدة.
• يوفر للمتعلم فرصا عديدة للتوصل إلى استدلالات باستخدام التفكير المنطقي سواء الاستقرائي أو الاستنباطي.
• يشجع الاكتشاف التفكير الناقد ويعمل على المستويات العقلية العليا كالتحليل والتركيب والتقويم.
• يعوّد المتعلم على التخلص من التسليم للغير والتبعية التقليدية.
• يحقق نشاط المتعلم وإيجابيته في اكتشاف المعلومات مما يساعده على الاحتفاظ بالتعلم.
• يساعد على تنمية الإبداع والابتكار.
• يزيد من دافعية الطالب نحو التعلم بما يوفره من تشويق وإثارة يشعر بها المتعلم أثناء اكتشافه للمعلومات بنفسه.
دور المعلم فى استراتيجية الاكتشاف:
للمعلم دور كبير في نجاح تطبيق هذه الاستراتيجية حيث يراعى:
– تزويد التلاميذ بالأسئلة مفتوحة النهاية التي تثير تفكيرهم بصفة دائمة ـــ يجب على المعلم تقبل الاجابات والتعليق عليها وبعد ذلك يصل بها الى الاكتشاف ــ يعطى التلاميذ وقت كاف للتفكير ، ولا يتسرع بتقديم حلول أو اجابات لتلاميذه ، وانما يترك لهم فرصة الاكتشاف والتوصل الى المعلومات بنفسه ــ أن يكون على دراية تامة بطبيعة تلاميذه من حيث التفاوت ومراعاة الفروق الفردية والذكاءات المتعددة ـــ اعطاء التلاميذ فرصة للتخيل والتخمين ، ومن ثم يرشدهم ويشجعهم ويتوصل معهم الى نتائج جادة ومهمة .
ويتطلب نجاح المعلم فى تفعيل استراتيجية التعلم بالاكتشاف القيام بعدة أدوار منها :
– إعداد خطة تدريسية جيدة تشتمل على الأسئلة والأنشطة التعليمية المختارة التى يقود بأدائها المتعلمين لاكتشاف المفاهيم والمبادئ المرغوبة تحت إشرافه وتوجيهه.
– صياغة المشكلة على هيئة أسئلة، بحيث تنمى لدى المتعلم مهارة فرض الفروض وإعداد المواد التعليمية اللازمة لتنفيذ الدرس.
– توجيه جميع الأنشطة التعليمية نحو تمكين المتعلمين من اكتشاف الإجابات بأنفسهم والعمل على تحفيزهم وزيادة دافعيتهم للتعلم.
– ارشاد المتعلمين عند الحاجة أثناء تعاملهم مع المعلومات والبيانات المعطاة لهم.
– تقويم المتعلمين ومساعدتهم على تطبيق ما تعلموه فى مواقف جديدة.
إرشادات عند استخدام طريق التعلم بالاكتشاف:
• يجب أن يكون المبدأ أو المفهوم المراد اكتشافه واضحا في ذهن المدرس وذلك يساعد على اختيار الأمثلة أو الأسئلة التي سوف يقدمها .
• يجب أن يأخذ المعلم أو المعلمة في اعتبارهم العوامل ذات الصلة قبل ان يقرر هل يستخدم هذه الطريقة ام لا ، فبعض المبادئ معقدة لدرجة تكون طريقة الاكتشاف فيها غير فعالة.
• أيضا يجب الأخذ في الاعتبار قبل ان يقرر هل يستخدم اكتشافا استقرائيا أم استدلاليا او هما معا فمثلا نظريات التباديل قد يصعب تدريسها بالاكتشاف الاستقرائي وحده ولكنه أسهل بالخلط بينهما وكذلك بعض نظريات التكامل.
• في حالة استخدام طريقة الاكتشاف الاستقرائي يجب اختبار أمثلة بحيث تمثل المجال الذي سيعمل فيه المبدأ.
• في حالة استخدام طريقة الاكتشاف الاستقرائي يجب عدم إجبار الطلبة على التعبير اللفظي.
• يجب أن نهتم بالإجابات والاقتراحات غير المتوقعة من الطلبة.
• يجب أن نقرر متى نقول للطلبة الذي لا يستطيعون الاكتشاف المعلومات المطلوبة كالوقت مثلاً.
• يجب جعل الطلبة يتأكدون من صحة استنتاجهم أو اكتشافهم بالتطبيق مثلاً.
ما هي خطوات استراتيجية التعلم بالاكتشاف في التدريس؟
عرض المشكلة التي يود تعلمها ودراستها من أجل إيجاد حل للمشكلة، ويتم عرضها من خلال أسئلة أو استفسارات تحتاج للجواب، ويعتني الأستاذ في اختيار المشكلة مجموعة من العوامل مثل:
– المادة الدراسية المقررة، ووقت الحصة وغيرها.
– يهتم المعلم بالأسئلة المقدمة بأن تكون مشوقة وجاذبة تعمل على إظهار حب الاستطلاع للطلاب، ويبذلون كل جهدهم من أجل الحصول على تفسير، من خلال تقديم وعرض موقف مفتوح، ويطلب من الطلاب بالبحث عن نهاية، أو يعمل على عرض معلومات تختلف مع ما ثبت في أذهانهم، ويطلب منهم عمل موازنة بينهما من أجل التوصل إلى الحقيقة.
– جمع المعلومات المتعلقة بالمشكلة، ويتم ذلك من خلال المناقشة الهادئة، والتواصل بين الجميع، والرجوع إلى الشبكة العنكبوتية.
– صياغة الفرضيات. التحقُّق من صحة وسلامة المعلومات التي تمَّ جمعها، من خلال المناقشة مع الطلاب، أو عن طريق تقديمها للمدرس، من أجل تحقيقها والتأكد من سلامتها.
– تنظيم المعلومات وتفسيرها، من أجل الوصول إلى إجابات مُرضية عن الاسئلة، ويقدم المعلم التوجيه والإرشاد لمن يحتاجها.
– تحليل وتفسير عملية الاستقصاء والعمل على تقويمها، من أجل اختبار الفرضيات، والتأكد من صحة الإجراءات المتبعة، ومن صحة ودقة عمليات التحليل والاستنتاج.
– بلورة النتيجة واعتمادها من أجل العمل على اتخاذ القرار، وتدوين الحل الذي وصل إليه الطالب من تلقاء نفسه.
دروس الاكتشاف
على الرغم من أن المحاضرات البحتة التي يلقيها المعلون نادراً ما تشجع الطلاب على الاكتشاف إلا أن التدريس بالعرض المباشر مع تكرار الأسئلة من المدرس والتفاعلات مع الطلاب يمكن أن تثير بعض الاكتشافات عند الطلاب وعند استخدام العرض المباشر لتحفيز الاكتشاف يكون دور المعلم هو دور المرشد أو قائد المناقشات وعليه ألا يقدم المعلومات جاهزة بنفسه وعليه أن يشجع الأفكار بين الطلاب ويوجهها ولا يشجع المناقشات التي يعلم أنها لن تصل إلى نتيجة .
إرشادات وأنشطه في دروس الاكتشاف
فيما يلي بعض الإرشادات والأنشطة التي
يمكن تضمينها في دروس الاكتشاف في العرض المباشر:
أ. يمكن
تقويم أسئلة ومشكلات ومواقف لتحفيز الأنشطة التي تقود إلى الاكتشاف .
ب. يمكن
تحليل الحوار والمهارت الرياضية لاكتشاف المفاهيم والمبادئ الرياضية .
ج. يجب أن يبدأ كل درس اكتشاف بمعلومات معروفة
وتقديم خطوة فخطوة إلى المعلومة الجديدة والاكتشاف العامة .
د. يجب أن تستخدم استراتيجيات التقويم القبلي
للتعرف على مدى إقبال الطلاب للمفاهيم والمبادئ المتطلبة لعمل اكتشاف استقرائي أو
استنباطي متوقع .
هـ. ينبغي أن يسمح المعلم بأن يقوم الطلاب
بالاكتشاف بطرق متعددة .
و. إعطاء الأسئلة القيادية والإرشادية
المفتاحية .
ز. ينبغي أن يسمح للطلاب أن يختاروا أسئلتهم
وأنشطتهم قد تكون مفيدة في عملية الاكتشاف .
ح. العمل في مجموعة أفضل من العمل الفردي لأن
الجماعة تمد بوفرة من الأفكار وأوجه النقد .
نتائج دروس الاكتشاف
فقد أجرينا بعض الدراسات للمقارنة بين
أثر التعلم بالاكتشاف على تحصيل التلاميذ وبين طرق أخرى وكانت نتائج هذه الدراسات
غير عند النظر إلى متوسطات المجموعات ومع ذلك هناك بعض الشواهد تؤثر بأن طريقة
الاكتشاف قد تزيد الدوافع ويبدوا أنها يمكن أن تكون مدخلاً فعالاً في تدريس بعض
الموضوعات الرياضية .
بعض المسائل وحلها حسب طريقة الاكتشاف:
المسألة الأولى: ما هو رقم آحاد العدد 2105؟
إن الآلة الحاسبة التي بين أيدي التلاميذ لن تسعفهم في حل هذه المسألة. إذ
أن الآلة الحاسبة تقرب العدد 2105 الى 1031×4.056481921. أي أن الآلة
الحاسبة اعتبرت جميع الأرقام التي تأتي على يمين العدد 4056481921 والتي
عددها 22، أصفاراً. ولكن مما هو معلوم فإن العدد 2105 لا يقبل القسمة على 5
أي أن رقم آحاده لا يمكن أن يكون صفراً.
توجيه المعلم: حلوا المسألة باستبدال العدد 105 مرة بالعدد 1، مرة بالعدد
2، مرة بالعدد 3، مرة بالعدد 4، ومرة بالعدد 5، وحاولوا استخلاص فكرة.
يتوصل التلاميذ الى الجدول الآتي:
العدد رقم آحاده
21 2
22 4
23 8
24 6
العدد رقم آحاده
25 2
26 4
27 8
28 6
من السهل أن يلاحظ التلاميذ أن الأرقام (2,4,8,6) تعود على نفسها، ومن
السهل أن يكتشفوا: أنه عندما يكون n من مضاعفات العدد 4 فإن: رقم آحاد
العدد 2n هو6، وأن رقم آحاد العدد 2n+1 هو 2 ، وأن رقم آحاد العدد 2n+2 هو 4
، وأن رقم آحاد العدد 2n+3 هو 8. من هنا يكتشفون بسهولة أن رقم آحاد العدد
2105 هو 2 لأن 4.26+1=105.
المسألة الثانية:
في التصفيات للفوز ببطولة تنس الطاولة يشترك 1000 لاعب. يشترك في كل مباراة
لاعبان. كل مباراة تنتهي بفوز لاعب وخسارة اللاعب الآخر. اللاعب الخاسر في
إحدى المباريات لا يشترك في مباريات أخرى، والفائز يواصل المشوار. البطل
هو اللاعب الذي لم يخسر في أية مباراة بعد أن خسر كل لاعب من اللاعبين
الآخرين في إحدى المباريات.
كم مباراة ستجرى؟
توجيه: حل المسألة باستبدال العدد 1000 بالعدد 1 مرة، بالعدد 2 مرة، بالعدد
3 مرة، بالعدد 4 مرة…
الجدول الذي سيتوصل إليه الطلاب:
عدد اللاعبين عدد المباريات
2 1
3 2
4 3
5 4
ومن السهل أن يكتشفوا أن عدد المباريات أقل بواحد من عدد اللاعبين، وعليه
فإن الجواب في حالة كون اللاعبين 1000 هو 999.
قد يلاحظ الطلاب أن عدد المباريات يساوي عدد المهزومين، والأمر واضح فكل
مهزوم سيشارك في مباراة واحدة فقط. ولكن ملاحظتهم هذه، وهي ملاحظة حكيمة،
تأتي بعد معرفتهم للجواب، وهذه الملاحظة هي عملياً برهان على صحة إجابتهم.
المسألة الثالثة:
من أجل أن يدخل الشخص الى القصر فإن عليه اجتياز 5 بوابات. على كل بوابة
يقف حارس. يأخذ الحارس من الشخص نصف ما معه من نقود ويعطيه ديناراً واحداً،
كم كان في جعبة شخص دخل القصر ومعه ديناران؟
بعد أن يوجه المعلم المسألة لتلاميذه يجد أنهم يتسابقون الى الإجابة: كان
معه ديناران.
إن من عادة المعلم أن يسأل عن التفسير. وكعادتهم يقول الطلاب: نفحص ذلك.
يباشر الطلاب في الفحص والمعلم غير مبال لما يقولون لأنه يعلم أن جوابهم
صحيح. كيف يواصل المعلم؟
هناك معلم ينتقل الى شيء آخر، قد يشجع الطلاب بكلمة جميلة وقد لا يفعل.
هناك معلم يعرف أن طلابه قد توصلوا الى النتيجة عن طريق التخمين، وفي نظرة
“التخمين” ليس طريقة رياضية، فتراه يحملق في طلابه قائلاً: أريد طريقة لحل
المسألة!! ماذا يحدث هنا! الطلاب حلو المسألة ولم يحصلوا على أي تعزيز من
معلمهم، المعلم يشعر أنه لم يفد طلابه في شيء من عرضه لهذه المسألة من
الناحية الرياضية. المسألة محلولة والمعلم يحث طلابه على حلها بطريقة
رياضية. في هذه الحالة فإن المعلم يشعر طلابه بأن الرياضيات هو موضوع صعب
المراس، نبحث فيه عن الطرق الصعبة لحل المسألة السهلة. ألا يسبب هذا
إحباطاً لأفضل الطلاب!
أما المعلم الحكيم فإنه يفرح لفرح طلابه باكتشاف حل المسألة، فالمسألة هي
أحجية جميلة. يتوجه الى طلابه بالسؤال: ماذا يكون الجواب لو استبدلنا العدد
5 بالعدد 10؟ بعد لحظات ينهض الطلاب يقولون: يبقى الجواب على ما هو، حتى
لو استبدلنا العدد 5 بالعدد 100 (أو بأي عدد آخر).
يتوجه الى طلابه بطلب آخر: أبقوا العدد 5 على حاله واستبدلوا كلمة
“ديناران” ب “ثلاثة دنانير”. بحماس شديد يتوجه الطلاب عازمين على حل
المسألة، أشبه بفريق أحرز هدفين في مرمى الخصم في الدقائق الخمس الأولى.
المعلم يراقب سلوك طلابه. قد يلاحظ أن بعضهم قد أهملوا حل المسألة. عندها
يتوجه إليهم ويوجههم الى تصغير عدد البواب من 5 الى 1 ومن ثم الى 2. عندما
يكون عدد البوابات 1 فلا بد أن يلاحظ الطلاب أن 1+2=3 وأن 2 هو نصف ما كان
معه، لذلك كان معه 4 دنانير.
وهذه الفكرة تقودهم لحل المسألة في حالة كون عدد البوابات 2 فإن 3+1=4.
العدد 3 هو نصف ما كان معه. لذلك فقد كان معه 6 دنانير. وهكذا يتوصلون الى
طريقة الحل التراجعي، ويكون جوابهم:
قبل البوابة الأولى كان معه 4 دنانير، قبل البوابة الثانية كان معه 6
دنانير، قبل الثلاثة كان معه 10 دنانير، قبل الرابعة كان معه 18 ديناراً.
وقبل الخامسة كان معه 34 ديناراً.
القاعدة التي قد ينطق بها الطلاب: نطرح 1 ونضرب الناتج في 2.
من حل المسألة يتبين للطلاب أن “التخمين” طريقة قد يطول عدد مراحلها، وبذلك
فهي تحتاج الى الوقت الكثير، وبذلك فإن اهتمامهم بالتفكير التحليلي سيأخذ
بالازدياد.
المسألة الرابعة:
لنفرض أن ابناً لأبوين صالحين أنعم الله عليه بهداه فاستمع لنصح والديه
فامتنع عن التدخين ومقابل ذلك اعتاد أن يوفر يومياً مبلغاً من المال يساوي
ثمن علب السجائر الذي كان سيدفعه فيما لو لم يفعل ذلك (لنفرض أن ذلك 20
شيكلاً) لمدة خمسة أعوام. خلال هذه الفترة من الزمن فإنه سيدخر ما يقارب
36500 شيكلاً. (لأن 36500=20×365×5، باعتبار أن العام 365 يوماً). لنفرض
أيضاً أن الوالدين كافآ ابنهما فأكملا المبلغ الى ما يعادل 1 كيلو غرام من
الذهب. ولنفرض أن هذا الابن بدأ مشروعاً اقتصادياً برأس المال هذا (1 كيلو
غرام ذهب)، وأن الله سبحانه وتعالى بارك له في مشروعه، وأن الابن سعى في
السبل الشرعية من أجل أن يزيد رأس ماله بنسبة 20% عاماً بعد عام، وأن الله
يسر له الأمور وحقق له مسعاه، فماذا سيصير رأس ماله بعد عشرين عاماً؟ بعد
خمسين عاماً؟
الحل: نبدأ بتقصي الأمور.
في نهاية العام الأول سيصير رأس المال 1.2 كغم من الذهب، وهو رأس المال مع
بداية العام الثاني. لذلك ففي نهاية العام الثاني سيصير رأي المال، وبنفس
الطريقة نكتشف أن رأس المال في نهاية العام الثالث سيصير 3 (1.2) كغم من
الذهب. من هنا نكتشف أن رأس المال سيصير في نهاية العام رقم nمساوياً
(1.2)n كغم من الذهب. وباستعمال الحاسبة نجد أن: 38.34=20 (1.2) تقريباً و
9100=50 (1.2) تقريباً.
أي أن رأس المال سيصير بعد عشرين عاماً ما يقارب 38 كيلو غراماً و 340
غراماً من الذهب. وسيصير رأس المال بعد خمسين عاماً ما يضاهي قليلاً 9100
كيلوغراماً من الذهب. إنه لأمر مدهش حقاً. فلو افترضنا أن رأس المال
البدائي كان 50000 شيكلاً فإن رأس المال سيصير بعد 50 عاماً ما يضاهي خمسة
وأربعين مليوناً من الشواكل.
إن الحلول والنتائج التي توصل إليها التلاميذ في المسائل السابقة هي نتائج
صحيحة، وإن هذه المسائل هي أمثلة لمسائل يمكن عرضها للتلاميذ في مراحل
الدراسة الإعدادية وحتى الابتدائية. في مراحل متقدمة من واجب المعلم أن
يلفت نظر تلاميذه الى أن ليس كل ما يلمع ذهباً. فهناك قضايا يمكن أن
يكتشفوها ويتبين أنها ليست صحيحة دائماً. لنضرب مثلاً على ذلك:
القضية: 1- 2p هو عدد أولي لكل p أولي. نلاحظ أن 1-22=3 =عدداً أولياً،
1-23=7=عدداً أولياً، 1-25=31 =عدداً أولياً، 1-27=127 =عدداً أولياً. وقد
يتسرع الطالب ويظن أن القضية هي قضية صواب دائماً، ولكن عندما نفحص صحة
القضية بالنسبة للعدد 11 نلاحظ أن 1-211=2047 وهو ليس بعدد أولي لأن
89×23=2047 . هذا الأمر يحتم علينا برهان صحة النظريات التي نكتشفها.
مزايا استراتيجية الاكتشاف:
1- تنقل مركز التعلم من المعلم بعد تهيئة الظروف الى التلميذ ليكتشف المعلومات بنفسه ولا يتلقاها جاهزة من المعلم
2- تؤكد على الناحية العقلية ، والملاحظة ، والاستنتاج ، والمقارنة ، والتنظيم
3- تؤكد على المتعلم لا على المادة . فالمتعلم هو عماد الاكتشاف . أما المادة فهى عامل مساعد
4- تؤكد على الأسئلة وطريقة صياغتها وليس الاجابة عنها ، لأن فنية السؤال تؤدى الى الاكتشاف والابداع والابتكار
5- تنظر الى عملية التعلم على أنها مستمرة لا تنتهى بمجرد تدريس الموضوع وانما يكون هذا المضوع أو غيره نقطة انطلاق لدراسات أخرى
6- يقوم المتعلم فى تلك الاستراتيجية بدور فعال فى التعلم والتواصل
7- يتعود التلميذ الاعتماد على الذات والتوصل الى المعرفة والمعلومات من تلقاء نفسه
8- تثير الطرقة الاكتشافية حماس التلميذ الذهني ، حيث يضع نصب عينيه أن يحقق ذاته ، حين يكتشف دون مساعدة الآخرين
9- تنمى المستويات العليا من المهارات المعرفية ، وتزيد من ثقة التلميذ بنفسه وتنمى ما لديه من ذكاء ، وتجعله يسلك سلوك العلماء .
بعض الجوانب السلبية في التعلم بالاكتشاف هي
عدم وجود نظام محدد يعمل على تصحيح مسار الطلاب في حالة وصولهم إلى نتائج خاطئة أو
اكتشافات غير صحيحة واستغراق وقت أكثر مما تستغرقه الطرق الأخرى كما أن الطلاب
المتعودين على المداخل المتمركزة حول المعلم قد يواجهون باحباطات نتيجة عدم قدرتهم
على تحمل مسؤولية الوصول إلى اكتشاف تعميمات بأنفسهم .
المراجع:
• عايش زيتون، أساليب التدريس الجامعي عمان : دار الشروق، 1995
• مادان موهان، رونالدا. هل (محرر)، تفريد التعليم والتعلم في النظرية والتطبيق ترجمة إبراهيم محمد الشافعي، الكويت، مكتبة الفلاح،1997
• كمال يوسف اسكندر ومحمد ذبيان غزاوى : مقدمة فى تكنولوجيا التعليم ، ط: 1 ، الكويت – دار الفلاح ،1995
• محمد اساعيل عبد المقصود : تدريس الدراسات الاجتماعية ، تخطيطه ، وتنفيذه وتقويم عائده التعليمى ، الامارات العربية المتحده ، مكتبة الفلاح ،2001
• مجموعة مؤلفين: التدريس الفعال، مشروع تنمية قدرات أعضاء هيئة التدريس والقيادات، المجلس الأعلى للجامعات ، القاهرة ،2005.