يصادف الإنسان في حياته اليومية مواقف معضلة أو أسئلة محيرة لم يتعرض لها من قبـل نتيجـة تفاعلـه المسـتمر مـع البيئـة الـتي يعـيش فيهـا، ولـيس لديـه الإمكانات ت المعرفيـة لحلهـا مباشـرة، لكـن لديـه الرغبـة في حلهـا والتغلـب عليهـا، ونجـد جـذور هـذه النزعـة لـدى الطفـل الصـغير في اسـتخدام حواسـه في فحــص الأشــياء واســتخدام عقلــه في إدراك خواصــها، ثم يتقــدم النمــو الفكــري للطفــل، فيتطلــع إلى مستوى أعلى من المعرفة، وعندئذ تواجهـه المشـكلات فيسـأل لمـاذا؟ ثم يـزداد نمـوه ونضـجه ويـزداد عقلـه إدراكـا وتفتحـا فيسـأل كيـف؟ وأيـن؟…إلخ، وعمومـا إذا سـبب لـه أي سـؤال حـيرة أو اندهاشا أو تحـديا لفكــره، فإننــا نعتــبره (مشــكلة ،) وللإنســان رغبــة فطريــة في العمــل علــى حــل جميــع مــا يوجهه مــن مشكلات .

 تعريـف المشـكلة:

 عـرف حسـن حسـين زيتـون المشـكلة بأنهـا:« موقـف مربـك أو سـؤال محير أو مدهش يواجه الفرد أو مجموعة من الأفراد فيشعرون بحاجة إلى الحل، ولا يوجد لـديهم إمكانـات أو خبـرات حاليـة مخزنـة فـي بنيـتهم المعرفيـة تمكـنهم مـن الوصـول إلـى الحـل بصـورة   فورية أو روتينية بل عليهم بذل جهد ـ معرفي مهاري ـ للوصول إلى الحل، أي أن الفرد يجاهـد للعثور على هذا الحل » . ويـرى جـابر عبـد الحميـد جـابر  بـأن «المشـكلة تمثـل حالـة غامضـة تـدفع الأفـراد إلـى التفكير والتأمل لإيجاد حل من أجل الخروج من الحيرة وحل الغموض الموجود .

شـروط المشـكلة:

 ينطلـق التـدريس وفـق هـذا المـدخل باختيـار المشـكلة الـتي سـيدور حولهـا الـدرس، وهذه العملية تتطلب من المعلم بذل جهد في البحث وفحص المراجع والكتب المدرسية.. حتى يحصر المشكلة في صيغة (موقف مشكل أو سؤال محير) وعلى المعلم أن يلتزم الشروط التالية :

  1. أن تكــون المشــكلة شــديدة الصـــلة بالتلميــذ: أي يعتبرهــا مشــكلته، ويــدرك أهميتهــا، ويقــدر خطورتهــا، وينفعــل لهــا وينــدفع بــدافع تلقــائي لحلهــا، فلــيس مجــرد تحويــل الــدرس إلى سلســلة مــن الأسئلة يجعل التلاميذ يفكرون تفكيراً علمياً فـرق كبـير بـين السـؤال والمشـكلة، الأسئلة يجعل التلاميذ يفكرون تفكير أي أن كـل مشكلة قد تكون في صورة سؤال لكن ليس كل سؤال يعبـر عـن مشـكلة ؛ وقـد يعـبر السـؤال عـن مشـكلة مـن وجهـة نظـر المعلـم لكنـه لا يكـون كـذلك مـن وجهـة نظـر التلاميـذ أي أن علـى المعلـم أن يعـرف كيـف يحـول السـؤال الـذي لا يثـير اهتمـام تلاميـذه إلى مشـكلة حقيقيـة عـن طريـق إبراز صلتها بموضوع الدرس وربطها بحياتهم اليومية .
  2. أن تكون المشكلة في مستوى نمو التلاميذ: أي لا تكـون تافهـة لدرجـة الاسـتخفاف بهـا، ولا تكون معقدة إلى الحد الذي يعوقهم عن متابعة التفكير في حلها
  3. أن ترتبط المشكلة بأهداف الدرس: بحيث يكتسب التلاميذ من خلالها جوانـب الـتعلم المرجـوة منه .
  4. أن تكون المشكلة جديدة بالنسبة للمتعلمـين: وتثـير تفكـيرهم وحـب الاسـتطلاع لـديهم، هـذا ما يجعل عملية البحث عن الحل مثيرة وشيقة.
  5. 5-     أن تكـون المشـكلة حقيقيـة وأصـلية: أي ذات علاقـة بحيـاة المـتعلم اليوميـة بواقعـه المعيشـي ولهـا معنى بالنسبة له.
  6. يفضل أن تحتمل عدة طرائق للحل :أي أكثر من طريقة توصلنا إلى الحل الصحيح.
  7. تصميم العمل لحل المشـكلة بطريقـة جماعيـة تعاونيـة: أي توزيـع التلاميـذ في صـورة مجموعـات منسجمة من أجل الوصول إلى عدة حلول واختيار أفضلها.
  8. 8-     أن نراعـي عامـل الـزمن: أي أن يـتم حـل المشـكلة في وقـت محـدد دون التأثير علـى سـير الـدروس المقرر.
  9. 9-     أن يكون حل المشكلة في حدود الإمكانات المادية والبشرية المتوفرة في المدرسة.
  10. أن يكتسـب المـتعلم مهـارة وكفـاءة معرفيـة وتربويـة واجتماعيـة…: عنـد توصـله إلى الحـل، وتزيد من ثقته في نفسه

خطوات أسلوب حل المشكلات :

  1. الشعور والوعي بالمشكلة .
  2. تحديد المشكلة.
  3. 3-     جمع البيانات والمعلومات المتصلة بالمشكلة.
  4. 4-     اقتراح الحلول المؤقتة للمشكلة (بدائل الحل) أو ما يعرف بالفروض.
  5. 5-     المفاضلة بين الحلول المؤقتة للمشكلة واختيار الحل أوالحلول المناسبة.
  6. 6-     التخطيط لتنفيذ الحل وتجربته.
  7. تقويم الحل.

الخطوة الأولى: الشعور والـوعي بالمشـكلة: تحـيط بنـا العديـد مـن المشـاكل الجـديرة بالدراسـة، إلاّ

أننـا نفتقــر للشــعور بهــا أو الــوعي بالحاجــة إلى دراســتها، لــذا فــإن أول خطــوة يقــوم بهــا المعلــم هــي جعــل

التلميذ يشعر بالمشكلة المراد دراستها وذلـك مـن خـلال طـرح بعـض التسـاؤلات والتنبيهـات.. حـتى يجمـع التلاميـذ علـى أهميـة المشـكلة ويقتنعـون بضـرورة دراسـتها ولتحقيـق ذلـك علـى المعلـم أن يلتـزم بمـا يلي :

  1. تقديم المشكلة بعد أن يتأكد من انتباه كافة التلاميذ له .
  2. 2-     عرض المشكلة بشيء من الحماس والروية ويكون الصوت مسموع للجميع.
  3. 3-     تقديم بعض المعلومات الأولية ذات العلاقة بالمشكلة والـتي تسـاعد التلاميـذ علـى فهـم المشـكلة بشكل جيد.
  4. طرح بعض الأسئلة التي تكشف مدى فهم التلاميذ لمضمون المشكلة.

الخطـوة الثانيـة: تحديـد المشـكلة: حـتى يحـل الفـرد المشـكلة فـإن عليـه في البدايـة أن يحـددها بشـكل موجز واضـح ومفهـوم ولا لـبس فيـه، وذلـك في صـيغة سـؤال محـدد وإجرائـي، لـذلك يقـال (أن المشـكلة المحددة جيدا هـي مشـكلة نصـف محلولـة)، كـذلك فـإن تحديـد المشـكل بشـكل جيـد يسـهل السـير في بقيـة خطــوات حلهــا. في هــذه الخطــوة نطلــب مــن التلاميــذ المشــاركة في تحديــد المشــكلة علــى النحــو التالي :

  1. يطلب المعلم من التلاميذ التفكير والتأمل العميق في المشكلة.
  2. 2-     تحديد هذه المشكلة بصورة تبين عناصرها وتحول دون اختلاطها بغيرها. ليلهـا إلى عـدد مـن العناصـر أو المشـكلات الجزئيـة تمهيـدا للتفكـير فيهـا .
  3. 3-     إن كل مشـكلة يمكـن تحليلها إلى عدد من العناصر أو المشكلة الجزئية تمهيد للتفكير فيها والوصول إلى حل مناسب للمشكلة الرئيسية التي تتألف منها .
  4. 4-     محاولة صياغة المشكلة في شكل سؤال إجرائي (عملي) محدد ودقيق.
  5. إعطاء فرصة للتلميذ كي يتشاور مع زميله أو زملائه حول صياغة المشكلة.
  6. 6-     مناقشة الصياغات المختلفة جماعيا على السبورة، واختيار أنسب صياغة.

الخطـوة الثالثـة: جمـع البيانـات والمعلومـات المتصـلة بالمشـكلة: لحـل أي مشـكلة يحتـاج الفـرد إلى معلومــات كافيــة حولهــا؛ تختلــف مصــادر الحصــول علــى تلــك المعلومــات والبيانــات: فمنهــا مــا يــتم الحصـول عليـه مـن المراجـع العلميـة، والـبعض عـن طريـق تسـجيل الملاحظـات أو التجـارب العلميـة، أو الإحصاءات والاستبيانات والمقابلات..الخ وعملية جمع البيانات والمعلومات لها شروط أهمها :

  1. انتقـاء المعلومـات ذات الصـلة بالمشـكلة واسـتبعاد مـا عـداها فهـذه العمليـة تـتم بطريقـة منظمـة بعيدة عن العشوائية.
  2. 2-     الاعتماد على مصادر موثوق بها ولها وزن علمي.
  3. تصنيف المعلومات وتبويبها وتحليلها بحيث تساعد على حل المشكلة.
  4. 4-     القدرة على التمييز بـين الـرأي الشخصـي والحقيقـة الواقعـة أي بـين الخـبرات الذاتيـة ذات الطـابع الجزئي وبين الخبرات الموضوعية ذات الطابع المشترك.
  5. 5-     القدرة على الاستفادة من الخبرات السابقة والخبرات الحاضرة بما يخدم بحث المشكلة الحالية.

الخطـوة الرابعـة: اقتـراح الحلـول المؤقتـة للمشـكلة: ( بـدائل الحـل) عنـدما تواجـه الفـرد مشـكلة فإنـه يبحث لها عـن حـل لكـن الحـل لا يكـون واضـحا في البدايـة، فينشـط الفـرد ويحلـل المعلومـات والبيانـات الــــتي جمعهــــا، وعــــن طريــــق الخيــــال والتصــــور يضــــع حلــــولا مؤقتــــة للمشــــكلة وهــــذا مــــا يعــــرف بالفرضــيات ، وهــذه العمليــة ليســت ســهلة وإنمــا تحتــاج إلى أعمــال العقــل وإطــلاق العنـان للخيـال.. لـذا تعتـبر هـذه العمليـة مـن أكثـر عمليـات حـل المشـكلات إجهـاداً للعقـل البشـري، وتـأتي الحلـول عـادة عـن طريـق الاستبصـار، وفي هـذه المرحلـةيطلـب مـن التلاميـذ اقـتراح أكـبر قـدر مـنالحلول الممكنة للمشكلة، كل على انفراد أو في مجموعـات صـغيرة ثم تسـجل وتنـاقش الحلـول المقترحـةعلى السبورة وتصاغ على شكل فرضـيات وترتـب ترتيبـا منطقيـا مـع تفـادي الحشـو أو التكـرار.. للفـرض الجيد شروط ومعايير أهمها :

  1. أن يكـون للفـرض علاقـة بالمشـكلة: لـيس هنـاك قاعـدة معينـة لمعرفـة هـذه العلاقـة، ففـي بعـض الأحيـان يتبـين لنـا أن مـا كنـا نعتـبره غـير ذي علاقـة بمشـكلة مـا، هـو المسـؤول الأول عنهـا، مـثلا:

فمن ذا الذي كان يتصور (قبل تقدم العلوم الطبيعية) أن للذباب والبعوض علاقة بصحة الإنسان ومرضه، أو سببا في موته .

  • أن يكون الفرض متفقا مع الواقع كما تدل عليه الملاحظـة: فـإذا افترضـنا أن الـثلج يطفـو علـى سـطح المـاء بسـبب تمـدده الراجـع لدرجـة حرارتـه الأكثـر مـن حـرارة المـاء، يعـد فرضـا خاطئـا لعـدم اتفاقه مع الواقع.
  • أن يمكننـا الفـرض مـن التنبـؤ بأشـياء قـد تثبـت صـحتها: فـإذا صـدقت التنبـؤات القائمـة علـى الفرض فإن ذلك يدعم إيماننا به ولكنه لا يجعله بعيد عن كل شيء .
  • 4-     أن يصاغ الفرض بصورة واضحة تسهل فهمه ووضعه موضع الاختبار.
  • أن يكون الفرض قابلا لاختبار صحته بأي وسيلة من الوسائل العلمية الممكنة.

الخطـوة الخامسـة: المفاضـلة بـين الحلـول المؤقتـة للمشـكلة واختيـار الحلـول المناسـبة: إن اقـتراح الحلول ليست عملية آلية نمطية يسجل فيها الفرد جميع الحلـول المؤقتـة حـتى وإن كانـت غـير معقولـة أو غير قابلة للتنفيذ، إنما يستبعد منها الفرد عادة الحلول التي تبدو لأول وهلة أنها تتناقض مع المعلومـات والبيانات الموثوق بها علميا، كما يستبعد الحلول غير المنطقية.. ثم يقوم بفحص دقيـق للحلـول المتبقيـة في ضوء عدة شروط :

  1. أن الحـل المقـترح يسـهم بالفعـل في حـل المشـكلة مـن خـلال الأدلـة المنطقيـة والتجريبيـة المؤيـدة لذلك .
  2. 2-     أن الحل يسهل تنفيذه في حدود الإمكانات والوقت..
  3. 3-     أن الحل لا تنتج عنه مخاطر أثناء تنفيذه.
  4. 4-     أن الحل يجد القبول وعدم المعارضة من الفئة التي سيطبق عليها .

 في هـذه الخطـوة يقـوم التلاميـذ بفحـص ومناقشـة الحلـول المقترحـة مناقشـة جماعيـة هادفـة علـى السـبورة، واختيار أفضلها في ضوء معايير موضوعية، مع إعطاء المبررات المقنعة لذلك .

الخطوة السادسة: التخطيط لتنفيذ الحل وتجريبه: أو ما يعرف باختبار صحة الفروض المحتملة؛ بعد تحديـد الحلـول الممكنـة يشـرع الفـرد في تخطـيط إجـراءات تنفيـذها أو التحقـق منهـا تجريبيـا ومـن ثم تحديـد أفضـل الحلـول الممكنـة. في هـذه الخطـوة يشـير المعلـم في البدايـة إلى أن الحـل الـذي ثم تفضـيله لا يمثـل نهايـة المطـاف في حـل المشـكلة لكونـه حـلا محـتملا للمشـكلة فقـد يكـون هـذا الحـل صـحيحا وقـد لا يكون، لذا يجب التحقق من صـحته، وذلـك مـن خـلال تجريبـه أو تنفيـذه في الواقـع فـإذا أدى الحـل بعـد تجريبه إلى نتيجة مرضية نعتبر حلا مناسبا، وإذا كان غير ذلـك نفكـر في غـيره وهكـذا..؛ ولتنفيـذ هـذه طلـب مـن التلاميـذ تحديـد الأنشـطة الـتي سـيقدمون بهـا ( ملاحظـات ميدانيـة، تجـارب، جمـع إحصــاءات، إجــراء مقــابلات… الخ) وتحديــد مــا يتطلــب ذلــك مــن أنشــطة ومــواد وأدوات وأجهــزة وتسجيل كل هذا في كراس النشاطات .

الخطـوة السـابعة: تقـويم الحـل: يـتم التقـويم أثنـاء التنفيـذ أو بعـده، فـيحكم الفـرد علـى فاعليـة وكفـاءة الحل، وذلك من خلال الإجابة على عدة أسئلة أبرزها :

  1. هل أدى الحل المقترح إلى التغلب على المشكلة فعلا؟
  2. 2-     ما هي الصعوبات التي اعترضت الحل؟ وكيف تم التغلب عليها؟
  3. ما هي الأخطاء التي حدثت أثناء تنفيذ الحل؟  (
  4. هل الحل صالح لاستخدامه مرات أخرى مع نفس المشكلة؟
  5. هل هناك حلول أخرى (بديلة) غير الذي تم تنفيذه؟

 في هذه الخطـوة يقـوم المعلـم مـع تلاميـذ بتقـويم ومراجعـة خطـوات مـدخل حـل المشـكلات ضـمن تقـويم ما أنجزوه من خلال الإجابة عن الأسئلة التالية :

  1. هل تمت صياغة المشكلة بصورة إجرائية ودقيقة؟
  2. هل جمعت معلومات وبيانات كافية عن المشكلة؟
  3. هل كان الحل المقترح أفضل الحلول فعلا؟  (
  4. هل هناك حلول أخر ى للمشكلة لم يتطرق لها التلاميذ؟
  5. هل التخطيط للحل المختار كان مناسبا؟
  6. هل تم تنفيذ وتجريب الحل وفقا للتخطيط المقترح؟
  7. هل كانت النتائج المتحصل عليها دقيقة؟

 وتنهي هذه المرحلة باقتراح التلاميذ لمشكلة أو مشكلات جديدة ستتم دراستها لاحقا . وبعـد طـرح التسـاؤلات الآنفـة و الإجابـة عليهـا بصـورة عامـة، والتأكـد مـن كفـاءة الحـل المقـترح أو أنـه أفضل الحلول، يتضح لنا أن حل المشكلة لا يعـني نهايـة المطـاف، إذ يـؤدي هـذا الحـل إلى بدايـة ظهـور مشكلة أو مشكلات جديدة تحتاج بدورها إلى حل .

تخطيط الدرس في ضوء مدخل حل المشكلات :

أولا تحديد الوسيلة التي سنقدم من خلالها المشكلة :

  1. الحديث الشفهي عن المشكلة .
  2. كتابتها على السبورة أو عرضها بواسطة أجهزة العرض المختلفة.
  3. 3-     تقــديم عــرض عملــي مــن خــلال إجــراء تجربــة أو تقــديم شــريط… نحــدد في بدايتــه المشــكلة الــتي سندرسها.
  4. 4-     قراءة ما ورد عنها في الكتب والصحف والدوريات.
  5. 5-     عرض بيانات إحصائية عن المشكلة.
  6. زيارة ميدانية لأحد المواقع التي توجد بها المشكلة. وعموما فإن الوسيلة المناسبة لتقديم المشكلة تتوفر فيها ثلاثة شروط أساسية :
  7. أن تجذب الوسيلة انتباه التلاميذ للمشكلة .
  8. 2-     أن توضح لهم أبعاد المشكلة ومضمونها، وتسهل عليهم فهمها.
  9. ألا نستغرق وقتا طويلا في إعلام التلاميذ بالمشكلة (نحو5 دقائق تقريبا).

     ثانياُ : تحديد مصادر جمع البيانات : علـى المــدرس قبـل أن يشـرع في التـدريس ضـمن هـذا المــدخل أن يعـد قائمـة بمصـادر جمـع المعلومـات ليوجــه ويرشــد طلابــه إليهــا، وقــد تكــون هــذه المصــادر (كتــب دراســية، مراجــع علميــة، دوريــات، موسـوعات، وثـائق تاريخيـة، أشـرطة علميـة، بـرامج الحاسـوب، تسـجيلات صـوتية، خـرائط، سـجلات إحصائية، تقارير، نشرات رسمية، زيارات ميدانية، تجارب علمية، خبراء الخ…

    ثالثا : تحديد المواد والأدوات والأجهزة وتوفيرها: قد يتطلب دراسة المشكلة وحلها قيام المـتعلم بأنشـطة علمية، تستدعي وجود مواد وأدوات تساعدهم في إجراء التجارب.. فدور المعلم هنا يتمثل في :

  1. أن يحدد المواد والأجهزة والأدوات التي يحتاجها المتعلم لدراسة المشكلة المحددة .
  2. 2-     أن يقوم بتجريبها واختبار مدى صلاحيتها.
  3. 3-     أن يحدد الاحتياطات الأمنية والسلامة اللازمة لاستخدام المواد والأجهز ة المحددة.

 رابعا : تقدير الزمن المخصـص لحـل المشـكلة: إن الـزمن في اسـتراتيجية حـل المشـكلات يعد مفتوحاً إلى حد كبير، فمعظم مراحل التدريس بهذه الاستراتيجية غـير محـدود، لـذا علـى المعلـم أن يجتهـد في تقـدير الزمن الذي سيستغرق في دراسة المشكلة الواحدة وحلها، وذلك اعتمادا علـى خبرتـه الدراسـية، وعلـى فهمه لطبيعة المشكلة وخصائص طلابه، ومن ثم يحاول توزيع الـزمن علـى المراحـل المختلفـة فيعطـى كـل مرحلة المدة التي تناسبها

خامســا: تحضــير البيئــة الفيزيقيــة والتنظيميــة للصــفوف الدراســية: يــتم ذلــك مــن خــلال تنظــيم مقاعــد الجلـوس حسـب طبيعـة تنظـيم العمـل: فـإذا كـان النشـاط فرديـا فـيمكن تنظـيم المقاعـد والطـاولات في صـورة صـفوف وأعمـدة، وإذا كـان النشـاط تعـاوني، فـيمكن تنظـيم الطـاولات علـى شـكل مجموعـات صغيرة، وإذا كان النشـاط حواريـا بـين أفـراد الصـف جميعـا، فـيمكن تنظـيم الطـاولات علـى هيئـة حـرف . U ونراعي كذلك النواحي الفيزيقية من إضاءة وتهوية ودرجة حرارة.. الخ بحيث تخدم العملية التعليمية .

 سادسـا : تنفيـذ التـدريس وفـق مـدخل حـل المشـكلات: قـد لا تكـون هـذه الاسـتراتيجية مألوفـة لـدى معظم الطلاب لذا نهيئهم لها عن طريق إعلامهم عـن الكيفيـة الـتي يـتم بهـا الـتعلم ضـمن هـذه الطريقـة فنوضح لهم :

  1. خطوات استراتيجية حل المشكلات، مع إعطاء مثال عملي يتبع الخطوات المذكورة.
  2. إن الهـدف مـن الــتعلم ضـمن هـذه الطريقـة لـيس مجـرد تعلــم قـدر مـن المعلومـات بـل تعلـم كيفيـة البحث عن حل المشكلات.
  3.      إن المشكلة موضع البحث ليس لها بضرورة حل صحيح واحد.
  4. المجال مفتوح لطرح الأسئلة ذات العلاقة بالمشكلة من قبل التلاميذ.
  5. يتطلب حل المشكلة المثابرة، عدم التسرع، التفكير بعمق..
  6.     طلب المساعدة من المعلم كلما كان ذلك ضروريا.
  7.      التعاون وتبادل الأفكار بين التلاميذ.
  8.      التعبير عن الأفكار بحرية وصراحة..
  9.      لا مجال للسخرية من أي أفكار تطرح.

 تعد هذه النقاط شـبه « » عقـد يتفـق عليـه المـدرس والتلاميـذ للنجـاح في التـدريس ضـمن مـدخل حـل المشكلات

مواضع استخدام طريقة حل المشكلات :

 كـل طريقـة أو مـدخل للتـدريس يكـون فعـالاّ ومناسـبا إذا اسـتخدم في موضـعه وعقيمـا إذا اسـتخدم في غير محله، وفيما يلي أهم مواضع استخدام هذه طريقة :

  1. إذا كــان الهــدف مــن التــدريس ير كــز علــى تنميــة مهــارات التفكــير العليــا، خاصــة مهــارة حــل المشكلات واتخاذ القرارات والتفكير الناقد .
  2. إذا كـان عـدد الطـلاب في الصـف لا يزيـد عـن 30 ــ 35 تلميـذا فـإذا زاد العـدد يصـعب تطبيـق هذه الطريقة.
  3.     لدى التلاميذ خلفية معرفية جيدة عن المشكلة موضع الدرس.
  4. تناسب التلاميذ ذوي القدرات الأكاديمية المتوسطة والعالية.
  5.    توفر المصادر والوسائل والأجهزة المساعدة على جمع البيانات أو تنفيذ الحلول المختارة.
  6.    إمكانية توزيع دراسة المشكلة على أكثر من حصة.
  7.    لدى التلاميذ القدرة على الانضباط الذاتي والالتزام في العمل .

إدارة الصف في حصة نستعمل فيها مدخل حل المشكلات : لكل طريقة أو مـدخل للتـدريس خطـة تناسـبه في إدارة الفصـل، وفي اسـتراتيجية حـل المشـكلات هنـاك بعض الأمور التي يجب مراعاتها لنجاح هذه الطريقة أهمها :

  1. طرح أسئلة مفتوحة تسمح للتلميذ بالتفكير والتأمل ..
  2. نعطي للتلاميذ الوقت الكافي للتفكـير(15 دقيقـة علـى الأقـل) قبـل إعطـاء الإذن بالإجابـة لتلميـذ ما .
  3. توجيه التلاميذ إلى التروي في عرض إجاباتهم، وأفكارهم.
  4.     تقبل إجابات وأفكار التلاميذ حتى وإن كنا لا نوافق عليها.
  5.      طرح السؤال على كل الطلبة قبل تعيين التلميذ الذي سيجيب.
  6.      تجنب الألفاظ الكابحة التي تعيق التفكير، مثل (خطأ، غير جيد، غلط.. الخ).
  7.      تجنب إعطاء حكم قيمي أو متسرع عن الإجابة.
  8. تجنب مقاطعة التلميذ أثناء الإجابة أو المناقشة إلاّ إذا خرجت الإجابة عن مسارها الصحيح.
  9.      تحفيز التلاميذ على تقديم براهين وأدلة تدعم إجاباتهم.

10-توجيه التلميذ للتفكير بصوت عال لشرح أفكاره وكيف وصل إليها .

11-تشجيع التلاميذ على التوسع في الإجابة وإضافة معلومات جديدة.

12-تشجيع التلاميذ على الحوار فيما بينهم بأسلوب حضاري بناء.

13-تشجيع التلاميذ على اختبار صحة أفكارهم وتأملها وتحليلها.

14-تشــجيع التلاميــذ علــى تلخــيص أفكــارهم في عبــارات أساســية واســتخدام المصــطلحات في موضعها المناسب.

15-تشجيع التلاميذ على اتخاذ القرارات المناسبة بعد فحص بدائل الحل المختلفة.

16-تشجيع التلاميذ على استخدام مصادر المعلومات المتنوعة.

مزايا وإيجابيات مدخل حل المشكلات في التدريس

  1. تنميــة مهــارات التفكــير العليــا لــدى الطــلاب خاصــة مهــارات حــل المشــكلات واتخــاذ القــرار والتفكير الناقد .
  2. 2-     زيادة قدرة التلاميذ على فهم المعلومات وتذكرها لفترة طويلة.
  3. زيادة القدرة على تطبيق المعلومات وتوظيفها في مواقف من الحياة اليومية.
  4. 4-     إثارة الدافعية للتعلم لدى التلامبذ والاستمتاع بالعمل.
  5. تعديل البنية المعرفية لدى المتعلم وتصحيح الفهم الخاطئ لديه.
  6. 6-     تنمية الاتجاهات العملية وحب الاستطلاع والمواظبة من أجل حل المشكلة دون ملل أو يأس.
  7. 7-     زيــادة قــدرة المــتعلم علــى تحمــل المســؤولية، وتقبــل الفشــل بــروح رياضــية وإعــادة المحاولــة حــتى النجاح.
  8. 8-     زيـادة قـدرة المـتعلم علـى الاسـتفادة مـن مصـادر الــتعلم المختلفـة، وعـدم الاقتصـار فقـط علـى الكتاب المدرسي.

عيوب طريقة حل المشكلات :

  1. يؤخــذ علــى مــدخل حــل المشــكلات أنــه يعجــز في بعــض الأحيــان إلى حــل للمشــكلة موضــع البحـث، فمـثلا: دراسـات مـرض السـرطان وفقـدان المناعـة المكتسـبة أتـيح في دراسـتها المـنهج العلمـي، ولكن لم نتمكن بعد من علاجهما.. فالعيب هنا ليس في طريقة حل المشكلات لكن في نقص قدرة عقل الإنسان على وضع الفرض المناسب لكي يضعه موضع الاختبار . إن كـل بحـث يجـري في هـذا الميـدان يضـيف لبنـة جديـدة إلى البنـاء، وعنـدما تتجمـع المعلومـات الكافيـة سيصبح الإنسان أكثر درة على التوصل إلى حل مناسب لهذه المشكلة .
  2. 2-     يؤخـذ علـى مـدخل حـل المشـكلات أنـه يحتـاج إلى وقـت طويـل مقارنـة بالأسـاليب التقليديـة، فقـد أقر المعلمون بأهمية هـذه الطريقـة في تنميـة أسـلوب التفكـير العلمـي لـدى المتعلمـين، لكـن لا يمكـن تطبيقه في كل الدروس

error

يمكنك متابعتنا ووضع لايك .. ليصلك كل جديد