تعريف التعليم الالكتروني
لم يحدث اتفاق كامل حول تحديد مفهوم شامل يغطي جميع جوانـب مـصطلح “التعلـيم الإلكتروني” ، فمعظم المحاولات والاجتهـادات التي اهـتمت بتعريفه نظرت كل منها للتعلـيم الإلكتروني من زاوية مختلفة، حسب طبيعة الاهتمام والتخصص والغرض، مما أدى إلى ظهور العديد من التعاريف للتعليم الإلكتروني الأمر الذي حدا ببعض المهتمين إلى القـول بأن عـددها بعدد الذين قاموا بتعـريفه ومن أجل التغلب على كثـرة هذه التعاريف من جهـة والاستفـادة منها من جهة أخرى، ترى الباحثة بأنه يمكن تصنيفها تحت مجموعـتيـن رئيـسيتين أحدهمـا نظرت إلى التعليم الإلكتروني كطـريقة تدريس، والأخرى نـظرت له كنـظام متـكامل، ثـم ستحاول استنتاج العوامل التي أدت إلى هذا التبـاين في التعـاريف، وذلك من أجل الوصـول إلى تعريف محدد للتعليم الإلكتروني. وفيما يلي استعراض التعاريف التي تناولت التعليم الإلكتروني تحت المجموعتين المشار إليهما:
المجموعة الأولى :
يرى المنتمون لهذه المجموعة بأن التعليم الإلكتروني طريقة تدريس لنقـل المحتوى إلى المتعلم بالاعتماد على الوسائط المتعددة عبر الوسائط الإلكترونية .
ومن التعريفات التي تمثل وجهة نظر هذه المجموعة، ما يلي:
للتعليم الإلكتروني بأنه” تقديم المحتوى التعليمي مع ما يتضمنه من شروحات وتمارين وتفاعل ومتابعة بصورة جزئية أو شاملة في الفصل أو عن بعد بواسطة برامج متقدمة مخزونة في الحاسب الآلي أو عبر شبكة الإنترنت” .
للتعليم الإلكتروني بأنه “طريقة إبداعيـة لتقـديم بيئـة تفاعليـة، متمركزة حول المتعلمين، ومصممة مسبقاً بشكل جيد، وميسرة لأي فرد، وفي أي مكـان، وأي وقت باستعمال خصائص ومصادر الإنترنت والتقنيات الرقمية بالتطابق مـع مبـادئ التـصميم التعليمي المناسبة لبيئة التعلم المفتوحة، والمرنة، والموزعة” و نقلاً عن Fox التعليم الإلكتروني بأنه “وسيلة لتقديم التعلـيم مبرمجاً للمتعلمين من خلال الوسائط الافتراضية وحدها مثل الإنترنت والمؤتمرات عـن بعـد والأقراص المدمجة وغيرها من الوسائط والتقنيات”.
التعليم الإلكتروني بأنه ” تقديم محتوى تعليمي إلكتروني عبر الوسائط المعتمدة على الكمبيوتر وشبكاته إلى المتعلم بشكل يتيح له إمكانية التفاعل النـشط مع هذا المحتوى ومع المعلم ومع أقرانه سواء أكان ذلك بصورة متزامنة أم غير متزامنة وكـذا إمكانية إتمام هذا التعلم في الوقت والمكان وبالسرعة التي تناسب ظروفه وقدراته، فـضلاً عـن إمكانية إدارة هذا التعليم أيضاً من خلال تلك الوسائط”.
تعريف منظمة اليونسكو كما تذكر ذلك الخليفة للتعليم الإلكتروني بأنه ” طريقـة فاعلة في التعليم تجمع بين النقل الرقمي للمحتوى وتوفر الدعم والخدمات التعليمية، والمقـصود بالدعم هو دور المعلم في دعم ومساعدة المتعلم في أي وقت، وهو نظام تعليمي يـتم تخطيطـه وإعداده وتنفيذه بشكل إلكتروني ويتم نقله عبر شبكة المعلومات والاتصالات “.
ويلاحظ بأن وجهة النظر السابقة ترى بأن التعليم الإلكتروني طريقة تدريس يتم من خلالها نقل المحتوى إلى المتعلم من خلال الوسائط الإلكترونية.
المجموعة الثانية:
يرى المنتمون لهذه المجموعة بأن التعليـم الإلكتـروني نظام متكامـل له مدخلاته وعملياته ومخرجاته. ومن التعريفات التي تمثل وجهة نظر هذه المجموعة، ما يلي:
تعريف الشهري للتعليم الإلكتروني بأنه “نظـام تقـديم المنـاهج (المقـررات الدراسية) عبر شبكة الإنترنت أو شبكة محليـة أو الأقمـار الصنـاعية أو عبر الاسطوانات أو التليفزيون التفاعلي للوصول إلى المتعلمين”.
للتعليم الإلكتروني بأنه ” نظام تعليمي يستخدم تقنيات المعلومـات وشبكات الحاسوب في تدعيم وتوسيع نطاق العملية التعليمية من خلال مجموعة مـن الوسـائل منها: أجهزة الحاسوب والإنترنت والبرامج الإلكترونية المعدة أما من قبل المختصين في الوزارة أو الشركات”.
للتعليم الإلكتروني بأنه “منظومة تعليمية لتقديم البرامج التعليمية أو التدريبية للمتعلمين أو المتدربين في أى وقت وفي أي مكـان باسـتخدام تقنيـات المعلومـات والاتصالات التفاعلية مثل (الإنترنت، القنوات المحلية، البريد الإلكتروني، الأقراص الممغنطـة، أجهزة الحاسوب. إلخ) لتوفير بيئة تعليمية تفاعلية متعددة المصادر بطريقة متزامنة في الفـصل الدراسي أو غير متزامنة عن بعد دون الالتزام بمكان محدد اعتماداً على التعلم الذاتي والتفاعلي بين المتعلم والمعلم”.
عرف للتعليم الإلكتروني بأنه “التعلم المخطط الذي يحدث غالباً فـي مكان بعيد عن قاعات المحاضرات والذي يتطلب طرقاً خاصة في تصميم المقررات، وتدريسها، والوصول إليها كما أنه يتطلب طرقاً خاصة في التفاعل بين المعلم والمتعلم أو بـين المتعلمـين أنفسهم، ويكون التفاعل باستخدام تقنيات المعلومات والاتصالات الحديثة بشكل متزامن أو غيـر متزامن”.ص٢ و يتضح بأن أصحاب وجهة النظر السابقة يرون بأن التعليم الإلكتروني نظـام متكامـل لا يهتم فقط بتقديم المحتوى بل يهتم بكل عناصر المنهج من(أهداف ومحتوى وأنـشطة وأسـاليب تقويم). ومما سبق يمكن تحديد أهم العوامل التي أدت إلى التباين في تعريف التعليم الإلكترونـي بالاستفادة فيما يلي:
١ – تنوع خلفيات الإعداد للمهتمين بالتعليم الإلكتروني: فالتعليم الإلكتروني باعتبـاره اتجاهـاً حديث النشأة فإن معظم المهتمين به تلقوا إعدادهم في مجالات معرفية أخـرى مثـل (تقنيـة – اتصالات-تربية-مكتبات-جغرافيا،………) وكل مجال من هذه المجالات له اهتماماته النظرية وتوجهه المنهجي مما جعل كل منهم ينظر له من الزاوية التي تخدم تخصصه وتتفق معه .
٢ – حداثة التعليم الإلكتروني وارتباطه بتكنولوجيا التعليم التي تنمو وتتطور يوماً بعد يوم .
٣ – الاختلاف في ترجمة مصطلح في الأدبيات العربية حيث، ترجم إلى لفظتين:
الأولي هي (التعليم الإلكتروني)
الثانية هي (التعلم الإلكتروني)
حيث يـرى الموسـي بأن هناك فرق بين التعلم الإلكتروني والتعليم الإلكترونـي ، ولكـن سـوف يـتم استخدامه كلمة التعليم لأنها تشمل العلمية التعليمية، فيما يري زيتـون بـأن الترجمة الدقيقة لمصطلح learning-E هو التعـلم الإلكـتروني لأنه يستخدم جنباً إلى جنب مع التعليم التقليدي وخاصة في مراحـل التعليم العام ويحتاج إلى متابعة وتوجيه من قبل المعلمين وضبط ورقابة مـن خـلال اسـتخدام الشبكة الداخلية نظراً لما للشبكة العالمية للمعلومات من أخطار جسيمة.
٤ – تعدد مسميات التعليم الإلكتروني حيث يسمى بعدة تسميات منا: التعليم الإلكتروني، التعلـيم الافتراضي، التعليم الرقمي، التعليم عن بعد،…. كما يتضح من التعريفات السابقة.
٥ -عدم الاتفاق على أدوات التعليم الإلكتروني، وهل تقتصر على الوسائط الحديثة (الحاسـب، الإنترنت) أم تتضمن الوسائط الحديثة والتقليدية (الحاسب وشبكاته، المذياع، الفيديو، التليفزيون). بالاستفادة مما سبق تعرف الباحثة التعليم الإلكتروني بأنه: نظام تعليمي يقدم بيئـة تعليميـة تفاعلية متعددة المصادر بالاعتماد على الحاسب الآلي وشبكات الإنترنت فضلاً عن إمكانية إدارة هذا التعلم ومحتواه إلكترونياً، مما أدى إلى تجاوز مفهوم عملية التعليم والتعلم جدران الفـصول الدراسية وأتاح للمعلم دعم ومساعدة المتعلم في أي وقت سواء بشكل متزامن أو غير متزامن. ويقتضي التعريف السابق للتعليم الإلكتروني عدداً
من الخصائص هي:
• التعليم الإلكتروني نظام مخطط له ومصمم تـصميماً جيـداً لـه مدخلاتـه وعملياتـه ومخرجاته.
• التعليم الإلكتروني تعليماً مرن يحدث في أي وقت وفي أي مكان تتـوافر فيـه أدواتـه وبالسرعة التي تناسب المتعلم.
• التعليم الإلكتروني لا يقتصر فقط على تقديم المحتوى ولكنه يهتم بجميع عناصر المـنهج (الأهداف – المحتوى – الأساليب والأنشطة – التقويم).
• التعليم الإلكتروني يقدم المحتوى بالاعتماد على الوسائط المتعددة (الصوت، الـصورة، النص، الحركة) عبر الوسائط الإلكترونية الحديثة (الحاسب، الإنترنت).
• التعليم الإلكتروني ليس شرطاً أن يكون تعليم عن بعد بل قـد يحـدث داخـل الفـصل الدراسي.
• التعليم الإلكتروني يغير صورة الفصل التقليدي إلقاء من قبل المعلم وإنصات من المتعلم) إلى بيئة تعلم تفاعلية بين المتعلم ومصادر التعلم المختلفة وبينه وبين زملاءه ومعلمه.
• التعليم الإلكتروني لا يلغي دور المعلم ولكنه يغير منه ويسانده، ويتيح مساعدته للمـتعلم في أي وقت.
• يتواكب مع التعليم الإلكتروني وجود إدارة إلكترونية (إدارة التعلم، إدارة محتوى التعلم) مسئولة عن قبـول وتسجـيل الدارسين والتسجيـل في المقـررات والحذف والإضافة، ودفع المصروفات، وإدارة المقررات، وتقديم المحتوى، والواجبـات، ومتابعـة تعلـيم الطالب والإشراف على أدوات التعلم التزامني وغير التزامني، وإدارة الاختبارات، ومنح الشهادات.
سيكون لدينا إن شاء الله عدة مقالات تتعلق بالتعلم الالكتروني انتظرونا وملاحظاتكم تهمنا .