الإشراف التربوي بين الأمس واليوم :
ابتدأت إدارات التعليم محاوالتها لضبط نوعية المعلمين بفحص أداء المعلم بما بأسلوب اختيار المعلمين وذلك بوضع اختبارات من قبل مختصين لهم خبرة واسعة في مواد دراسية كاللغة العربية والإنجليزية أو العلوم والرياضيات والاجتماعيات وهم من يشرف على التطبيق العملي في المدارس يقومون بزيارة المدارس بشكل مفاجئ ، ويتولى كل واحد منهم حسب تخصصه فحص معلومات التلاميذ في مواد دراستهم ، ويبني على ضوء هذا الفحص حكمة على أداء المعلم ، فيوصي بترقيته أو تثبيته أو نقله . وخلال العقود الثلاث الأخيرة من القرن العشرين توصلت الدراسات التربوية إلى تجديد المسميات على ضوء التعديلات على مضمون التفتيش ، فغدا أقرب إلى ” التوجيه الفني ” منه إلى التفتيش ، أي أنه أصبح جهدا يهدف إلى مساعدة المعلم على النمو في المهنة والكفاءة في الأداء ، وشيئا فشيئا تطورت الأمور وغدا نمو التلميذ هو الهدف ، وأضحى تطور العملية التربوية بجوانبها المتعددة هو الغاية ، وأصبحنا أمام مصطلح ” الإشراف التربوي ” وما يقابله من مضامين جديدة .
تعريف الإشراف التربوي :
عملية تفاعل إنسانية اجتماعية تهدف إلى رفع مستوى المعلم المهني إلى أعلى درجة ممكنة من أجل رفع كفايته التعليمية . وكان يتطلع إليه كعملية ديمقراطية تعاونية ، طرفاها المشرف التربوي والمعلم ، تهدف إلى اكتشاف و تفهم أهداف التعليم ومساعدة المعلم ليتقبل هذه الأهداف ويعمل على تحقيقها . إن التعريف السابق يمثل نقلة نوعية تبتعد كثيرا عن مفهوم التفتيش وممارسة القائمين عليه ، إذا يلغى نهائيا الاستعلاء على المعلمين وتجريحهم وتصيد أخطائهم . كما يتجاوز التوجيه الفني الذي قد يقف عند حدود متابعة عمل المعلمين في المدارس ومحاولة تصحيح ممارستهم على ضوء الخبرة والنصيحة الوافدتين من خارج المدرسة ، ارتباط التوجيه الفني بتميز الموجه في مادة تعليمية بعينها .
أما الإشراف التربوي فقد أ ازل الحاجز النفسي بين المعلم والمشرف التربوي عندما اعتبرهما طرفين في عملية واحدة يتعاونان على بلوغ أهدافهما.
وهكذا تصبح غاية المشرف التربوي تطوير العملية التعليمية ، وهو أمر لا يوحي للمعلم بأي معنى من معاني العجز والضعف أمام المشرف التربوي .
وقد عرفه بعض التربويين بأنه
عملية قيادية تعاونية منظمة تعنى بالموقف التعليمي بجميع عناصره من مناهج ووسائل وأساليب ، وبيئة ومعلم وتلميذ ، وتهدف إلى دراسة العوامل المؤثرة في ذلك الموقف وتقييمها للعمل على تحسين التعلم وتنظيمه ، من أجل تحقيق الأفضل بهدف التعلم والتعليم .
وهذا تعريف آخر : الإشراف التربوي هو جميع النشاطات التربوية المنظمة التعاونية المستمرة ، التي يقوم بها المشرفون التربويون ومديرو المدارس والأقران والمعلمون أنفسهم ، بغية تحسين مهارات المعلمين التعليمية وتطويرها ، مما يؤدي إلى تحقيق أهداف العملية التعليمية – التعلمية
تطور مفهوم الإشراف التربوي :
هناك قوتان أساسيتان قد أثرتا في النمو السريع للإشراف التربوي . أما الأولى ، فتمثل حصيلة عوامل اجتماعية ثقافية ، كالنمو السكاني ، وتغير المجتمع المحيط بالمدرسة ، والاهتمام بجودة التعليم . وأما الثانية ، فتمثل النظريات والبحوث التي ظهرت في هذا المجال . إذ أن النظريات المطروحة والدراسات الميدانية في العلوم أفاقاً جديدة في التفكير بطبيعة أهداف الإشراف التربوي وممارساته ، ودور المشرف التربوي ، سلوكية فتحت فاقا ومركزه ، وسلطته .
مهمات الإشراف التربوي:
أ ـ الانتقال بالعملية التربوية من التعليم إلى التعلم : إذا المعنى للتعليم إن لم تتضح إثاره في التعلم ، فلا يكون التعليم نقال للمعارف بل يصبح وسطا للاكتساب المعارف وتحليلها ومعالجتها والتصرف فيها . وهذا يؤكد صعوبة مهمة المشرف التربوي في متابعته أعمال المعلمين . إذا لا تكتفي زيارة المفتش للمعلم في جولة خاطفة وتقييم ثمرات عمله كما تعكسها إجابات الطلبة على الأسئلة الموجهة لهم بخصوص مادة الدراسة ، كما لا تكتفي مراقبة الموجه لحصة صفية حتى يتعرف على إدراكه لأغراضه وممارسته لأساليبه العلمية في إثارة اهتمام التلاميذ بالتعلم ومراعاة كفاية المدرس في التعليم وقدارتهم وحاجتهم واستعداداتهم ، بل يحتاج أن يكون اتصاله بالطلبة أوسع ، وتفاعله مع المعلم أوثق .
ب ـ الانتقال من المعرفة إلى تنمية أنشطة التفكير : حيث يبرز هنا دور المشرف التربوي في تقييم وضع المناهج ومساهمته في إعداد المعلمين .
ج ـ الانتقال من تقييم معلومات المدرس إلى بناء نظام قيمي لديه : وهذا يتطلب أن يقتحم المشرف التربوي هذا الميدان ليساعد المدرسين على تجاوز المشكلات التي يواجهونها في عملهم حينما يركزون على مخاطبة عقول الطلاب ويتجاهلون جوانب حياتهم الوجدانية والاجتماعية والحس الحركية .
د ـ الانتقال من تقييم المدرس إلى تقييم المدرسة وتفاعلها مع البيئة : فالمبادئ التربوية الأساسية تنظر إلى التربية باعتبارها عملية متكاملة ، ولذلك فإن الفصل بين مهمات المشرفين التربويين المتخصصين بموضوعات الدراسة المختلفة يؤكد الابتعاد عن الالتفات إلى أحوال المدرسة والجوانب الإدارية فيها ، وهي عوامل هامة في نجاح العمل التعليمي التعلمي أو في فشله.
هـ ـ الانتقال من دراسة المدرسة إلى النظام التعليمي وعلاقاته بغيره : فالمعلم في المدرسة لا ينطلق إلى عمله من فراغ بشكل عام ، يتوا صل بأنظمة المجتمع الأخرى سياسة واقتصادية ودينية واجتماعية عامة . ولا يمكن للمشرف التربوي أن يقدم مساندة للعمل التعليمي التعلمي وكأنه لا يتأثر بالنظام التعليمي بشكل عام وأنظمة المجتمع الأخرى .
مهمات المشرف التربوي فيما يلي :
أولاً ـ تهيئة المعلمين الجدد لعملهم : يتم إعداد المعلمين للمهمات التعليمية في كليات إعداد المعلمين ، ويتم تدريبهم على مطالب العمل ميدانيا أثناء الد ارسة . ولكنهم من ناحية عملية يواجهون مشكلات حقيقة عندما يباشرون أعمالهم الفعلية في المدارس التي يعينون للعمل فيها . وتقع على جهاز الإشراف التربوي بالتعاون مع إدارة المدرسة مسؤولية المعلمين الجدد لعملهم .
ثانيا ـ عقد الدورات للمعلمين أثناء الخدمة : يتصل المشرف التربوي يوميا بالميدان في هذه المدرسة أو تلك ، ويطلع على جوانب العمل وعلى المشكلات التي يوجهها المعلمون ، وعلى جوانب النقص في الخدمات التعليمية المقدمة للتلاميذ . وعلى ضوء ذلك يستطيع المشرفون التربويون ، وبجهد تعاوني اقتراح بعمل الدو ارت التي تعالج جوانب الضعف التي يلاحظونها .
ومن هذه الدورات ما يلي :
1 ـ دورة استخدام الحاسب في التعليم .
2 ـ دورة لتعليم معلمي المرحلة الأساسية استخدام أسلوب المجموعات في التعليم .
3 ـ ورشة عمل في القياس والتقييم التربوي لتحسن أداء المعلم في الاختبارات .
4 ـ ورشة عمل لتدريب المعلمين على استخدام المواد الأولية المتوفرة في البيئة في صنع الوسائل التعليمية. 5 ـ دورة لتدريب المعلمين على إثارة اهتمام الطلبة بالأنشطة .
6 ـ دورة للمعلمين المشرفين على المكتبات المدرسية لتعريفهم بالأساليب المناسبة لتفعيل دور واجتذاب الرواد إليها .
7 ـ دورة لتدريب المعلمين على طريقة جديدة في التدريس .
ثالثا ـ تنظيم اجتماعات مع المدرسين : وقد تأتي هذه الاجتماعات في مطلع العام الد ارسي الجديد ، حيث يلتقى المشرف التربوي بمدرسي إحدى المواد ويناقش وأياهم المنهج الد ارسي لهذه المادة والكتاب المقرر وكفاية دليل المعلم . ويكون من ثمرات هذا الاجتماع إثار ة انتباه المعلمين لبعض الجوانب الهامة في المنهج ، والوقت المناسب من الفصل الدراسي لتناول هذا الجانب . كما قد يأتي الاجتماع بمناسبة اقتراب موعد الامتحانات النهائية . كما قد يأتي الاجتماع بعد انتهاء الامتحانات ، وقد يأخذ الاجتماع شكل ورشة عمل لتحليل الأسئلة التي أستخدمها المعلمون .
رابعا ـ العمل على تطوير المنهج : إن عملية تطوير المناهج كانت ليست مهمة الإدارة العامة للمناهج
بوازرة التربية والتعليم ، وإنما هي من ينظم عملية التطوير ، وتطوير المنهج ليس عمل إفرادياً، بل يأتي التطوير كثمرة ً يقوم به المختص التربوي لجهد مشترك يساهم في تحقيقه المشرف كقائد تربوي بالتعاون مع المعلمين الذي نفذوا توجيهات المنهج ميدانيا . كما يساهم في العمل على تطوير المنهج الطلبة الذين تعايشوا مع الخبرات التي يتيحها المنهج وتدارسوا المعلومات والمعارف التي ركز عليها .
خامسا ـ عرض نماذج للمحاكاة في إدارة الصفوف : إن نجاح عمل المعلم في داخل غرفة الصف يتأثر بشكل كبير بنجاحه في إدارة الصف ، فلا يكفي أن يكون المعلم متعمقا في مادة تخصصه ، وأن يكون المنهاج حديثا ومتطوراَ، كما لا يكفي اعتماد طرق متميزة في التدريس واستخدام وسائل نافعة إن لم يجد المعلم سبيلاً إلى إدارة الصف بطريقه فعاله . ويستطيع المشرف التربوي ، ومن خالل زيارته الميدانية أن يتعرف على المعلمين اللذين يكونون قدوة في هذا الأمر ، ويعقد بعد كل حصة حلقة لمناقشة الاستراتيجيات التي اتخذها المعلم ويقدم تفسيرا لكل استراتيجية بما يساعد على توليد القناعات بالأخذ بمثل هذه الاستراتيجيات في العمل .
سادسا ـ المشاركة في اختيار المعلمين وتوزيعهم على المدارس : المشرف كحلقة وصل بين الإدارة في المركز والميدان يستطيع أن يساهم مساهمة فعالة في تقديم صورة عن احتياجات المدارس من المعلمين في واحد أو أكثر من التخصصات ، كما يساعد في التوصية باختيار المعلمين الذين يناسبون حاجات هذه المدرسة أو تلك في تخصـص معين .
سابعا – تشجيع المعلمين على تجاوز إطار الكتاب المدرسي المقرر لتحقيق أهداف المنهج: كثيراً ما يميل المعلمون إلى الالتزام الحرفي بالنصوص الواردة في الكتب المدرسية المقررة ، باعتبارها مواد تعليمه منتقاة بحذر وعناية تبعدهم عن الوقوع في الأخطاء المحتملة وهذه النصوص هي نماذج تمثل متطلبات المنهج ، ولكنها لا تعكس كل مقوماته . إذا كان المعلم يلتزم بحرفيات الكتاب المقرر ولا يجد من يثير اهتمامه بالمواد التعليمية المساعدة على استكمال وتحقيق أهداف المنهج خارج إطار الكتاب المدرسي يكون قد أقفل أمام التلاميذ بابا واسعا من أبواب تحصيل المعرفة واكتساب الخبر ة .
ولذلك يلجأ جهاز الإشراف إلى إعداد مواد تعليمية متنوعة : يتصل بعضها بالاكتشافات والمخترعات الحديثة ، ويتصل بعضها بالنماذج المتنوعة المنتجه ، ويتناول بعضها الأخر الأحداث ويطرح بعضها للنقاش طبقا لما يستحوذ على اهتمام الناس في المنطقة التي توجد فيها المدرسة .
ثامنا ـ استثمار المشرف لموقعه كحلقة اتصال بين اإلدارة والميدان في العمل على تكامل دوريهما: للمشرف التربوي أهمية باللغة في توفير التغذية الراجعة للعاملين في الأنشطة المختلفة في مجال التربية والتعليم ، على مستوى التخطيط والتنظيم والقيادة والتطوير والتقويم والعلاقات مع البيئة المحلية. يقصـد بالاشراف التربـوي العمليـة التـي يـتم فيهـا تقـويم وتطـوير العمليـة التعليميـة- التعلميـة ومتابعـة تنفيـذ كـل مـا يتعلق بهـا لتحقيق الأهداف التربوية. وهو يشمل الأشراف علي جميع العمليات التي تجري فـي المدرسـة سـواء كانـت تدريبيـة أو اداريـة أو تتعلـق بـأي نـوع مـن أنـواع النشـاط التربـوي فـي المدرسـة وخارجهـا والتفاعلات الموجـودة فيمـا بينهـا . فالأشـراف يعمـل علـي النهوض بعمليتي التعليم والتعلم كليهما، وان معني ان تشرف هو أن تنسق وأن تحرك وأن توجه نمو ذكاء المدرسين في اتجاه تحريك نمو ذكاء كل تلميذ وأن يوجهوه الي أغني وأذكي مساهمة فعالة في المجتمع وفي العالم الذي يعيشون فيه . يبرز أهمية الأشراف التربوي في مد يد العون للمـدرس لمواجهـه اختلاف المواقـف والتغيـر المسـتمر ولمسـاعدته فـي دراسـة وفهم من يدرسهم ( مساعدة في مجال نمو المتعلم) أي تنوير الطريق أمامه لينمو في مجال المهنة مع حفزه إلي الانتاج والعطاء لينعكس بالتالي علي حسن الأداء في العملية التربوية ومما يساعد علي تحقيـق الأهداف المرجـوة منهـا .
كمـا وجـود المشـرفين اسـاسي لمسـاعدة المعلمـين فـي تحسـين أدائهـم واثـارة دافعيـتهم نحـو النمـو المهنـي ولتنفيـذ تطـوير المنهـاج المدرسي فهذه خدمات تسهم كلها في تحسين تعلم الطالب وزرع ثقة المواطنين في المدرسة .
لقد تعددت الدراسات التي تبنت مفهوم الأشراف التربوي، فيري نشوان أن المفهوم الحديث للأشراف هو عملية تعاونية تشخيصية تحليلية علاجية مستمرة تتم خلال التفاعل البناء المستمر بين المشرف وبين المعلم بهدف تحسين التعليم والتعلم .
ويري رواح الخطيب أن الاشراف التربوي عملية ديقراطيه تعاونيه طرفاها المشرف والمعلم( تهدف الي اكتشاف وتفهم أهداف التعليم ومساعدة المعلم ليتقبل هذه الأهداف ويعمل علي تحقيقها .
ويعرف هاريس الإشراف التربوي بأنه ما يقوم به المسؤولون داخل المدرسة تجاه المعلمين بقصد الحفاظ علي ما يجري في المدرسة أو تغيره بطريقة مباشرة تؤثر في عمليات التعلم القائمة.
ويري وايلز الندي أن الأشراف مهمة قيادية تمد الجسور بين الإدارة والمناهج والتدريس وتنسيق النشاطات المدرسية ذات العالقة بالتعليم. وتري اي ازبيل فيفر أن االش ارف التربوي عملية ذات غرا رئيسي واحد هو تحسين التدريس ، تتم بين أشخاص ذوي وجوه متعددة تتناول السلوك التعليمي والمنهاج التربوي وبيئات التعلم وتقسيم الطالب إلي مجموعات تهدف إلي اكتشاف أهداف التعليم وتفههمها ومساعدة المعلم ليتقبل هذه الأهداف ويعمل علي تحقيقها.
ويري محمود عبد القادر أن الإشراف عملية تفاعل انسانية اجتماعية تهدف الي رفع مستوي المعلم المهني إلي أعلي درجة ممكنة كما تهدف أيضا الي تطوير التعليم ليحقق أهدافه وغاياته بكفاية وفعالية .
ويقع علي عائق المشرف مد يد العون والمساعدة للمعلم في مناخ يسوده الأمن والثقة والمحبة والتعاون والاخلاص مع الابتعاد عن التعالي والتسلط على من هم دونه في السلم الوظيفي .
ويري البعا أن الأشراف التربوي عمليـة تهـدف الـي تحسـين أداء المعلمـين وتطـوير أسـاليب ووسـائل عملهـم بقصـد الرفـع مـن مردود العملية التربوية وتحقيق هدفها.
الإشراف هو الجهد الذي يبذل لاثارة اهتمام المعلمين وتوجيه نموهم المسـتمر أفـرادا أو جماعـات ليكونـوا أقـدر علـي فهـم العمليـة التربويـة وتحقيقهـا بفاعليـة .
الإشراف خدمـة تربويـة متخصصـة تهـدف الـي الارتقاء بنوعية التعليم من خلال توفير أفضل الظروف التعليمية والتعلمية التي تمكن الأطراف المساهمة في العمليـة التربويـة مـن القيـام بأدوارهم بشكل فعال . الأشراف نظام سلوكي توفره المدرسة بشكل رسمي لغرد التفاعل مع النظام السلوكي التعليمي علـي نحـو يضمن البقاء ، وتغير وتحسين وتوفير الفرص التعليمية للطالب وتحقيقها بالفعل.
سعيد االسدي /الأردن/ 2007م( . الإشراف هو عملية التفاعل التي تتم بين فرد أو أفراد وبين المعلمين بقصد تحسـين أدائهـم والهـدف النهـائي مـن ذلـك كلـه فهـو تحسين تعليم الطالب وقد يتضمن تحقيق هذا الهدف تغير سلوك المعلم وتعديل المنهاج أو أعادة تشكيل البيئـة التعليميـة وهـذه الرابطة المعقدة بين هؤلاء الأفراد والمعلمين والتي تعرف بالاتصال الإشرافي التي شكلها علاقة واحدة بل جملة مـن العلاقـات التـي تسير جنبا الي جنب.
الإشراف هـو الجهـود التـي تبـذلها قيـادات تربويـة متخصصـة لتحسـين العمليـة التربويـة بجميـع عناصـرها والوصول بها إلي تحقيق أهدافها المنشودة
الإشراف التربوي هو عمليـة انسـانية وقيادة ديمقراطية وعملية شاملة ومتخصصة وعملية مرنـة متطـورة تهـدف الـي الارتقاء بنوعيـة التعلـيم مـن خلال تـوفير أفضـل الظروف التي تمكن المعلمين وغيرهم مـن أطـراف العمليـة التعليميـة مـن القيـام بـأدوارهم بشـكل فعـال.
ان للمعلمين حاجات تختلف باختلاف مراحل تطويرهم المهني كاالتي :
–المرحلة الأولى ( مرحلة البقاء: ( في هذه المرحلة يحتاج المعلم الي الفهم والطمأنينة والتشجيع ، ولذا فان تعليمة مهارات الوقوف علي مسببات السلوك واكسابه بصيرة فيها سوف يكون ذا فائدة له في هذة المرحلة ، وهنا يكون المعلم قد اكتسب خبرة في التدريس .
-2 المرحلة الثانية ) فترة الادماج : (فـي هـذه المرحلـة يكـون المعلـم مسـتعدا للتركيـز علـي طالبـه وعلـي تعلـيمهم بشـكل فـردي وفـي هـذه المرحلـة ينصـح بالاستفادة من خبرات الاختصاصين المقيمين في المدرسة والعمل علي ايجاد فرص لتعاون المعلمين في نشاطات مختلفـة ثم ينقل المعلمين إلي اختيار أساليب تدريسية مريحة خاصة بهم معبرين بذلك عن شخصياتهم بطرق فريدة
-3المرحلة الثالثة ) مرحلة التجديد: ( وهي مرحلة يكون فيها المعلمون علي وشك الوقوع في روتين ممل، أي القيام بتكرار عمل الشيء ذاته وهنا يحتاج المعلمون الي الاستشارة عن طريق الاجتماعات المهنية والزيارات الصفية والمجالات المهنية ومراكز التدريب والتعرف إلي طرق جديدة مثل التسجيل التلفزيوني بغرا التحليل الذاتي.
-4المرحلة الرابعة) مرحلة النضج : في هذه المرحلة تعمل الراسات العليا والبـرامج الموصـلة الـي درجـة جامعيـة والأدبيـات المهنيـة المتخصصـة والنـدوات والمـؤتمرات العلمية كمصادر يمكن استخدامها في تنمية تطورهم المهني ، وفي هذه المرحلة يكـون المعلمـون قـد طـوروا كفـاءاتهم التعليميـة والثقـة فـي أنفسـهم .
ومن أهم ما يتميز به المفهوم الحديث للأشراف التربوي ما يلي :
-1 يستهدف الإشراف والتوجيه والإرشاد ان لا يصيد الأخطاء وان يحل النصح والإرشاد بدال من التعليمات والأوامر .
2- يعتمد علي التفاعل الديمقراطي السليم بين المشرف والمعلم
3- يهدف الي تقديم خـدمات فنيـة للمعلـم بقصـد رفـع الكفايـات الأكاديمية والمهنيـة للمعلـم ومسـاعدته علـي النمـو المسـتمر وتحسين مستوي أدائهم وتدربيهم .
4- يتجه الي اعادة تشكيل و تحسين بيئة الموقف التعليمي بجميع أبعاده وعناصره ( استخدام أساليب متنوعة مـن التعلـيم، خلق جو مثيـر يـزداد فيـه انتبـاه الطـالب، اسـتخدام التعلـيم المتقـارب، تهيئـة فـرص خاصـة للطـالب الموهـوبين، امـداد يـد العون من قبل المشـرفين ، اعـادة تنظـيم الهيئـة التدريسـية فـي المدرسـة ، اسـتخدام نظـام التعلـيم الخلـوي” خـارج جـد ارن المدرسة، التوجه الي المجتمع المحلي ، الرحلات الميدانية، البرامج التعاونية، المدارس البدنية “، التعرف علـي مصـادر البيئة المحلية وتشجيع استخدامها واستغلالها بشكل 5
5-العلاقة الإيجابية بين المشرف والمعلم هي العامل الرئيسي في أحداث التغيرات التعليمية المرغوبة.
6- يساعد علي تعديل الممارسات التربوية وتغيرها أو تطويرها بصورة مستمرة علي أساس علمي تجربيي. 7- يقوم الإشراف التربوي علي أساس المشاركة والتعـاون بـين المعلـم والمشـرف وهـذا يتطلـب أن تقـوم العلاقـة بينهمـا علـي أساس ديمقراطي سليم وأن تكون الصلة بينهما علي أساس قوي من العلاقات الإنسانية. 8-يعتبر الإشراف التربوي برنامجا متكاملا مخططا لتحسين العملية التربوية.
9- يقـوم المفهـوم الحـديث للإشراف علـى أن تقـويم المعلـم لـيس هـدفا فـي ذاتـه وانمـا هـو وسـيلة لتحسـين مسـتوي أدائـه والارتفاع بمستواه ولذلك ينبغي أن يكون هذا التقويم هادفا وموضوعيا وبناء بعيدا عن التحيزات الشخصية أو اعتبارات المجاملة والمحسوبية وربما كان من الأفضل أن يكون التقريـر نفسـه موضـع مناقشـة بـين المشـرف والمعلـم مـع اشـتراك مدير المدرسة في هذه المناقشة .
مقومات المشرف التربوي :
- الخبرة الواسعة : وتأتي من خلال ممارسة التدريس ثم الإشراف التربوي ومن خلال الاطلاع المستمر والقراءة المنظمة.ويندرج تحت ذلك ما يلي
- المعرفة الوافية في حقل التخصص.
- القدرة علي عرا الدروس النموذجية.
- مهارات تخطيط الدروس.
- ث- تحليل معوقات الدروس. واعداد الاختبار الجيد وتحليل نتائجه.
- ج- .الإلمام بأساسيات القياس والتقويم .
- ح- معاونة المعلمين في عملية التقويم الذاتي.
- معرفة حاجات المعلمين والبرامج المناسبة لتطويرهم وتدريبهم.
- الشورى والتعاون : من حيث تنمية المهارات الاجتماعية بين المعلمين والمشاركة في اتخاذ القرار.
- التجديد : والقدرة على الاستخدام الإيجابي للتقنية اكتشاف طرق التعليم الأكثر نجاحا
- الاهتمام بالنمو : ويأتي هذا من خلال الاهتمام بتربية الاتجاهات الحسنة وصقل المهارات المرغوبة وتعزيز السلوك الإيجابي.
- 5- التخطيط : من خلال الخطة اليومية والأسبوعية والفصلية تجنبا . ً للارتجالية والفوضى كما يجب تجريد الخطة من النمطية والتكرار .
- 6- إتقان مهارات الاتصال سواء الشفوي أو المكتوب .
- 7- المؤهلة الشخصية : صدق وأمانة وصبر ومثابرة ولباقة وتو اضع وجدية في العمل.