مع إطلالة عام دراسي جديد يبدأ المعلمون، الجدد منهم والقدامى، بالتفكير بالتحديات التي ستواجههم في العام الجديد وكيف سيتعاملون معها وكيف يمضون عاماً جديداً يضيف إلى نتاجاتهم وخبراتهم. فكل عام جديد هو فرصة للتغيير والتجديد والتطوير، فقد لا يكون لدينا نفس طلبة العام الماضي أو قد نكون في غير المدرسة التي كنا فيها .

كما أن الطلبة في الصف ليسوا متشابهين؛ فهم يملكون شخصيات مختلفة وقدرات متفاوتة. لذلك ما دور المعلم في مواجهة هذه التغييرات والاختلافات وكيف يمضي عاماً جديداً يضيف إلى رصيده إنجازات بارزة وملموسة وبكل ثقة وحزم وثبات؟

كإجراء أساسي للاستفادة من الخبرات السابقة وتوظيفها في مواجهة التجارب الجديدة ينصح المعلم بالاحتفاظ بدفتر يوميات خاص خلال العام الدراسي يدون فيه أهم الملاحظات عن الأحداث والأفكار، ويقوم بقراءة تلك اليوميات والتأمل فيها والقيام بعملية تقييم موضوعية لما تم إنجازه بنجاح وما لم يتم ليستفيد من تلك النتائج في الممارسات المستقبلية بكل ثقة واقتدار

ومن المقترحات الأخرى التي تساعد المعلم على بدء عام دراسي ناجح ما يلي:
– ضع قائمة بالأمور التي تعتقد أنها ستكون تحديات بالنسبة لك، وصمم الخطط للتفكير في كيفية مواجهتها والتكيف معها، وضع أهدافاً واقعية لنفسك وحدد المهام، ونظم خطتك بحيث تنجز هدفاً أو هدفين منها في كل يوم. ذلك لأن التخطيط يجعلك ترى إنجازاتك بوضوح، وهذا الأمر محفز كبير لك للبدء بنشاط وهمة عاليين في العام الجديد.
– حدد ضمن خطتك المواد والأدوات اللازمة لك للعام الدراسي لتطلبها من مديرك في الوقت المناسب لتفعيل عملية تعليمك وتعلم طلبتك.

استفد من الدورات التدريبية التي تعقد في بداية العام الدراسي لتطوير ذاتك وكفاياتك المهنية. واحرص على مزيد من التطور من خلال القراءات المتخصصة وتصفح الإنترنت، وتواصل مع المعلمين الآخرين واستفد من خبراتهم وتجاربهم.
– كن موضوعياً عند تحديد حاجاتك المهنية لمديرك أو مشرفك في بداية العام الدراسي؛ فهما يقدمان الفرصة لك للارتقاء والتقدم في عملك.
– هيء الغرفة الصفية بشكل مناسب لاستقبال طلبتك ونسق مع الإدارة لصيانة ما يلزم وزود الغرفة بالوسائل والمواد التعليمية المناسبة. وإذا كنت مسؤولاً عن مختبر أو مشغل معين فتابع عمليات الصيانة له وتزويده بالمواد والأدوات اللازمة، وضع دائماً لمستك المميزة على المرافق الخاصة بك. إن إنجاز هذه الأعمال يوفر لك الوقت كاملاً للتعليم منذ بداية العام الدراسي، ويجعلك وطلبتك تشعرون بالتغيير والتجديد

في حال وجدت أن الأشياء ليست جاهزة وأن الأمور على غير ما يرام فما عليك إلا الالتزام بالهدوء والتروي، وابدأ بما يمكنك أنت عمله وتدبيره واستمتع بالعمل مع طلبتك وصفك ومادتك التعليمية.
– التنظيم هو أساس العمل وخفض التوتر. وكلما كنت أكثر تنظيماً كلما كان من الأسهل عليك البدء من جديد. وتأكد بأن تنظيم الصف والإجراءات العملية الأخرى هي أسس الضبط والنظام الصفي اللذين سيتيحان لك ولطلبتك الانخراط الفاعل في عملية التعليم والتعلم.
– الإطلاع الواعي على أدلة المعلم والاستفادة منها وبخاصة من مقدماتها التي تشرح الطرائق والأساليب المناسبة لتدريس محتوى الكتب المدرسية، وكذلك قراءة الكتب المدرسية الجديدة أو المعدلة. بالإضافة إلى أهمية الاطلاع على ملاحظات التأمل الذاتي التي تم وضعها على مذكرات التحضير في العام الدراسي المنتهي

 لا تتردد في طلب المساعدة والمشورة من المعلمين القدامى والخبراء والمتمرسين في التعليم، وخاصة إذا كنت معلماً جديداً، فهم من أهم مصادر المعرفة. واستفد أيضاً من المواد التعليمية التي أعدوها، واسألهم عن كيفية التعامل مع الطلبة ومع المادة التعليمية، واطلب من أحدهم متابعتك طيلة العام الدراسي.

* أما عن كيفية قضاء اليوم الأول من العام الدراسي فينصح المعلمون، وبخاصة الجدد منهم، بما يلي:
– كسر الجمود بينك وبين الطلبة وبين الطلبة أنفسهم من خلال التعريف بنفسك وتعريف الطلبة بعضهم ببعض. رحب بالجميع وبخاصة الطلبة الجدد، ثم افتح حواراً حول العطلة الصيفية وكيف قضاها الجميع.
– وضح للطلبة ما هي توقعاتك منهم، ثم قم بتقسيمهم إلى مجموعات من أربعة طلبة في كل منها واطلب منهم أن يكتبوا ثلاثة أشياء يتوقعونها منك. ثم دع الصف يناقش التوقعات ويخلص إلى قائمة واحدة. وبعد ذلك أوضح للطلبة موقفك إزاء توقعاتهم وكيف ستقوم بتلبية احتياجاتهم.
– أرسل رسالة مع كل طالب للأهل تهنئهم فيها بالعام الدراسي الجديد تشرح من خلالها أموراً أساسية عن المادة الدراسية والواجبات المدرسية والمواد المطلوبة.
– قدم لطلبتك نسخاً مكتوبة عن قواعد السلوك المقبول، وقم بشرحها لهم ووضح لهم النتائج المترتبة على خرق تلك القواعد وهذا نموذج من النماذج .

جهز لوحات خاصة للمكافأة على الاجتهاد والسلوك الحسن، وعلقها في مكان بارز داخل الصف.
اطلب من كل طالب أن يكتب فقرة عن نفسه، واجمع أوراق الطلبة وافسح المجال لمن يرغب منهم بقراءة فقرته للصف بأن يقوم بذلك. وشجع الصف على القيام ببعض الأنشطة كالرسم أو قراءة القصص أو إلقاء القصائد.
– وتذكر دائماً، عزيزي المعلم، أن أهم ما يمكن أن يساعدك في مواجهة التحديات والتغييرات الجديدة هو مواقفك الثابتة والراسخة وثقتك العالية بالنفس. ومع أخذ الأمور التي تم ذكرها أعلاه بعين الاعتبار فسوف تضمن، بإذن الله، نجاحك ونجاح طلبتك في عام دراسي جديد يملأه النجاح والسداد.

3 thoughts on “كيف يستعد المعلم لبدء العام الدراسي الجديد؟

  1. يقول ام اسيل:

    بارك الله فيك استاذ نستفيد منك كثير

  2. يقول mansor:

    جزاك الله خير أستاذنا نصائح قيمة بوركت

Comments are closed.

error

يمكنك متابعتنا ووضع لايك .. ليصلك كل جديد